|
|
ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#51
|
||||
|
||||
رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)
حيـــــــــاة الســــــعداء الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر (50) التوكل وفعل الأسباب: إن التوكل الصحيح هو طلب العون من الله تعالى للوصول إلى هدف أو تحقيق غاية، والأخذ بالأسباب المشروعة المؤدية إليها، فإذا تُرك أحد هذين العنصرين فإن التوكل يفقد مضمونه ومفعوله، رغم أن الله تعالى قادر على تأمين كل شيء وإحقاق كل مصلحة وظفر لعباده من غير علة أو سبب، ولا يعني هذا أن فعل السبب ينافي حقيقة التوكل؛ بل يؤكد عليها ما دام المتوكل يعتقد أن حصول الأشياء تتم بأمر الله تعالى وليس من فعل السبب نفسه، ولكن الله جعل الربط بينهما سنة كونية لحكمة هو يعلمها، والمتأمل في منهج القرآن والسنة النبوية وقصص الأنبياء والرسل عليهم السلام في دعواتهم سيجد هذه السنة واضحة وصريحة، ويمكن الإشارة إلى بعضها من خلال الآتي: 1- في طلب الرزق، أمر الله عباده بالسعي والعمل من أجل أرزاقهم فقال: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ غ– وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}(1). 2- في الحرب، يطلب الله تعالى من المؤمنين الأخذ بأسباب المواجهة مع الأعداء من العتاد والتجهيزات العسكرية وغيرها، رغم أنه تعالى قادر على هزيمتهم ودحرهم، قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّـهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّـهُ يَعْلَمُهُمْ غڑ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ}(2). 3- وفي قصص الأنبياء، أمر الله تعالى نبيه لوط عليه السلام قبل أن يحل بقومه العذاب أن يخرج بأتباعه بالليل حتى لا يلحق بهم العذاب، رغم أن الله تعالى قادر على أن ينجيهم من غير هذا الخروج، فقال: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ}(3). 4- وفي هجرة الرسول ï·؛ إلى المدينة، حيث خرج خفية مع أبي بكر رضي الله عنه، رغم أنه عليه الصلاة والسلام كان يستطيع أن يخرج على مرآى من قريش، من غير أن يلحق به أذى، ولكنه أخذ بسبب الحماية والحيطة في ذلك، وجعل هجرته سرًا، وكذلك في سائر أعماله عليه الصلاة والسلام، فكان يلبس في الغزوات الدرع ويحمل السيف والترس، وكان يخطط قبل المواجهة كما حدث في غزوة بدر حين استشار صحابته وأشاروا عليه بردم الآبار، وكلها أفعال أسباب لتحقيق الغاية والهدف. 5- في الشفاء من الأمراض، أمر النبي ï·؛ بالتداوي والعلاج لحصول الشفاء، رغم أن الله تعالى قادر على أن يشفي عباده من غير ذلك، فقال عليه الصلاة والسلام: «يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء أو قال دواء إلا داء واحدا قالوا يا رسول الله وما هو قال الهرم» (4). وأيضًا جعل الله تعالى تحقيق الشفاء في مادة العسل. -------------------------------------- (1) سورة الملك، الآية 15. (2) سورة الأنفال، الآية 60. (3) سورة هود، الآية 81. (4) سبق تخريجه.
__________________
|
#52
|
||||
|
||||
رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)
__________________
|
#53
|
||||
|
||||
رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)
__________________
|
#54
|
||||
|
||||
رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)
حيـــــــــاة الســــــعداء الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر (53) توصيــــات: وأخيرًا فهذه بعض الوصايا لأولئك القوم الذين ابتلاهم الله تعالى بالعجز أو المرض أو الفقر أو غيرها من الابتلاءات، من أجل أن يصبحوا عناصر إيجابية فاعلة في أنفسهم وأهليهم ومجتمعهم، وهي في الوقت نفسه عوامل معينة على تقوية التوكل على الله تعالى:1 – تجديد الشعور مع الله تعالى: وذلك بالتواصل المستمر مع الله، وتقوية العلاقة معه في التقرب إليه بالطاعات والدعاء والذكر، وقراءة القرآن وغيرها من العبادات، حتى تستقر النفس، لتنطلق بعدها للحياة بوجه آخر مختلف عما كانت عليه في السابق. 2 – ترك الأسباب المحرمة: وذلك بتبديلها بالأسباب المباحة والمشروعة، التي بيّنها الشرع وأقرّها العلماء، مثل ترك التداوي بالحرام والمعاصي من شرب للخمور أو تناول للمخدرات، أو الوقوف على أبواب المشعوذين والسحرة، وإبدال ذلك باللجوء إلى الله تعالى والوقوف على بابه، فهو أرحم بعباده من أنفسهم وذويهم وجميع الخلق، فلا يرد دعوة عبده المنيب إليه بصدق وإخلاص. 3 – الاعتقاد أن الخير فيما قدره الله وإن كان ظاهره غير ذلك، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه. 4 – اتباع سبل الخير وملازمة أهل الخير، وذلك بتقوية الإرادة وإخراجها من دائرة العجز والكسل إلى ميدان الحركة والنشاط، لأن الحياة قائمة على السعي من أجل إحقاق الحق ونشره وإبطال الباطل ودحره. 6 – القيام بالأعمال المقدور عليها وعدم تركها، وإن كانت يسيرة، أو كانت ثمرتها بعيدة المنال، يقول عليه الصلاة والسلام: «إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها، فليفعل» (1). * * * بهذه الصورة يتمكن الإنسان أن يؤدي دوره الحقيقي في الحياة، من خلال التوكل على الله تعالى وفق المنهج الذي رسمه رسول الله ﷺ في حديث البحث، وينتقل من مرحلة الكسل والعجر والاتكال على الأماني والأوهام إلى مرحلة العمل والجد والإبداع في واقع الحياة.--------------------------------- (1) أخرجه أحمد (3/191، رقم 13004). والبخاري في الأدب المفرد (ص168، رقم 479).
__________________
|
#55
|
||||
|
||||
رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)
حيـــــــــاة الســــــعداء الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر (54) محبة الله تعالى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ ï·؛ قَالَ «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ الله وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لله، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ» (1).مفهوم المحبة: في اللغة: أشار ابن القيم رحمه الله تعالى إلى عدة معان لمفهوم المحبة في اللغة فقال: «وهذه المادة تدور في اللغة على خمسة أشياء: أحدها: الصفاء والبياض، ومنه قولهم لصفاء بياض الأسنان ونضارتها: حَبَبُ الأسنان. الثاني: العلو والظهور، ومنه حَبَبَ الماء وحبابه، وهو ما يعلوه عند المطر الشديد، وحَبَبَ الكأس منه. الثالث: اللزوم والثبات، ومنه: حَبَّ البعير وأحبَّ إذا برك ولم يقم. الرابع: اللب، ومنه: حبة القلب، للُبّه وداخله، ومنه: الحبّة، لواحدة الحبوب، إذ هي أصل الشيء ومادته وقوامه. الخامس: الحفظ والإمساك، ومنه: حِبُّ الماء: للوعاء الذي يُحفظ فيه ويمسكه، وفيه معنى الثبوت أيضًا» (2). وأما في الاصطلاح فإن المحبة: هي ميل القلب نحو شيء معين، وظهور أثر ذلك في سلوك المحب. ----------------------- (1) أخرجه البخاري (ص6، رقم 16) كتاب الإيمان، باب حلاوة الإيمان. ومسلم (ص40، رقم 43) كتاب الإيمان، باب بيان خصال من اتصف بها وجد حلاوة الإيمان. (2) مدارج السالكين، للإمام ابن القيم، 3/ 9.
__________________
|
#56
|
||||
|
||||
رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)
حيـــــــــاة الســــــعداء الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر (55) أقسام المحبة - محبة الله تعالى لعبده أقسام المحبة: تنقسم المحبة إلى عدة أقسام:1 – محبة الله تعالى: ويمكن تقسيم هذه المحبة إلى قسمين: - محبة الله تعالى لعبده: إن محبة الله تعالى لعبده صفة من صفات الله تعالى لا تحتاج إلى تأويل أو تعطيل، كتأويل بعضهم على أنها الإحسان إليه، وهو مخالف للأدلة الصريحة من الكتاب والسنة، كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ غڑ ذَظ°لِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ غڑ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}(1). وقوله تعالى: {وَاللَّـهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}(2)، وقوله جل ثناؤه: { وَأَحْسِنُوا غ› إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}(3)، والآيات القرآنية كثيرة في إثبات هذه المحبة. ويقول عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي: «يقول الله تعالى: من عادى لي وليًا فقد بارزني بالمحاربة، وما تقرّب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرّب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته» (4). ------------------------------------------------------ (1) المائدة [54]. (2) آل عمران [146]. (3) البقرة [195]. (4) أخرجه البخاري (ص1127، رقم 6502) كتاب الرقاق، باب التواضع.
__________________
|
#57
|
||||
|
||||
رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)
حيـــــــــاة الســــــعداء الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر (56) - محبة العبد لربه: وهي من المحاب الواجبة على العبد، ومن دونها لا يتحقق الإيمان الحق، وقد جاءت الأدلة من الكتاب والسنة على وجود هذه المحبة ووجوبها، كقوله تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ غ– وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ غ— وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ}(1)، وقوله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ غ— وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}(2). وعن أنس رضي الله عنه: أن رجلاً سأل النبي ï·؛ عن الساعة، فقال: متى الساعة؟ قال: «وماذا أعددت لها؟» قال: لا شيء، إلا أني أحب الله ورسوله، فقال: «أنت مع من أحببت» قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي ï·؛: «أنت مع من أحببت» (3). وفي حديث آخر، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن رجلاً على عهد النبي ï·؛ كان اسمه عبدالله، وكان يلقِّب حِمَارًا، وكان يضحك رسول الله ï·؛، وكان النبي ï·؛ قد جلده في الشراب، فأُتيَ به يومًا، فأمر به فجُلد، فقال رجل من القوم: اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به، فقال النبي ï·؛: «لا تلعنوه، فوالله ما علمت أنه يحب الله ورسوله» (4). ----------------------------------- (1) البقرة [165]. (2) آل عمران [31]. (3) أخرجه البخاري (ص619-620، رقم 3688) كتاب فضائل أصحاب النبي ï·؛، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ومسلم (ص1149، رقم 2639) كتاب البر والصلة. (4) أخرجه البخاري (ص1169، رقم 678) كتاب الحدود، باب ما يكره من لعن شارب الخمر.
__________________
|
#58
|
||||
|
||||
رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)
__________________
|
#59
|
||||
|
||||
رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)
__________________
|
#60
|
||||
|
||||
رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)
حيـــــــــاة الســــــعداء الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر (59) المحاب الممنوعة: ويمكن تقسيم هذا النوع من المحاب إلى قسمين:1 – محبة المعصية: وهي محبة ما نهى الله عنه من الأقوال والأفعال، وتفضيلها على ما أمر بها من المحاب، وذلك مثل محبة الزنا والربا وشرب الخمر والسرقة والظلم وغيرها من المعاصي وتفضيلها على الفضيلة والاستقامة والعدل، وهذا اللون من المحبة ممنوع، لأنها مدخل إلى دائرة الفعل والعمل الذي يستوجب بعدها العقوبة في الدنيا والعذاب في الآخرة. وقد ذكر الله تعالى هذه المحبة في مواطن كثيرة من كتابه المبين على أنها محبة حقيقية حين تظهر آثارها الواقعية على الأرض، كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ غڑ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَـظ°ئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}(1)، وقوله تعالى عن ثمود لمّا فضّلوا حب الضلال على الهدى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىظ° عَلَى الْهُدَىظ° فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}(2)، وقوله تعالى: {الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا غڑ أُولَـظ°ئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ}(3) . 2 – محبة ما هو أدنى على ما هو أعلى: وهذا لا يعني أن محبة الأدنى محرمة، بل ربما تكون جائزة ومستحبة، ولكنها حين يجعل لها الأفضلية على ما هي أعلى تنقلب إلى محبة ممنوعة، وذلك مثل الذي يحب نفسه، فهذه محبة فطرية كامنة في كل نفس إنسانية، ولكن تتحول هذه المحبة إلى معصية حين تُفضل على محبة الله ورسوله ï·؛، وكذلك مثل محبة المال والأولاد والدنيا حين تسبق محبة الله ورسوله صلى الله عليه ومحبة الآخرة فإنها محبة ممنوعة يترتب عليها الحساب والعقاب، لقوله تعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوه َا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىظ° يَأْتِيَ اللَّـهُ بِأَمْرِهِ غ— وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}(4). ويقول عليه الصلاة والسلام: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين» (5). ------------------------------------ (1) التوبة [23]. (2) فصلت [17]. (3) إبراهيم [3]. (4) التوبة [24]. (5) سبق تخريجه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |