أدوات الجزم التي تجزم فعلا واحدا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 32 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859212 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393528 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215797 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله
التسجيل التعليمـــات التقويم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-11-2022, 06:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي أدوات الجزم التي تجزم فعلا واحدا

أدوات الجزم التي تجزم فعلا واحدا
أبو أنس أشرف بن يوسف بن حسن






جوازم الفعل المضارع المراد بها: الأدوات التي تدخل على الفعل المضارع، فتعمل فيه الجزم[1]، ومنها: أدوات تجزم فعلًا واحدًا، وهي تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: قسم يفيد النفي، وهو يشمل أربعة حروف؛ هي: لَمْ، لَمَّا، أَلَمْ، أَلَمَّا.
والقسم الثاني: قسم يفيد الطلب، وهو يشمل حرفين، هما: (لا) في النهي والدعاء، ولام الأمر والدعاء[2].


والقسم الثاني: أدوات تجزم فعلينِ، وهي ثلاثَ عشرةَ أداةً؛ هي: إنْ، مهما، ما، إذما، أي، متى، أين، أيان، أنَّى، حيثما، كيفما، مَن، إذا (وذلك في الشعر خاصة، وهو ضرورة).


وفيما يلي - إن شاء الله تعالى - الكلامُ على هذه الأدوات التسع عشرة كلها بالتفصيل، مع ضرب الأمثلة على عملها الجزمَ فيما دخلت عليه من أفعال مضارعة.

ولكن قبل أن أشرعَ في ذكر أدوات الجزم التسع عشرة هذه، أحب أن أُذكِّركم بملخص ما مضى من علامات الجزم، فأقول: إن الفعل المضارع إذا دخل عليه أداة جزم من هذه الأدوات التسع عشرة السابق ذكرها، فإنه إما أن يجزم:
1- بالسكون، وذلك إذا كان صحيح الآخر، ولم يتصل بآخره نون النسوة، ولا نون التوكيد بنوعَيْها الخفيفة والثقيلة، ولا ألف الاثنين، ولا واو الجماعة، ولا ياء المخاطبة؛ نحو الفعل (تفرح) في قوله تعالى: ﴿ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾ [القصص: 76]، فقد جُزم الفعل المضارع (تفرح) هنا بأداة الجزم (لا) الطلبية، وكانت علامة جزمه السكون؛ لأنه صحيح الآخر، ولم يتصل به شيء من الخمسة المذكورة قريبًا.


2- وإما أن يجزم بحذف حرف العلة (الألف، أو الواو، أو الياء)، وذلك إذا كان معتل الآخر بواحد من هذه الأحرف الثلاثة؛ نحو الفعل (تنسَ) في قوله سبحانه: ﴿ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ﴾ [القصص: 77]، ونحو الفعل (تدعُ) في قوله عز وجل: ﴿ وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ ﴾ [القصص: 88]، ونحو الفعل (تمشِ) في قوله عز وجل: ﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ﴾ [الإسراء: 37]، فإن الأفعال المضارعة: (تنسَ، وتدعُ، وتمشِ) كلها مجزومة بأداة الجزم (لا) الطلبية، وعلامة جزمها حذفُ حرف العلة، وهو على الترتيب: الألف في (تنسَ)، والواو في (تدعُ)، والياء في (تمشِ).


3- وإما أن يجزم بحذف النون، وذلك إذا كان من الأفعال الخمسة؛ أي: إذا اتصل به ألف الاثنين، أو واو الجماعة، أو ياء المخاطبة المؤنثة؛ نحو: الفعل (تَبخسوا) في قوله عز وجل: ﴿ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ ﴾ [الأعراف: 85]، ونحو الفعل (تَنِيَا) في قوله سبحانه: ﴿ وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي ﴾ [طه: 42]، ونحو الفعل (تَحْزَنِي) في قوله سبحانه: ﴿ فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي ﴾ [مريم: 24]، فقد جُزِمت الأفعال المضارعة (تبخسوا، وتَنِيَا، وتحزني) بأداة الجزم (لا) الناهية، وكانت علامة جزمها حذف النون؛ لأنها من الأفعال الخمسة.


فإن دخل على الفعل المضارع جازم، ولكنه اتصل بإحدى النونين:
1- نون النسوة، فإنه في هذه الحالة لا يجزم، وإنما يكون مبنيًّا على السكون.
ومثال ذلك: الفعل المضارع (يَضربن) في قوله تعالى: ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور: 31]، فإن هذا الفعل قد اتصل بنون النسوة، ودخل عليه الجازم (لام الطلب)، ولكنه ومع دخول هذا الجازم لم يُجزم بالسكون، وإنما كان مبنيًّا على السكون، فهذا السكون الذي على الباء إنما هو سكون بناءٍ، لا سكون إعراب؛ لاتصاله بنون النسوة.


2- أو اتصل بنون التوكيد بنوعيها الخفيفة والثقيلة، فإنه حينئذٍ أيضًا لا يُجزم، وإنما يكون مبنيًّا على الفتح.
ومثال ذلك: الفعل المضارع (تحسبَنَّ) في قوله سبحانه: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ﴾ [آل عمران: 169]، فإن هذا الفعل قد اتصل بنونِ التوكيد الثقيلة، ودخل عليه الجازم (لا) الطلبية، ولكنه لم يعمل فيه الجزم، فلم يُجزم هذا الفعل بالسكون، وإنما كان مبنيًّا على الفتح؛ لاتصاله بنون التوكيد.


فهذا هو ملخص ما مضى من علامات الجزم، والآن نشرع في ذكر أدوات الجزم، فنقول:
القسم الأول: الأدوات التي تجزم فعلًا واحدًا.
القسم الأول منها: الأدوات التي تفيد النفي:
الحرف الأول منها: لم:
(لم) يقول عنها النحاة: إنها حرف:
نفي؛ لأنها تحوِّل الجملة الثبوتية إلى جملة منفية.
وقلب؛ لأنها تقلب زمن الفعل المضارع من الحال أو الاستقبال إلى الماضي[3].
وجزم؛ لأنها تجزم الفعل المضارع الذي تدخل عليه[4].


ومثال جزم الفعل المضارع بـ(لم):
مثال جزمه بحذف حرف العلة: الفعل (يؤتَ) في قوله تعالى: ﴿ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ ﴾ [البقرة: 247]، فإن الفعل المضارع (يؤتَ) قد جُزِم بحرف الجزم (لم)، وعلامة جزمه حذفُ حرف العلة (الألف)، والفتحةُ قبلها دليلٌ عليها.


ومثال جزمه بالسكون: الأفعال (يلد، يولد، يكن) في قوله تعالى: ﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 3، 4]، فقد جُزِمت الأفعال المضارعة: (يلد، يولد، يكن) بـ(لم)، وكانت علامة جزمها السكون.


ومثال جزمه بحذف النون: الفعل (تحيطوا) في قوله تعالى: ﴿ وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا ﴾ [النمل: 84]، فقد جزم الفعل المضارع (تحيطوا) بأداة الجزم (لم)، وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة.

الحرف الثاني من الأدوات التي تجزم فعلًا واحدًا، وهي تفيد النفي: لَمَّا:
من الحروف التي تجزم فعلًا واحدًا، وهي مما يفيد النفي: الحرف (لما)، و(لمَّا) مثل (لم)، فهي أيضًا: حرف نفي وجزم وقلب[5].


ومثال جزم الفعل المضارع بـ(لما):
مثال جزمه بحذف حرف العلة: الفعل (يقضِ) في قوله تعالى: ﴿ كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ ﴾ [عبس: 23]، فقد جُزم الفعل المضارع (يقض) بحرف الجزم (لَمَّا)، وكانت علامة جزمه حذف حرف العلة (الياء)، والكسرة قبلها دليلٌ عليها.


ومثال جزمه بالسكون؛ الفعل (يعلم) في قوله سبحانه: ﴿ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ ﴾ [آل عمران: 142]، فقد جزم الفعل المضارع (يعلم) هنا بأداة الجزم (لما)، وعلامة جزمه السكون، وإنما حرك بالكسر؛ للتخلص من التقاء الساكنين؛ (الميم) في (يعلم)، واللام الأولى في لفظ الجلالة (الله).


ومثال جزمه بحذف النون: الفعل المضارع (يلحقوا) في قوله سبحانه: ﴿ وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الجمعة: 3]، فقد جزم الفعل المضارع (يلحقوا) بحرف الجزم (لما)، وكانت علامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة.

الحرف الثالث من الحروف التي تجزم فعلًا واحدًا، وهي تفيد النفي: أَلَمْ:
من الحروف التي تجزم فعلًا واحدًا، وهي مما يفيد النفي: الحرف (ألم)؛ بزيادة همزة الاستفهام على الحرف الجازم السابق (لم).


ومثال جزم الفعل المضارع بـ(ألم):
مثال جزمه بحذف حرف العلة: الفعل (تر) في قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴾ [الفيل: 1]، فقد جزم الفعل المضارع (تر) بحرف الجزم (ألم)، وكانت علامة جزمه حذف حرف العلة (الألف)، والفتحة قبلها دليل عليها.


ومثال جزمه بالسكون: الفعل (نشرح) في قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾ [الشرح: 1]، فقد جزم الفعل المضارع (نشرح) في هذه الآية بحرف الجزم (ألم)، وكانت علامة جزمه السكون.


ومثال جزمه بحذف النون: الفعل (يعلموا) في قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ﴾ [التوبة: 63]، فقد جزم الفعل المضارع (يعلموا) هنا بحرف الجزم (ألم)، وكانت علامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة.

الحرف الرابع من الحروف التي تجزم فعلًا واحدًا، وهي تفيد النفي: ألَمَّا:
من الحروف التي تجزم فعلًا واحدًا، وهي مما يفيد النفي: الحرف (ألما) بزيادة همزة الاستفهام على الحرف الجازم السابق (لما)[6]، و(ألما) بهذه الصورة وهذا التركيب لم ترِدْ في القرآن، ومن أمثلة جزم الفعل المضارع بها:
مثال جزمه بحذف حرف العلة: قول الشاعر:
على حينَ عاتبتُ المشيبَ على الصبا ♦♦♦ فقلتُ: أَلَمَّا تَصْحُ والشيبُ وازعُ

فقد جزم الفعل المضارع (تَصْحُ) هنا بأداة الجزم (ألما)، وكانت علامة جزمه حذف حرف العلة (الواو)، والضمة قبلها دليل عليها.


ومثال جزمه بالسكون: قول الأب المشفق لابنه: ألَمَّا أنصَحْك بعدم مصاحبة فلان؟! فقد جزم الفعل المضارع (أنصحك) هنا بأداة الجزم (ألما)، وكانت علامة جزمه السكون.


ومثال جزمه بحذف النون: قول الشاعر:
إليكُم يا بنِي بكرٍ إليكم ♦♦♦ ألَمَّا تعرِفوا منا اليقينا
فقد جزم الفعل المضارع (تعرفوا) بالحرف الجازم (ألما)، وكانت علامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة.

القسم الثاني: أدوات الجزم التي تفيد الطلب:
الأدوات التي تجزم فعلًا واحدًا وتفيد الطلب تشمل:
1- لام الطلب.
2- (لا) الطلبية.


لام الطلب الجازمة للفعل المضارع هي: التي يطلب بها القيام بالفعل طلبًا جازمًا، وهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
1- لام الأمر، وذلك فيما إذا كان الطلب موجَّهًا من الأعلى إلى الأدنى؛ نحو قوله تعالى: ﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ﴾ [الطلاق: 7]، فقد جُزِم الفعل المضارع (يُنفِق) بحرف الجزم لام الأمر، وكانت للأمر؛ لأن الطلب هنا موجَّهٌ من الأعلى - وهو الرب سبحانه - إلى الأدنى، وهو العبدُ، وعلامة جزمه السكون.


2- لام الالتماس، وذلك فيما إذا كان الطلب موجهًا من المساوي لمساويه؛ نحو قولك لأخيك: لتساعِدْني، فقد جزم الفعل المضارع (تساعد) هنا بلام الالتماس، وكانت للالتماس؛ لأن الطلب هنا موجَّه من المساوي لمساويه، وعلامة جزمه السكون.


3- لام الدعاء[7]، وذلك فيما إذا كان الطلب موجهًا من الأدنى إلى الأعلى[8]؛ نحو خطاب أهل النار لخازنها: ﴿ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ﴾ [الزخرف: 77]، فقد جُزم الفعل الضارع (يقض) بلام الدعاء، وكانت للدعاء؛ لأن الطلب هنا موجه من الأدنى إلى الأعلى[9]، وعلامة جزم الفعل المضارع (يقض) هنا حذف حرف العلة الياء، والكسرة قبلها دليل عليها.


فائدة: بالنظر فيما مضى من الكلام على اللامات الناصبة للفعل المضارع، والكلام هنا على لام الأمر الجازمة للفعل المضارع، يتبين لنا أن أنواع اللامات الداخلة على الفعل المضارع عمومًا - كما ذكرها ابن آجروم[10] - ثلاثةٌ؛ هي:
1- لام التعليل[11]، ومثالها قوله تعالى: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ﴾ [الإسراء: 1]، وقوله سبحانه: ﴿ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ﴾ [النمل: 40]، وقوله عز وجل: ﴿ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ﴾ [طه: 84].


2- لام الجحود[12]، ومثالها: قوله عز وجل: ﴿ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 179]، وقوله سبحانه: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ ﴾ [آل عمران: 179]، وقوله تعالى: ﴿ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ ﴾ [النساء: 137].


ويلاحظ هنا: أن كلًّا من لام التعليل ولام الجحود قد عملا النصب في الفعل المضارع الذي دخلا عليه، كما يلاحظ أيضًا أن كلًّا منهما قد أتى مكسورًا، وهذه هي حركتهما دائمًا، ولا تتغير أبدًا.


3- لام الطلب، ومثالها قوله تعالى: ﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ﴾ [الطلاق: 7]، وقوله سبحانه: ﴿ وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ﴾ [الزخرف: 77]، ويلاحظ هنا أن لام الطلب قد عملت الجزم في الفعل المضارع الذي دخلت عليه، ويلاحظ كذلك أنها كانت مكسورة في هاتين الآيتين، إلا أنها ليست كلام التعليل ولام الجحود تكون دائمًا كسكورة؛ فقد تسكن إذا أتت بعد:
الواو أو الفاء، وحينئذٍ يكون الأكثر تسكينها، ويجوز كسرها؛ نحو قوله تعالى: ﴿ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي ﴾ [البقرة: 186]، وقوله سبحانه: ﴿ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ ﴾ [النساء: 102][13].


كما أنها أيضًا قد تسكن إذا أتت بعد الحرف (ثم)[14]؛ نحو قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ ﴾ [الحج: 29]، وقوله سبحانه: ﴿ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ﴾ [الحج: 15].

ثانيًا: (لا) الطلبية:
الحرف الثاني من الحروف التي تدل على الطلب، والتي تجزم فعلًا مضارعًا واحدًا؛ هو: (لا) الطلبية، وهي التي يقصد بها طلب الكف عن الفعل وتركه[15]، وهي تنقسم أيضًا كـ(لام) الطلب إلى ثلاثة أقسام، هي نفس أقسام لام الطلب؛ وهي:
1- (لا) الناهية، وذلك فيما إذا كان الطلب موجهًا من الأعلى إلى الأدنى؛ نحو قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ ﴾ [الأنفال: 27]، فقد جزم الفعل المضارع (تخونوا) بـ(لا) الناهية؛ لأن الطلب بعدم الخيانة موجَّه من الأعلى، وهو الله سبحانه، إلى الأدنى، وهو العبد، وعلامة جزم الفعل المضارع (تخونوا) هنا: حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة[16].


2- (لا) الالتماسية، وذلك فيما إذا كان الطلب من المساوي لمساويه؛ نحو قول الأخ لأخيه: لا تنسَ موعدنا، فقد جزم الفعل المضارع (تنس) هنا بـ(لا) الدالة على الالتماس؛ لأن الطلب هنا موجَّه من المساوي لمساويه، وعلامة جزم الفعل المضارع (تنس) هنا: حذف حرف العلة الألف، والفتحة قبلها دليل عليها.


3- (لا) الدعائية[17]، وذلك فيما إذا كان الطلب موجهًا من الأدنى إلى الأعلى؛ نحو قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ﴾ [البقرة: 286]، فقد جُزِم الفعل المضارع (تؤاخذنا) هنا بـ(لا) الدعائية؛ لأن الطلب موجَّه من الأدنى، وهو العبد، إلى الأعلى، وهو الرب سبحانه، والعبد لا ينهى ربَّه سبحانه، وعلامة جزم الفعل المضارع (تؤاخذنا) هنا: السكون[18].


وبهذا نكون قد انتهينا من الكلام على الحروف الستة التي تجزم فعلًا واحدًا، وفيما سيأتي إن شاء الله تبارك وتعالى الكلامُ على الأدوات التي تجزم فعلين.


[1] تقدم بنا عند الكلام على علامات الجزم أنْ ذكَرْنا أن الأصل في جزم الفعل المضارع أن يكون بالسكون، وينوب عنه حذفُ النون في الأمثلة الخمسة، وحذفُ حرف العلة في الفعل المضارع المعتل الآخر، فعلى سبيل المثال: الأفعال: (يكتب، ويكتبان، وتكتبان، ويكتبون، وتكتبون، وتكتبين) تصير بالجزم: (يكتبْ، ويكتبا، وتكتبا، ويكتبوا، وتكتبوا، وتكتبي)؛ بالسكون في (يكتب)، وحذف النون في الباقي، والأفعال:، (يسعى، ويرتقي، ويسمو) تصير بالجزم: (يسعَ، يرتقِ، يسمُ)، بحذف حرف العلة.

[2] وهذه الأدوات الست التي تجزم فعلًا واحدًا كلها حروف، بينما الأدوات التي تجزم فعلين، والآتي ذكرها الآن، ليس من بينها حروف إلا حرفان فقط، هما: (إن، وإذما)، وباقي هذه الأدوات أسماء.

[3] فـ(لم) لنفي حصول الفعل في الزمان الماضي، فإذا قلت مثلًا: لم يهمل فلان في تأدية واجباته، فمعناه: ما أهمل في تأديتها في الزمان الماضي.

[4] فـ(لم) تنفي الفعلَ المضارع وتجزمه، وتقلب زمنَه من الحال أو الاستقبال إلى الزمان الماضي.

[5] فحرف الجزم (لَمَّا) يوافق حرف الجزم (لم) في المعنى، فكلاهما يفيد النفي والقلب، والعمل، فكلاهما يعمل الجزم في الفعل المضارع، ولكن استعمال (لم) في اللغة العربية أكثر من استعمال (لَمَّا)، وهذا واضح جدًّا في القرآن الكريم؛ فإن استعمال (لما) جازمة في القرآن قليل جدًّا، إذا وازنَّاه باستعمال (لم) جازمةً.

[6] وبِناءً على ذلك، فإن كلًّا من الحرفين (ألم، وألما) هما في حقيقة الأمر عبارة عن همزة الاستفهام مضافة إلى (لم، ولما) الجازمتين، فالجازم هو (لم) وحدها، و(لما) وحدها، وإنما جعلهما ابن آجروم رحمه الله أداتينِ مستقلتين؛ للتسهيل على الطلبة المبتدئين، وقد أشار الرملي رحمه الله في شرحه على الآجرومية صـ 116 إلى هذا الذي ذكرناه هنا، فقال رحمه الله: (وألم، وألما) هما (لم، ولما)، دخلت عليهما همزة الاستفهام للتقرير [التقرير هو حملك المخاطب على الاعتراف بأمر استقر عنده ثبوته أو نفيه]، وهي - أي: الهمزة - كلمة أخرى لا دخل لها في العمل، وإنما لها دخل في المعنى، وإنما كررهما معها - أي: مع الهمزة - تقريبًا على المبتدئ؛ اهـ.

[7] ولذلك سمى ابن آجروم رحمه الله في متن الآجرومية هذه اللام بلام الأمر والدعاء.

[8] وما قلناه في الفعل المضارع المسبوق بلام الطلب الدالة على الدعاء يقال أيضًا في الفعل الأمر، فيما إذا كان الطلب فيه موجهًا من الأدنى إلى الأعلى، فيقال فيه: فعل دعاء، لا فعل أمر؛ نحو قوله تعالى: ﴿ وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [المؤمنون: 118]، وكل هذا من باب التأدب مع المدعوِّ؛ اللهِ عز وجل.

[9] فهم يطلبون من مالك رضي الله عنه أن يدعو الله لهم أن يقضي عليهم، فهم يدْعون، ولا يأمرون.

[10] قيدت هنا بقولي: كما ذكرها ابن آجروم؛ لأن هناك أنواعًا أخرى من اللامات تدخل على الفعل المضارع، لم يذكرها ابن آجروم، ولا يتسع المقام لذكرها هنا.

[11] قد تقدم الكلام عليها بشيء من التفصيل.

[12] قد تقدم الكلام عليها أيضًا بشيء من التفصيل.

[13] فيلاحظ أنه في هاتين الآيتين قد أتت لام الطلب ساكنة بعد الفاء والواو، وكون اللام أتت ساكنة هذا مما يدل على أنها لام الطلب، فتأمل هذا جيدًا، ثم انظر في المقابل إلى حركة لام التعليل قبل الأفعال المضارعة: (يُنذروا، يَعلموا، يذَّكَّر) في قوله سبحانه: ﴿ هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [إبراهيم: 52]، وكيف أنها بقِيَت على كسرها، ولم تسكن بعد الواو، ولهذا يخطئ ويلحَن مَن يقرأ هذه الآية بسكون اللام، كما أنه أيضًا يُحِيل المعنى ويُغيِّره؛ لأن اللام التي تسكن بعد الواو هي لام الطلب، لا لام التعليل، فإذا سكَّن القارئ لام التعليل بعد الواو جعل معناها الطلب، لا التعليل، وهذا - كما هو واضح - خلاف مراد الله سبحانه، فانظر - أخي طالب العلم - إلى هذه الفائدة، واعضض عليها، واجعلها وغيرها حافزًا لك على تعلم علم النحو، وانظر كيف كان هذا العلم مهمًّا جدًّا في تجنُّب اللحن في القراءة، وكذا تجنُّب الخطأ في الفهم.

[14] إلا أنه بعد (ثم) يكون الأكثر هو كسر اللام، وهذا على عكس ما ذكرناه قريبًا في الفاء والواو، ولَمَّا كان تسكين لام الطلب بعد (ثم) قليلًا، ذهب المبرد في (المقتضب) إلى أن إسكانها بعد (ثم) لحنٌ، وهذا غريب منه رحمه الله؛ إذ إن أربعةً من القراء السبعة قرؤوا بتسكين اللام بعد (ثم)، بينما قرأ الباقون بتحريكها.

[15]فالفرق بين لام الطلب، و"لا" الطلبية: أن لام الطلب تطلب الفعل، و"لا" الطلبية تطلب الترك.

[16] ومن الأمثلة على جزم الفعل المضارع كذلك بـ"لا" الناهية: قولة تعالى: ﴿ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ﴾ [هود: 81]، وقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم رحمهما الله: ((لا تسبُّوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفَق مثل أُحُد ذهبًا، ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه)).

[17]ولذلك قال ابن آجروم رحمه الله عند ذكرها في الجوازم: و"لا" في النهي والدعاء. اهـ.

[18]ومن أمثلة "لا" الدعائية كذلك: قوله سبحانه: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ﴾ [آل عمران: 8]، وقوله عز وجل: ﴿ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ﴾ [نوح: 26].






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.20 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.84 كيلو بايت... تم توفير 2.36 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]