|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
توتر مصحوب باكتئاب
توتر مصحوب باكتئاب د. ياسر بكار السؤال السَّلام عليكم. ذهبتُ إلى طبيبٍ نَفْسي قبل 12 سنة، وقال لي: إنَّني أُعاني مِن توتُّر مصحوبٍ بنوباتِ اكتئاب، وصرَفَ لي علاج دوجماتيل 50 وبروزاك، واستمررْتُ مدَّة شهر ونصف تقريبًا، والحمد لله قلَّ المرَض، ومنذ سنَوات زاد عليَّ التوتُّر، وأصبح بصفةٍ - تقريبًا - مستمِرَّة، ولا يوجد اكتئاب ولله الحمد، وظهَر الشيب في شعري، فهل سبَبُه التوتُّر؟ أرجو مساعدتي للتخلُّص من التوتُّر، وهل أرجع للدَّواء دوجماتيل 50؟ وشكرًا لكم (متزوِّج ولديَّ أطفال). الجواب الأخ الكريم، وعليكم السلام ورحمة الله. مرحبًا بك في شبكة الألوكة، وأهلاً وسهلاً. التوتُّر هو تعبيرٌ عن القلَق والتوجُّس، والتشوُّش أمام أحداث الحياة اليوميَّة، أو الأحداث المستقبليَّة، وقد يترافق مع الاكتِئاب أو لا يتَرافق، ويظهر التوتُّر على شكل أعراضٍ جسديَّة؛ مثل: أعراض القولون العصَبِي (انتِفاخ في البطن، تغيُّرات في حركة الأمعاء ما بين الإمساك والإسهال، آلام في البطن...)، بالإضافة إلى أعراضٍ جسديَّة أخرى؛ مثل: آلام في الجسم مُختلفة، أو ضغط على الأسنان أو غير ذلك، كما يَظهر التوتُّر على شكل أعراضٍ نَفْسيَّة؛ حيث حَمْل الهم، وكثرة التَّفكير، والتوجُّس من المستقبل، والقلَق من أمورٍ غير مُحدَّدة. العلاج الدَّوائي يساعد في التخفيف من التوتر، والدوجماتيل مفيد في ذلك، خاصَّة عند وجود أعراض للقولون العصبي، كما أن البروزاك مساعد عند وجود أعراض الاكتِئاب. هناك أمورٌ أخرى مفيدة يجب العناية بها، ومِنها توثيق العلاقة مع الله تعالى عبر العِبادة وتجديد الإيمان بالله والثِّقة به، والتوكُّل عليه، وتسليم الأمر كله له، وتذكير النَّفْس بذلك مرَّة بعد مرة، يجب أن أؤكِّد على أنَّ مَن يعاني مِن التوتُّر ليس أقلَّ إيمانًا من غيره، لكنَّه يحتاج إلى تذكير نَفْسه بالقواعد الإيمانيَّة التي تربط المرءَ بِخالقه، وتُقوِّيه أكثرَ من غيره. ومن ذلك أيضًا مُمارسة الرِّياضة بشكلٍ منتَظِم؛ فقد أثبتَت الدِّراسات العِلميَّة تأثيرَها المفيد، ومن ذلك أيضًا إيجادُ الأصدقاء الصَّدوقين، ومُشاركتهم همومَ الحياة بالقدر المُناسب طبعًا. ومن ذلك أيضًا مُراقَبة الأفكار التي تخطر ببالي، ومشاهدة أثَرِها على حالتي النفسيَّة، وأدائي اليوميِّ وطريقة تَعاملي مع الآخَرين، وعند ذلك سأسعى إلى تغيير هذه الأفكار بشكلٍ ما، وأنا أُراقب أثر هذا التغيير على ما سبَق، إنَّنا نؤمن أنَّ الأفكار هي التي تولِّد المَشاعر، وبالتَّالي تُؤثِّر على أعمالنا وسُلوكنا واستِمْتاعنا بالحياة. أتمنَّى لك التَّوفيق والعافية، وأهلاً وسهلاً بك.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |