روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا " - الصفحة 19 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > ملتقى الموضوعات المتميزة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الموضوعات المتميزة قسم يعرض أهم المواضيع المميزة والتى تكتب بمجهود شخصي من اصحابها

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #181  
قديم 17-10-2010, 12:52 PM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
25 روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "



كان يا ما كان في قديم الزمان...

ملكة ، رائعة المواقف ورائعة الجمال...

تتصف بوضوح وحزم قراراتها ، وعقلانية آرائها ، والانضباطية التامة ، وحسن ادارة الأمور ودفة القيادة ...

فكان كل شيء في مملكتها يسير كالماء الرقراق المتهادي.....

كل شيء واضح ، جليّ ،

لا تناقضات ، ولا مفارقات ...

كان النكرة ، يتحول الى معرفة ، وفق قوانين ثابتة
أو يبقى نكرة ، لعدم التزامه بالشروط
لا اعتراضات .. لا مساومات .. لا واسطات ...

شيء من الحذر من المستقبل ، كان يراود علماءها ومستشاريها
من مغبة الخلط وعدم الالتزام بالقوانين ، وعدم ادراك الاستثناءات

وقد يهدد هذا عرش أل التعريف ...ملكة اللغة العربية ،
ويزيد من فرص المراوغة والخداع والتلاعب بالألفاظ ،

وقد صدقت مخاوف العلماء ...
وقامت عصابات دخيلة ..بخلع الملكة عن عرشها
وفرض كثير من التحوّرات في المفاهيم ....

للأسف ....

فقدت أل التعريف آلية عملها...
ودخل التزوير والزيف والخداع...... ولم نعد نفهم شيئا ....

النكرة أصبح معرفة ... والمعرفة كثر اعدائه فأصبح بحكم النكرة

أصبحنا نسمع عن الصادق بأنه كاذب ، وعن الكاذب بأنه صادق

أصبح الأمين لصا ... والسارق نزيها
والمخلص خائنا .. والخائن مخلص
والماكر طيبا .. والطيب لئيما

أضحى المزيف أصيلا..والأصيل مزيفا



إنه عصر انقلاب كل شيء ..الى اللاشيء
إنه عصر تحورات المفاهيم والكلمات واللغات


نقدم أصدق التعازي للملكة المخلوعة عن عرشها ...
والدعاء بالصبر والسلوان لمن بقي على قيد الحياة ....
من تلك المملكة البائدة
__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
  #182  
قديم 05-01-2011, 01:39 PM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "




عما قريب...
سأغادر مرفأ السادسة والثلاثين وأدخل أرض السابعة والثلاثين ، ولا زلت على قيد الحياة




هذا ما اقوله لنفسي كل سنة ، و هذه السنة تميزت بشعور جارف ،







مزيج من الحزن على ما مضى، تشوبه نسمات من الفخر والاعتزاز ،



خاصة وانا ألبس حذائي و ( أكايده ) استعدادا للدخول في مرحلة خريف العمر وبيداء الحياة ، سيصبح عمري أخيرا اكبر من ( نُمرة ) حذائي ، واكبر منك ب ( نُمرة ) ..أعلم منك بسنة .








سيرسل لي زوجي باقة ورد جوري ، بمعنى أن هذا اليوم من أجمل أيام حياته وربيع عمره



وسترسم لي ابنتي رسوما بقلوب حمراء مؤكدة انها تحبني اكثر من ( وودي بيكر )








وسأقرأ ( برجك اليوم ) حالما تصل جرائد الصباح الى مكتبي،



هذه العادة من طقوسي العجيبة ، و التي احب فيها ان اعانق التفاهة ، فأقارن ما تقوله جريدة الرأي بما تقوله جريدة الغد عن الثور ،



واحدة ستتنبأ أنني على وشك الفوز بصفقة عمر انتقل فيها الى ( جماعة الملياردرية ) ،



والأخرى ستقول أن عقد عمل سيُعرض عليّ لن يكون ربحه كاف لتحقيق أحلامي العتيدة ،



وسأسخر من حيرة المنجمين واختلاف ارائهم ،



ثم أتساءل كما كل سنة ...... ترى ماذا ستحمل لي الأيام القادمة الى جانب حمل السنوات القديم ،



وهل نحن قادرون حقا على حمل كل هذه الأحمال ان اضطررنا يوما الى الرحيل ؟








وحدها حقيبة السفر ، تخبرني ماذا يمكن أن احمل وبماذا علي أن احتفظ،






حين أستعد للسفر ، أعرف ماذا يهمني وماذا يجب ان يكون بحوزتي ،



فأكتشف ان باقي ما اعتقدت ان علاقته وثيقة بي ، مجرد سراب .







كم مرة علينا ان نسافر حتى نصل الى الحقيقة الرمزية لرحلة الحياة ؟







كم من أشياء ظننا أنها عالقة بنا ...واشياء اخرى اعتقدنا أنها تخصنا ... وأشياء أخرى حاربنا عنها باستماتة .. واشياء توسلنا اليها ألا تغادرنا.... وأشياء ظننا اننا لا يمكن العيش بدونها ؟







ابتسمت وانا اتذكر صديقتي الايطالية التي قابلتها في احد محطات السفر ،
قالت لي .. ( كنت دوما أعتقد انني لن اتمكن من الحياة اذا غادرني من أحب ،
والذي حصل أنني تزوجت أربع مرات خلال مراحل حياتي .. ماتوا عني جميعا ، وأنا بقيت على قيد الحياة .)









سأصبح في السابعة والثلاثين ... بكل فخر



أتفقد حقيبتي .....علي أن استعد للسفر الى محطات خريف وشتاء العمر اذا شاء الله،



وبعدها ....سواء بقيت على قيد الحياة او لا ، انا على ثقة أن ربيع الحياة وألوان العمر ...ستكون بمنتهى الوضوح







وواثقة أيضا أنه ....



سيدين لي حذائي بالكثير مما سيتعلمه مني ...... ( بِحُكم النُمرة )



__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
  #183  
قديم 06-01-2011, 04:40 PM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "

عادة ما اكره متابعة الامور التي تحتاج الى اجراءات وتحركات من مكتب لآخر ، وربما يعود السبب ...مقتي الى هذا النوع من البيروقراطية والذي لا يعني تنظيم مهام العمل بقدر ما يعني تعطيل مصالح البشر ....





إلا أنني لن أبدأ الآن في مرافعتي عن حقوق الشعوب المضطهدة من جراء النظم الادارية .. ، والا كنت اخترت عنوانا مثلا ..." لمن تشكو حبة القمح " ؟


فتتحول خواطري العجيبة هذه الى منشورات محظورة...





وثمة سبب آخر ، هو أنني ... لست واثقة تماما من ( صدقي ) في " الدفاع المستميت " عن حقوق الشعوب ومحاربتي للاضطهاد ..( لو لم يكن الأمر يخصني )


بل وأرجح ان يكون السبب محض بقايا ..أنانية ونرجسية ..تدفعني الى الاعتراض على مسألة ان انتظر باقي أفراد الشعب المنصهر يوميا بهذه الاجراءات






اذ لو ( كنت المواطنة الوحيدة مثلا ) ..لما كان هناك سبب لإنشاء هذه النظم !


وماذا ايضا لو كان السبب في كل هذا هو انني احتوي على فيروس " الرهاب الاجتماعي " ، فأغطي هذا الخلل النفسي - لا اراديا - بكثير من الأفكار القومية والنضالية والانسانية الهادفة !






يعزّيني ، أن كثيرا من الشخصيات في هذا العالم ، تعمد - اراديا - الى تغطية نقائصها وعللها وامراضها المركبة في اغطية تحتوي على الكثير من الالوان ، وأطباق تحتوي على الكثير من التوابل والبهارات .. وكذبا كثيرا كالملح يتساقط من الجيوب ، والفجل يتفجر في العيون، وما يعزيني أيضا ..أنني لا زلت أتحدث بلهجة الأطباق الهندية الحارّة ..الخالية من التوابل ، و أيّ كان السبب ، لا يهمني في الحقيقة أن اعرفه ..ما دام هناك من أفوضه للقيام عن طيب خاطر بهذه الاجراءات نيابة عني






الا أنني ذات مرة .. قررت استثنائيا أن اتصرف كما يفعل " البشر الطبيعيون "


فتوجهت الى إحدى الدوائر لمتابعة معاملة ما ، سحبت دورا ، وجلست في قاعة الانتظار الواسعة ، وانا اتفحص معالم وجوه المنتظرين


وأحاول ان أقلدهم بافتعال " السلام الروحي" الذي يتناغم مع دقات الساعة المعلنة كل دقيقة عن وصول موعد رقم






ورغم أنني ضقت من الانتظار بعد نصف ساعة وبدأت احوم في القاعة شمالا جنوبا - شرقا وغربا ..


الا أنني كنت اقنع نفسي ..أنني لا زلت أتصرف مثل " البشر الطبيعيين "





وجاء موعد الدور بعد ساعتين ونصف .... وهنأت نفسي خفية على أول إنتصار لي أسجله في قدرتي على الصبر في هذه المواقع .





ولكن كل هذا كان ادعاءات سقطت أمام الموظف الذي قال ان هناك ورقة " ناقصة " وعلى أن أعود بها للمراجعة بعد عشرة أيام ...








يا سلام ..عشرة أيام







كافية للحامل ان تضع حملها ، وللأعزب أن يتزوج .. والمتزوج أن يطلق .... للمريض أن يشفى ، وللسليم أن يمرض ، ...


كافية لعدد لا بأس به ممن يمشون على سطح الأرض أن يصبحوا في باطنها .. وكافية لازدياد عدد المجاعات والجائعين في العالم ، كافية لازدياد عدد المتخمين على هذا الكوكب


عشرة أيام قد يمشي بها من كان رضيعا .. وقد يحبو من كان صحيحا .


عشرة أيام ....يزداد فيها عدد القتلى في الضفة الغربية ربما الى الضعف ، و يزداد عدد المنتحرين " المدللين " من أبناء السويد


كافية لاستقالة احدهم - دون أسباب واضحة - من منصبه .. ووصول أحدهم فجأة - دون أي مؤهلات - الى أحد المناصب ،


كافية لتزهر الخبيزة في جميع نواحي الأردن ... وليرتفع منسوب المياه او ينخفض عن الحد الطبيعي .. وليزداد خوف العلماء من ظاهرة الاحتباس الحراري وخوف الاجتماعيين من ازدياد نسبة العنوسة في العالم العربي ...


عشرة أيام بلياليها ..تكفي نشوء حضارة واندثارها





والأهم من كل هذا أنني الآن ..بسبب العشرة أيام ...لا يمكن أن أكرر " قدومي الميمون " الى هذه الدوائر مرّة أخرى في حياتي


و شقيقي المفوّض من قبلي .. خارج البلاد في رحلة عمل...فما العمل ؟






إذن الموضوع ليس مجرد انتظار في قاعات الانتظار .. وسماع دقات الساعة ... الموضوع هو.. لست واثقة من أنني فهمت ما هو المقصود ب ( راجعينا بعد عشرة أيام ) ! .







بدأت النقاش من منطلق ان هذه الورقة لن تؤثر ... فما الداعي لاشتراط وجودها أصلا ،


ولكن كيف يكون النقاش وليس هناك الا مجرد ثقب دائري في لوح من الزجاج بيني وبين الموظف


ولم تخبر ملامحه الجامدة بأي استعداد للنقاش .. هذه هي التعليمات






سقطت أقنعة الانتظار القانوني ، والصبر والطاعة العمياء للتعليمات بدون اعتراض التي تكلفتها بصعوبة حتى أقنعت نفسي بزيارتهم ، لمجرد كلمة يقولها موظف ، على العموم ليس هذا معنيا أو مخاطبا بنقاشي ...
هذا ما تمسّكت به ..لأنني قررت ، وهذا يكفي





قلت له بهدوء : من وضع هذه التعليمات ! ،


باغته هذا السؤال ، فنظر إلي نظرة تحقيق واندهاش ، واختفت نظرته التي أحسست فيها أنني مجرد ..رقم


أعدت سؤالي مرة أخرى : ممكن أعرف من وضع هذه التعليمات التي تتقيدون بها ، أيعقل الا يكون هناك جوابا.؟


اتسعت نظرته ، ربما ظن أنني قادمة من مكان " مهم " ما ، أو أنني قادمة من وراء " شخصية " ما ،





تغيّرت نبرته ، وابتدأ في الشكوى من ضغط العمل ونظرة المنتظرين التي تختلف عن الحقيقة


قال كلاما كثيرا من بينه " الله يسامحني " لانني لم الفت نظره الى وجود " ورقة أخرى " تعوّض وجود هذه الورقة بل كل الأوراق.





أوقف كل متابعاته ، ليتابع انجاز معاملتي ، حتى النهاية ويتنقل بها من مكتب الى آخر ، ليتخلّص من وجودي المقيت ونظرة الثقة والاعتداد بالنفس التي أحاول تثبيتها حتى لا تشي بما وراءها ، كأنني " حقا " شخصية مهمة ما .





الجميل في الأمر ، أن الموظف اصابته عقدة " وسواس قهري " حول احتمال أن يكون أحد من الجالسن " قادما من مكان ما " ، ولم تمض نصف ساعة ، بين انهاء معاملتي المعقدة ، حتى كانت القاعة شبه فارغة !





هكذا أفضل ... وتبا لمن يضطهد أفراد شعوبنا المقهورة ، ويجعلها تتابع دقات ساعات الانتظار في القاعات ، وفقا للمزاجية والأهواء ...





قلت هذا أنا أحاول أن أتذكر موعد سفر شقيقي القادم .. و كلّي أمل أن لا يكون موافقا لمواعيد حروبي السنوية العشوائية مع الاضطهاد ، والرهاب ، والنرجسية ....
__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
  #184  
قديم 09-01-2011, 05:14 PM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "

حتى نستطيع ان نفهم أهمية المسافة في توضيح الأشياء على حقيقتها
فلنراقب أحد كبار السن يبعد الورقة من امام عينيه الى مسافة مناسبة ليستطيع تبين الكلمات فيها،
أو أحد " قصار النظر " يقرب منه الأشياء ليتبينها ، وهكذا حسب ظروف الشخص وطبيعته يقرّب " الشيء" أو يبعده



لو تبنينا مفهوم البينية في كل أشياءنا ، لكان قادنا الى بدايات موفقة أكثر ، ولنهايات أفضل




اللوحات الفنية لا نتمكن من ادراك جمالها الا اذا ابتعدنا عنها مسافة معينة



المسائل المعقدة ،قد نستطيع أن نرى وجهة النظر المنصفة ، بعد فترة زمنية ، عندما " اوتوماتيكيا " تتكون المسافة اللازمة بيننا وبينها



ثم نستطيع ان نقدم " المشورة " الحكيمة ، لأحدهم ، لأننا نرى الأشياء عن بعد ، فيختلف " الشيء" بالنسبة الينا ، عن نفس " الشيء"القريب جدا منهم ،





اذا كان من الآمن ، ايجاد المسافة اللازمة لكل الأشياء الكهربائية والميكانيكية من حولنا بما في ذلك الأشخاص
لكي نقلل حوادث التماس الكهربائي والحرائق




فما احوج أنفسنا الى نظريات البينياء
لنجعلها بيننا وبين أفكارنا ،وبين ما يسكن عقولنا
وما يشغلنا

حتى تكون رؤيتنا بعيدة .. واضحة
وليست قصيرة ومضطربة





ما علينا ان ندركه
أن أهمية الأشياء لا تكمن في هذه " الأشياء " بل في ما يفصلنا عنها
وكلما زادت المسافة ، كلما زادت الحكمة وزاد الوضوح وقلت نسبة الخطأ
وكلما اقتربت المسافة ، كلما زادت الفوضى والعشوائية ، وزادت الأخطاء


وإن أي خلل في هذه المسافات التي تفصلنا عن الاشياء
سواء بيننا وبين ما ومن حولنا
أو بيننا وبين انفسنا
سيؤدي حتما الى كارثة
__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
  #185  
قديم 06-05-2012, 04:48 PM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "

مملكة الحيوانات تجمع الجميل والقبيح ، الصالح والذميم ، وكثير منها يجمع المتناقضات كحال أغلب البشر
وقلما نجد كائنا لديها كامل الصفات

لنذهب في رحلة الى عالم الحيوان ونجد كيف كان العرب يكتشفون الصفات الآدمية بالبشر ويحكمون على المواقف من خلال فراستهم الشديدة في التعامل مع البيئة وما عليها من كائنات ، نباتات وحيوانات

في وقتنا هذا اعتقد انه من الأنسب التركيز على عالم الحيوان لنستشف فيه الصفات البشرية للبعض
لنتمكن من الحكم عليهم دون التعرض لخسائر نفسية ومادية واجتماعية

ولهذا كان من الضروري أن أعدّ هذا البحث الذي حاولت أن يكون شاملا

الخنفساء حشرة سيئة الذكر حسب أقوال العرب
فهي تلك الحشرة التي مهما طردتها تعود اليك بعد فترة وجيزة لما تتمتع به من هوان النفس وأمثالها من البشر كثيرون
وقد قيل : أتتكم فالية الأفاعي ، وما يقصد به العرب هنا ، مبدأ الشر ، وما سيتبعه من شرور أخرى ، فمعروف أن الخنفساء تدل على وجود الحيات والافاعي والعقارب في مكان اذا كانت فيه .

وفي العنز والتيس والخروف ، جمع العرب في هذه الحيوانات المطاوعة والانقياد الأعمى مع شدة العناد ، فقيل : عنزة ولو طارت
أو : فلان أمعز من فلان ، أي أشد عنادا ، وقيل كذلك : الخروف يتقلب على الصوف ، وأرى بعض التعاطف في قولهم : لا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها !


كان العربي ان تساوى عنده امران قال : كركبتي بعير
وربما الابل من أكثر الحيوانات التي كان العرب يتأملون فيها ويحدثونها ويقولون فيها الاقوال ، لأن اعتمادهم الرئيسي كان عليها فقد قيل :
سرق الجمل بما حمل
حتى يلج الجمل في سم الخياط = للدلالة على امر مستحيل الحدوث
أحقد من جمل : فرغم كل الصفات الطيبة في الجمل كما يراه العرب الا انهم لا ينكرون ان الجمل اذا حقد قتل ، وهو شديد الخصومة ، شديد الحرص ، فلا يغرنك تحمل البعض لك ، فهم قد يصلون الى مرحلة الحقد التي لن ترى خيرا بعدها

القرد ، قيل عن قبحه الكثير
القرد قبيح ولكنه مليح
أقبح من قرد
القرد في عين امه غزال
وهكذا لم ينكر العرب ظرفه وخفة دمه رغم ان هذا لا يغفر بشاعته
وهو ما يحدث على الصعيد البشري ايضا، قد تجد اناسا ظرفاء ولكنهم لا يحملون اي لمحة جمال
وغالبا ما تضاف كلمة ، لكنه ظريف ، الى جانب صفته الاساسية وهي بشاعة المنظر

البوم وقد كرهها العرب رغم ما فيها من هدوء وذكاء
تشاءموا منها فقالوا، شؤم مثل البوم ، وقالوا ايضا : من كان دليله البوم فمصيره الخراب ، وذلك لأنها تفضل التواجد في الخرائب
وهذه دلالة على ان العربي الاصيل لا يستمع لمن ينشر الفساد والفتنة والغيبة فتتأذى العلاقات بين الناس وتصبح خرابا

اما الأفعى ، فرغم ان لها احتراما معينا لأنها لا تلدغ النائم الا انها تهاجم وتلدغ وتنفث سمها من غير سبب
ولهذا نستطيع اذن ان نعزي هذا الى الوراثة ! لا تلد الحية الا الحية
كما وقد اعتبر تصرفها هذا دليل خيانة ، فأنت لا تأمنها لأنها تهاجمك في اي لحظة : أضلّ من حية

اما العقرب فعلى ملاحظاتي لم اكتشف ان العرب يكنون له اي احترام
وذلك لأنه يلدغ في الغفلة دون ان تراه فاتخذ رمزا للعداوة لأن العدو المجهول احقر بكثير من العدو المعلوم
اشد عداوة من عقرب

والأسد ملك الغابة ورمز الشجاعة فقالوا : اجرأ من ليث
ولو انهم لاحظوا كسله واتكاله على زوجته اللبؤة في كثير من الأمور فقالوا : كلب راكض خير من أسد رابض


اما العصافير فرغم كونها كل الرقة والهدوء والتغريد والصوت الصافي
الا ان العرب اتهموه بالتفاهة وقلة العقل : اخفّ حلما من عصفور

واشتركت معه الفراشة في قلة العقل واضافوا اليها الطيش والغرور فقالوا
أخف من فراشة

وكذلك فإن الذباب ايضا اشتهر بكونه مكروها لدى العرب حيث قالوا اجرأ من ذباب
الا ان هذه الجرأة تختلف عن جرأة الليث ، وهي جرأة الوقاحة
وتقال للناس الذين يداومون على التدخل في خصوصياتك وفرض انفسهم عليك بوقاحة

اما الحمار فرغم انه الخادم المطيع الصبور الذي يتحمل الصعاب والضغوط دون ان يشكو الا ان هذا لم يشفع له لدى العرب
فقالوا : الحمار حمارا ولو طوقته بالذهب
وقالوا ايضا : أصبر من حمار ، وليس لمدح الحمار بل استهجانا من شخص يقبل ان يكون مطية لغيره يستعملونه للوصول الى غاياتهم وحسب

ويظل الخنزير رمزا للقباحة والقذارة عند العرب منذ القدم
والى جانب القذارة فهو يجمع البخل وعادة ما تتوافر هذه الصفتين في شخص معا ولا تفترقان عن بعضهما
اقذر من خنزير
جنة ترعاها خنازير
كلب مبطن بخنزير
احرص من خنزير

وللجراد صفة الفساد والتخريب فقالوا احطم من الجراد
وهذا يصف الناس الذين ما ان يتواجدوا في مكان حتى تعم المشاكل والفساد بين من فيه ويستحيل نارا

وقيل في الضبّ الكثير الكثير بما ان العرب يعتبرونه ديناصور الصحراء ، الذي يعيش طويلا
أحيا من ضبّ..أعمر من ضبّ
وقيل ان الأنثى تأكل اولادها فوصف بالمثل التالي : أعقّ من ضبّ
والضبّ هو دلالة لشخص يحيرك فهو يدخل من مدخل ويخرج من آخر وان دل هذا دل على ذكاء ودهاء الضب
كما أخذ العرب عليه صداقته الوثيقة مع العقرب
والمعروف ان الضبّ يتعرض للبيات الشتوي في مواسم الامطار فقيل :
افطن من الضبّ اذا خاف حارشا
وأعدله عند التلمس عقربا

اما الحمامة ، فلا اشك ان العرب مؤمنين بأنها رمز السلام فقيل : اهدى من حمامة ، آمن من حمام مكة
وقد اتهمت بميلها الدائم الى الحزن فقيل : اشجى من حمامة
ولا نعرف صحة الاتهام الآخر الموجه لها بأنها لا تحسن بناء عشها ! فقيل : أخرق من حمامة

واما البغاث..
فرغم انه طائرا بسيطا ليس سيء السمعة الا ان تصنيفه مع النسور والصقور اساء اليه
فقيل : ان البغاث بأرضنا يستنسر !

لم يحبّ العرب الغراب رغم ميله الى الصحو النشيط باكرا ورغم انه ينتقي اطايب الطعام وقيل : وجد تمرة الغراب
رغم كل هذه الحكمة الا ان العرب تشاءموا منه وقالوا ايضا أشأم من غراب !
لا نعرف لماذا بالضبط ، واعتقد ان طبيعة الغربان وهي انها تشارك الطيور التي تتغذى على جثث الموتى في المعارك وهو سبب التشاؤم

نصل الى النحلة والتي لن نجد عليها مأخذا عند العرب ابدا ، سوبر ستار العرب
فهي معروفة بخفتها وذكائها ونشاطها وعملها الدؤوب والتعاون ونتائجه المبهرة ، فقيل :
أصفى من جنى النحل

والنملة : معروفة بالحرص الشديد والاهتمام بالمستقبل والاعداد له ، ومن ناحيتي اعتبرها مثل دول اليابان والصين في العالم الآن ، تهتم بالمستقبل وترصد له وتتجنب خسارة قوتها في المشاكل العالمية ، فقيل :
أجمع من نملة ،أقوى من نملة ، وأحرص من نملة

والذئب هو رمز الذكاء والدهاء والتحايل فقيل :
ان كنت ذئبا اكلت معه وان لم تكن ذئبا اكلتك الذئاب
أغدر من ذئب
أظلم من ذئب

كما ان الذئب لا يشبع ولا يكتفي طعاما ومالا
وهكذا يقال عن انسان بهذه الصفات

رماه الله بداء الذئب

اما الثعلب ، فإن كانت العرب تهاب دهاء الذئب
الا انها تحتقر مراوغة وكذب الثعلب فقيل
اروغ من ثعلب
ويقال ردا على شخص يتحايل ليصل الى مرماه
انت اعجز عن الشيء من الثعلب عن عنقود العنب

اما الكلب فلم تعترف العرب بوفائه وصدقه
بل بطمعه وشراهته ، وانصياعه حسب ما تكون مصلحته
فقالوا :
اشهى من كلب : أي اشد شراهة من الكلب
سمّن كلبك يأكلك : دلالة ان الكلاب تتمرد على اسيادها عندما يكبرون قيمتها ومركزها......

والفيل يحوز على اعجاب العرب نظرا لضخامته وقوة جسمه التي يصمد بها امام الأسد
وقد أخذوا عليه شراهته ، وهذا دليل ان الانسان الشره انسان مكروه :
فقيل : آكل من فيل !

والفرس والحصان اصلا رمز الجمال والاناقة والاخلاق والوسامة والشجاعة
وقد قيل : لكل جواد كبوة ، دلالة على اخطاء العظماء



وجسم البغال واحلام العصافير ..

دليل على قلة عقل البغل وسوء تقديره للامور رغم ضخامته
كما يشبهون الشخص الفاسد بالبغل وذلك لقلة وفائه فقيل
البغل نغل وهو لذلك أهل

والعقاب تسمّى العرب باسمه لشدة انفته ومناعته
رغم ان العقبان تشارك الغربان في التهام جثث الموتى ولكن ما يحسب للاعلى منصبا يحسب على الاقل منصبا
تلك هي الحياة


أما السلوى والقطا ، فمخلوقات تتميز بهدوء الخطا والتمايل في مشيتها والعفوية كما تتميز بلذة الطعم ، فكانت تقوم عليها مواصفات الجمال لدى العرب
مشي القطا
أصدق من قطاة
أهدى من قطاة
ألذ من السلوى

والهدهد : رمز الحكمة والعقل فقالوا : أبصر من هدهد

ووصف الثور بأنه شديد الاهتياج يجمع الى ذلك قلة العقل والقوة الطائشة والغباء والشراهة
فقالوا : أبله من ثور

ويجتمع كذلك الدب في صفات الغباء والقوة والشراهة فكان الوقوع بين يديه مصيبة !
فهو قليل العقل ولن تستطع اقناعه بشيء او الاحتيال عليه فقالوا :
هرب من الدب فسقط في الجبّ
دليل على ان النتيجة واحدة


والفهد ، وصف بقوته وذكائه وخفة حركته فقيل : أكسب من فهد ، يقصدون عند الاصطياد
ولكنهم كرهوا فيه ميله الى النوم الطويل فقالوا : أثقل راسا من فهد

والزرافة تدل على مخلوق طويل مغرور لا يرى احدا قليل العقل
فقالوا : اطول من زرافة

ووصف التمساح بأنه صاحب النفاق والدموع الكاذبة والتمثيل والظلم المبطن وافتقاده الى التعاطف مع الآخرين
فقالوا : كدموع التماسيح
أظلم من تمساح

والغزال رغم جماله وخفة حركته وتناسق اعضائه الا ان العرب كرهوا فيه ميله للنوم الطويل كالفهد فقالوا
أنوم من غزال !

يشترك الأرنب والفأرة في صفة الجبن والحرص الا ان الفأرة تزيد عليه بالقذارة
أجبن من أرنب
أجبن من فأرة

وتغاضى العرب عن الهرة بعض الصفات فاعتبروا انها قريبة ممن يحسن لها جميلة المعشر وقلما تملك القدرة على الاذى
وتلازم صاحبها
فقيل : أبرّ من هرّة
ذكرنا القط جاء ينط

والبطة صفة مدلول البطئ فقالوا : أبطأ من بطة

والقنفذ دليل الحذر من الأعداء فقيل : أحذر من قنفذ

والديك : رغم مواصفات النشاط والصحو مبكرا المحببة عند العرب الا انه يتميز بشدة غيرته
قيل : يغار مثل الديك

وتميز النعامة الحماقة والغباء وسوء التخطيط فقيل : أحمق من نعامة !!



__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
  #186  
قديم 06-05-2012, 04:50 PM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "

يُطلق عليها في كتب علم النفس " متلازمة ستوكهولم "

ومن الطريف ان هذا الاسم جاء بعد حكاية اقتحام بنك في ستوكهولم ، وقام اللصوص باحتجاز أربع رهائن من موظفي البنك لمدة ستة أيام ،

التناقضات الغريبة والتي استهوت علماء النفس وعلماء الجرائم ، أن الضحايا في هذه الفترة طوّروا نوعا من مشاعر التعاطف والحب والارتباط بمعتقليهم ، وحتى بعد فكّ أسرهم بقي هذا التعاطف شهورا طويلة ، فقد قاموا برصد مبالغ مالية للدفاع عنهم في المحكمة .



تتشابه " متلازمة ستوكهولم " مع " قصة الجميلة والوحش "
ذلك الوحش الذي كان يعرف مدى بشاعة صورته ودمامة منظره ، والذي ما كان يستطيع ان يصبح جميلا الاّ إن أحبته فتاة جميلة ، فقام باحتجاز فتاة جميلة في قصره وعاملها بكل رقة وحب ودلال ، لتقول له كلمة الحب السحرية التي يصبح جميلا على إثرها .


وتخيّلت الحسناء أنها أحبت ذلك الوحش الدميم لأنه كان يشكل بالنسبة لها خطرا وتهديدا على حياتها نظرا لأنها سجينته ،وإلى جانب هذا الخطر كانت ترى على الجانب الآخر تعامله الراقي المحبب المصطنع والدعم الذي كان يوفره لها ، والذي كان يتكلّفه ، لكراهيته لنفسه وصورته البشعة ورغبته في أن يصبح جميلا ... وقد ترجم الشاعر نزار قصة " الجميلة والوحش" في بعض أبيات شعره
( قولي أحبك كي تزيد وسامتي، فبغيّر حبّكِ لا أكون جميلا ).



إن متلازمة ستوكهولم أو....."عقدة الجميلة والوحش، كما أرى "، منتشرة الحدود وفي كل أنواع العلاقات الانسانية ، حتى أنها قديمة منذ الأزل ، فبيولوجيا ، يأتي المولود الى الحياة وبداخله غريزة الإلتصاق بمصدر الحماية والدعم وبنفس الوقت ..مصدر القوة ومصدر التهديد ..... وهي الأم ،
يكبر .... وتبقى غريزة الالتصاق بداخله ، الى من يوفّرون له الحماية والدعم والحب، وهذا ما يسبب الصدمة وصعوبة الانفصال عند وقوع المتناقضات ، بين صورة التعامل الحسن ، والصورة الحقيقية للوحش دميم الصورة بشع الأخلاق .


وقد يقع الإنسان تبعا للنظرية الفطرية والخلقية هذه ، أسيرا في أيدي الوحوش البشعة ، والتي يكون هدفها الحصول على خلطة الحب السحرية التي يستطيعون بها النظر الى أنفسهم الدميمة في المرآة والشعور أنهم أصبحوا أكثر جمالا .



فكما تخفي مساحيق وعمليات التجميل البشاعة الشكلية
يخفي تكلّف الحب والاهتمام والرقي في التعامل ، النفوس البشعة المجرمة والتي يختنق صاحبها اشمئزازا من صفات اجرامية بشعة تلازمه ، فيضطر الى احتجاز ضحية جميلة .. ويتصنّع كافة التصرفات والأخلاق ، ليحصل على حبها ، فيقنع نفسه بالنظر في المرآة ويوهمها أنه حصل على الخلطة السحرية ..وأنه أصبح جميلا .... ...

علينا دوما أن نبحث فيما وراء صورة الوحش الدميم ، فهو لن يصبح جميلا ..مهما حاول اقناعنا ..أو حاولنا تعليمه.


__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
  #187  
قديم 06-05-2012, 04:52 PM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "

بفخر تتباهى صديقتي هبة وهي تريني كنوز دفينة في الدولاب الخاص بها .....في لحظات شاعرية....
فهذا اول فستان خرجت به مع ابو حسام ...خلال سفرهما الى رحلة العسل
وهذه دمية معلقة من عشرات السنين بقيت شاهدا على طفولة هبة ،

وهناك في اسفل الدرج رسالة مخبئة ومحفوظة بعناية فائقة من خطيب عاشق يبثّ اشواقه وحنينه الأكبر من الحياة والذي لا يملك عليه صبرا ، تحوّل بمرور الأيام الى زوج تتسكع اشواقه في مختلف الاتجاهات.

أفتح علبة ذهبية صغيرة لأرى مخلفات قطع آدمية ، تساءلت برعب عنها ، فأجابتني انها أسنان حسام اللبنية التي سقطت قبل عشرة اعوام ،
وهالني ايضا انها تحتفظ بجزء الحبل السري الذي يتواجد بطبيعة الحال عند ولادة اي مخلوق ، أقفلت العلبة فلم يكن لدي فضول في رؤية المزيد!

علبة اخرى جميلة طولية تساءلت عما يمكن ان تحمله ! وجدت شيئا يشبه الثعبان للوهلة الاولى فرميتها خوفا ، والتقطتها هبة بنظرات تأنيب وهي تحملها بحنان قائلة ان هذه ( ضفيرة شعرها ) احتفظت بها ، عندما قررت قصّ شعرها الطويل بعدما أتمّت اثني عشر سنة .

في كل سنة.... في كل مرحلة ، هناك اشياء مرتبطة كانت حية تسعى في يوم من الأيام ،

وصلنا مع تقويم السنين المرتب في الدولاب كدقّات الساعة ، الى صور التخرج ، تفاجأت ان لنا صورة مشتركة ..ياه ،
هذه أنا قبل ستة عشر عاما ، لم أر نفسي من قبل ، أقصد ان الحياة القديمة موجودة في ذاكرتي بأشكال أخرى وخيال آخر ، لا تضيف اليه الصور أي أفكار جديدة ، انها صور ميتة ،

تسليت وانا أنظر لنفسي جيدا وأتفحص ماذا كنت أرتدي ، وكيف كنت انظر للحياة ، وماذا كان يطوف في خيالي تلك الفترة ،
أيقظتني هبة من خيالي وهي تقول: كنا صديقات جدا ،

تنبهت أنها موجودة بجانبي ، أقصد في الصورة وبدأت أتأملها ،
لاحظت هي انني افكر مليا وانا انظر إليها ، قالت بنبرة ملل : انا تغيرت كثيرا .. تعرفين ... الانجاب والمسؤوليات ...ليس مثلك أنجبت مرة واحدة ولم تتغيري أبدا لا زلت كما انت، ابتسمت وانا اقول لها.... الله يعينك ،

معظم صديقاتي يتذرعن بالانجاب ويوجهن أصابع الاتهام الى هؤلاء الملائكة الصغار بالجمال الذي ولّى ،

لا بأس...... قلت لها وانا أبحث في عقلي عن دولاب أيامي ،

شعرت بالذنب والأسى لأن الدولاب مقام في ذاكرتي فقط
ولا اعرف أين يوجد على أرض الواقع ......
لا يوجد عندي دولاب ...أيامي مشردة وأحداثي مبعثرة على قصاصات ورق في أيام شتوية باردة ،..

احتاج الى عجلة الزمن لأتنقل خلال العصور القديمة وأبحث عن الدمى والاحجار والتقط صورا لمراحلي السابقة .....

تقول هبة ان كل ما تحتفظ به ستهديه لابنتها سارة وابنها حسام يوم زفاف كل منهما ....
تبين الآن إذن .....انه سينتظر عمرا آخر ..لتنتقل الذكريات الى دولاب سارة .... ودولاب حسام ،
....حياة الديناصورات !


لماذا كل هذا العناء؟ .. والأيام انتهت الى غير رجعة ، وما من لحظات تاريخية في عمرنا المديد ،
..ما أهمية أن احتفظ بصوري على سواحل ميامي ، واسفل برج بيزا وفي ممرات الشانزليزيه ..كشاهد عيان على انني رأيت الدنيا؟
...هل من داع لأحتفظ بصورتي امام مبنى الجامعة لأثبت انني حققت سبقا علميا وحصلت على شهادة عليا .. هذا مضحك ..ما اتفه ما يشعر الناس انه حدث مهم في حياتهم .....أستطيع أن أتوجه الى المبنى مثلا وألتقط صورة لي أمامه ..بل وأطلب من الحارس أن يضرب لي تحية سلام مقابل خمسة دنانير ،،، وسأقول أنني كنت شخصية مهمة هناك .
أصلا من سيكتب سيرتي الذاتية .. ومن سيعنى بتخليد أيامي ...


انجبت هبة حسام واحتفظت بكل مخلفات ولادته ، حتى ملابس البيبي والبيبرون ، لتهديه اياها يوم زفافه ..
لا اعرف لماذا تهديه اياها يوم زفافه بالذات ..

رغم انه قد يقدّر الهدية ويتفحصها في كل الأيام....... الاّ يوم زفافه ..

