مشاهدات وانطباعات عن أوضاع المسلمين في أوروبا

[ابوالوليد المسلم]

مشاهدات وانطباعات عن أوضاع المسلمين في أوروبا

أثلج إخواننا صدورنا في أوروبا ونحن نكحل عيوننا برؤياهم والتواصل معهم والاستماع منهم عن قرب ومعايشة واقعهم. وهم لا ينكرون أن الدول الغربية فتحت أبوابها للمهاجرين الذين عاشوا الظلم والحروب والقهر والاستبداد، فلما وصلوا إلى ديارهم طالبوا بالحياة الكريمة التي تسمح لهم بممارسة شعائر دينهم والمحافظة على القيم والأخلاق وأعطائهم حقوقهم من توفير أراضٍ لإقامة الصلاة عليها ومقابر لدفن موتاهم والسماح لهم بإنشاء مدارس ولجنة لعقود الزواج والطلاق والوصية والميراث ولجان الصلح قبل الوصول إلى القضاء.. والسماح لهم بإنشاء برامج تلفزيونية وإذاعية وصحف حتى يتسنى لهم التواصل والحفاظ على الهوية الإسلامية القائمة.. والسماح لهم بزيارة مرضاهم والمسجونين.. وتوفير وظائف حتى لا يكونوا عالة على الآخرين..

أول دولة أوروبية اعترفت بالإسلام هي النمسا وكان ذلك عام 1912م، وقد أقامت الجالية الإسلامية احتفالا كبيرا في جراد في مسجد الألبان بمناسبة مرور 60 عاما قبل أيام قليلة مضت..
معاناة الجالية الإسلامية
الجالية الإسلامية تعاني الفرقة والاختلاف والشقاق بسبب حب الزعامة والرئاسة أو بسبب التعصب والحزبية المقيتة ونصرتها على نصرة الدين، كما تعاني عدم وجود علماء ومشايخ، ويعانون عدم وجود مساجد قائمة بذاتها لغلاء الأراضي والبناء والضرائب وهم عمال وطبقة فقيرة -في الغالب- ويعانون من عدم وجود مدارس لتحافظ على وحدة أبنائهم، فضلا عن إساءة الإعلام لهم وتشويه صورة المسلمين وإثارة النعرات وتأجيج الشعوب ضدهم، كما يعانون غلاء المهور، وشدة الإجراءات التي تتخذ ضدهم، وعدم الاعتراف بالدين الإسلامي، وعدم السماح لهم ببرامج إذاعية أو مرئية أو إنشاء صحف ومجلات، وعدم تعاون السفارات الإسلامية معهم لتزويدهم بالمصاحف والكتب المترجمة، وعدم تمكن أبنائهم من تعلم اللغة العربية، والهجوم ضد الحجاب والنقاب، ويعانون آفات اللسان فيما بينهم مما أثر سلبا عليهم..
- ويعاني المسلمون من أن بعض أبنائهم تمادى عليهم ويبحث عن التغريب من خلال التأثر بالهوية الغربية..
- وأحيانا تستغل حوادث لتشويه صورة الإسلام ومنها أن أميرة خليجية سكنت في أحد الفنادق وأجرت 41 سويت، ومعها 60 خادمة واشترت هدايا ورفضت دفع الأموال حتى بلغت 16 مليون يوروا وتدخلت سفارة الدولة ودفعت المبالغ بعد أن تشوهت الصورة!
ومثلها أن مسلما غير عربي قتل زوجته وقطعها بصورة بشعة، فاستغلت استغلالا سيئا، وقريبة منها أن بعضهم يتلاعب بالقوانين واللوائح والنظم فيكذب ويغش ويخدع ويقوم بالسرقة، وبعضهم الآخر يتزوج من جنسية تلك الدولة من أجل الحصول على الجنسية ثم يطلقها فيحدث تشويه للإسلام..
ومن معاناة المسلمين هناك: التطاول على الله عز وجل وعلى النبي صلى الله عليه وسلم وعلى الإسلام بصورة مقززة، وعندما حدثت مقاطعة سمعت أنها أثرت على المصانع حتى أنهم جاؤوا إلى الجالية الإسلامية وأردوا بناء مسجد في كل منطقة في الدانمارك بشرط تحسين صورتهم وكف الأذى عن هذه الشركات، وعندما زارهم «طارق، عمرو، وجفري» وبينوا أن الإسلام لا يرى بأسا فيما حصل وهونوا المسألة عندها تعالت أصواتهم مرة أخرى! ولو جلسوا مع الجالية الإسلامية لتحسن الوضع وحصل المسلمون على مطالبهم وكف هؤلاء أذاهم.
اليهود في أوروبا:
هم قلة ولكن استطاعوا أن يسيطروا على التجارة والإعلام، وقد وحدوا رأيهم فحصلوا على الآتي: قانون يمنع التطاول على اليهود في جميع وسائل الإعلام، والتعليم، وحصلوا على رخص تجارية وأراض لبناء مؤسسات تجارية خاصة بهم مثل منطقة «بنز» في سويسرا التي أنشؤوا منطقة مغلقة لليهود لا يدخلها أحد إلا هم وأنشؤوا مدارس ومحال تجارية، وهم يتفقون على الأحزاب ويملون حملاتهم الإعلامية من أجل الحصول على مكتسبات أخرى، ولذلك الشعوب تكره اليهود وتم تغيير اسم شارع اليهود في سويسرا إلى شارع البنوك، ويمارسون شعائرهم وعطلهم وملابسهم وهيئتهم ولا يمنعهم أو يضايقهم أحد!!
- الذي بنى أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية هم الأتراك والألبان، ومع ذلك يجدون المشقة والإيذاء حتى إنهم في «بون» بنوا على محطة المجاري مبنى له مآذن وقبة على أنها مسجد كنوع من الإهانة!
- لكن من الشعب من يقوم بمساعدة المسلمين في قضاياهم، فعندما أرادت إيطاليا منع الحجاب وقف نائب وقال: «أنتم تمنعون أمرا كانت مريم العذراء تفعله وهو لبس الحجاب، وانظروا إلى جميع الصور ستجدون ذلك» فبهتهم! ومنها عندما رفع مسلم في بازل «سويسرا» قضية يطالب فيها بفصل حمامات السباحة للنساء عن الرجال وتخصيص شواطئ للنساء وأخرى للرجال، فقامت محامية وتبنت القضية وكسبتها والآن سيكون الحكم النهائي بعد المرافعات!
وأيضا عندما طالب أحد نواب سويسرا بمنع المآذن فوق مساجد المسلمين قام تاجر سويسري «نصراني» ببناء مجسم على زاوية المصنع فوق سفح الجبال، ورأيت ذلك، ووضع مآذن ومقبره ومصلى صغيرا!!
- وهناك نواب في الدانمارك يقفون مساندين لقضايا المسلمين ويعملون استفتاء على الجمهور دائما لكسب قضاياهم عن طريق الرأي العام، وكسبوا كثيرا من هذه القضايا حتى إن الإعلام السويسري أوقف تلك البرامج لأنها سجلت أعلى مشاهدة وتفاعل!
