ابنتي وكتب السحر - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > روضة أطفال الشفاء

روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-10-2020, 01:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي ابنتي وكتب السحر

ابنتي وكتب السحر
عادل محمد هزاع الشميري



إن من أهم مهمات الأم في البيت حماية الأسرة من كل ما يفسد دينها، ويذهب بأخلاقها، ويهدم قيمها، فليس واجب الأم فقط أن تقوم برعاية الأكل والشرب، والملبس والمأوى لأهل بيتها، بل مسؤوليتها أكبر من ذلك، فقد قال عنها نبينا - صلى الله عليه وسلم -: ((المرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم))[1]، ومن الرعاية دعوة الزوج والأبناء إلى الخير، والاحتساب عليهم بقدر المستطاع، وبالضوابط والشروط المعروفة.

إن علم الأم بحال أبنائها، ومعرفتها بدقائق حياتهم لمن الأسباب التي تؤكد مسؤولية الأم في بيتها، وترسخ أهمية نصحها واحتسابها عليهم، بل إن ما تحمله الأم من حنان ومحبة تجاه أبنائها لمن أكبر الدواعي إلى دعوتهم للخير، وحثهم عليه؛ لأن خوفها عليهم من عذاب الله، والوقوع في المعاصي والذنوب التي تورث الخسران في الدين والدنيا والآخرة هو دليل حبها لهم، وعنوان شفقتها عليهم.

وفي هذه القصة -التي سنعلم أحداثها بإذن الله تعالى- تضرب لنا أحد الأمهات أروع الأمثلة في الاحتساب على الأبناء؛ لأنه كان احتساباً دفعه حب صادق، ورعاه عقل حكيم، وصاحبه حنان دافئ.

تقول صاحبة كتاب "أمهات قرب أبنائهن": "قامت إحدى الأسر بزيارة إلى أسرة قريبة لها، وفي المساء عادت إلى بيتها، وكان من أفراد الأسرة ابنة في المرحلة الابتدائية وقد أحضرت معها عند عودتها مجموعة من القصص، وأدخلتهن غرفتها، وربما أنها سهرت على قراءة ما فيها.

وكانت عن الحب والسحر، وما شاكل ذلك من موضوعات جاءت بها من قريبتها في تلك الأسرة.

ولأن لهذه البنت أم موفقة ومربية صالحة، كانت تتابع أبناءها وبناتها، فلما دخلت غرفة ابنتها رأت هذه القصص الفاسدة التي أحضرتها ابنتها، وإذا فيها ما يفسد الدين ويخل بالعقيدة، ويربك تفكير الطفل الذي يقرأها.

وقد لاحظت هذه الأم أن ابنتها جلست تحاول صياغة قصة مماثلة لهذه القصص، وتجمع معلوماتها منها، فما كان من هذه الأم إلا أن أخذت بتوجيه ابنتها التوجيه السليم، وبينت لها حقيقة هذه القصص، وشرحت لها المقصود بالسحر والكهانة، وحكم الشرع فيها، ووضحت لابنتها ما المقصود بالعلاقة بين الرجل والمرأة في هذه القصص، وما المقصود بذلك في ديننا الإسلامي الحنيف، فكانت النتيجة أن قامت البنت بجمع هذه القصص، وأعادتها إلى صاحبتها، ودعتها أيضاً لترك هذه النوعية من المنشورات"[2].

انتهت القصة، وبقي أن نقف وقفات يسيرات مع ما فيها من القطوف الدانية، والثمار اليانعة، وذلك في النقاط التالية:

1- صلة الأرحام خصلة طيبة، وصفة حميدة حث عليها الشارع، وحرص عليها أصحاب الأخلاق الفاضلة، فقد جاء في الصحيح من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب، قال: فهو لك))، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فاقرؤوا إن شئتم: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ)[سورة محمد: 22])"[3]، لكن هذا الصلة إذا كان فيها وقوع في المنكرات فإن على الواصل أن ينصح من يصلهم، ويحتسب عليهم قدر الإمكان، وقد يترك الذهاب إليهم إذا خشي على نفسه المشاركة في المنكر، ويصلهم بالاتصال أو المراسلة، سئل ابن عثيمين - رحمه الله - عن "شخص له أقارب، وهو يزورهم صلة للرحم، ويوجد في بيوت هؤلاء الأقارب بعض المنكرات المنتشرة في هذا الزمان، وهذه المنكرات لا تغلق بحضوره ولا بعدم حضوره، فماذا تنصحونه أن يفعل لكي يبقي على هذه الصلة -صلة الرحم-؟

