لا أرى .. قصة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 177 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28409 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60011 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 803 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-06-2019, 05:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي لا أرى .. قصة

لا أرى .. قصة

لعبير البكر




استسلمت له بكامل إرادتي.. إنه الطبيب.. بكامل هيبته..
بين مشارطه.. ومقصاته.. وعيناي الضعيفة المسكينة.. التي تريد أن ترى على الدوام..
بصري يضعف..
وعيناي تلتقط المزيد عن جراحة العيون..
عن الليزك.. الليزر.. حرت أيهما تناسب عيناي حتى قرر الطبيب أن أجري العملية.. أخبرني أنها سهلة جداً.. ونبهني إلى عدم القلق..
وحرّصني كثيراً على الموعد.. كما أنه قال لي صراحة إن غيري ينتظرون الدور إذا ما تخاذلت أقدامي.. وجزعت عيناي.. والأهم أنه قال: إذا لم تشف فأنت لن تتأثر!!
واستسلمت بكامل إرادة الرغبة في أن أرى أكثر من زرقاااء اليمامة..
رأيت كل شيء.. وجالت عيناي في كل ما كان صوراً رسمت خطوطها الأولية منذ الطفولة.. أقدامي العارية.. وتلك المركبة الوهمية التي تمتد من يدي وتعبر إلى الأرض.. منتهية من السيخ الحديدي إلى دائرة حديدية.. تدور باعوجاج.. نعبر بها الشوارع الترابية..
وحتى الأسقف الإسمنتية.. التي جعلت من ألعابنا تتحول إلى العرائس المزركشة وهي ترتدي حللاً بهية من صنع أم الجيران (غالية)..
والبحر الصغير الذي تدور فيه السمكات تفتح فاها، و"الصنارة" تلوح لذاك العمق المفتوح..
حتى كانت ألعابنا بتقنية عالية تعتمد الكهرباء في تشغيلها..
كل ما تختزنه الذاكرة صورته عيناي.. حتى هذا اليوم الذي أعيد ترتيب الألوان ووضوح الصور.. ولا أجد إلا رؤية مهتزة يقرر الطبيب أن أعيد الرؤية كما كانت..
دخلت المستشفى الكبير بطرقاته الممتدة وغرفه الكثيرة المملوءة أنّات.. المعبأة بالموت، الصارخة بالألم.. اذرع الطريق لعيادة الطبيب الذي قرر العملية..
وصلت.. ما كان إلا ممرضة عابسة.. لم تبتسم.. وتمنيت أن العينين اللتين طالتهما الرؤية المعتمة تتوقفان عن التقاط الصور المؤذية.. ومضيت أبلع ضيقي وتبرمي من مهنة بيضاء لوثها البعض بعبوس.. ورحمة ميتة..
دخلت واستويت على المقعد بأمر من الممرضة العابسة.. وقعت العينان ذاتهما برؤيتها المخلخلة على آخر يجلس على المقعد، ربما مرّ على كل ما مررت به حتى الممرضة العابسة..
من المؤكد أن عيناه التقطت صوراً كثيرة، والآن تريد أن تعيد إحساسها بجمالية الصور..
رميت السلام.. رد بشعور أبيض مكملاً برد التحية: ألف لا بأس..
ـ أشكر لطفك انتظر إجراء عملية….
قاطعني: أحسدك على هدوئك اليوم، أنتظر فقط تحديد الموعد وأحس برهبة كبيرة تحتلني.. كيف أنت؟
ـ لا أعلم ما الذي ينتظرني، ولكن كلي اعتماد على الله.. الخوف لا يجدي، إنه مسبب لارتفاع الضغط وأمور أخرى أنا في….
لم استطع إكمال كلامي.. تعالى صوت الممرضة العابسة: سالم محمد.. سالم محمد.. سا..
قاطعت صوتها النشاز بعربيته المكسّرة يتعالى في مستشفى حكومي الممرضات والعاملات فيه اعتدن الصياح على المرضى.. التفت إليها: أنا هنا..
بالعربية المكسرة ذاتها أمرتني بالدخول إلى الطبيب.. وساقتني أقدامي إليه.. ألقيت التحية، الطبيب يجلس خلف مكتبة بين أكوام الملفات الطبية..
حدثني عن حالتي قليلاً، وطلب مني أن أنتقل للغرفة الأخرى ليجري تهيئتي لإجراء العملية..
ما هي إلا ثواني.. أسمع أصوات وخطوات، استوى الطبيب على رأسي وبيّن لي خطواته بشكل مختصر.. بدأ بالعين اليمنى ثم اليسرى، بنج موضعي أحس فيه بكل ما يدور حولي.. بدأ الطبيب.. وكانت لحظة الصفر..
أحسست بكل شيء حتى لحظة… لا أرى، نعم، اصطلحت أن أقول عنها: لا أرى؛ لأنها بالفعل لحظة تمتم الطبيب أنه سيقوم بأخطر مرحلة وفيها سيكون كل ما حولي ظلالالالالالالالالالالام دامس، وبالفعل.. كانت تلك اللحظة العصيبة، ميزتها لأن الطبيب كان يجري الجراحة في العين اليمنى والعين اليسرى ترى..
تلقائياً أغمضتها.. أحسست بصعوبة بالغة وأنا أرى بعين، والأخرى كأنه غشاها ظلام مريع.. دارت كل تلك الأشياء في ذهني.. طفولة شاردة، وشباب مازال يرقب فرح الحياة.. وحياة قادمة أرسم فيها كل الأحلام، لحظات ظلام لا أرى فيها.. جعلتني أدرك نعمة كبرى أنعم بها الله عليّ.. ربما أسرفت على نفسي بالنظر إلى ما هو ممنوع أو منهي عنه، يا الله.. ما أكرمك.. وهبتنا أعظم نعمة..
لحظات وعاد الغشاء ذاته إلى عيني، ومن ثم العين الأخرى مرّ بها ما مرّ بسابقتها، واللحظات ذاتها والأفكار ذاتها.. لا أرى.. موجع ألا أرى..

خرجت بعد اتصال هاتفي بأخي أتكئ على نظره ليقود عيناي المتوجعة التي لا ترى بعد العملية.. ومضيت في طريقي …هل أرى؟ أيام وأنا أرى.. ليس بالضبط كزرقاء اليمامة.. ولكن بعيداً عن تلك الظلمة الحالكة.. فالحمدلله..!!
_____________________________
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.63 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]