من صفات الداعية والمرشد - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60011 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 803 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          خطورة الإشاعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من الخذلان الجهل بالأعداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-08-2019, 03:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,609
الدولة : Egypt
افتراضي من صفات الداعية والمرشد

من صفات الداعية والمرشد
د. وليد أحمد فتيجي*


أهدى لي صديق عزيز راجح العقل واسع العلم غزير الإطلاع مجموعة من الكتب للمؤلف التركي الشيخ محمد فتح الله كولن، وكثير من هذه الكتب قد ترجمت إلى لغات كثيرة منها العربية والإنجليزية والألمانية والبلغارية والألبانية والاندونيسية والروسية والكورية.
وأحد هذه الكتب بعنوان "طرق الإرشاد في الفكر والحياة" وهو كتاب قيم فريد من نوعه يتحدث عن فقه المعاناة والألم من أجل الدعوة، ومحاولة جادة لتصحيح الفوضوية الروحية والفكرية التي تعاني منها الدعوات، كما يهدف الكتاب إلى إرساء قواعد أساسية منظمة في "العمل الدعوي" تحول بين الداعية والتفلت إلى مجالات أخرى غير منضبطة.
وقد احتوت مقدمة الكتاب على جُمل تحمل معان عميقة اخترت بعضها. تقول المقدمة:-"عندما لا يصدر كلامك محَّملاً بألطاف من الشفقة والرحمة بأولئك المجذومين روحياً ومعنوياً، فإن كلامك معهم لا يزيد عن كونه ثرثرة لا يترك أثراً في أحد. وعندما لا تحس بأنفاس الملائكة تمازج أنفاسك وبرفيف أجنحتها يلاطف وجهك شاهدة على ما ينطق به لسانك فلن تشُمَّ رائحة الصدق الذي من دونه لا تتفتح لكلامك قلوب الآخرين وعقولهم. وعندما لا تدفعك مسؤوليات الدعوة لزيادة الإدراك، وفهم توجهات العالم الروحية والفكرية، واكتشاف اللغة التي يمكن من خلالها أن يفهمك فأنت عابث غير جاد، والعابثون من الدعاة يضرون، ولا ينفعون ويؤخرون ولا يقدمون".
ويفرد الكاتب في الفصل الثالث من الكتاب توصيفاً لما يجب أن تكون عليه روح المُبلِّغ والداعي إلى الله وإلى الحق تنويراً لطريق رجال الإرشاد ومن هذه الصفات ما يلي:-
الشفقة: يقول الكاتب "إن المُبلِّغ هو بطل الشفقة والرحمة قبل كل شيء، لا يتوسل لدفع الآخرين إلى قبول الحق الذي يدعو إليه بالوسائل الخاطئه كاستعمال القسوة والخشونة والإكراه، لأن استقرار الإيمان بالله في القلوب ليس بهذه الوسائل قطعاً، بل الشفقة في الإرشاد تليِّن القلوب وترقق الوجدان، وتجعلهما تستأنسان وتتهيآن بقبول الإيمان بالله وبرسوله. المُبلِّغ يدفع مخاطبهُ إلى التصديق بالإقناع، فيحيطه بعلمه ويجذبه إليه بفضائله. فكل من يتعرف ويشاهد المُبلِّغ، يشاهده أنموذج شخصية مجهزة بالفضائل" واستشهد الكاتب بقدوتنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في تعامله مع من رشقوه وأدموه، وضيقوا عليه الخناق ووضعوا القازورات على رأسه وهو في الصلاة ورموا الأشواك في طريقه ورفضه عرض الملك "إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين" بقوله "أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً" وقوله في ساحة الحرب وقد انكسرت سنّه الشريفه ونزف وجهه الشريف "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون" وكلها صور من صور تفجر الرحمة والشفقة من روحه الشريفة وحرصه على صد البلاء الذي قد ينزل على الكفار نتيجة إعراضهم...
الدعاء:- يقول الكاتب" الدعاء لدى المُبلِّغ وصف ملازم له لا يقل أهمية عن أوصافه الأخرى. فهو لا ينتظر تأثير كلامه في المخاطب ونفوذه إلى قلبه إلاَّ من الله تعالى، اذ هو المالك لكل شيء، وقلوب عباده بين أصبعين من أصابعه سبحانه وتعالى يقلبها كيف يشاء .. أما الأمر الإلهي "قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاماً" فيستقر في قلب المُبلِّغ كالبوصلة الحساسة تدله دائماً على محراب الدعاء والتفرغ والإنابة. فالدعاء سلاح المؤمن، ولا يعني هذا أن المُبلِّغ يترك صورة المنطق المُتَّسِم بالعقل، بل يعني أن المُبلِّغ يعرف بدقة متناهية مواضع كل من العقل والمنطق والدعاء وقد جَّرب الرسول الكريم كل وسيلة مشروعة لهداية الناس، وكان ملازماً للدعاء.
المنطق والواقعية:- وقد ساق الكاتب قصة جُليبيب رضي الله عنه، حيث كان ضعيف الإرادة تجاه النساء وكان الصحابة الكرام ينزعجون من أطواره ويعجزون عن ردعه فأعلموا رسول الله وجرت بينه وبين رسول الله محاورة منطقية حاور فيها المُبلِّغ "رسول الأمة" عقل ومنطق جُليبيب في الحديث المعروف حين قال له صلى الله عليه وسلم أتحبهُ لأمك؟ أفتحبهُ لإبنتك؟ أفتحبهُ لأختك؟ أفتحبهُ لعمتك؟ أفتحبهُ لخالتك؟ وفي كل مرة يجيب جُليبيب بقوله لا والله جعلني الله فداءك .. ويجيب رسول الله في كل مرة بقوله:- ولا الناس يحبونه لأمهاتهم ولا بناتهم ولا لأخواتهم ولا لعماتهم ولا لخالاتهم. ثم وضع الرسول الكريم يده عليه وقال "اللهم اغفر ذنبه وطهِّر قلبه وحصِّن فرجه "فأصبح جُليبيب من أعف الشباب في المدينة وتمر الأيام ويخرج رسول الله في غزوة من غزواته وعند الفيء سأل صحابته هل تفقدون من أحد؟ قالوا لا قال ولكني أفقد جُليبيبا فاطلبوه في القتلى فوجدوه إلى جانب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه فقال رسول الله "قتل سبعة ثم قتلوه. هذا مني وأنا منه، هذا مني وأنا منه "ثم وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ساعديه وحفر له، ما له سرير إلاَّ ساعدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وضعه في قبره ويقول الكاتب "وهكذا أصبح جُليبيب بجناحي المنطق والدعاء طائراً من طيور العالم الآخر".
من صفات الداعية والمرشد 2/2
تحدثنا في المقال السابق عن كتاب "طرق الإرشاد والفكر" للشيخ محمد فتح الله كولن، الذي يتحدث فيه عن فقه المعاناة والألم من أجل الدعوة، والكتاب محاولة جادة لتصحيح الفوضوية الروحية والفكرية التي تعاني منها الدعوات، كما يهدف إلى إرساء قواعد أساسية منظمة في "العمل الدعوي" تحول بين الداعية والتفلت إلى مجالات أخرى غير منضبطة.
وقد احتوت مقدمة الكتاب على جُمل تحمل معان عميقة اخترت بعضها. تقول المقدمة:-"عندما لا يصدر كلامك محَّملاً بألطاف من الشفقة والرحمة بأولئك المجذومين روحياً ومعنوياً، فإن كلامك معهم لا يزيد عن كونه ثرثرة لا يترك أثراً في أحد. وعندما لا تحس بأنفاس الملائكة تمازج أنفاسك وبرفيف أجنحتها يلاطف وجهك شاهدة على ما ينطق به لسانك فلن تشُمَّ رائحة الصدق الذي من دونه لا تتفتح لكلامك قلوب الآخرين وعقولهم. وعندما لا تدفعك مسؤوليات الدعوة لزيادة الإدراك، وفهم توجهات العالم الروحية والفكرية، واكتشاف اللغة التي يمكن من خلالها أن يفهمك فأنت عابث غير جاد، والعابثون من الدعاة يضرون، ولا ينفعون ويؤخرون ولا يقدمون".
ويفرد الكاتب في الفصل الثالث من الكتاب توصيفاً لما يجب أن تكون عليه روح المُبلِّغ والداعي إلى الله وإلى الحق تنويراً لطريق رجال الإرشاد ومن الصفات التي ذُكرت في المقال السابق "الشفقة، والدعاء" وصفات أخرى نذكرها اليوم وهي:-
التسامح: ولنا القدوة والمثل في قول رسولنا لأعدائه من أهل مكة "اذهبوا فأنتم الطلقاء" وقول يوسف عليه السلام لأخوته "لاتثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين".
رهافة الحس: يقول الكاتب "المُبلِّغ رهيف وشديد الحساسية تجاه ضلال الناس عن الحق، يؤلمه إعراضهم عن أوامر الله تعالى واعتراضهم عليه ألماً شديداً في الصميم ويرسم القرآن الكريم الحالة النفسية الناشئة من شدة الحساسية والاضطراب الذي كان يعانيه الرسول في سبيل التبليغ والدعوة بالآيه الكريمة "لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين" الشعراء: 3 وهذه الحالة النفسية ينبغي أن يكون عليها كل مُبلِّغ ومرشد لله.
عمق العالم الروحي: يقول الكاتب "المُبلِّغ صاحب عالم روحي عميق أيضاً، ذلك لأن قوله ينعكس على الآخرين بنسبة عمق عالمه الروحي، فكلما اقترب إلى المولى العزيز قرَّبه المولى إليه حتى يكون بصره التي يبصر بها وأذنه التي يسمع بها ويده التي يبطش بها".
الشوق والإشتياق: فالمُبلِّغ يؤدي وظيفته في جو مفعم بالعشق والشوق وقد نجح رسول الله أن يبني شعور العشق للحق والحقيقة في أصحابه وقد ذكر الكاتب قصة أسر خُبيب وإعدامه يقول الكاتب "ثم رفعوه على خشبة الإعدام .. والآن آن الآوان للوداع الأخير فصوبت نحوه الحربة، بيد أن خُبيباً يجول ببصره أيضاً إلى من حوله علَّه يجد من يبلغه، فما كان يبحث عمن ينقذه من الموت، بل كان يريد أن يجد أحداً لينقذ حياته الأبدية ولو في هذه اللحظات الأخيرة" وهنا يكمن سر الدعاة لله أنهم يسعون لإنقاذ الحياة الأبدية الخالدة لمن يدعونهم ولا يبالون بحياتهم والتي هي لا تعدوا في نظرهم أن تكون ومضة بين أبدين. وجاءت الفرصة التي كان يترقبها الداعية المُبلِّغ الصحابي الجليل خُبيباً في سؤال تهكم من أحد مشركي قريش قائلاً "أتُحب أن محمداً الأن عندنا مكانك نضرب عنقه وإنك في أهلك؟" وكان عليه أن يقحم الحياة كلها في جملة واحدة ليظل التاريخ صامتاً صاغياً إليها وتبقى أبد الزمان تردد بها .. وهكذا كان .. وهكذا قال: "والله ما أحب أن محمداً الآن في مكانه الذي هو فيه تُصيبه شوكة تؤذيه وإني جالس في أهلي" وذهب عن خُبيب ما كان يشعر به من ضيق لعدم إيفائه بواجب التبليغ وكان آخر ما نطق به على خشبة الإعدام "السلام عليك يارسول الله" وكان الرسول جالساً مع أصحابه في المدينة، وإذ به قام وقال "وعليكم السلام يا خُبيب".
بغير هذه الروح ودراسة فقه المعاناه والألم من أجل الدعوة لا يكون الداعية داعية ولا المرشد مرشداً يقول الكاتب: "ان غالبية الناس يعيشون حياة مقطوعة الصلة بالله سبحانه وتعالى وإنقاذ هؤلاء من مثل هذه الدوامة أمر عسير جداً وجليل في الوقت نفسه ولكننا مضطرون إلى إجتياز هذه المشاق وتخطي هذه الصعوبات. إن المحبة والتسامح من الوسائل المهمة لتجاوز هذه الصعاب لأن أغلب الناس يواجه اما بالفوز بالحياة الأبدية أو خسرانها. ونحن نريد أن يفوزوا بحياتهم الأبدية. والحال أنهم لم يدركوا بعد عظم ما هم فيه من المهالك، ولهذا يستغربون مما نبذله من جهد وهمَّة على إنقاذهم، بل أحياناً يسخطون منا ويصدوننا. فالقيام بعمل مماثل يدفعهم إلى حرمانهم من الحياة الأبدية. لذا فان تصرفاتنا ينبغي أن تخالف تصرفاتهم وأعمالهم إذ لو علموا حراجة وضعهم لأدركوا سبب إهتمامنا وبذلنا الجهود. ولسعوا إلينا سعياً حثيثاً ولغمروا قلوبنا بالبهجة والسرور. لذا ينبغي الاستمرار في الإيقاظ والتنبيه على الرغم من استغرابهم وصدهم لنا. وهكذا فعل الأنبياء وكذا الأولياء والأصفياء وهم شموس الإنسانية وأقمارها".
هذه تكملة لبعض صفات الداعية والمرشد التي عرضناها لمن أراد أن يحمل راية الدعوة والإرشاد.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــ
* طبيب استشاري ورئيس مجلس إدارة مستشفى المركز الطبي الدولي
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.22 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]