ابتسمت وشعرت بالذنب والخجل وانا افكر بذكريات صديقتي المخلصة باستهتار ولامبالاة ،
ما ذنب الناس ان لم يكن عندي دولاب ؟ ولا يوجد لدي الاّ أبناء دفاتر ، أيتام مشرّدين يتنقلون في حقائب سفري ،
ما ذنب هبة ..ان كانت حياتي المبعثرة من الصعب ترتيبها في دولاب الأيام بترتيب أيامها .....؟
اذا كانت الفوضى تعم عمري (المفترض ) .... ومحطات الرحيل واللقاء ....ونقاط البداية والنهاية ..... أكثر من عدد أيامي نفسها
ما ذنبها ان كنت لا أعتبر لشيء قيمة ولا أهمية ولا فرحة ولا بهجة ؟
وان كنت أسارع الى تنظيف أيامي من ذكرياتها أوّلا بأوّل حتى لا تعلق ذكريات الخيبة الكثيرة في دولابها
وان كنت لا أحتفظ بضفائري..بل أقصّها تدريجيا خلال السنين كذكريات أيامي ؟


فتحت هبة درجا أرضيا واسعا ، لتريني بعض العلب والصناديق المبعثرة القديمة ..

قالت بزهو ... هذا دولاب والدتي....


غرقت في الضحك وارتحت لهذا الخلاص الفريد ،...
فالمسألة وراثية إذن...

لم أرث دولابا...
ولن تأتي ابنتي يوم زفافها بعد عمر ، لتطالب بنصيبها في ميراث ذكريات أيامي......
__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
  #188  
قديم 06-05-2012, 04:54 PM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "

( لا شكّ أن المخلوقات غير العاقلة والجمادات أصبحت أكثر عاطفة من الإنسان.....)


هكذا فكّرت ..عندما عدت للمنتدى بعد غياب ووجدته على وفائه لأصدقائه
هكذا فكّرت .. عندما عدت لمكتبي بعد غياب ووجدت الأشياء على وفائها
بغضّ النظر عن تعاقب كثير من البشر الذين اختلفوا واختلف منسوب وفائهم ونبلهم
فالاختلاف يحدث في الأشخاص ..والأشياء تبقى على وفائها .


وهكذا أفكّر الآن ... وأنا أقرأ قصة المرأة التي قامت بعمليات تجميل كثيرة لتصبح لها ملامح قطتها.
لم أفكّر بالأسباب التي تدفع حوّاء اليوم الى القيام بعمليات التجميل والتشبّه بالممثلات وعارضات الأزياء فكل هذا بعيدا عن المفهوم الديني والأخلاقي أصبح مفهوما ،
بل فكّرت بتلك المرأة التي لم تختر التشبّه ب جوليا روبيرز أو أنجلينا جولي ولا ب نانسي أو هيفاء.


جذور المأساة .....أن المرأة نذرت مشاعرها ورغباتها وعاطفتها ..رهنا لقطّة ، استعاضت فيها عن الرجل الذي من المؤكّد خيّب آمالها .
تلك المرأة فعلت ما تشعر أنه صواب ،ربما ، للفت الأنظار ، وربما نكاية بالرجل الذي طعنها وغدر فيها ، فهي لا تأبه أن تعجبه بشكلها ، وإنّما .. أن تعلن انتماءها للإحسان والطيبة والوفاء والإخلاص ، لتتوحّد مع مخلوقات بريئة .

فالقطط مخلوقات وديعة ... تتذكّر الإحسان وتتمتّع بالوفاء ..
تجلس في حضنك ان كنت مريضا.. وتداعبك ان كنت تشعر بالملل ،
تبادلك المحبة والمشاعر الحنونة ... وفي خريرها تسمع أعذب كلمات الحب والدفء

ولا تفكّر بالانتقام مهما أسأت إليها ، بل تكتفي ان تبتعد بأقصى سرعة عن مواطن الخطر والإيذاء مستعيذة بالله من غدر البشر ،



وقد تعود الى مواطن تركتها بحثا عن المحبة والوفاء ، وليس بحثا عن الانتقام ، الذي لا يجلب لصاحبه الاّ ما تجلبه المياه المالحة لشخص يموت عطشا ، والقطط لا تشرب المياه المالحة .
والقطط ....أيضا....مخلوقات ذكية ، تختلف عن غباء النحلة التي تستشيط غضبا ، فتنشب ابرتها لتسمم من تشعر أنه يهدّد أمانها
ثم تفقد إبرتها ، مصدر قوتها ، وتعيش بحالة شلل دائم .

القطة لا تستطيع ردّ عضّة كلب غادرة بنفس طريقته ،ولا تستطيع أن تشتكي عليه ليُحاسب على قطعة اللحم التي سرقها منها ... وانما قد تتحول الى قطة شرسة تنشب مخالبها في لحمه إن تعرضت للخيانة أو تعرض صغارها للإيذاء .



تشبه المرأة القطة في حاجتها الى الحنان والمحبة والإحسان
تشبه المرأة القطة في قدرتها على لعق جراحها ومداواة جروحها بنفسها
تشبه المرأة القطة ..في شراستها عندما ينعدم الإحسان والضمير ونبل التعامل ...
تشبه المرأة القطة ..في تحملها للمسؤولية وخوفها على ابنائها وتضحيتها من أجلهم ....



وربما المرأة في عصرنا الحاضر ..أصبحت تشعر أن القطط تُعامل بطريقة أحسن من الطريقة التي تُعامل بها
فتوحّدت معها في سوق القطط لتأمن أذى البشر ....





لا زلت لم أعرف بعد الكائن الذي يفضحه لسانه وقلمه فيعترف فورا ويدوّن كل ما يشعر به لحظة توحي له الصور والكلمات ....لأتضامن معه .... أنا شخصيا !
__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
  #189  
قديم 06-05-2012, 04:55 PM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "


تزعجني كثيرا افكار المجتمع البالية في تزويج الفتاة التي تتعرّض للاغتصاب من مغتصبها ،

دوما ما يراودني الانزعاج والضيق ،،، بعد أن أسمع بعض القصص حول هرب الضحايا بعد إرغامهن على الزواج ، أو إقدامهن على الانتحار للخلاص من هذا المستقبل الظالم ، وكأن الأطراف جميعا تآمروا على الفتاة الضحية ليزجّوا بها خلف الأبواب المغلقة المعتمة ، مثل كلّ القضايا التي تتعلق بشرف العائلة ، بغضّ النظر عن آلامها وجروحها

حتى اتّخذ هذا قانونا يُسنّ في كلّ مكان ، تمارسه دوائر الشرطة ومراكز الأمن لإجبار المغتصب على عقد قرانه على المجني عليها ، تلبية لرغبة الأب في حفظ ماء وجهه ، وحفظ الألسنة النارية حوله ، وحقنا للدماء . والحكمة تقول ..لا شيء يجب أن يُجبر الفتاة على الزواج من وغد ، قد تكون مواصفاته أقلّ بكثير من مواصفات ذئب شوارع .

لا يكفي الذبح جسديا ونفسيا الذي تعرضت له المسكينة من قبل مجرم ضالّ ، بل يتبع ذلك سلخها من قبل مجرم آخر وهو وليّ أمرها ليستر نفسه من القيل والقال ، ويتخلص من أصابع الإتهام والأقاويل الكثيرة ، فينتهي بتزويج ابنته ممن لا يرضى عن دينه وأخلاقه. قمة الأنانية ، في حين أنها الضحية التي لم يهتمّ أحد كيف تتفاعل مع هذه الجروح وهذا الأذى وهي ترى نهاية الظالم وقد ارتفعت يده ليصبح زوجا يملك حق الطاعة !

يعتقد الأب أنه حفظ سمعته وكيان أسرته ومستقبل ابنته ، في تزويجها بلصّ ظالم ، ، ويختار أن يربط نفسه بهذا المنتهك طيلة الحياة بداعي صلة النسب . أي حفظ لماء الوجه هذا ؟
وهل يتحول الوحش الضالّ الى زوج محبّ ؟ وقد انتهكها أصلا ليس حبّا فيها ، وإنما تلبية لغريزة لم ينجح في تهذيبها خلق ولا دين .

وأي حقن للدماء ، ودماء الضحية لا تتوقف عن النزف من لحظة اغتصابها وحتى آخر يوم في حياتها .
نكافئ المغتصب الجاني بتوفير حياة زوجية له بالمجان ، ونعاقب المظلومة.... بفرض ما تكرهه لتتحملّه طيلة عمرها .. وتذكيرها كلّ يوم بحقّها الذي انتهك وانسانيتها التي سُفحت ،

أي عدل هذا ؟ ،، وقوانين حمورابي أرحم بكثير !

لماذا لا يُطالِب وليّ الأمر بحقّ ابنته في أن يُعاقب الجاني على فعلته ؟
وهي من تضرّرت ، واغتيلت فيها الإنسانية والرحمة .

لماذا لا يترفّع عن الارتباط بهذا الوضيع ، وينتقل بابنته الى مكان آخر بعيدا عن اللوم والألسنة الحارقة ، لعل حياة جديدة تبدأ ؟



إن أفضل وقاية للأنثى هو تعليمها وليس زجّها خلف الأبواب المغلقة فلا تعرف لها حقوقا ولا إنسانية .


ينتقد البعض حقّ المرأة في القرار و الاختيار وإبداء الرأي وتغليبه ، ويربطون ذلك فورا بالمقاييس والمواصفات التي يجب ان تكون عليها المرأة لتحظى بالقبول ، والقريبة من مواصفات الشاة والخروف .

وقد نسوا سورة النمل وبلقيس ملكة سبأ ، التي حكمت بالشورى وقادت قومها الى الإسلام ، كيف كان ممكنُُ ذلك ... بغير العلم والحكمة ...... ؟


__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
  #190  
قديم 07-05-2012, 09:43 AM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "

ويتميز هذا الوسواس المرضي بالطابع القسري للأفكار والاحاسيس التي تفرض نفسها على الشخص وتستحوذ عليه.وتجعله في صراع لا ينتهي مع ذاته يدور في حلقة مفرغة من الأسئلة .

وذلك بالرغم من أنه يدرك تمام الادراك أن الافكاروالهواجس والشكوك التي تحاصره غير منطقية اطلاقا. وهو يحاول محاربتها بشتى الطرق والوسائل.ويلجأ الى بعض (الطقوس) التي تتكرر بانتظام بهدف التخلص من قلقه وشكوكه.

وفي نهاية الامرتؤدي هذه الطقوس نفسها من جراء تكرارها الى استعباد المريض وتجعل حياته حلقة مفرغة يطبعها التشاؤم والعجز عن تحقيق الذات.

وهكذا فالمريض بالوسواس يكون واعيا بالطبيعة المرضية للافكار التي تتسلط عليه ومدركا لغرابة الوسائل التي يلجأ اليها للتخلص من الافكار.لكن انى له ان يجد فكاكا أو مهربا منها.
انه يخضع شيئا فشيئا رغم كل محاولاته


ما يميز رد فعل المريض : أفكار وتساؤلات غالبا ما تكون تجريدية متكررة .
وتتجلى الطبيعة المرضية لهذه التساؤلات في تكرارها المرهق. وفي عدم قدرة المريض على التخلص منها.

وقد يتمثل الوسواس الفكري أيضا في اجترار لا ينتهي للظنون المرتبطة بالماضي والحاضر والمستقبل على السواء.
مع نزعة مرضية الى الخوف وإعادة طقوس الأسئلة لوضع حد للمخاوف .
و يستبد بالمريض تدريجيا خوف شديد.وبطبيعة الحال فان مثل هذه الاشياء التي يخاف المريض حدوثها لا تحدث ابدا اذ يتعلق الامر بافكار منبثقة في ذهن المريض.



ان الوسواس المرضي قابل للعلاج في الوقت الراهن رغم مختلف أعراضه التي توحي بعكس ذلك.
وبنقسم العلاج الى قسمين يكمل احداهما الاخر:

العلاج النفسي: ولعل أكثره فاعلية هو ما يسمى بالعلاج السلوكي المرتكز على تخليص المريض من العادات المرضية المكتسبة.
العلاج بالادوية: على بعض مضادات الاكتئاب النفسي .
فاضافة الى فعالبتها في علاج الاكتئاب.ثبت ان الادوية المدكورة تملك نجاعة لا يستهان بها في التخفبف من أعراض الوسواس .


وهكذا يتضح ان بامكان المريض بهذا الصنف من العصاب ان يتخلص من مرضه او بنسبة كبيرة من أعراضه اذا هو عرض مشكلته على أخصائي في الميدان.


__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 125.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 119.33 كيلو بايت... تم توفير 5.89 كيلو بايت...بمعدل (4.71%)]