مجاهدة النفس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-04-2019, 08:46 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي مجاهدة النفس

مجاهدة النفس

الشيخ صلاح بن سمير محمد مفتاح
بعد أن بيَّنَّا في المقال السابق أنواع الأنفس، وأن من أتبع نفسه هواها أوردَتْه الهاوية، لا بد أن يعلم المرء أن الخلاص والنجاة يحتاجان إلى أمور فيها من التعب، والنَّصَب ما فيها؛ ولكنها عند أهل اليقين والطاعة ملذَّةٌ ونعيمٌ، وطُرُق النجاة من ضلالات النفوس أطلق عليها العلماء اسم مجاهدة النفس؛ أخْذًا من حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه الإمام أحمد بسنده عن فضالة بن عبيد، قال سمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((المجاهد: من جاهد نفسه))، وقال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما لمن سأله عن الجهاد: ابدأ بنفسك فجاهدها، وابدأ بنفسك فاغزها[1].
فهذا الجهاد يحتاج أيضًا إلى صبر، فمن صبر على مجاهدة نفسه وهواه وشيطانه، غلبه وحصل له النصر والظفر، وملك نفسه، فصار عزيزًا ملكًا، ومن جزع ولم يصبر على مجاهدة ذلك، غلب وقهر وأسر، وصار عبدًا ذليلًا أسيرًا في يدي شيطانه وهواه[2]، كما قيل:
إذا المرء لم يغلب هواه أقامه *** بمنزلة فيها العزيز ذليلُ
وقد عرَّف أهل اللغة المجاهدة بأنها:
فطام النَّفس عن الشَّهوات، ونزع القلب عن الأماني والشَّهوات[3]، وقال الجرجاني في كتابه التعريفات: "المجاهدة: في اللغة: المحاربة، وفي الشرع: محاربة النفس الأمَّارة بالسوء بتحميلها ما يشقُّ عليها بما هو مطلوب في الشرع".
وعرَّفَها أهل الاصطلاح بأنها: معالجة للنفس بتزكيتها، لتفضي إلى الفلاح[4].
النفس التي ينبغي مجاهدتها:
إذا تأمَّلْنا أنواع النفوس التي ذكرنا قبل، نرى بأن منها ما يدعو صاحبه إلى الطاعة، أو يلومه على تركها كما يلومه على فعل المعصية كما نرى في النفس المطمئنَّة واللوَّامة، وكذا النفس السويَّة والزكيَّة، فهما أيضًا لا يدعوان صاحبهما إلى رذيلة، ومع ذلك يجب المجاهدة من أجل الحفاظ على هذه الصفات؛ حتى لا تنحرف بسبب غفلة القلب، أو تقصير في الطاعات، وأما النفس الأمَّارة بالسوء، فهي صاحبة النصيب الأكبر من هذه المجاهدة حتى تصل إلى درجة من درجات النفوس السالفة الذكر.
مراتب مجاهدة النفس:
بيَّن الإمام ابن القيم رحمه الله أن لجهاد النفس مراتبَ ينبغي معرفتُها:
فقال رحمه الله تعالى: جهاد النفس على أربع مراتب:
الأولى: مجاهدتها على تعلُّم الهدى ودين الحق.
الثانية: مجاهدتها على العمل به -أي: بالهدى ودين الحق- بعد علمه.
الثالثة: مجاهدتها على الدعوة إلى الحق.
الرابعة: مجاهدتها على الصبر على مشاقِّ الدعوة إلى الله، وأذى الخلق، ويتحمَّل ذلك كله لله.
ثم قال رحمه الله عقب ذلك: فإذا استكمل (المسلم) هذه المراتب الأربع، صار من الربَّانيين، فإن السلف مجمعون على أن العالم لا يستحق أن يُسمَّى ربانيًّا حتى يعرف الحق، ويعمل به ويعلمه، فمن علِم وعمل وعلَّمَ فذاك يدعى عظيمًا في ملكوت السماوات[5].
ثمار مجاهدة النفس:
لا بدَّ لكل غرس من ثمار، فمن غرس في نفسه طيب العمل وجاهدها، كان الحصاد طيبًا، ومن غرس الخبث لم يحصد إلا الندم، ومن ثمار المجاهدة التي ذكرها العلماء:
(1) إخضاع النَّفْس والهوى لطاعة الله عزَّ وجلَّ.
(2) إبعادها عن الشَّهوات وصد القلب عن التَّمنِّي والتَّشهِّي.
(3) تعوُّد الصبر عند الشَّدائد على الطاعات وعن المعاصي.
(4) طريق قويم يوصِّل إلى رضوان الله تعالى والجنة.
(5) قمع للشيطان ووساوسه.
(6) نهي النَّفْس عن الهوى فيه خير الدنيا والآخرة.
(7) من جاهد نفسه وأدَّبَها سما بين أقرانه وفي مجتمعه.
(8) سوء الظن بالنَّفْس يعين على محاسبتها، وتأديبها.
(9) من يجاهد نفسه يمتلك ناصية الخير، ويصبح حسن الأخلاق.
_______________
(10) تحقُّق إنكار الذَّات وتصفي الجماعة من الأثرة الضارة بالجماعة والمجتمع[6].
[1] انظر: جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثًا من جوامع الكلم؛ للمؤلف: زين الدين عبدالرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن، السلامي، البغدادي، ثم الدمشقي، الحنبلي (المتوفى: 795هـ).
[2] المرجع السابق.
[3] انظر: لسان العرب.
[4] انظر: ميزان العمل؛ للإمام: أبي حامد محمد بن محمد الغزالي.
[5] بتصريف من نضرة النعيم.
[6] نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم؛ تأليف: عدد من المختصِّين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبدالله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.74 كيلو بايت... تم توفير 1.75 كيلو بايت...بمعدل (3.54%)]