هل تموت اللغة ؟! - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 68 - عددالزوار : 822 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 850185 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386318 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 71 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 72 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-09-2022, 02:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,538
الدولة : Egypt
افتراضي هل تموت اللغة ؟!

هل تموت اللغة ؟!


الدكتور محمد داود

(1) هل حقًّا تموت اللغة؟ ومتى تموت؟

«موْتُ اللغة».. ألا تبدو هذه العبارة قوية وصادمة؟! فالموت يَعْنى: فناء.. اندثار.. تلاشٍ.. زوال. أحقًّا تموت اللغة؟! نعم، تموت وهذا ما يؤكِّده التاريخ؛ فاللغات تُولَد وبالطبع تتغيَّر، وبعضها يموت أيضًا، لا على المجاز، بل يموت موتًا مادِّيًا ووفقًا لعلماء التنوُّع اللغوىّ، فقد ظهرت وازدهرت لغات كثيرة عَبْر مراحل التاريخ البشرىّ ثم آلت إلى الاندثار، دون أن تترك فى غالب الأحيان، أى أثر لحضارات أصحابها وعاداتهم وتقاليدهم.

والواقع أن اندثار اللغات ظاهرة طبيعية ليست جديدة؛ حيث أنها لم تتوقَّف على مدار تاريخ الحضارة البشرية.

يرى الباحثون اللغويون بأن هناك حوالى (30000) لغة وُلِدَت واختفت دون أن تترك أثرًا منذ (5000) سنة على الأقل ، إلَّا أن وتيرة انقراض اللغات قد تسارعت فى الآونة الأخيرة، منذ المرحلة الاستعمارية الأوروبية تحديدًا، ويصل التشاؤم ببعض المُراقبين للموقف اللغوىّ إلى حَدِّ أنهم يتوقعون أن يَفْقِد العالَم خلال قرنٍ واحد نصف تراثه اللِّسانىّ.

السؤال الآن: متى تموت اللُّغَة؟ تموت اللغة عندما يتوقَّف أهلها عن التحدُّث بها؛ فقد تموت اللغات الصغيرة مثلًا عندما يَحْتك الناطقون بها بمجموعة من السكان تفوقهم عددًا. وقد حدث ذلك للمرة الأولى حين انتقل مَنْ كانوا يقتاتون بما يجنونه من الصيد وجمع الثمار إلى المجتمع الزراعىّ.

ثم شهدنا هذه الظاهرة خلال فترات توسُّع الاستعمار الأوروبىّ، وأخيرًا مع عمليات الهجرة العالمية والنزوح إلى المدن.

فما يَحْدُث هو أن اللغة الأقوى تجئ لتزاحِم الأخرى الأضعف وَتحْتَلّ مواقعها، حتى تذوى اللغة الأضعف وتموت. - وتموت اللغة كذلك بموت آخِر الناطقين بها؛ حيث تُولَد الكلمات وتحيا على الألسنة ولكنها تموت فى النهاية دون أن تُقيَّد وتُدوَّن. هذا ويُوثِّق أطلس اللغات العالمية المُهدَّدة بخطر الانقراض الذى نشرته اليونسكو أوضاع (2279) لغة فى العالم تواجه درجات مختلفة من خطر الانقراض، و(538) منها مُهدَّدة بدرجة خطيرة، حيث إن الذين يتحدَّثون بها هم من كبار السِّن، كما أن التفاعل باستخدام تلك اللغات أصبح نادرًا أو مُنقطعًا.

ولذلك يجب أن نفترض أن هذه اللغات ال (538) سوف تختص خلال بضع سنوات بعد أن يقض الناطقون بها نحبهم.

واللافت للانتباه أن أكثر من نصف لغات ولهجات العالم يتركَّز فى ثمانى دول هى: بابوا غينيا الجديدة، وإندونيسيا، ونيجيريا، والهند، والمكسيك، والكاميرون، واستراليا، والبرازيل.

قد يّصْعُب على أصحاب اللغات الحيَّة كالعربية والإنجليزية والفرنسية وغيرها من اللغات الأخرى تخيُّل أو تصوُّر مثل هذا الأمر، ولكنها الحقيقة التى يؤكدها لنا «بروس كونيل» Bruce Connell فى إحدى التقارير الصادرة عن مؤسَّسة اللغات المُهدَّدة «FEL» ـ وهى مؤسَّسة مَعْنِيَّة بأحوال اللغات المهددَّة بخطر الانقراض تأسَّست فى المملكة المتحدة عام (1995) ـ والذى نُشِرَ تحت عنوان «Obituanies» أو «الوفيّات»: "ما بين عامى(1994) و (1995) وأثناء عملى الميدانىّ بقطاع ما مبيلا Mambila وبالتحديد فى إقليم أداماواAdamawa بالكاميرون، صادفت عددًا من اللغات يُواجِه خَطرَ الانقراضِ والزوال.. كانت «كاساب» Kasabe هى إحدى هذه اللغات، التى لم يَعُد يتحدَّثها إلَّا شخص واحد يُدْعَى «بوجون» Bogon ( وبوجون نفسه لا يَعْرِف أحدًا غيره يتحدَّث هذه اللغة).

وفى نوفمبر من عام (1996) عُدت إلى قطاع مامبيلا لأجمع مزيدًا من المعلومات عن هذه اللغة من متحدثها الوحيد الباق ولكن للأسف كان «بوجون» قد تُوفى قبل مجيئى فى الخامس من نوفمبر آخذًا معه «كاساب» وإلى الأبد".

وقبلها فى عام (1992) انطفأت لغة «أوبيخ» ubykhin فى تركيا مع رحيل «توفيق إسينش» آخر فلاح تركىّ ناطق بهذه اللغة، وهى لغة قوقازية قديمة كانت تحتوى على أكبر عدد من الحروف الساكنة (الصامتة) بين كافة لغات البشر وهى(81) حرفًا.

وفى عام (1974) ضاعت لغة محلية كان ينطق بها السكان القدماء لجزيرة «مان» فى البحر الأيرلندى بوفاة «يند مادريل» آخر مُتحدِّث بها . وفى ألاسكا اختفت من الوجود اللغوىّ مؤخرًا لغة «الأياك» مع وفاة الأمريكية «مارى سميث جونز» آخر الناطقين بها عام (2008)، ويُذْكَر أن الناس فى ألاسكا قد تحدَّثوا بعشرات اللغات واليوم يتعلَّم الأطفال اثنتين فقط.

وهناك أيضًا لغة باسم «نوشو»، لغة النساء الوحيدة فى العالم، وكانت قد انقرضت مؤخرًا إثر وفاة آخر ناطقة ومسِنَّة بها فى الصين، والطريف أن كل ما دُوِّن بهذه اللغة كان مصيره الحرق تمشيًا مع عقيدة تلك الجماعة.

ومن اللغات المحلية التى حان أجلها «أوديهى» التى لا يزيد عدد المُتحدِّثين بها، فى سيبريا، عن مائة فرد؛ و «أريكابو» التى كانت لغة تخاطب لقبائل فى غابات الأمازون ولم يَعُد يعرفها إلَّا عدد من الأفراد، يَقِلّ عن عدد أصابع اليدين. ومما يَجْدُر ذكره أن نحو (80) % من لغات القارة الأفريقية هى لغات شفوية فقط مما يُعِّرضها لخطر الزوال.

المُلاحَظ من هذا كله انعدام أى قاسِم مُشْتَرك بين هؤلاء الأشخاص وما مَثَّلوا من لغات وثقافات؛ فكل واحدٍ منهم انتمى إلى بُقعة جغرافية بعيدة عن بلاد الآخَر. بالرغم من كل هذا يُمْكِن القول إن القاسِم المُشْتَرك الوحيد الذى يجمعهم هو اندثار لغاتهم وثقافاتهم بعد موتهم.. انفراط الحلقة الأخيرة من السلسلة.. ذَهَبَ الأَصْلُ ولم يُخلِّف فرعًا .

هكذا تموت اللغة، بموت آخِر الناطقين بها؛ ذلك لأن اللغة كأداة للتواصل لن تحيا أبدًا فى ظل عدم وجود أناس يتحدَّثون بها ويتواصلون من خلالها، وبخاصَّة مع عدم وجود أية تسجيلات محفوظة لهذه اللغة سواء مكتوبة أو مسموعة أو مرئية ، فهى فى هذه الحالة مُجرَّد أصوات تتبدَّد فى الهواء. وبالتالى تَنْعَدِم فرصتها فى الاستمرار والبقاء بعد موت آخر المتحدثين بها وتختفى من الوجود وكأنها لم تكن من قبل.

(2) ما أشكال موت اللغة؟

يرى فريق من الخبراء اللغويين أن موت اللغة إمّا أن يأتى من فَرْط الحضارة أو من انعدامها كُليًّا وأمَّا الموت من فرط الحضارة فهو موت فى ظاهره، ونمو وتجدُّد فى محتواه وأبعاده، كموت حبَّة القمح التى لا يمكنها أن تمنح السنابل الكثيرة من غير أن تموت. أمّا الموت من انعدام الحضارة فهو موت حقيقىّ بمعنى الهلاك أى الفناء والانقراض.

ويرى فريق آخر بأن اللغة تموت فى ثلاثة أشكال وهى:

1. أن تموت اللغة موتًا طبيعيًّا: من الكِبرَ والضَّعْف والتقدُّم فى السِّن، ولابُد فى تلك الحالة أن يكون المتكلِّمون بتلك اللغة قد كثروا وتشعَّبوا وتباعدت مواطنهم وأقاموا لها حضارات مُتباينة لا يتَّصِل بعضها ببعض إلَّا من بعيد فتتولَّد لدى كل منهم لهجة محلية مُنْبَثِقَة من اللغة القديمة. ومع مرور الأجيال تندثر اللغة الأم من ذاكرة الأبناء ومثالها اللغة السنسكريتية والفارسية القديمة واللاتينية.

2. أن تموت اللغة قتيلة: وذلك بفِعْلِ الغزو المُسلَّح. ويجب أن تتوافر لهذا السبب ظروف مُعيَّنة كان يكون الغزاة أكثر عددًا بأضعاف كثيرة من أهل تلك اللغة بحيث يصبح استقرارهم بلغتهم فى الأرض المفتوحة أَشْبَه بطوفان يبتلع الشعب الأصلىّ الصغير ولغته معه، ومثال ذلك غزو الساميين القدماء للعراق.

أمّا فى حالة التساوى فى العدد تقريبًا بين الغزاة والسكان الأصليين ينبغى أن يكون الغزاة أعلى درجة فى الحضارة من الأُمَّة التى أُصيبت بالغزو، وإلَّا فإن الغزاة هم الذين سيفقدون لغتهم وتنتصر لغة المُنهزمين، كما حدث عندما هاجمت القبائل البربرية أوروبا اللاتينية والتى كانت شعوبها أكثر تقدُّمًا فى الحضارة، ولذا ترك هؤلاء البرابرة لغاتهم الأصلية، بل تركوا أديانهم الوثنية واصطنعوا اللاتينية واعتنقوا المسيحية الكاثوليكية، وكذلك التتار بعد إسقاطهم بغداد اعتنق أكثرهم الإسلام وتعلَّموا اللغة العربية.

أما الغزاة المُتحضِّرين فإنهم يقتلون لغة الأمم المفتوحة بغرض لغتهم فى العِلْم والثقافة والتجارة وتَرْك مَنْ لا يُتْقِن اللغة بلا عمل ولا فرصة للتعلُّم أو الارتزاق، ومثالهم سيادة اللغة الفرنسية فى أنحاء كندا و سيادة اللغة الإنجليزية فى أمريكا الشمالية.

3. أن تموت اللغة بالتسمُّم: ويبدأ بتسرُّب بِعض الكلمات الدخيلة من لغات أخرى تحتاج إليها اللغة فتتقبَّلها تلك اللغة وسرعان ما تسقط فى النهاية تاركة المجال للبقية من الألفاظ الدخيلة تتسَرَّب إليها دون أدنى مقاومة. وهكذا ماتت اللغة السريانية فى بلاد الشام، وذلك عندما تصالح الفاتحون العرب مع المسيحيين فى هذه الأقطار قانعين منهم بالولاء والمُسالَمة ودفع الجزية، أمّا دينهم فقد تركوا لهم مُطْلَق الحرية فيه.

وأيضًا فى ظل الفتوحات الإسلامية لبلاد فارس تسَّرب إلى ألسنتهم اللغة العربية حتى اضمحلَّت الفارسية شيئًا فشيئًا وانحسرت لدى العاملين والفلاحين الذين حافظوا على لغتهم الأم فاستنفروا من جديد، وترافقت حركة إحياء للغة الفارسية من جديد فصار مُفكِّرو الفرس يهجرون لغة العرب ليعودوا إلى لغتهم من أمثال الفردوسّ وعمر الخيّام والشيرازى.

هذا ويرى اللغوىّ البريطانىّ «دافيد كريستال» David Crystal أن موت اللغة يتَّخذ صورتين:

1- موت قسرىّ لا إرادىّ لأنه يَحْدُث رغمًا عن المُتحدثِّين للغة القتيلة، وذلك بفِعْلِ القُوَى الكُبْرى والمُسيطرة التى تسْعَى إلى مَحْو باقى اللغات لتطمس هوية أهلها وفى نفس الوقت تَنْشُر لغتها. وقد ذكر «كريستال» فى هذا الصدد تعبيرات من قبيل «الاغتيال اللغوىّ» ******** mwder و«الإبادةاللغوية»linguicide

ومثال على ذلك ما حَدَث خلال العقود الماضية من إرغام الحكومة فى الولايات المتحدة وأستراليا السكان الأصليين على التخلِّى عن لغاتهم عَبْر وسائل مختلفة، مثل المدارس الداخلية التى تُعاقب الشُبَّان على تحدُّثهم بلغتهم الأم. وقد عجزت لغات أصلية كثيرة فى أمريكا وأستراليا عن تخطِّى هذه العوائق فآلَ مصيرها إلى الزوال، حيث فقدت الولايات المُتَّحدة 53 لغة منذ خمسينات القرن العشرين بحَسْب إحصاءات اليونسكو.

2- موت عَمْدِىّ إرادىّ بالفِعْلِ الذاتىّ لأنه يَحْدُث بيَدِ أهلها وقد أطلق عليه «كريستال» Crystal «إنتحارى لغوىّ» Linguistic suicide ؛ فمُتحدِّث اللغة يتَّخذ قرارًا وهو فى كامل وعيه وإرادته بإنهاء حياة لغته بأن يتوقَّف عن استعمالها أو عن تعليمها أبنائه.

وكلمة« انتحار» هنا دالَّة معنويًّا لأنها تُحمِّل المسؤولية للشعوب. الناطقة باللغة.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.46 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]