الباطنية تحاول السيطرة على قرار هم – مسلموا إثيوبيا بين التهميش وفرض الفرق الباطنية

[ابوالوليد المسلم]

الباطنية تحاول السيطرة على قرار هم – مسلموا إثيوبيا بين التهميش وفرض الفرق الباطنية (1-2)

يتعرض المسلمون في إثيوبيا لهجمة شرسة من فرقة الأحباش اللبنانية، التي تلقى دعماً حكومياً؛ حيث إنها تمكنت من السيطرة على المجلس الأعلى للمسلمين، رغم أن دستور إثيوبيا الاتحادية ينص على الحرية الدينية وعدم تدخل الحكومة في شؤون الأديان، إلا أن هذه الفرقة كانت تتحرك من خلال الدعم الحكومي مما جعلها الآمر الناهي في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية والمتصرف في شؤونه، بل أصبحت تتحرك من خلال حكاية الحكومة الفدرالية التي تدعم تحركات هذه الفرقة وتجبر الولايات الفدرالية على عدم رفض أنشطة هذه الفرقة والدورات التي تقيمها للأئمة والدعاة في هذه الولايات، وكلها تتركز على سب صحابة رسول الله [ وعلماء أهل السنة والجماعة، فضلا عن تشكيكهم في عقيدة أهل السنة والجماعة مما أدى إلى رفض العديد من المسلمين إلى هذا المخطط الرهيب الذي يستهدف عقيدتهم، وعدوها هذه السياسة نوعا من التدخل السافر بشؤونهم الدينية، علما بأن المسلمين في إثيوبيا يمثلون قرابة ثلثي المواطنين.