فأجاب - رحمه الله -: لا شك أن صلة الرحم من الفروض العينية، أي: يجب على كل إنسان أن يصل رحمه؛ لأن قطيعة الرحم من كبائر الذنوب، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يدخل الجنة قاطع))[4]، ولكن إذا كان هذا الرجل له أقارب يمارسون الأشياء المنكرة بحضوره وغير حضوره فعليه أن يذهب إليهم، ثم ينصحهم ويخوفهم بالله، ويذكرهم أيام الله، ويذكرهم نعم الله، فإن اهتدوا فهذا هو المطلوب، وإن لم يهتدوا فهو معذور بعدم الذهاب إليهم، ويكفي أن يتكلم معهم بالهاتف، أو يراسلهم بالكتابة، وإنما كان معذوراً؛ لأنه إذا ذهب إليهم فلا بد أن يجلس معهم على منكر، فإن من جالس قوماً على منكر وهو قادر على أن يفارقهم كان عليه من الإثم مثل ما عليهم"[5].

وينبه ابن عثيمين - رحمه الله - على الانتباه للأولاد أثناء زيارة الأقارب، فقد يكتسبون منهم بعض الأخلاق السيئة، أو العادات القبيحة، أو الأفكار الهدامة -كما حصل للطفلة في هذه القصة-، يقول - رحمه الله -: "وعلى المسلم أن ينتبه لأولاده عند الذهاب إلى مثل هؤلاء الأقارب -يعني من عندهم منكرات- في أن لا يجلسوا عندما يُعرض من المحرمات، وبإمكان المرء المسلم صاحب الإخلاص إذا تحلّى باللباقة أن يصرف أصحاب البيت وغيرهم إلى حديث شيّق أو نشاط مفيد عن مشاهدة هذه المحرّمات"[6].

2- إن احتساب الأم على ابنتها في هذه القصة كان مبنياً على علم، فإنها بينت لابنتها خطورة تلك الكتب، ووضحت لها بعض المفاهيم التي قد تلتبس عليها بما يناسب عمر ابنتها، ومن هنا لابد أن يحرص الأبوان -قدر الإمكان- على فهم ما يدور حولهم مما يفعله الأبناء، سواء بطلب العلم ببعض المسائل الشرعية المهمة التي كثيراً ما يحتاج إلى فهمها الأبناء، ويكون طلب العلم إما عن طريق سؤال أهل العلم، أو متابعة القنوات المفيدة، أو الإذاعات النافعة، أو غير ذلك، ويحرص الآباء على معرفة شيء من واقع أبنائهم من خلال الحوار معهم، وفهم طبيعة كل مرحلة يعيشونها، وإن صعب هذا الأمر على الأبوين فيمكنهما الاستعانة بقريب أو صديق ممن يمكنه التأثير على الأبناء، والاحتساب عليهم في هذا الأمور التي لم يستوعبها الأبوين من المنكرات الفكرية، أو التصرفات الغير لائقة.

3- إننا ونحن نحتسب على أبنائنا قد نصارحهم بأمر أكبر منهم، وهذا أمر لابد أن يكون مضبوطاً بالضوابط الشرعية التربوية، فينظر في ذلك إلى المصلحة والمفسدة، وطبيعة المسألة، وطبيعة الحال، فكما فعلت الأم هنا مع ابنتها إذ "شرحت لها المقصود بالسحر والكهانة، وحكم الشرع فيها، ووضحت لابنتها ما المقصود بالعلاقة بين الرجل والمرأة في هذه القصص، وما المقصود بذلك في ديننا الإسلامي الحنيف"، وقد يتعرف الطفل على أشياء سيئة من خلال الرفقة، أو القنوات، أو غير ذلك مما لا ينتبه له الأبوان، فلابد من توضيح الأمر للطفل بما يناسب، وتحذيره، والاحتساب عليه.

