أنكر القدرية أن الله تعالى يهدي أحداً من عباده أو يضلّه - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-09-2019, 05:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي أنكر القدرية أن الله تعالى يهدي أحداً من عباده أو يضلّه

أنكر القدرية أن الله تعالى يهدي أحداً من عباده أو يضلّه
أحمد بن صالح الزهراني




أنكر القدرية أنّ الله - تعالى -يهدي أحداً من عباده أو يضلّه، وقالوا إن الاهتداء والضلال فعل العبد وخلقه وليس ذلك داخلاً في قدرة الله - تعالى -ولا خلقه.
ولهم في ذلك شبه كثيرة، من أشهرها ثلاث:

الأولى: أنّ ذلك يلزم منه عدم قيام الحجّة.
قالوا: لو قيل: إنّه منعهم من الإيمان وحال بينهم وبينه لكان لهم الحجة على الله، إذ يقولون: كيف يأمرنا بأمر، ثم يحول بيننا وبينه ويعاقبنا عليه وقد منعنا من فعله؟ وكيف يكلفنا بأمر لا قدرة لنا عليه؟ وهل هذا إلا بمثابة من أمر عبده بالدخول من باب ثم سد عليه الباب سداً محكماً لا يمكنه الدخول معه البتة، ثم عاقبه أشد العقوبة على عدم الدخول؟

الجواب:
هذه الحجّة قائمة على ظنّ القدريّة أنّ القول بأنّ الله - تعالى -يهدي ويضلّ يعني أنّه - تعالى -يبتدئ العبد بالإضلال والحيلولة بينه وبين الإيمان، وهذا خطأ، بل كما بيّن أئمّة السّلف فإنّ حجة الله قائمة على الكفّار بتخليته بينهم وبين الهدى وبيان الرسل لهم، وإنزال الكتب، وإراءتهم الصراط المستقيم حتى كأنهم يشاهدونه عياناً.
كما أنّه - تعالى -يسّر لهم أسباب الهداية ظاهراً وباطناً، ولم يحل بينهم وبين تلك الأسباب، فلم يمنعهم من هذا الهدى ولم يحل بينهم وبينه.
قال ابن الوزير- رحمه الله -: « قوله - تعالى -: وما يضلّ به إلا الفاسقين [البقرة: 26] وما في معناها من الآيات كلّها أدلّة خاصّة تدلّ على أنّ أوّل ما يقع من المكلّف من الذّنوب كائنٌ بالتّخلية بينه وبين نفسه لإقامة الحجّة عليه، وقطع أعذاره الباطلة من دون إضلال من الله - تعالى -في هذه الحال ولا تيسير للعسرى ولم يبق من الله في هذه الحال إلاّ القدر الّذي بمعنى العلم والكتابة ».

الثّانية: أنّ ذلك يلزم منه وصفه بالظّلم إذ يخلق الضّلال فيهم ويمنعهم من الإيمان ثمّ يعاقبهم عليه.

