دعاة إلى الله، لكن مترفون...!!! - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-08-2019, 02:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي دعاة إلى الله، لكن مترفون...!!!

دعاة إلى الله، لكن مترفون...!!!



بنداود رضواني

بدهيات في طريق الدعوة إلى الله .
غوائل الدنيا و آفاتها لا حدود لها، و عيوبها و عوراتها لا حصر لها، وأما الذل فلصيق بمن تكبر فيها، والحسرة لازمة لمن اغتر بها، و مهما توهم المرء أن الدنيا قد صفت له وسلمت، أغرقته على حين غرة في مستنقع المفسدات والكادورات، وإذا سرته لحظة، طوقته الأحزان والمنغصات لحظات و لحظات....
هذه المسلمات العقيدية، والبدهيات الإيمانية هي من أوائل ما يتشبع به عقل الداعية إلى الله وقلبه ابتداء قبل أن ينهض بمهمته الرسالية، و وظيفته الدعوية.
ومصداق هذا الأمر، مبثوت في الرسالات المتعاقبة، والنبوات المترادفة. فما من رسول أو نبي الإ حذر من الإغترار بالدنيا، وأنذر من الإفتنان بها.
ومع ذلك، فهي في مقل المفتونين بها حلوة خضرة، ٩وزهرة فاتنة، و جنة فيحاء للهو واللعب، على الرغم أن حقيقتها لا تعدو أن تكون متاعا... كسائر الأمتعة، وكالهشيم تذروه الرياح....، و هي أشد بلاء على دين المرء من الشرك، وأرهق للنفس من الفقر، بل هي الحطب الذي به توقد نيران التنافس والبغضاء والتدابر والتقاتل .... بين الناس، لأنهم ( {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} ) الروم/7. وعن عمر رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : " لا تفتح الدنيا على أحد إلا ألقى الله بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة ". قال عمر : " وأنا أشفق من ذلك "، حدث به علي بن المديني في مسند الفاروق، وقال إسناده جيد.

( {إنهم كانوا قبل ذلك مترفين} )
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسير هذه الآية من سورة الواقعة: " أي قد ألهتهم دنياهم وعملوا لها وتنعموا، وتمتعوا بها، فألهاهم الأمل عن إحسان العمل، فهذا هو الترف الذي ذمهم الله عليه ".
ويذكر ابن خلدون في المقدمة، أن الترف من أسباب ضعف الدين في النفوس، فيقول: "واعلم أن أثر الخصب في البدن وأحواله، يظهر حتى في حال الدين والعبادة، فنجد المتقشّفين من أهل البادية أو الحاضرة ممّن يأخذ نفسه بالجوع والتجافي عن الملاذ أحسن دينا، وإقبالا على العبادة من أهل الترف والخصب".
يقول المؤرخ الأمريكي ويل ديورانت متحدثا في مؤلف " قصةالحضارة "، كتاب " حياة اليونان " عن علاقة الترف بانهيار بلاد اليونان: " سرت في جميع بلاد اليونان موجة من نقص المواليد، ومن قلة السكان تبعاً لهذا النقص، نشأ عنها أن أقفرت المدن من السكان، وأجدبت الأرض فلم تعد تخرج ثمرها. ذلك أن الناس قد انغمسوا في الترف والبخل والكسل "
كما أرجع المؤلف نفسه في الجزء الخاص بالحضارة الرومانية، سقوط دولة البطالمة في مصر - فترة الحكم من 305 إلى30 قبل الميلاد - في يد روما، نتيجة لحالتي الإنغماس في الرذائل والترف، والتي عمت البلاد، حيث يقول: "بدأ الإنحلال يدب في كل شيء، فانتقل البطالمة من الرذائل الطبيعية إلى الرذائل غير الطبيعية، ومن الذكاء إلى الغباوة، وانطلقوا يتزوجون بلا قيد، وبسرعة أفقدتهم احترام الشعب، وانغمسوا في الترف انغماساً أعجزهم عن إدارة دفة الحرب أو الحكم، وأفقدهم آخر الأمر القدرة على التفكير". هذا عن اليونان والبطالمة، أضف إليهما الدولة العباسية، وبلاد الأندلس وغيرها من الأمم والحضارات البائدة، والسبب المباشر فمعلوم: إنه الترف...
( {إنهم كانوا قبل ذلك مترفين} ).

الدعاة وفخ المباحات.
من القضايا المتداولة في الحقل الأصولي، أن الأصل في الأشياء والأفعال الدنيوية الإباحة، ما لم يصرفه دليل أو قرينة إلى غيره من الأحكام، وتعرف المساحة التي يشغلها المباح بمنطقة العفو.
و قد أشار المفكر المغربي عبدالمجيد الصغير في كتابه: " الفكر الأصولي وإشكالية السلطة العلمية في الإسلام ـ قراءة في نشأة علم الأصول ومقاصد الشريعة " إلى أن سبب اهتمام الشاطبي بالمباح يعود إلى " الغموض المعرفي الذي يشكو منه المباح، سواء في الكتب الأصولية أو حتى في التداول اليومي في الحياة العملية، ذلك الغموض الذي يجعل معناه متردداً بين المندوب والواجب من جهة، وبين المكروه والمحرم من جهة أخرى ".
فالشاطبي إذن سعى إلى رفع الغموض، وتجلية الإلتباس عن المباح، وعيا منه بما قد تفضي إليه ممارسة المكلف لهذا القسم من أقسام الحكم التكليفي من انحرافات، إما في هيئة إفراط أو على صورة تفريط....
ولقد سقط نفر من الدعاة إلى الله في فخ هذا الإلتباس، خاصة في صورته الإفراطية، بالتوسع في المباحات، والإستغراق في الآلاء والنعم. وسبب ذلك: إما ضعف في التكوين الشرعي، والإفتقار إلى الثقافة المقاصدية، أو غلبة الهوى والإغترار بالشهوات، أو هما معا...
فالنتيجة إقبال على المباح بنهم وإفراط، وخضوع نفسي للملذات، ومعانقة للشهوات. فحب هذا النفر من الدعاة للدنيا يداني حب العوام لها، يبدو ذلك في الهوس بالأنيق من الملبس، واللذيذ من الطعام، والنفيس من الأثاث....فالمظهر مظهر داعية، لكن المخبر مثل يا أيها الناس...!!!
إن اعتدال الداعية الى الله في التنعم، والتوسط في الترفه، مطلب شرعي، وضرورة دعوية، لكن وظيفته الرسالية هي أن يجلي حقيقة هذه الدنيا للناس وفق المنهج القراني والنبوي. لأن الماديات تطوق الإنسان المعاصر من كل جانب، والشهوات تلاحقه بالليل والنهار. فهو محتاج لمن ينتشله من أمراض التسوق العبثي، و لمن يقدم له عقارا لداء الشراء القهري...
ولا يمكن أن ينهض بهذا العمل الرسالي في ساحة الدعوة، إلا أولئك الذين تخففوا من الترف المادي، والأعراض الدنيوية...، فاقتصدوا في المأكل، واعتدلوا في المركب والملبس....،هم أولا قبل غيرهم.
تخففوا من الترف حتى لا تصير ساحة الدعوة إلى الله ميدانا للتنافس الدنيوي، والتباهي الاجتماعي، والتدابر والإختلاف...
نعم تخففوا من كل ذلك، حتى لا يكونوا دعاة مترفين..!!!!

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.63 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]