|
|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
شرح حديث أسامة: "ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء"
شرح حديث أسامة: "ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء" سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما ترَكتُ بعدي فتنةً هي أضرُّ على الرِّجالِ مِن النساءِ))؛ متفق عليه. قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: قال المؤلِّف رحمه الله تعالى في ما نقله عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما ترَكتُ بعدي فتنةً هي أضرُّ على الرِّجالِ مِن النساءِ)). والمعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم يُخبِرُ بأنه ما ترَكَ فتنة أضرَّ على الرجال من النساء، وذلك أن الناس كما قال تعالى: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ﴾ [آل عمران: 14]. كلُّ هذه مما زُيِّن للناس في دنياهم، وصار سببًا لفتنتهم فيها، لكنَّ أشدَّها فتنةً النساءُ؛ ولهذا بدأ الله بها فقال: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ ﴾ [آل عمران: 14]. وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم بذلك يريد به الحذر من فتنة النساء، وأن يكون الناس منها على حذر؛ لأن الإنسان بشرٌ، إذا عُرِضَتْ عليه الفِتَنُ، فإنه يُخشى عليه منها. ويستفاد منه سدُّ كلِّ طريق يوجب الفتنة بالمرأة، فكل طريق يوجب الفتنةَ بالمرأة، فإن الواجب على المسلمين سدُّه؛ ولذلك وجب على المرأة أن تحتجب عن الرجال الأجانب، فتُغطِّي وجهها، وكذلك تغطِّي يدَيْها ورِجلَيْها عند كثير من أهل العلم، ويجب عليها كذلك أن تبتعد عن الاختلاط بالرجال؛ لأن الاختلاط بالرجال فتنةٌ وسبب للشرِّ من الجانبين؛ من جانب الرجال، ومن جانب النساء. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((خيرُ صفوف الرجال أولُها، وشرُّها آخِرُها، وخيرُ صفوف النساء آخرُها، وشرُّها أولها))، وما ذلك إلا من أجل بُعدِ المرأة عن الرجال، فكلما بعُدتْ فهو خير وأفضل. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر النساء أن يخرُجنَ إلى صلاة العيد، ولكنهن لا يختلطن مع الرجال، بل يكون لهن موضعٌ خاص، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب الرجال وانتهى من خُطبتِهم، نزل فذهب إلى النساء فوعَظهنَّ وذكَّرهنَّ، وهذا يدل على أن النساء كُنَّ في مكان منعزل عن الرجال. وكان هذا والعصر عصرُ قوة في الدين، وبُعدٍ عن الفواحش، فكيف بعصرنا هذا؟ فإن الواجب توقِّي فتنةِ النساء بكل ما يُستطاع، ولا ينبغي أن يغُرَّنا ما يدعو إليه أهلُ الشرِّ والفساد من المقلِّدين للكفار، من الدعوة إلى اختلاط المرأة بالرجال؛ فإن ذلك من وحي الشيطان والعياذ بالله، هو الذي يزيِّن ذلك في قلوبهم، وإلا فلا شكَّ أن الأمم التي كانت تقدِّم النساء وتجعلهن مع الرجال مختلطات، لا شك أنها اليوم في ويلات عظيمة من هذا الأمر، يتمنَّوْن الخلاص منه فلا يستطيعون. ولكن مع الأسف فإن بعض الناس منا ومن أبنائنا ومن أبناء جِلْدتنا يَدْعُونَ إلى التحلُّل من مكارم الأخلاق، وإلى جلب الفتن إلى بلادنا، في توسع النساء، ومحاولة توظيفهن مع الرجال جنبًا إلى جنب، نسأل الله تعالى أن يعصمنا والمسلمين من الشر والفتن، إنه جواد كريم. المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 151- 153)
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |