خطابنا الإسلامي في الكوارث (ملحوظات منهجية) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         غزوات أمراء الأندلس في فرنسا هل كانت مغامرات عسكرية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          إسرائيل وإيران.. قراءة في السياق التاريخي وانعكاساته المعاصرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الصلاة والرزق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          قيام الليل يجعلك قريبا من رب العالمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          نعمة العقل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الشرق والغرب منطلقات العلاقات ومحدداتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 23 - عددالزوار : 2156 )           »          ابدأ بنفسك أولاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          طوق النجاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          شرح النووي لحديث: وأيم الله إن كان لخليقا للإمرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 21-03-2024, 02:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,858
الدولة : Egypt
افتراضي خطابنا الإسلامي في الكوارث (ملحوظات منهجية)

خطابنا الإسلامي في الكوارث (ملحوظات منهجية)
محمد عياش الكبيسي



١-إن الواجب الأول والأهم للخطيب في مثل هذه الحالات إنما هو إحياء القيم الإسلامية مثل: (الرحمة بالخلق، والتعاون، والتكافل، ونجدة الملهوف، والتخفيف من المعاناة) وربط كل ذلك بمعاني الإيمان مثل التوكل على الله، واليقين بالله والضراعة إلى الله، وانتظار النصر والفرج من الله)

وأي خطاب آخر يتعارض مع هذا الواجب ويثبط الناس ويخذلهم فهو محرّم مثل : (اللوم والاتهام وسوء الظن واليأس والإحباط) وكل ما يؤدي إلى ذلك.
٢-نحن لسنا مطالبين شرعا بتحليل أو تفسير إرادة الله الغيبية من هذا الحدث، مع إيماننا التام بالقضاء والقدر وأنه لا يكون أي شيء في هذا الوجود إلا بإرادة الله وعلمه وحكمته، وهذا معنى قول علمائنا (القدر نؤمن به ولا نحتج به) وإنما الاحتجاج بالشرع (محل التكليف) فلو أن جاري احترق بيته فواجبي إنقاذه وليس من واجبي أن أسأل لماذا حدث له هذا؟ ثم أبدأ أفتش عن ذنوبه وأظهرها للناس حتى أثبت لهم حكمة الله! فأنا هنا تجاوزت حدي وارتكبت آثاما عدة لا مجال لشرحها الآن.
٣- العبرة العامة بما يحدث مطلوبة وذلك يتحقق بحث الناس على التوبة ورد المظالم ونحو ذلك دون اتهام المسلمين وتقريعهم وتحطيم معنوياتهم. ودون التألي على الله والجزم بمراده سبحانه دون دليل.
٤- إن الشعوب الآمنة أو المرزوقة ليس شرطا أن تكون أقرب إلى الله حتى تعطي لنفسها حق التعالي والفخر على الشعوب المنكوبة، وهذا يحزنني كثيرا، فكم مرة أسمع واعظا جاهلا يقول لأبناء بلده المترفين: لا تكونوا مثل السوريين أو العراقيين أو اليمنيين فيبتليكم الله كما ابتلاهم! بينما القرآن يقول منددا بهذا التصور الخاطئ: (فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ . وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ)
٥- أما الاحتجاج ببعض النصوص - وبعض الإخوة يطالبني بتوضيح ذلك- فأقول إن أخطر شيء هو الانتقاء المزاجي للنصوص أو للروايات التاريخية وأخبار السلف والصالحين، ويكفيني هنا أن أضرب هذا المثال:
لقد قال الله تعالى في حق الكافرين الجاحدين وبيان مصيرهم : { فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }. -وهي الآية التي استشهد بها خطيبنا أمس-.
ثم قال الله تعالى في حق المؤمنين {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}
تأملوا يا إخواني ويا أخواتي في هذين النصّين القرآنيّين، فكيف يجوز أن يستشهد الخطيب بتلك الآية التي نزلت في الكافرين الجاحدين وينزلها على إخواننا وأخواتنا في سوريا وتركيا؟ وينسى الآيات الثانية التي فيها البشارة والرحمة وصلوات الله على من ابتلاهم الله بهذه الابتلاءات، وفي هذا يقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم (إذا أحب الله قوما ابتلاهم) ويقول : (مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه) وجعل الذي يموت تحت الهدم شهيدا.
.
فانظروا إخواني أخواتي أي الخطابين أدعى لتحريك القلوب إلى الله ودفعها نحو الخير والإنابة والمحبة والتعاون والتكافل ورفع الهمة
.

اللهم ارحم شهداءنا في سوريا وفي تركيا واشف جرحاهم والطف بحالهم وانصرهم على من عاداهم وصلّ اللهم وسلم على حبيبك المصطفى الرحمة المهداة وعلى آله وصحبه ومن اتبعه إلى يوم الدين.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.13 كيلو بايت... تم توفير 1.76 كيلو بايت...بمعدل (2.98%)]