|
|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
هفوات الزوجات .. وتغاضي الأزواج
هفوات الزوجات .. وتغاضي الأزواج خالد سعد النجار التغاضي عن الهفوات والأخطاء الصغيرة من أعظم الحقوق المشتركة بين الزوجين، فالحياة الأسرية لا تتم سعادتها واكتمالها إلا بهذا الخلق الكريم، فأي مجموعة صغرت أم كبرت تتباين طباع أفرادها بين السهل والحزن، وعالي الهمة النشيط وضعيف الهمة الكسول، وحاد الذكاء وقليل الفهم... ألخ كما ورد في الحديث الشريف «إن الله - تعالى - خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك، والسهل والحزن، والخبيث والطيب وبين ذلك»، فإن لم يكن الرفق والتسامح السمة الغالبة على الفرد نفر منه الخلق سريعاً، واستحالت معه العشرة التي لابد له منها، وفقد المعين والمشير والرفيق في أشد الأوقات احتياجاً إليهم، فيتنغص حاله، ويتكدر عيشه، ويسلب التوفيق في أمره، وصدق - صلى الله عليه وسلم - في قوله: «من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير»، و«من يحرم الرفق يحر الخير كله»، فعلى كل من الزوج والزوجة أن يحتمل صاحبه، فلكل جواد كبوة، ولكل امرئ هفوة، ولكل إنسان زلة، وأحق الناس بالاحتمال من كان كثير الاحتكاك بمن يعاشر. إن أحدنا لتمر عليه فترات لا يرضى فيها عن نفسه، فهو لا يرضى لها الضعف في مجال القوة، أو الغضب في مقام الحلم، أو السكوت في معرض بيان الحق ولكنه يتحمل نفسه، ويتعلل بما يحضره من المعاذير، فليكن هذا هو الشأن بين الزوجين يلتمس كلاهما لقرينه المعاذير، فإن المؤمن يطلب المعاذير والمنافق يطلب الزلات، وحين تحسن النوايا وتتوارد القلوب ويكون التعقل هو مدار المعيشة يتوافر هذا الجانب الكريم في حياة الأسرة، وعلى كل طرف ألا يقابل انفعال الآخر بمثله، فإذا رأى أحد الزوجين صاحبه منفعلاً بحدة فعليه أن يكظم غيظه، ولا يرد على الانفعال المباشر، وهذه النصيحة يجب أن تعمل بها المرأة أكثر من الرجل، رعاية لحق الزوج، وما أجمل قول أبي الدرداء - رضي الله عنه - لزوجته: إذا رأيتني غضبت فرضني، وإذا رأيتك غضبى رضيتك، وإلا لم نصطحب. وعن محمد بن عيسى قال: أراد شعيب بن حرب أن يتزوج امرأة فقال لها: إني سيئ الخلق، فقالت أسوأ منك خلقاً من أحوجك أن تكون سيئ الخلق، فقال: إذاً أنت امرأتي. وتزوج الإمام أحمد رحمة الله عليه عباسة بنت الفضل أم ولده صالح، وكان الإمام أحمد يثني عليها ويقول في حقها: أقامت أم صالح معي عشرين سنة، فما اختلفت أنا وهي في كلمة. وإذا كان ارتباط اللين والرفق بالسعادة الزوجية من آكد الأمور، فارتباطهما بالتقوى والإيمان يزيدهما محبة وإجلالاً في قلب المسلم إذ بهما يكون صلاح دنياه وآخرته فقال - صلى الله عليه وسلم - «من كان سهلاً هيناً ليناً حرمه الله على النار»، «ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار غداً؟ على كل هين لين قريب سهل»، قال الماوردي: بين بهذا الحديث أن حسن الخلق يدخل صاحبه الجنة ويحرمه على النار، فإن حسن الخلق عبارة عن كون الإنسان سهل العريكة لين الجانب طلق الوجه قليل النفور طيب الكلمة، لكن لهذه الأوصاف حدود مقدرة في مواضع مستحقة، فإن تجاوز بها الخير صارت ملقاً، وإن عدل بها عن مواضعها صارت نفاقاً، والملق ذل والنفاق لؤم.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |