إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 187 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28425 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60031 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 819 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > استراحة الشفاء , قسم الأنشطة الرياضية والترفيه > استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات

استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات هنا نلتقي بالأعضاء الجدد ونرحب بهم , وهنا يتواصل الأعضاء مع بعضهم لمعرفة أخبارهم وتقديم التهاني أو المواساة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-11-2020, 09:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ

إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ


علي الصلابي


تمثل آيات القرآن الكريم بريقاً وضاءً ومنارات لهداية بني الإنسانية إلى طريق الحق والإيمان وتوحيد الله تبارك وتعالى، وتعطينا سوره جميعها دروساً ومعاني وقيم إنسانية سامية في الحياة الدنيا؛ لفهم مناطات التكليف الإلهي، وقيمة هذا الدين العظيم ورسوله الكريم ﷺ. فكل آية من آيات القرآن الكريم نزلت إما مبشرة أو منذرة قبل حادثة أو بعدها، لتبين ثواب وأجر العمل الصالح للإنسان، وعاقبة خطاياه وذنوبه.
لقد أمر الله تعالى عباده بالتدبّر في معاني آيات القرآن الكريم للتّعرُّف على أساس عقيدتهم وبيان أصول عباداتهم، كما أمرهم بذلك؛ لمعرفة قصص الأنبياء وأولو العزم من الرّسل (عليهم السلام)، وما تعرّضوا له من أذيّةٍ من الكفار وأعداء الله، وكذلك للاعتبار بقصص مَن سبقهم من الأمم بما يفيدهم في دنياهم ويجعلهم على الطريق المستقيم الذي يرتضيه الله لعباده. ومن بين سور القرآن الكريم وآياته كانت سورة الكوثر، والتي سنقف على تفسير إحدى آياتها، وذلك في قوله تعالى: [إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ].
ولعل اختيار هذه الآية الكريمة، جاء رداً على الإساءة لأعظم مخلوق من بني الإنسان خلصه الله؛ سيد الكائنات ﷺ، والذي لا يقارن اسمه وصفاته ومنزلته عند الله بأحد من الخلق. وقد اهتزت لتلك الإساءة قلوب وعقول ونفوس الملايين من المسلمين وغير المسلمين، وتحركت أقلام عشرات الآلاف من الكتاب والإعلاميين والباحثين والمفكرين والدعاة وطلائع من النشطاء الشباب في مشارق الأرض ومغاربها، وصدرت تصريحات حكومية وغير حكومية تندد رافضة لخطاب البغضاء والكراهية والعنصرية ، رافضين المساس برمزية هذا النبي الكريم وأصول وقيم الدين الإسلامي الحنيف، وبأن ذلك الفعل يتناقض، بل يبتعد كل البعد عن حرية الرأي والتعبير والتفكير، ويتعدى ذلك إلى المساس بالمقدسات والرموز الدينية، وكرامة الملايين من المسلمين.
أوقفتني تلك الحادثة لأقرأ وأتدبر آية كريمة من آيات القرآن الكريم، ولأفهم معانيها في كتب التفسير ومصادره لتكون دالة في كل زمان ومكان، على فعل الأشرار ومبغضي الإنسانية، ولتبيان ذلهم وسوء تقديرهم وضياع هيبتهم في الدنيا والآخرة. وتوقفت عند شروح ومعاني الآية في تفسير ابن كثير.
تفسير الآية عند ابن كثير

(إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)؛ أي: إن مبغضك – يا محمد – ومبغض ما جئت به من الهدى والحق والبرهان الساطع والنور المبين، هو الأبتر الأقل الأذل والمنقطع ذكره.
قال ابن عباس، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وقتادة: نزلت في العاص بن وائل. وقال محمد بن إسحاق: عن يزيد بن رومان قال: كان العاص بن وائل إذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: دعوه، فإنه رجل أبتر لا عقب له، فإذا هلك انقطع ذكره. فأنزل الله هذه السورة. وقال شمر بن عطية: نزلت في عقبة بن أبي معيط. وقال ابن عباس أيضا وعكرمة: نزلت في كعب بن الأشرف وجماعة من كفار قريش.
وعن عطاء: نزلت في أبي لهب، وذلك حين مات ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب أبو لهب إلى المشركين وقال: بتر محمد الليلة. فأنزل الله في ذلك: إن شانئك هو الأبتر.
وعن ابن عباس: نزلت في أبي جهل. وعنه: (إِنَّ شَانِئَكَ) يعني: عدوك. وهذا يعم جميع من اتصف بذلك ممن ذكر، وغيرهم.
وقال عكرمة: الأبتر: الفرد. وقال السدي: كانوا إذا مات ذكور الرجل قالوا: بتر. فلما مات أبناء رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: بتر محمد. فأنزل الله: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ).
وهذا يرجع إلى ما قلناه من أن الأبتر الذي إذا مات انقطع ذكره، فتوهموا لجهلهم أنه إذا مات بنوه ينقطع ذكره، وحاشا وكلا، بل قد أبقى الله ذكره على رءوس الأشهاد، وأوجب شرعه على رقاب العباد، مستمرا على دوام الآباد، إلى يوم الحشر والمعاد صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم التناد. آخر تفسير سورة “الكوثر”، ولله الحمد والمنة.
خاتمة القول: من عاش مع آيات القرآن الكريم؛ حفظها وفهم معانيها وحمل أسرارها في صدره، سرت روح الحياة إلى قلبه، وأزهرت شجرة سعادته، وتعامل مع منطق الحياة بأسلوب مختلف. فالقرآن للقلب كالروح للبدن، قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا﴾.
إن كلمات القرآن تسدد خطانا وترشدنا لما هو خير وما هو شر للإنسانية في هذا الكون الفسيح، وآية (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)؛ بمثابة قاعدة من قواعد إدارة الحياة والتعامل مع فقه الأزمات، وكأن الخطاب الرباني لنبي الرحمة صلوات ربي وسلامه عليه، يخبره بأن الشتم والسب والكلام البغيض، وكاره رسول الله الكريم والدين الإسلامي الحنيف هو خاسر وخامل ومقطوع ذكره في الحياة الدنيا والآخرة.
كما أن هذا الهجوم الظالم من أعداء الله على شخصية الرسول الكريم ودينه ستكون، بإذن الله، سبباً في هداية كثير من الناس، وتفكرهم بهذا النبي، وتعرفهم على سيرته وتعاليمه وهديه، وعلى كتاب الله العزيز الذي أنزل عليه، وذلك لمن أراد لهم الهداية سبحانه وتعالى. قال تعالى: [وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا] (فاطر: 43).
مصادر ذات صلة بالمقال:

تفسير القرطبي، ج20/ ص198.

تفسير البغوي، ج8/ ص560.

تفسير الطبري، ج24/ ص643.

تفسير ابن كثير، ج8/ ص498.

التحرير والتنوير، ج31/ ص576.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.46 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]