- للأسف أنه هناك في بعض الدول منها ألمانيا والنمسا تبرر عملية الجهر بالجنس وتخصيص أماكن للفساد من خلال نشر صور عن عيسى وأمه بزعمهم والملائكة على أنهم كانوا عراة وكانوا وكانوا.. بصورة مقززة وغير مقبولة!
- النصارى في أوروبا قد نفروا من الكنائس وأصبح الإلحاد هو السائد بينهم وكرهوا الذهاب إلى الكنيسة! وأصبحت حياتهم لا معنى لها، فمنذ الصباح الباكر يعملون الساعة 5 فجرا، و حتى 7 مساء، ثم يذهبون إلى الأكل وشرب الخمر ثم يعودون إلى بيوتهم للنوم، وعلى الرغم من الطبيعة الخلابة والجو البديع والمناظر المتميزة وحالة الرفاهية حتى إنه لا يوجد فقير عندهم لأن الدولة تتكفل بإيجاد الرواتب من خلال الضرائب، إلا أن حالة الانتحار في زيادة مضاعفة وفي كل عام.
- هناك مناطق متخصصة في الإنتاج، فمثلا في سويسرا: بازل للأدوية والكيماويات والطب، وجنيف للأمم المتحدة والمعاهدات الدولية ومجلس الأمن وهيومن رايتس «حقوق الإنسان» واليونسكو، وزيورخ لتجارة البورصة العالمية وسوق المال، وبيرن «العاصمة» للتجارة والسياسة وتدريب عالمي للسياسة، وبيك بين للساعات، وجبال جورا للملح الطبيعي الذي يغذي كل سويسرا.
- المسلمون يفرحون بزيارة شخصيات إسلامية وعلماء؛ لأن ذلك يجمعهم ويوحد صفوفهم ويشعرون بالعزة والحرية والترابط والتعاون ويطالبون دوما بمثل هذه الزيارات.
- المسلمون يؤلمهم أن بعض الدول الخليجية تقيم مؤتمرات فقط لتجميع حزبهم ودعمهم، وظاهر هذه الموتمرات هي للمسلمين والوسطية ودعم الأقليات، وحقيقة ذلك هو لمآرب أخرى لإنشاء وتقوية حزبهم في أوروبا والسيطرة على المراكز الإسلامية، وقاموا أيضا بتحسين العلاقات بين تلك الوزارات الخليجية ومفتيي الدول الإسلامية التي لها أقليات كبيرة للتأثير عليهم ولاسيما أن الأقليات تجمع الزكاة وتسلمها للمفتي والمفتي الذي يؤثر على الأقليات عندهم له اعتبار في الدول الأوروبية.
- الأوروبيون يتساءلون دوما: ماذا قدمت لنا الأقليات الإسلامية وماذا قدمنا نحن لهم؟ وأيضا الأوروبيون يحتاجون إلى حوارات ومجادلة بالتي هي أحسن حتى يقتنعوا بالإسلام.
- رأيت أن بعض الدول الأوروبية تدعم الطرق الصوفية والاغاخانية والأحباش وغيرها من كل الفرق المرتدة أو البدعية أو المخالفة للدين ويعطونهم الامتيازات والدعم غير المحدود.
- رأيت أن البوذية أثرت على مجموعة كبيرة من السويسريين وأنشأوا لهم المعابد وتعاونوا معهم في المحال التجارية وحتى في المطارات تجدهم بشكل واضح ومخيف.
- أغلب الأسئلة التي سمعتها من إخواننا هناك: ما حكم جمع صلاة المغرب والعشاء؟ لأن الوقت سيكون متأخرا فصلاة المغرب الساعة 9:30 والعشاء 12 ليلا والفجر 3 صباحا! وأيضا يقولون: إن ساعات الصيام 20 ساعة، فهل يجوز إن نقدرها تقديرا حسب أقرب الدول؛ لأن معظم بلاد المسلمين ساعات الصيام لا تتجاوز 15 ساعة؟ وأيضا هل يجوز الصلاة في مسجد بني من خلال قروض ربوية؟ وهل يجوز الزواج للحصول على الجنسية، وكيف أتعامل مع والدي فعندما أسلمت طرودني من البيت؟!
- يقول أقدم مسلم عربي مقيم في قرية جراد: التدين هنا ينقسم إلى أربعة أقسام: تدين فطري، وتدين فكري «أي إلى جماعة»، وتدين مهني أي أستاذ جامعي أو مهندس وليس له علاقة بالفقه الإسلامي، وتدين ثقافي أي عد الدين على أنه ثقافة ويجادل بغير علم ولا هدى!!
- وجدت مبنى استولى عليه الشباب في سويسرا، وعندما جاءت الشرطة لتسترجعه حشد الشباب 18 ألفاً كلهم على دراجات نارية وقالوا: إذا اقتربتم بنا سنحرق كل مؤسسات الحكومة، ثم توصلوا إلى هدنة تتنازل الدولة بمقتضاها عن المبنى لهم!! وتساءلت: ماذا لو فعل المسلمون ذلك؟ ووجدت هناك كتابات على حوائط سويسرا فقلت أصابهم الداء الذي عندنا!!
- للأسف المؤسسات الإسلامية كثيرة في أوروبا ويحق لهم أن تخصص 10٪ من الضرائب للجان وجمعيات خيرية وللأسف أنهم لم يعطوا اللجان أو حتى اتحادات الطلابية من ذلك.. فلو يعاد النظر حتى يحصل الشباب على شيء من ذلك لكان خيرا.
- وجدت أن «ألمانيا» أنشأت مدرسة نصرانية في دول البلقان «كوسوفو» ومنهجها نصراني! ثم يطالبون بدمج المسلمين مع المجتمع وهم يتدخلون لتغيير الهوية الإسلامية! وأيضا يتهمون المسلمين بزواج الغصب، وهذا غير موجود عند المسلمين بل موجود عند التاميل والهنود والرومان والأرثوكس. وتعلمت كلمة «دانكا» يعني شكرا و«بيتا» عفوا في اللغة الألمانية.



اعداد: د.بسام خضر الشطي