وقد تنبه المسلمون إلى هذا المخطط الحكومي الذي يسعى إلى تذويب عقيدتهم من خلال فرض فرقة الأحباش اللبنانية عليهم، واستنكرت العديد من المؤسسات الدينية والسياسية الإسلامية هذا التصرف الحكومي، كما أصدرت الجاليات الإثيوبية في الخارج بيانات تدين فيه هذا التدخل السافر في شؤون المسلمين، ولأول مرة في تاريخ المسلمين في إثيوبيا تم تنظيم مظاهرات حاشدة في العاصمة واعتصامات في مركز أولياء بالعاصمة أديس أبابا إلا أن الحكومة لم تأبه بصوتهم وواصلت حملتها لقمع المسلمين والتمكين لفرقة الأحباش.
ويؤكد ذلك الكلام الذي صدر من وزير الشؤون الفدرالية الإثيوبية ومدير مكتب شؤون الأديان في وزارة الشؤون الفدرالية بعد الأحداث الأخيرة في مركز أولياء بالعاصمة؛ حيث وجهوا اتهاماتهم للسلفية وأعلنوا تمسكهم بالأحباش، وكان ملخص كلامهم وفق كالآتي:
«الوهابيون تكفيريون يكفرون كل من خالفهم ويستحلون دمه وعرضه»، و«الأحباش معتدلون وتتماشى تعاليمهم مع دستور البلاد وإن ما يقال عنهم كله كذب»، و«التعاون مع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي رضي بالأحباش سيستمر فنحن نعينهم على ذلك والدورات ستتواصل ومع ذلك لم نتدخل في الشؤون الدينية»، و«مركز أولياء منبع الوهابيين وقد نشر المذهب ودرس كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب ويجب تغيير المناهج فيه وتخليصه من أفكار الوهابيين». مقابلة مع جريدة (ريبورار الإثيوبية).
وكل هذه الاتهامات تأتي من المسؤولين الحكوميين رغم ادعائهم دعم الحرية الدينية، وقد استنكرت جميع الفعاليات الإسلامية أن تكون الحكومة طرفا في مثل هذه الصراعات وأن تحاول إيجاد خلافات بين المسلمين لم تكن موجودة من قبل؛ لأن فرقة الأحباش اللبنانية ليس لها أتباع في داخل إثيوبيا واستجلابها وفرضها على المسلمين في السنوات الأخيرة يحملان دلالات واضحة بأن هناك من يحاول إضعاف المسلمين وزرع فرق منحرفة تكون طابورا خامسا للأعداء، حتى لا تكون لهم قوة سياسية موحدة تمكنهم من المشاركة في حكم البلاد الذي يمثلونه أغلبية.
سبب المشكلة
تشير التقارير الصادرة عن مراكز المسلمين هناك إلى أن أسباب تجمع المسلمين بمركز أولياء والمساجد الأخرى في أديس أبابا تعود إلى عدم تجاوب الحكومة لمطالب مليون مسلم، بتسليم الحكومة الإثيوبية لمقر هيئة الإغاثة الإسلامية التابعة لرابطة العالم الإسلامي المعروف بمدرسة الأولياء، هو أكبر إنجاز حققته المملكة العربية السعودية وأغلى هدية للمسلمين في إثيوبيا بجميع مرافقه ودُور تعليمه (من الروضة إلى الكلية) للمجلس الذي يشارك الحكومة في هذه الحمْلة ليكون مركزا لنشر البدع وعبادة القبور بعد أن كان رمزا لدعوة التوحيد والسنة.
وحاول المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية إزاحة إمام المسجد الشيخ عمر جما الذي بمقر أولياء وأساتذة المواد الشرعية في المدرسة عن مناصبهم غير أنه لقي استنكارا شديدا من قِبل طلبة المدرسة في اعتصامات معلنة في المدرسة دامت لبعض الأيام والليالي المتواصلة، حتى أخذ ذلك مسارا آخر؛ حيث شرع الناس يَفِدُون إلى المكان بجموع غفيرة يقدَّرون بمئة ألف أو أكثر كلَّ جُمعةٍ لإعلان النكير على المجلس الأعلى وفرقة الأحباش وللمطالبة بحقوقهم من الحكومة في نطاق أوسع، وقد مضت ثمانية أسابيع على هذا النحو ثم تم اختيار نخبة من الدعاة والعلماء والمثقفين والاجتماعيين ليقدموا مطالب الشعب للحكومة ويقوموا بما يلزم من الإجراءات للتفاوض مع كبار رجال الدولة:
ومن شعارات المحتجين: الشعب يريد إسقاط المجلس! والشعب يريد إسقاط الأحباش!
وأهم مطالبهم تتلخص في :
إرجاع مركز أولياء للشعب وأن تكون له لجنة لإدارته وغير تابعة للمجلس الأعلى الذي لا يمثل حاليا إلا الأحباش.
- عدم تدخل الحكومة في شؤون الديانة كما هو مدوّن في دستور الدولة.
- إلغاءُ شرعية المجلس الأعلى بأعضائه المتزعّمين له، وتكوينُه من جديد بانتخابات رسمية وشفّافة! إذ إنهم غير مرشَّحين من قِبل الشعب المسلم أصلا، وعرف بعضهم بالانحطاط في السلوك والعمالة لصالح أعداء الإسلام.
- عدم فرض عقيدة الأحباش على المسلمين، بأي نوع من الضغوط!
ولم تلتفت الحكومة إلى مطالب الشعب بل مايزال الإصرار سيد الموقف كما هو ظاهرفي كلمات الوزراء؛ حيث يصفونه بأنه تجمع لمجموعة من الوهابيين المتطرفين وأن البلاد تعمل في دعم الأحباش وأن الحكومة ستواصل الحملة في محاربة الوهابيين السلفيين على حد وصفهم.
مطالب المسلمين في إثيوبيا
قد أصدر العديد من المشايخ وطلبة المسلمين في إثيوبيا بيانات عدة توضح المرحلة الحرجة التي يمرون بها والهجمة العقدية التي يتعرضون لها من قبل هذه الفرقة، وجاء فيه الآتي:
نحيطكم علما بأن أهل السنة في إثيوبيا بأمس الحاجة إلى دعائكم؛ لأنهم يعيشون أوقاتا حرجة كثرت فيها الفتن والابتلاءات على العقيدة لسيطرة «فرقة الأحباش اللبنانية» على الساحة الإسلامية في البلاد.
لم يعرف للأحباش أتباع في إثبوبيا من قبل رغم أن المؤسس إثيوبي مولدا إلا النزر اليسير الذي لا يكاد يذكر. وهذه المرة وجدت جمعية المشاريع قبولا رسميا لدى حكومة إثيوبيا في حملة تعدها الحكومة خطوة في محاربة التطرف والإرهاب على حد وصفها.
ومنذ رمضان 1432هـ تم إقامة سلسلة من الدورات التشكيكية -ولا تزال مستمرة- باستضافة طلاب الهرري اللبنانيين -بمن فيهم سمير قاضي- من قبل وزارة الشؤون الفدرالية وبإشراف مباشر من الوزير النصراني «شفراو تكلهيمانوت». وتقام هذه الدورات في الجامعات الحكومية رسميا لعشرات الآلاف من الناس ويصرف عليها بالملايين من أموال الدولة.
وتشمل الدورات محاور منها: التطرف وربط أهل السنة به -تكفير العلمين محمد ابن عبد الوهاب وابن تيمية وغيرهما من علماء السنة- التعريف بالطريقة الرفاعية وتعليم الأوراد والتمايل وضرب الدف، التبرك وتقبيل شعر الرسول الذي أحضروه على حد زعمهم التعريف بقداسة شيخهم ومكانته...إلخ.
وتم الإعلان من قبل الحكومة بأن الوهابيين متطرفون وأنه يجب محاربتهم، ويسوغ رجال الحكومة بأن جلبهم للأحباش مدروس دراسة دقيقة وأنه من ضمن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمحاربة التطرف وخلايا الإرهاب، وقد صرح به الوزراء مرارا وتكرارا..
وفي كل يوم نسمع أخبارا سيئة جدا من سيطرة الأحباش على مساجد أهل السنة وعلى مؤسساتهم أو إغلاق المساجد التي رفض أهلها تسليمها للأحباش وسجن بعض الدعاة والمسؤولين وتهديدهم وإغلاق المدارس والمؤسسات ولاسيما في المدن خارج العاصمة أديس أبابا.
فنرجو منكم الاهتمام بالموضوع ومتابعته وإبلاغه لكبار العلماء والشخصيات المرموقة التي لها تأثير ليناقش الموضوع إعلاميا وعلى المستويات العالية المؤثرة لعل الحكومة تراجع قرارها وتعلم أن لأهل السنة إخوانا يغضبون لهم ويتألمون لكل ما يصيبهم من القمع والإهانة.
كما نريد إسهاماتكم المتمثلة بإرسال كتب وأشرطة في الرد على هذه الفرقة للتوزيع المجاني بين طلبة العلم والمدرسين علما بأنه قام كثير من الدعاة إلى الله في البلاد بحملة توعية عن هذه الفرقة بوسائل مختلفة إلا أن الأمر يحتاج إلى بذل مزيد من الجهد ولاسيما بين طلبة العلم وأئمة المساجد المستهدفين من دورات الأحباش.
تعريف موجز لفرقة الأحباش
جماعة الأحباش: فرقة باطنية تنسب إلى زعيمها وهو الشيخ عبد الله بن محمد العبدري الهرري الحبشي. عرف نشاطه في أواخر الثلاثينيات من القرن الميلادي الماضي في إقليم هرر، واشتهر بتحالفه المشؤوم مع النظام الإمبراطوري الإثيوبي (هيلي سلاسي) ضد المسلمين، وكان سببا في إغلاق عشرات المدارس الإسلامية، وقتل عدد من العلماء وتهجير الكثير من رموز الدعوة الإسلامية إلى المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر فرارا بدينهم، وقد عرف الشيخ في تلك الفترة (بالشيخ الفتّان)، ثم ذهب إلى الشام وظهر نشاطه في سوريا عام 1950م ثم انتقل إلى لبنان، وهناك وجد المأوى والنصير، واستغل ظروف الحرب الأهلية اللبنانية وتمكن من بث سمومه وكون أتباعه المنتشرين في العالم اليوم، وهذه الفرقة بما أنها فرقة باطنية فهي تجد الدعم اللازم من كل الفرق الضالة، ولاسيما من جمهورية إيران وحزب الله اللبناني، بل من بعض الدوائر الغربية التي جهزت نفسها لمحاربة الإسلام من الداخل بدعوى محاربة الجماعات الإسلامية المتطرفة، ولهذه الفرقة رجال سياسيون ونواب في البرلمان اللبناني وبعض الدول الغربية، ولها إذاعات ومحطات تلفزيونية، ودور نشر ومراكز أبحاث، ومن أشهر إصداراتهم (مجلة منار الهدى) ولها جمعية عالمية تدعى بـ(جمعية المشاريع الإسلامية) تأسست عام 1983م، ولهذه الجمعية أكثر من 33 فرعا في أنحاء العالم خارج لبنان. ولخطر هذه الفرقة وضلالها أجمع العلماء من هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية وعلماء الأزهر الشريف على أن: هذه الجماعة ضالة مضلة لا صلة لها بالإسلام البتة؛ نظرا لمعتقداتها الباطلة فهي مثلا لا ترى وجوب الصلاة على مشايخها، ووجوب الزكاة في غير الذهب والفضة، وتؤمن بخلق القرآن الكريم، وتدعو إلى عبادة القبور وتقديس أضرحة الأولياء من المسلمين والنصارى!!، وتشجع السفور والتبرج، وتتطاول بالسب والشتم على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلٌم وأمهات المؤمنين بصفة أخص.



اعداد: عبدالقادر علي ورسمه