أين أنت من دلائل الإخلاص؟ (اختبر نفسك)

[ابوالوليد المسلم]

أين أنت من دلائل الإخلاص؟ (اختبر نفسك)



ياسر محمود



لكل عمل صالح ركنين أساسيين لا يُقبل عند الله إلا بهما: إخلاص النية وموافقة الشرع، فبالركن الأول تتحقق صحة الباطن، وبالثاني تتحقق صحة الظاهر.


فلا يقبل الله تعالى عملا صالحا - مهما عظم - إلا إذا أخلص صاحبه نيته لله تعالى، وهذا مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو إلى امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه" (رواه البخاري).

نية أبلغ من عمل

بل إن النية المُخلصة لله تعالى يحرز بها المرء ثواب العمل كاملا وإن لم يؤده أو لم يقدر على إتمامه، وفي هذا يقول الحق تبارك وتعالى: }..ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله، وكان الله غفورا رحيما{. (سورة النساء، من الآية100).

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى فراشه، وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل، فغلبته عيناه حتى أصبح، كتب له ما نوى، وكان صدقة عليه من ربه". (رواه النسائي). وقال صلى الله عليه وسلم: "من سأل الله الشهادة بصدق، بلغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه" (رواه مسلم).

ويقول يحيى بن كثير: تعلموا النية، فإنها أبلغ من العمل.

وبدون الإخلاص يصبح كل عمل هباءً منثورا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه" (رواه مسلم).

طاعات.. آثام وخطايا!

وبفقد الإخلاص تصبح أعظم القربات والطاعات آثاما وخطايا يعاقب عليها العامل، كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: "إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه: رجل استشهد، فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال: جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل تعلم العلم وعلمه، وقرأ القرآن، فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل وسّع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال كله، فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: هو جواد، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار" (رواه مسلم).

اختبر نفسك

والإخلاص سر بين الله عز وجل وبين العبد، لا يعلمه ملك فيكتبه، ولا شيطان فيفسده، ولا هوى فيُميله، فهو عمل قلبي لا يطلع عليه أحد سوى الله عز وجل، وقد يتسرب الرياء أو غيره من الآفات التي تتنافى مع حقيقة الإخلاص إلى قلب المؤمن دون أن يشعر بها، لذا كان من الضروري على المسلم أن يبحث في زوايا قلبه عن حقيقة نواياه وبواعثه، فإن كان فيها حظ للدنيا أو للشيطان، جاهد أن ينقي قلبه من دخله، وأن يجرد نيته لله، وأن ينذر نفسه محررًا لربه من كل عبودية لغيره، وهذا ما نسعى أن نتعرف عليه خلال الاستبيان التالي، الذي يتضمن العديد من الأسئلة التي يمكن بالإجابة عليها أن نعرف أين نحن من بعض دلائل الإخلاص.

م

العبارات

دائما

أحيانا

لا

1

لا يغيب عني أن إخلاص النية شرط لقبول العمل الصالح.

2

أوقن أن النية قد تكون أبلغ من العمل.

3

أتوقف لحظات قبل بدء أي عمل لأصحح نيتي وقصدي.

4

أراقب نيتي أثناء أدائي أي عمل حتى لا يتغير قصدي.

5

أواظب على محاسبة نفسي بعد كل عمل لأقيِّم إخلاصي فيه.

6

أشعر بالخوف من سيئاتي ألا تُغفَر ومن حسناتي ألا تُقبَل.

7

أتحرى أن يكون حبي وبغضي لله تعالى.

8

أميل إلى عمل الصالحات في صمت بعيدًا عن الأضواء والشهرة.

9

لا أتكاسل عن أداء عمل خيري لأذى مَسَّني من الناس.

10

يستوي عندي مدح الناس أو ذمهم لي.

11

أستشعر أنه ما من عمل صالح أقوم به إلا بتوفيق من الله وحده.

12

أشعر دائمًا بالتقصير والتفريط في جنب الله.

13

أحرص على أن يكون لي أعمال صالحة لا يراني فيه إلا الله.

14

أكثر التوسل إلى الله بأن يجعلني من عباده المخلصين.

أعطِ نفسك درجات كالتالي:



دائما
أحيانا
لا
2
1
صفر






مجموع درجاتك =

إذا كان مجموع درجاتك أكثر من25:

نسأل الله أن يتقبلك في عباده المخلصين، واحذر أن تنقلب عليك نيتك في يوم من الأيام، وضع أمام ناظريك دائماً قول القائل: وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي في جهة منه، فأشعر به ينبت من الجهة الأخرى.

إذا كان مجموع درجاتك من 21 إلى 25:

ابحث عن نقاط الضعف ومواطن الوهن التي تنتابك من خلال العبارات السابقة، واجتهد في علاجها والتغلب عليها، واحرص على تصفية نيتك من الشوائب والرغبات الذاتية والدنيوية.

إذا كان مجموع درجاتك أقل من 21:


اجتهد في الابتعاد عن دائرة الخطر، واحرص على مصاحبة من تتوسم فيهم الإخلاص، وأكثر من القراءة في سير المخلصين، واعزم على مجاهدة نفسك، واطلب العون من الله.