#1
|
||||
|
||||
قصص قصيرة..بعبر كبيرة
السلا عليكم ورحمة الله وبركاته اباء وقناعة روى الإمام أبو الحسن يحيى بن نجاح قال: إن عثمان بن عفان رضي الله عنه، أرسل إلى أبي ذَرّ الغفاري رضي الله عنه بصـُرة، فيها نفقة، على يد عبد له. وقال للعبد: إن قبلها فأنت حر، فأتاه بها فلم يقبلها. فقال له العبد: اقبلها يرحمك الله، فإن فيها عتقي. فقال أبو ذر: إن كان فيها عتقك، ففيها رقي، وأبى أن يقبلها. اتدري بما غفرت لك يروى أن بعض أصحاب الشبلي رآه في النوم بعد موته، فقال له: ماذا فعل الله بك؟ قال الشبلي: أوقفني الله بين يديه وقال: يا أبا بكر، أتدري بماذا غفرت لك؟ قلت: بصالح عملي؟ قال: لا. قلت: بإخلاصي في عبوديتي؟ قال: لا. قلت: بحجي وصومي وصلاتي؟ قال: لا. لم أغفر لك بذلك. قلت: بهجرتي إلى الصالحين و إدامة أسفاري في طلب العلوم؟ قال: لا. قلت: فهذه يا رب هي المنجيات التي كنت أعقد عليها خنصري وظني أنك تعفو عني وترحمني. قال: كل هذه لم أغفر لك بها. قلت: فَبِمَ يا رب؟ قال: أتذكر حين كنت تمشي في دروب بغداد، فوجدت هرة صغيرة قد أضعفها البرد، وهي تنزوي من جدار إلى جدار من شدة البرد والثلج، فأخذتها رحمة لها، وأدخلتها في فروٍ كان عليك وقاية لها؟ قلت: نعم! قال: برحمتك لتلك الهرة رحمتك. تجارة عثمان مع الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: حدث في خلافة أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، أن أصاب الناس قحط، فلما اشتد بهم الأمر. ذهبوا إلى الخليفة، وقالوا له: (يا خليفة رسول الله، إن السماء لم تمطر، والأرض لم تنبت وقد توقع الناس الهلاك. فماذا نصنع؟). فقال لهم: انصرفوا واصبروا، فإني أرجو ألا تمسوا حتى يفرّج الله عنكم فلما كان آخر النهار، وردت الأنباء بأن عيراً لعثمان بن عفان، قد قدمت من الشام، وتصبح بالمدينة. فلما جاءت، خرج الناس يتلقونها، فإذا هي ألف بعير موسوقة بـُرّا وزيتاً وزبيباً، فأناخت بباب عثمان، فلما جعل أحمالها في داره، جاءه التجار، فقال لهم: ماذا تريدون؟ فقالوا: إنك لتعلم ما نريد. بعنا من هذا الذي وصل إليك، فإنك تعلم حاجة الناس إليه. فقال عثمان: "حبّا وكرامة" كم تربحونني على شرائي؟ قالوا: الدرهم درهمين. قال: أُعطيت زيادة على هذا. قالوا: أربعة. قال: أعطيت أكثر. قالوا: نربحك خمسة. قال: أعطيت أكثر. فقالوا: ما في المدينة تجار غيرنا، وما سبقنا أحد إليك، فمن الذي أعطاك أكثر مما أعطينا؟ قال: إن الله أعطاني بكل درهم عشرة. فهل عندكم زيادة؟ قالوا: لا. قال: فإني أشهد الله، أني جعلت ما حملت هذه العير صدقة لله على المساكين وفقراء المسلمين، ثم أخذ يُفرق بضاعته، فما بقي من فقراء المدينة أحد إلا أخذ ما يكفيه وأهله. بنات امير المؤمنين كان لأمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، رحمه الله غلام، وكان خازناً لبيت المال وكان لعمر بنات، فجئن إليه وقلن له: غداً العيد، ونساء الرعية وبناتهم يلمننا ويقلن، أنتن بنات أمير المؤمنين، ونراكن عريانات، لا أقل من ثياب بيضاء تلبسنها، وبكيـْن عنده، فضاق صدر عمر، ودعا غلامه الخازن وقال له: أعطني مشاهرتي لشهر واحد، فقال الخازن: يا أمير المؤمنين، تأخذ المشاهرة من بيت المال سلفاً، أتظن أن لك عمر شهر؟ فأطرق عمر، ثم رفع رأسه وقال: نعم ما قلت أيها الغلام، بارك الله فيك، ثم التفت إلى بناته وقال: اكظمن شهواتكن، فإن الجنة لا يدخلها أحد إلا بمشقة. الهدية والرشوة اشتهى الخليفة عمر بن عبد العزيز تفاحاً، فأهدى له رجل من أهل بيته بعضاً منه. فقال عمر: ماأطيب ريحه وأحسنه! ردّه يا غلام على من أتى به. فقيل له: يا أمير المؤمنين، ابن عمك، رجل من أهل بيتك، وقد بلغك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل الهدية. فقال: إن الهدية كانت للنبي هدية، وهي اليوم لنا رشوة. من زوايا العدالة عندما استولى العرب على شمال إفريقية، وقبل أن يقوم طارق بن زياد بغزو إسبانيا، هاجر أحد الإسبانيين إلى مراكش، هرباً من ظلم الإسبانيين وبطشهم، واختلط بالعرب، وشرب من مناهل آدابهم وعلومهم، وذهب يوماً إلى مجلس قضائهم، فوجد فقيراً يهودياً، يقدم قضيته للقاضي، الذي أكرمه وسأله عن شأنه، فقال: "أشكو إليك موسى بن نصير قائد جيوش المسلمين، فقد طلب مني أرضي التي أتعيش من فلاحتها، لينزل فيها بعض المحاربين، فطلبت ثمناً بخساً فاغتصبها، وأنا رجل فقير، فقال القاضي، عليَّ بموسى بن نصير فحضر وطلب إليه القاضي أن يقف بجانب اليهودي، وبعد سماع أقوالهما، عذر القاضي موسى بن نصير، وقال له: المفاوضة في الثمن قبل الاغتصاب، ويعوض عما أصابه من انتهاك حرمة حقه، أن تدفع ما طلب، فدفع موسى صاغراً ثم انصرف: فتعجب الإسباني، ولم يصدق أن موسى بن نصير نفسه، هو الذي كان واقفاً بجوار الفقير اليهودي، أمام القاضي، وقال: هذا رجل يهودي، واليهود في إسبانيا، يعتبرون نجساً، ويضطهدون لأنهم ليسوا على دين المسيح، فقيل له: "إن الدين الإسلامي ينهانا أن نأكل أموال الناس بالباطل، وليس على هذا اليهودي إلا الجزية ومتى أداها فله ذمة وحق، مثل ذمتنا وحقنا، وسأل الإسباني، وهل يجوز لفقير أو أحد من الناس، أن يشكو الوالي؟ فقيل له: ولم لا؟ وهل وُلـِّيَ الوالي إلا للقيام على حفظ الحقوق، ورعاية مصالح الناس؟ فأولى به أن يقوم بها فيما يخصه، فقال الإسباني: حقاً أن العرب أشباه الملائكة، نزلت عليهم روح من أرواح القدس الأعلى، لينشروا على الأرض، ظلال السلام والرحمة والعدل. |
#2
|
||||
|
||||
فعلا قصص روعة وبها عبر رائعة ومفيدة
بارك الله فيك اخى الكريم |
#3
|
||||
|
||||
قصة رائعه ومعبرة جزاك الله خيرا اخى الكريم ...
|
#4
|
|||
|
|||
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي
__________________
كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار يكفيني كتاب ربي وسنة نبيي واقتدائي بسلفي الصالح وجلبابي هو رمز حيائي |
#5
|
|||
|
|||
ما شاء الله موضوع جد مميز
|
#6
|
||||
|
||||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخى الكريم محمد اشكر حضرتك على هذا الطرح المعبر العطر جزاك الله خيراً
__________________
. اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ ، وَمِنَ اليَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا ، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا ، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا ، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا ، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا ، وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا ، وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا ، وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا ، وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا |
#7
|
||||
|
||||
العبرة لمن اعتبر
بارك الله مروركم الطيب العطر دمتم بخير اخواني اخواتي |
#8
|
||||
|
||||
اخي الكريم محمد جزاك الله خيرا على الطرح الطيب
موضوع قيم كما عودتنا دائما.. بارك الله فيك في حفظ الباري....
__________________
ودي اموت اليوم وأعيش باكر.. وأشوف منهو بعد موتي فقدني.. ______________ |
#9
|
||||
|
||||
السلام عليكم اخي في الله
بارك الله فيك ع القصص الرائعة والمعبرة جزاك الله خير الجزاء |
#10
|
||||
|
||||
السلام عليكم بارك الله فيك اخي ( محمد) على هذة القصة الرائعة جزاك الله الف خير واثقل بها كفك اليمين وادخلك الجنة..... |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |