تحذير المسلمين من الشرك برب العالمين - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4376 - عددالزوار : 826444 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3907 - عددالزوار : 374334 )           »          سحور 9 رمضان.. حواوشي البيض بالخضار لكسر الروتين والتجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 283 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 361 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 480 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 380 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 376 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 382 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11482 - عددالزوار : 180165 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-10-2020, 01:47 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 130,345
الدولة : Egypt
افتراضي تحذير المسلمين من الشرك برب العالمين

تحذير المسلمين من الشرك برب العالمين
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد





إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب:70، 71].

أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

أعاذنا الله وإياكم من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.
عباد الله؛ هناك ذنب عظيم وكبير، وعقوبته في الآخرة إذا مات عليه الإنسان فلا مغفرة له، ولا تنفعه شفاعة، ولا ينفعه إلا النار خالدا مخلَّدا فيها أبدا، عرفتموه؛ إنه الشرك بالله عز وجل، أن يشرك الإنسان بربه، أن يشرك بمن خلقه ورزقه، أن يشرك بمن أوجده على هذه الحياة الدنيا، يشرك بمن بيده أن يميته ثم يبعثه ويحيه ويجازيه، ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان: 13]، أكبر ظلم أن يشرك الإنسان بربه سبحانه وتعالى، لذلك قال الله سبحانه محذِّرًا عباده عامة، والمسلمين خاصة، من هذا الذنب الخطير، فقال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا [النساء: ٤٨].

إذن الشرك إثم عظيم، وافتراءٌ على الله عز وجل إنَّ التوجُّه لغيره بالعبادة، إن التوجُّه لغيره بالخشية والخوف والرجاء والإنابة، إنَّ التوجَّه لغيره بالسؤال والدعاء والتوسل والاستغاثة، شركٌ والعياذ بالله فيما لا يقدر عليه إلا الله، التوجه فيه لغير الله، هذا افتراء وإثم عظيم، كما سماه الله سبحانه وتعالى.
إذا مات الإنسان على الشرك فاسمع ما قال الله عز وجل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا [النساء: ١١٦]، هذا المشرك والعياذ بالله ضالٌّ مفترٍ مهما كان هذا الإنسان، ومهما وصل في مراتب الدنيا، ما دام هو مشرك بالله، لذلك هذه العقوبة بينها الله عز وجل: ﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ [المائدة: ٧٢].

هذا كله لمن يشرك بالله، جعل لله نِدًّا في عبادته، وجعل لله ندًّا في أوصافه وأسمائه وصفاته، وجعل لله ندًّا في ربوبيته، واحدة منها تكفي أن تجعل الإنسان مشركا بالله، هذا الشرك خاف منه إبراهيم عليه السلام حيث قال سبحانه: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ [إبراهيم: 35]، يطلب من الله سبحانه وتعالى أن يعينه على تجنب الشرك، وأن يذهب عنه الشرك.

والعجيب أن هؤلاء المشركين الذين خاطبهم النبي صلى الله عليه وسلم، وبقي يدعوهم حتى يأتي أمر الله سبحانه وتعالى، هؤلاء العجيب منهم باعترافهم أنهم يعبدون ما يعلمون أنه لا يتسبب لهم بضُرٌّ ولا نفع، ولا خلق ولا إحياء ولا إماتة، ولا رزق ولا حرمان من رزق، ولا ما شابه ذلك والعياذ بالله، ولنستمع إلى قوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [يونس: ١٨].

الحجة الوحيدة عندهم أنهم يعبدونهم ليقربوهم من الله سبحانه وتعالى، يعرفون أنهم لا ينفعون ولا يضرون، فعبدوا أصناما من أحجارٍ ومعادنَ وأخشابٍ، وكانوا يصنعونها بأيديهم من عجوة وما شابه ذلك، فإذا جاع أحدهم آخر النهار أكل ربَّه الذي كان قبل قليل يعبده، يصلي له، ويذبح له، ويتوسل بين يديه، ويطلب منه أن يرفع عنه السوء، وأن يأتي له بالخير، يأكله آخر النهار، أو تحت القدر إذا كان حجرا يضعه، ويكون أول النهار يعبده وآخر النهار يحتاج إلى الأثافي، وهي الأحجار التي توضع تحت القدر حتى يغلي، وهي حجارة ترفع القدر فوق النار، يضع ربه تحت القدر!! أيُّ عبادة هذه؟ وأيُّ عقول؟

بعض الناس الآن يستعجب ويقول: (هذه ليست عندنا)، أقول: عندنا أشدّ من ذلك، نسأل الله السلامة، عندنا من يعبد الأحذية الصغيرة، لترفع عنه السوء والسحر والعين، حذاء ليس كبيرا بل يجعلونه صغيرا، ويضعونه على حائط أو على بيت أو على سيارة، أو على حمار أو على دابة حتى يقيَها العين، فوصل بنا الحال أشدّ ما وصل به ذلك الزمان، وكلّه شرك بالله عز وجل، تجعل قلبك يتوجه إلى هذه التي لا تنفع ولا تضرّ، بدل أن تقرأ [قل هو الله أحد]، [قل أعوذ برب الفلق]، [قل أعوذ برب الناس]، هذه الآيات الحافظات، بدل ذلك؛ يكون التوجه إلى كلمات من الشرك، أو إلى أفعال كتعليق الخرزة الزرقاء أو الحمراء، وحذوة فرس، وحذاء صغير، والكلام كثير.

والعجيب أن هؤلاء الناس المشركون بالله سبحانه وتعالى؛ العرب قديما كانوا يعبدون آلهتهم وأصنامهم في الرخاء، أما في الشدة فيقولون: يا الله، يارب، يارب فرج عنا ما نحن فيه!!

هذا الضر عندما كان واقعا عليهم يتوجهون إلى الواحد الأحد، قال سبحانه: ﴿ ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ [النحل: ٥٤]، يرجعون إلى ما كانوا عليه من قبل؛ يشركون بالله عز وجلّ.

أحد الصحابة رضي الله تعالى عنه يسأله أصحابه بعد أن أسلموا: كم ربا كنت تعبد؟ قال: (سبعة، ستة في الأرض وواحد في السماء)، ستة أصنام في الأرض، ويعبد ربه الذي في السماء، فعلا.

فقال له: (فمن لك؟ تجعله عند الضراء والسراء)، قال: (الذي في السماء)، هذا الذي بيده النفع والضر سبحانه، فقال: (فما لك في الستة؟) فوحَّد اللهَ، وترك الشرك.

هؤلاء ضرب الله لنا فيهم مثلا واقعا من حالهم، قال عنهم: ﴿ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ ﴾ -أي في السفن وجاءهم الموج من كل مكان- ﴿ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ * لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾. [العنكبوت: ٦٥ - ٦٦]، هذا هو حال الناس قديما، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ ﴾ [الروم: ٣٣]، هذه هي الحال، نسأل الله السلامة.

والعجب أن بعض الناس في هذا الزمان خالفوا المشركين، ففي حال الشدة توجهوا إلى غير الله، نسأل الله السلامة، عند الضيق والنكد والكرب يقولون: (مدد يا بدوي، مدد يا ولي، مدد يا نبي، مدد يا ستنا فلانة، مدد يا شجرة!!) يتبركون بها أو بضريح، أو قبر، أو (يا أبو فلان الحقنا)، وتركوا الخالق سبحانه، (فلان وعلان)، المدد مِن مَن يا عباد الله؟ من الله!!

ونسأل الله السلامة من هذه الأمور التي انتشرت في هذه الأمة، لذلك ولهذا التحذير من الشرك، الله سبحانه وتعالى يأمر نبيَّه صلى الله عليه وسلم أن يبين للأمة، قال سبحانه وتعالى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا [الكهف: ١١٠]

إن أعظم ذنب، وأخطرَ جريمة، وأكبرَ خطيئة، هي أن تشرك بالله جل جلاله، أن تشرك بمن خلقك ورزقك، وأحياك ويميتك، وسيبعثك ويحاسبك، أربعة أشياء؛ خلقٌ ورزقٌ، وإماتةٌ وإحياء، بعثٌ ونشورٌ، بيد مَن هذه يا عباد الله؟ هل غير الله سبحانه وتعالى بيده واحدة من هذه؟ حتى الذي تشتغل وتعمل عنده، ليس هو الذي يرزقك، الله يسّره وجعله سببا لرزقك، أما الرزق؛ ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ [الذاريات: 22، 23]، الرزق ليس من الراتب في البنك والمصرف، الرزق ليس في العمل، الرزق عند الله فوزّعه بأسباب، فإن أخذت بالأسباب وصلك الرزق بأمر الله عز وجل، فالرزاق هو الله سبحانه وتعالى.

كذلك هذه الحياة التي نعيشها من الله، وكذلك الموت بيد الله، لو اجتمعت الأمة الإنس والجن على ضُرِّك وقتلك وموتك! واللهُ لم يرد ذلك، لن يصيبك، ولو اجتمعوا على أن ينفعوك ويحيوك بعد موتك لن يكون ذلك، فإذا كان هذا من الله؛ فلماذا يشرك الناس؟
الآلهة الأخرى لا تنفع ولا تضر، ولا ترزق ولا تخلق ولا تحيي، ولا تبعث ولا تحاسب يوم القيامة، قال سبحانه: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [الروم: ٤٠].

أي والله ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾. [الزمر: ٦٧].

روى البخاري ومسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: (قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ؟!) قَالَ: "أَنْ تَجْعَلَ للهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ"، فَقَالَ لَهُ: (إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ! ثُمَّ أَيٌّ؟) قَالَ: "أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ"، قَالَ: (ثُمَّ أَيٌّ؟!) قَالَ: "أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ". فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل تَصْدِيقَهَا: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ﴾ [الفرقان: 68، 69]

نعود للحديث: (قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ؟!) -ربما يعض الذنوب عندنا نعتبرها أعظم من الذنوب التي هي أعظم عند الله، بعض الذنوب، كالقتل والسرقة والزنا وما شابه ذلك، والتبشيع في الأمة، ذنوب عظيمة لكنها ليست أعظم من الشرك، الشرك بالله أعظم ذنب، أي الذنب أعظم عند الله؟ قَالَ: ("أَنْ تَجْعَلَ للهِ نِدًّا") -أَيْ: مِثْلًا وَنَظِيرًا فِي دُعَائِك أَوْ عِبَادَتِك-، -في الدعاء تجعل غير الله، أو عبادة تجعلها لغير الله، هذا أعظم ذنب، فقال الرجل:- ("وَهُوَ خَلَقَكَ") -[بأن تجعل لله ندا وهو خالقك، أَيْ أَنَّهُ سُبْحَانَه وَتَعَالَى اِنْفَرَدَ بِخَلْقِك، فَكَيْف لَكَ اِتِّخَاذُ شَرِيكٍ مَعَهُ، وَجَعْلِ أن تجعل أنت عِبَادَتِكَ مَقْسُومَةً بَيْنهمَا، فَإِنَّهُ تَعَالَى مَعَ كَوْنِهِ مُنَزَّهًا عَنْ شَرِيك، وَكَوْنِ الشَّرِيكِ بَاطِلًا فِي ذَاتِه لَوْ فُرِضَ وُجُودُ شَرِيكٍ لله -نَعُوذُ بِاللهِ مِنْهُ- لَمَا حَسُنَ مِنْكَ اِتِّخَاذُهُ شَرِيكًا مَعَهُ فِي عِبَادَتِكَ، بِنَاءً عَلَى أَنَّهُ مَا خَلَقَك، وَإِنَّمَا خَلَقَكَ اللهُ تَعَالَى مُنْفَرِدًا بِخَلْقِك.

وَفِي هذا الْخِطَابِ من النبي صلى الله عليه وسلم إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الشِّرْكَ مِنْ الْعَالِمِ بِحَقِيقَةِ التَّوْحِيدِ أَقْبَحُ مِنْهُ مِنْ غَيْرِه].-
فَقَالَ لَهُ -الرجل-: (إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ! ثُمَّ أَيٌّ؟) -يبحث عن الذنوب العظيمة، رقم اثنان في الذنوب بعد الشرك- قَالَ: ("أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ")، -كما قال الله عز وجل: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادكُمْ خَشْيَة إِمْلَاق}، قال العلماء في شرح هذه الكلمة- [أَيْ: خَشْيَةَ أَنْ يَأكُلَ مَعَكَ، مِنْ جِهَةِ إِيثَارِ نَفْسِهِ عَلَيْهِ -الأب يؤثر نفسه على ولده، فلا يطعمه عِنْدَ عَدَمِ مَا يَكْفِي؛ ما يكفي طعام كثير فلذلك يقتله حتى لا يأكل معه، أَوْ مِنْ جِهَةِ الْبُخْلِ مَعَ الْوِجْدَان]، عنده لكن لا يريد كثرة الأولاد؛ لأنه يريد البخل بالمال، نسأل الله السلامة.

