واعمراه! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الكبائر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 2749 )           »          الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 38 )           »          الوقـف الإســلامي ودوره في الإصلاح والتغيير العهد الزنكي والأيوبي نموذجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أفكار للتربية السليمة للطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          لزوم جماعة المسلمين يديم الأمن والاستقرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          منهجُ السَّلَف الصالح منهجٌ مُستمرٌّ لا يتقيَّدُ بزمَانٍ ولا ينحصِرُ بمكانٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 38 - عددالزوار : 1203 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 16932 )           »          حوارات الآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 17 )           »          الخواطر (الظن الكاذب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-11-2020, 01:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,026
الدولة : Egypt
افتراضي واعمراه!

واعمراه!

( قصة قصيرة )


هارون محمد غزي




(الباشكاتب) ضخم، ذو مكتب فخم، ملمٌّ بعمله، مكتبه لوحة فنية زاهية الألوان، فبجواره حوض لسمك الزينة، يسر الناظر، أسماك مزوقة تعوم برشاقة في محيطها الزجاجي.



بالأركان توزعت أُصص الزهور ونباتات الزينة، التي يتسلل عبيرها المنعش للنفوس، ويشيع وشْيُها في المكتب زخرفًا.

على مكتبه نقشٌ جميل يُبرز اسمَه، وبالجانب المواجه لعينيه: ﴿ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 55].


يُسهب في تَعداد ثروته من منطلق ﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾ [الضحى: 11] كما يقول.


"أمتلك أرضًا زراعية في البلد، وأكثر من مسكن بالمدينة أؤجِّرها شتاءً للطلبة، وصيفًا للمُصيِّفين، وعندي سيَّارة أجرة، وسيارة نقْل تجريان لحسابي حال يقظتي أو نومي، ولي رصيد في المصرف، وأولادي بالتعليم العالي".
فأقول له:
"ربنا يُبارك لك".


يكسِب ثقة كل مدير جديد، يلفت نظرَك فوق هامته على الحائط عدةُ إطارات مزخرفة تحتضن شهادات اختياره الموظف المثالي لعدة أعوام متتالية، لعله لم تلد مثله ولاَّدة!


حضرت لمقر عمله؛ للتفتيش المفاجئ على الأعمال المالية والإدارية؛ فأصرَّ على أن أجلس على مكتبه، وذهب بنفسه يطلب لي مشروبًا.


قبل أن يرجع لمحت على المقعد المجاور لمكتبه استمارات صرف مَبالغ، وباسترخاء مددت يدي؛ لأعرف أسماء المحظوظين الذين سعت النقود إلى جيوبهم، فإذا هم مُعارون خارج البلاد من شهور! فدقَّقْتُ في تاريخ الصرْف فوجدته بعد سفرهم! كيف؟!
وتم تشكيل لجنة.


أسفر الفحص عن اختلاساته العديدة، على مدى سنواته المثالية.

يجلس حاليًّا بجوار المسؤول عن نظافة مبنى الديوان العام، لا عمل له إلا التدخين بشراهة، وقراءة الجرائد، واستلام مرتبه كل شهر.
لم يُسجَن؛ لأنه سدَّد المبالغ! فهي مجرَّد جزء من ثروته الثرَّة.


لم ينسَ أن يدعوني للسفر على حسابه؛ لحضور مناقشة ابنه لرسالة الدكتوراه، أتبعها بوليمة للهيئة وللعشرات في فندق مشهور.


كما دعاني فيما بعد لحضور افتتاح صيدلية ابنته التي تحمل اسم العائلة.


كلما رأيته تذكَّرت سيدنا عمر بن الخطَّاب، وهو يصادر نصف مال واليه في مثل هذا الحال.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.00 كيلو بايت... تم توفير 1.78 كيلو بايت...بمعدل (3.51%)]