"رمضان ليس من أجل رمضان، رمضان من أجل بقية السنة" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         التأخر في التعزية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حكم مقولة الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الحكمة من صيام ست من شوال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          طريقة حفظ القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          صوم الست من شوال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          وقت صلاة الضحى والقراءة فيها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الدعاء بانقطاع المطر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الدعاء بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حكم الوتر ووقته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          قواعد نبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 1578 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-04-2024, 02:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,265
الدولة : Egypt
افتراضي "رمضان ليس من أجل رمضان، رمضان من أجل بقية السنة"

"رمضان ليس من أجل رمضان، رمضان من أجل بقية السنة"

عبدالإله أسوماني


بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ أما بعد:
المقصِد الأسنى والغاية الكبرى التي من أجلها شُرِعَ صيام رمضان هي تحقيق التقوى؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، وهناك مقاصدُ شتَّى تبعية، وإذا كان معنى التقوى يؤول في نهايته إلى المداومة على الطاعة، والتزام الاستقامة، فيتحقق فيه قول الشارع الحكيم: ﴿ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ﴾ [الشورى: 15]، فإنه ينبغي للمسلم أن يتخلَّقَ بهذا الوصف طوال عامه، بل عمره كله؛ لأنه مطلوبٌ منه أن يحقِّق معنى العبودية لله اختيارًا، كما هو عبدٌ لله اضطرارًا، والخالق سبحانه أمَرَ الخَلْقَ بالتزام الطاعة، واجتناب المعصية إلى أن يلقوه: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99]، لا أن يكون هذا في شهر فإذا انسلخ، انسلخ معه من كل وصف للعبودية؛ كأن الإنسان عبدٌ للشهر، لا عبدٌ لربِّ الشهر والشهور جميعًا.

إن التقوى باعتبار محلها في القلب، وهو محل للإيمان، ينبغي ألَّا تُنزَع منه، وأن يخاف من وقوع هذا كما يخاف أن يُنزع الإيمان من قلبه؛ أي يخاف من الرجوع إلى المعصية وترك الطاعة، كما يخاف على نفسه أن يُقذَف في النار، فإذا أفَلَ رمضان، وتحقَّقت فيه هذه المعاني والأوصاف، جاز أن يُقال: قد فاز بأجر الصيام، والعتق من النيران، واستأهل الدخول من باب الرَّيَّان بإذن الله المنَّان.

رمضان مدرسة، ومن شأن المدرسة التربية والتعليم؛ لذلك فإن رمضان يُربِّي الإنسان على الصبر والتحمُّل والمداومة على الطاعة، والبعد عن الرَّفَثِ والفحش في الفِعال والأقوال، وكيف ينبغي للطاعة أن تُوصَل بالطاعة؛ من الحفاظ على الصلوات في أوقاتها، إلى التزام الأوراد القرآنية، إلى قيام الليل، والتضرع إلى الله بالدعاء في سائر الأوقات، خصوصًا عند الفِطْرِ وجوف الليل والسَّحَر.

رمضان يُعلِّم الإنسان كيف يتشبَّه بملائكة الرحمن في عبادتهم، فهم ﴿ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ﴾ [الأنبياء: 26]، ﴿ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]، فإذا اتَّصف بأوصافهم، أُلْحِقَ بهم، وإن لم يكن من جنسهم، فما قارب الشيء يعطى حكمه.

رمضان بمثابة جرعة قوية الأثر في الإنسان، بحيث يدوم مفعولها طوال العام، إذا الإنسان التزم بالوصفة كما يجب، ولم يتوانَ في الاتِّساء بما كان عليه خلال الشهر، ولو في بعض الأوصاف.

إن رمضان جاء ليُعلِّمنا أن الشيء الذي نسوِّفُ فِعْلَه، نستطيعه بلا حرج ولا مشقة، وكم همَّ الإنسان بالصوم خلال السنة ولم يَصُمْ! وكم أيام مرَّت باردة منه، ففاتته الست من شوال، والتسع من ذي الحجة، ويوم عرفة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر، ويوما الاثنين والخميس!

كيف يسوِّغ الإنسان لنفسه أن يزعم أنه استفاد من رمضان، ولم يُصِبْ من الصيام شيئًا طوال السنة؟ وكيف يدَّعي أنه تُقُبِّل منه رمضان وقد تَرَكَ الصلوات الخمس تهاونًا وتكاسلًا وأمْنًا من الله ومكره؟

إن من علامات قبول الطاعة كما قال بعض السلف أن تُتْبَعَ بطاعة أخرى، وبمفهوم المخالفة: إن الذي يترك الطاعات بعد رمضان، خصوصًا الصلوات الخمس لهو دليل على عدم قبول صيامه، وتحقَّق فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((رُبَّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، ورُبَّ قائمٍ ليس له من قيامه إلا السهر والتعب)).

رمضان ليس من أجل رمضان، رمضان من أجل بقية السنة.

إنها تذكرة، فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلًا، وربك المستعان.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.02 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.59%)]