واليوم يقتلونهم بصفات أخرى، يقتلون الأبناء فيبيعونهم، ففي بعض البلدان الفقيرة يبيعونهم، يبيعون أبناءهم وهو قتل لهم، قتل لحريتهم، ولكن ليس قتلا حقيقيا بل معنويا، وبعض منهم يسلِّم أبناءَه لجمعية أو مؤسسة نصرانية أو صليبية، وهكذا يكون القتل، وقد يقتل طفله وهو في بطن أمه، نسأل الله السلامة، خشية أن يطعم معه،- وَهُوَ مَعْنَى قَوْله تَعَالَى: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادكُمْ خَشْيَة إِمْلَاق ﴾ [الإسراء: 31] أَيْ: فَقْر.
-والقتل يشمل الجميع كما جاء في الآية، دوام قتل الولد وهو أبشعها، أو قتل الأبرياء من النساء والأطفال وما شابه ذلك.-
قَالَ -الرجل-: (ثُمَّ أَيٌّ؟!) قَالَ: ("أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ") أن تزاني حليلة جارك، هذا الذنب الثالث في الحديث، الزنى بحليلة الجار- [أَيْ: زَوْجَة جَارِك؛ -لأنها تحلُّ معه أينما كان، وحيثما وجد، فمسيت حليلة- وَمَعْنَى "تُزَانِي" أَيْ: تَزْنِي بِهَا بِرِضَاهَا، -ليس اغتصابا لها، إذا كان هذا بالرضا وهو ذنب عظيم، فكيف بالاغتصاب وبعدم الرضا، أن تزاني بها برضاها- وَذَلِكَ يَتَضَمَّنُ الزِّنَا -عموما سواء بزوجة جاره أو بأي امرأة من نساء المسلمين وغير المسلمين،- وَهُوَ مَعَ اِمْرَأَةِ الْجَارِ أَشَدُّ قُبْحًا، وَأَعْظَمُ جُرْمًا؛ لِأَنَّ الْجَارَ يَتَوَقَّعُ مِنْ جَارِه الذَّبَّ عَنْهُ وَعَنْ حَرِيمِه، -وأن يدافع عنه- وَيَأمَنُ بَوَائِقَهُ، وَيَطْمَئِنُّ إِلَيْهِ، وَقَدْ أُمِرَ -الجار من الشرع- بِإِكْرَامِهِ وَالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ، فَإِذَا قَابَلَ هَذَا كُلَّهُ بِالزِّنَا بِامْرَأَتِهِ، وَإِفْسَادهَا عَلَيْهِ، مَعَ تَمَكُّنِهِ مِنْهَا عَلَى وَجْهٍ لَا يَتَمَكَّنُ غَيْرُهُ مِنْهُ، كَانَ فِي غَايَةٍ مِنْ الْقُبْح].
والمشكلة التي تتبع لذلك الأشياء العامة والأشياء الخاصة، أما العامة فذهاب الأخلاق والآداب، من عند فتيان ورجال ونساء وفتيات المسلمين والمسلمات؛ لأن غض البصر لا يوجد عند كثير من الناس، بين الجارة وجارها، وبين الجار وجارته، وربما تأتي بطعام وشراب عندما يتزاورون وهي بكامل زينتها، كاشفة عن شعرها أو بعض جسمها، وتحدث الفتن، نسأل الله السلامة.
إذا كان الأمر كذلك كان الأمر عاما، فكيف بالخاص مع وجود هذه الشبكات العنكبوتية التي فيها التواصل ليلا ونهارا، مما يزيد في هذه الجريمة الشنعاء، ما علمنا منه وما لم نعلم، وندعو ونقول: يا رب! ونسأل الله سبحانه وتعالى الليل والنهار! ولا نجد الإجابة! لماذا؟
والمصيبة سببها نظرة، سببها نقرة بالإبهام على الفسبكة، أو بالسبابة، سببها كلمة، ثم صار الأمر عظيما، أن تزاني بحليلة جارك، نسأل الله السلامة.
هذا الكلام الذي قاله في الثلاثة؛ الشرك أن تجعل لله ندا، القتل تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك، والزنا، هذا الكلام موجود قبل هذه الآية، قال ونزل هذا الكلام في هذه الآية في قوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ﴾ [الفرقان: 68، 69].
ومن التخويف من الجار والجيرة أن حقَّهم كبير، فإذا أردت أن تعرف إنسانا فاسأل عنه جاره، فإن قال: محسن فقد أحسن، وإن قال غير ذلك فغير ذلك، ولذلك حُرمَةُ الجار عظيمة.

الزنا بامرأة الجار وبناته، أو السرقة منهم أو الكلام في أعراضهم أشدّ عشر مرات من الزنا عامة، أو السرقة من أي مكان بعيد، ليس من الجار، تصديق ذلك ما رواه الإمام أَحْمَدُ البخاري في الأدب المفرد، مِنْ حَدِيث الْمِقْدَاد بْن الْأَسْوَد قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا تَقُولُونَ فِي الزِّنَا؟" قَالُوا: (حَرَام!) قَالَ: "لَأَنْ يَزْنِيَ الرَّجُلُ بِعَشْرَةِ نِسْوَة؛ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَزْنِيَ بِامْرَأَةِ جَارِه".

كل عشر نسوة يزني بهن الرجل عليه من الإثم يساوي مرة واحدة مع زوجة الجار، مع حليلة الجار.
والزنا عموما أشدُّ في عقوبته عند الله عزّ وجل لماذا؟ لأنه يتسبب في اختلاط الإنسان وانتهاك العورات، وانتهاك الأعراض، ولا يرضاه حتى التيوس في الزريبة، لا يرضون بمثل هذه الأمور التي تحدث؛ فتجدها تتناطح على عنز، بينما الكفر وأهله يستحلون مثل هذه الأمور، تركوا التوحيد ووقعوا في القتل والإرهاب وما شابه ذلك وصدروه إلينا، والزنا عندهم لا مانع منه ما دام بالتراضي!!

هذه الأمور مرفوعة عن هذا المجتمع المسلم بأمر الله، إلا بعض الديدان والسوس الذي ينخر في هذه الأمة، نسأل الله لنا ولهم الهداية والتوفيق، اللهم آمين.

قال النووي: [أَمَّا أَحْكَامُ هَذَا الْحَدِيثِ؛ فَفِيهِ أَنَّ أَكْبَرَ الْمَعَاصِي الشِّرْكُ، وَهَذَا ظَاهِرٌ لَا خَفَاءَ فِيهِ، وَأَنَّ الْقَتْلَ بِغَيْرِ حَقٍّ يَلِيهِ -مباشرة-، وَكَذَلِكَ قَالَ أَصْحَابُنَا: أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ بَعْدَ الشِّرْكِ؛ الْقَتْلُ...
وَأَمَّا مَا سواهما من الزنى وَاللِّوَاطِ، وَعُقُوقِ الْوَالِدَيْنِ وَالسِّحْرِ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَاتِ وَالْفِرَارِ يَوْمَ الزَّحْفِ، وَأَكْلِ الرِّبَا وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْكَبَائِرِ، فَلَهَا تَفَاصِيلُ وَأَحْكَامٌ تُعْرَفُ بِهَا مَرَاتِبُهَا، ويختلف أمرها باختلاف الأحوال والمفاسد المرتبة عليها]، هذا ما قاله النووي رحمه الله.

إذا هذا الشيء العظيم؛ وهو الشرك بالله، وقتل النفس مقدمة على أي ذنب آخر، وبقية الذنوب إما أن يحاسب عليها الإنسان في الدنيا بأمراض بأوبئة بتوبة، بإنابة إلى الله، بكثرة حسنات، فلا يحاسب عليها في الآخرة، أو يحاسب في الآخرة أو يعفو الله عنه، وهو العفو الغفور، فاللهم اغفر لنا واعفوا عنا.
وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الآخرة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، المبعوث رحمة مهداة للعالمين كافة، وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين.
إن كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) لا إله تبدأ بنفي من كل معبود، وكل إله، ثم تخص تلك العبودية وكل الألوهية له وحده إلا الله، بدأت بنفي الشرك من الأصنام والأوثان، وجعلت التوحيد لله سبحانه وتعالى، فلا شريك له، وتقصر العبادة على الله وحده لا شريك له.

فلا بد يا عباد الله! من إخلاص قلب العبد لله وحده سبحانه، ولا يكون في القلب معبودٌ ولا محبوب غيرَه سبحانه وتعالى.

إن القلوب يجب أن تُصفَّى من الشرك، وتُطَهَّرَ من الكفر، وتنقى من النفاق، وتخلَّصَ من الكِبر والعجب، ويجب أن يحلَّ فيها الرفقُ واللين، الرفق مكانَ العنف، واللينُ مكانَ القسوة، والرقَّةُ مكانَ الشدة، فالقلوب أوعية الله في أرضه، القلوب آنيةُ ربنا سبحانه وتعالى؛ إن صلحت ورقَّت وضع الله فيها سبحانه وتعالى ما شاء من الأنوار التي بها تبصرُ في ظلمات الشرك وتنجو من أوحال الجهل، ثبت في (مسند الشاميين للطبراني): عَنْ أَبِي عِنَبَةَ الْخَوْلانِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ للهِ آنِيَةً مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ، وَآنِيَةُ رَبِّكُمْ قُلُوبُ عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ، وَأَحَبُّهَا إِلَيْهِ أَلْيَنُهَا وَأَرَقُّهَا".

[(إِنَّ للهِ تَعَالَى آنِيَةً) جمع إناء، وهو وعاء الشيء، (مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ) من الناس أو من الجِنَّة والناس أو أعمّ -من ذلك-، (وَآنِيَةُ رَبِّكُمْ) في أرضه (قُلُوبُ عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ)؛ أي القائمين بما عليهم من حقوق الحقِّ -سبحانه-، و -من حقوق- الخلق؛ بمعنى أن نورَ معرفته تملأ قلوبهم، حتى تفيض على الجوارح، ... (وَأَحَبُّهَا إِلَيْهِ) -أحب القلوب إلى الله و- أكثرها حبًّا عنده، (أَلْيَنُهَا وَأَرَقُّهَا)، فإنَّ القلبَ إذا لانَ وَرَقَّ وانْجَلَى صار كالِمرآة الَّصقِيلة، فإذا أشرفتْ عليه أنوارُ الملكوتِ أضاءَ الصدرُ، وامتلأَ من شُعاعِها، فأبصرتْ عينُ الفؤادِ باطنَ أمرِ اللهِ في خلقه، فيؤديه ذلك إلى ملاحظةِ نورِ الله -سبحانه و- تعالى، فإذا لاحظه فذلك قلبٌ استكمل الزينةَ والبهاء، بما رُزِق من الصفاء، فصار محلَّ نظرِ الله من بين خلقه، فكلما نظر إلى قلبه زاده به فرحا، -كلما نظر الله إلى قلب عبده زاد به فرحا- وله حُبًّا وعِزًّا، واكتنفه بالرحمة، وأراحه من الزحمة، وملأه من أنوار العلوم، ...]، هذا بتصرف ما قاله النووي في شرح هذا الحديث.

هذه هي القلوب المؤمنة نسأل الله أن تكون قلوبنا كذلك، الموحدة المطمئنة، الخاشعة القانتة، فهي من الجبار جل جلاله وَجِلةٌ، وفيما عند الرحمن طامعة، وفي رضوانه وجنانه راغبة، ومن الوقوف بين يديه يوم القيامة ومن الله سبحانه مشفقة، ومن ذنوبها خائفة، ومن العذاب واجفة، ولوعد ربها راجية.

أصحاب هذه القلوب، لينصرنَّهم الله، وليجعلنهم خلفاء في الأرض، هذا ما وعدهم الله سبحانه وتعالى في كتابه فقال جل جلاله: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ [النور: ٥٥ - ٥٧].

فاللهم صل وسلم وبارك وأنعم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، اللهم اجعل قلوبنا مطمئنة، مؤمنة موحدة، خاشعة قانتة، ومما عندك وجلةً، وفيما عندك طامعة، وفي رضوانك وجنانك راغبة، ومن الوقوف بين يديك سبحانك مشفقة، ومن ذنوبها خائفة، ومن العذاب واجفة، ولوعد ربها راجية.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.
اللهم وحد صفوفنا، وألف بين قلوبنا، وأزل الغلّ والحقد والحسد والبغضاء من صدورنا، وانصرنا على عدوك وعدونا، برحمتك يا أرحم الراحمين.

وأقم الصلاة؛ ﴿ ... إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ [العنكبوت: 45].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 77.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 75.38 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.44%)]