4- كلما كان الاحتساب مبكراً كان خطر المنكر أقل؛ لأنه من المعلوم أن المنكر إذا استفحل فإنه قد يصل بالقلب إلى مرحلة الران كما قال الله - تعالى -: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ)[سورة المطففين: 14]، ويقول نبينا - عليه الصلاة والسلام -: ((تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً، فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين: على أبيض مثل الصفا؛ فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً، لا يعرف معروفاً، ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه))[7]، وهذا الفتاة الصغيرة لو تركتها أمها ولم تحتسب عليها لعلها تدمن تلك الكتب، وتصبح من الدعاة إلى أفكارها، ومما يدل على ذلك أنها بدأت تحاكي ما في تلك الكتب من القصص والروايات والهابطة، و"جلست تحاول صياغة قصة مماثلة لهذه القصص، وتجمع معلوماتها منها"، فلابد أن يسارع أهل البيت بالاحتساب على من في البيت، ويتخيروا الفرص الطيبة للنصيحة، والأسلوب الأمثل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

5- عندما كان احتساب الأم مبيناً على الإقناع والحوار كانت النتيجة تأثر ابنتها بها، وتركها لتلك الكتب السيئة، بل وذهبت إلى صاحبة الكتب ترد عليها كتبها، وتحتسب عليها، وتنصحها أن تترك مثل هذه الأشياء، وهذا من حكمة الأم وفطنتها، وحسن احتسابها، أما إذا كان تغيير الأم للمنكر بدون إقناع للبنت، فإنها قد تترك المنكر أمامها وتعود إليه في غيابها، وأحسن الأحوال أنها تترك المنكر لكنها لن تدعو صاحبة الكتب إلى ترك المنكر لأنها لا تملك حجة، ولا تعرف برهان.

6- إن المنكر الذي وقعت فيه البنت هنا يتعلق بأفكار خاطئة، ومفاهيم مغلوطة قرأتها في تلك الكتب، وطالعتها في ثنايا تلك القصص، وهذا قد يكون نادراً بالنسبة للأطفال كونهم يقرؤون، ويطلعون على أشياء كهذه، لكن هناك مداخل خطيرة يدخل بها أعداء الإسلام على قلوب أبنائنا وأفكارهم فيعيثون فيها فساداً، ويزرعون فيها ما يشاؤون من قبيح المبادئ، وسيء الأخلاق، وسافل الأفكار، كأفلام الكرتون، وما يخص الأطفال من مسلسلات وبرامج وأغاني مما ينافي الأخلاق الإسلامية، أو العقائد الدينية، أو القيم العالية، فلابد أن يتنبه إلى ذلك الأبوان، ولابد أن يحتسبوا على أبنائهم إذا وقعوا في مثل هذا، وذلك بإقصاء كل ما يدعو إلى ذلك من القنوات الهدامة، وفي نفس الوقت بتوفير البديل الإسلامي المنافس الذي يملأ فراغ الأبناء، ويعمل على تطويرهم وبنائهم أحسن بناء.

نسأل الله - تعالى -بمنه وكرمه أن يصلح أبناء المسلمين، وأن يحفظهم من كل شر وسوء، وأن يجعلهم ذخراً للإسلام والمسلمين، وأن يبعد عنهم كل ذي شر، وأن يحبب إليهم الإيمان ويزينه في قلوبهم، ويكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان، وأن يجعلهم من الراشدين.

____________________

[1] رواه البخاري برقم (2554)، ومسلم برقم (1829).

[2] كتاب "أمهات قرب أبنائهن" تأليف: نورة بنت محمد السعيد، رابط الكتاب: "http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=19&book=394".

[3] رواه البخاري برقم (5987)، واللفظ له، ومسلم برقم (2554).


[4] رواه البخاري برقم (5984)، ومسلم برقم (2556).

[5] لقاء الباب المفتوح لابن عثيمين (151).

[6] لقاء الباب المفتوح لابن عثيمين (148).

[7] رواه مسلم برقم (144).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.69 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.07%)]