الجواب:
هذا مبني على الّذي قبله، وليس الأمر كما زعموا، بل الله - تعالى - إنّما يعاقبهم بما عملوا من المعصية والكفر، فخلقه للضّلال فيهم ومنعهم من الإيمان ليس ابتداءً بل هو عقوبة عوقبوا بها، إذ عرض عليهم الهدى وأزاح عنهم العلل وأرسل لهم الرسل وأنـزل معهم الكتب فأعرضوا عن ذلك كلّه فكان جزاؤهم حرمانهم من هذه النّعمة، قال ابن القيّم - رحمه الله -: « القرآن من أوله إلى آخره إنما يدل على أن الطبع والختم والغشاوة لم يفعلها الرب - سبحانه - بعبده من أول وهلة حين أمره بالإيمان أو بينه له، وإنما فعله بعد تكرار الدعوة منه - سبحانه - والتأكيد في البيان والإرشاد وتكرار الإعراض منهم والمبالغة في الكفر والعناد، فحينئذ يطبع على قلوبهم ويختم عليها فلا تقبل الهدى بعد ذلك، والإعراض والكفر الأول لم يكن مع ختم وطبع، بل كان اختياراً فلمّا تكرر منهم صار طبيعة وسجية، فتأمل هذا المعنى في قوله - تعالى -: إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون * ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم [البقرة: 6ـ7].
ومعلوم أن هذا ليس حكماً يعم جميع الكفار، بل الذين آمنوا وصدقوا الرسل كان أكثرهم كفاراً قبل ذلك ولم يختم على قلوبهم وعلى أسماعهم، فهذه الآيات في حقّ أقوام مخصوصين من الكفار، فعل الله بهم ذلك عقوبة منه لهم في الدنيا بهذا النوع من العقوبة العاجلة، كما عاقب بعضهم بالمسخ قردة وخنازير وبعضهم بالطمس على أعينهم، فهو - سبحانه - يعاقب بالطمس على القلوب كما يعاقب بالطمس على الأعين، وهو - سبحانه - قد يعاقب بالضلال عن الحق عقوبة دائمة مستمرة، وقد يعاقب به إلى وقت ثم يعافي عبده ويهديه كما يعاقب بالعذاب كذلك ».
فالذّنوب سببها حرمان العبد من هداية التوفيق، بل والحيلولة بينه وبين الحق، ولمّا ذكر السّلف أنّ الإضلال سببه ذنوب بني آدم أورد القدرية سؤالاً فقالوا: فالذّنب الأوّل الّذي قدّره الله على العبد ما سبب إضلال الله له فيه؟
قال شارح الطحاويّة: « بقي أن يقال: فالذنب الأول الجالب لما بعده من الذنوب؟ قلنا: هو عقوبة أيضا لعدم فعله ما أمره الله به وما خلقه لأجله وهو عبادته - تعالى -ومحبته والإنابة إليه، فلما لم يفعل ذلك سلطت عليه الذنوب بأن زين له الشيطان الشرك والظلم والمعصية، فإنه صادف قلبا خالياً من الخير فتمكن منه، ولو كان فيه خير فعله لم يتمكن منه الشر لأنه ضد له: كذلك لنصرف عنه السّوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين [يوسف: 24]، فيكون فراغ قلبه سبب لتمكن المعصية منه عقوبة له على عدم الإخلاص وهو محض العدل.
فإن قالوا: فذلك العدم، من خلقه فيه؟
قلنا: هذا سؤال فاسد، فإن العدم كاسمه لا يفتقر إلى تكوين وإحداث، فعدم الفعل ليس أمراً وجودياً حتى يضاف إلى فاعل، فهو ليس شيئاً ثابتاً بل أمر يفرضه الذهن ويتصوره لكنه ليس بشيء ثابت في الحقيقة كالممتنع ».

الثّالثة: أنّ ذلك ينافي فعل الأصلح بالعباد:
قالت القدريّة: إنّ الله - تعالى -يجب عليه أن يفعل بالعبد الأصلح له حتّى يؤمن ولايجوز أن يخص المؤمن بلطيفة وإعانة ونعمة يتمكن بها من الإيمان دون الكافر، إذ يقول الكافر إنّ الله لم يفعل الأصلح لي كما فعل بالمؤمن.

الجواب:
القول بوجوب فعل الأصلح على الله من شنيع أقوال القدريّة في حقّ الله - تعالى -، إذ أوجبوا عليه مالا يجب، وهذا منافٍ لربوبيّة الله - تعالى -: إذ هو الملك المتصرّف الّذي لا يُسأل عن ملكه ولا عن فعله كما قال - تعالى -: لا يُسئل عمّا يفعل وهم يُسئلون [الأنبياء: 23].
ومن يملك أن يسأله عما يفعل فضلاً عن أن يمنعه أو يوجب عليه - تبارك وتعالى -.
قال العمراني(10)- رحمه الله -: « يُقال للقدريّة: زعمتم أنّ الله - سبحانه - سوّى بين قلوب الخلق في اللطف بالإيمان والهداية، فهل ساوى بين قلوب هؤلاء الّذين قال فيهم: أولئك كتب في قلوبهم الإيمان [المجادلة: 22]، ومثلها قوله - تعالى -: وأن الله يهدي من يريد [الحج: 16]، وهذه هداية توفيق والتّسديد لا هداية البيان والدّلالة، فهل سوى بينهم وبين من قال فيهم: أولئك الذين طبع الله على قلوبهم [النحل: 108] سواء كان الطبع(11) على ما قلنا أو على ما قلتم... وكذلك هل يتصوّر عاقلٌ أنّ الله - سبحانه - سوى بين قلوب الذين قال فيهم: فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم [التوبة: 77]، وبين قلوب الذين قال فيهم: وجعلنا في قلوب الّذين اتّبعوه رأفة ورحمة [الحديد: 27] »(12).
وقال أيضاً: « يُقال للقدريّة: إذا قلتم: إنّ الله - سبحانه - لم يخص أحداً بالهداية إلى الإيمان والمعرفة، فهل سوّى بين النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - وبين أبي جهل وأبي لهب بهذه المنـزلة؟ وهل سوى بين موسى - عليه السلام - وفرعون بهذه المنـزلة؟ فمن أصلهم الفاسد أن يقولوا: نعم سوى الله بينهم.
فيُقال لهم: قال الله: ولقد فضّلنا بعض النّبيّين على بعض [الإسراء: 55] وهل درجة أفضل من المعرفة بالله وعلى قدر درجاتهم بالمعرفة بالله في الدنيا تكون درجاتهم في الآخرة بالجنة، فكيف يتصور عاقل أنّ الله سوى بين أنبيائه وبين أعدائه في الهداية واللطف والتوفيق لمعرفته »(13).
ومن لطيف الحجة على القدريّة المناظرة المشهورة لأبي الحسن الأشعري لشيخه الجبّائي حيث قال له: « أيّها الشّيخ، ما قولك في ثلاثة مؤمن وكافر وصبي؟ فقال: المؤمن من أهل الدّرجات والكافر من أهل الهلكات، والصّبيّ من أهل النّجاة.
فقال أبو الحسن: فإن أراد الصّبيّ أن يرقى إلى أهل الدّرجات؟
قال الجبّائي: لا، يُقال له: إنّ المؤمن إنّما نال هذه الدّرجة بالطّاعة، وليس لك مثلها.
قال أبو الحسن: فإن قال: التّقصير ليس منّي فلو أحييتني كنت عملت من الطّاعات كعمل المؤمن.
قال الجبّائي: يقول الله له: كنت أعلم أنّك لو بقيت لعصيت ولعوقبت فراعيت مصلحتك وأمتّك قبل أن تنتهي إلى سنّ التّكليف.
قال أبو الحسن: فلو قال الكافر: يا ربّ علمت حاله كما علمت حالي فهلاّ راعيت مصلحتي مثله، فانقطع الجبّائي. (14)
قال شيخ الإسلام: « والقدرية يعترفون بأن الله خلق الإنسان مريداً، لكن يجعلونه مريداً بالقوة والقبول، أي قابلاً لأن يريد هذا وهذا، وأما كونه مريداً لهذا المعين وهذا المعين، فهذا عندهم ليس مخلوقاً لله، وغلطوا، بل الله خالق هذا كله، وهو الذي ألهم النفس فجورها وتقواها، وكان - صلى الله عليه وسلم - يقول: « اللهم آت نفسي تقواها » (15) والله - سبحانه - جعل إبراهيم وأهل بيته أئمة يدعون بأمره، وجعل آل فرعون أئمة يدعون إلى النار » (16).

________________
1- رسائل العدل والتوحيد 2 / 62و63، وانظر شفاء العليل ص182، والانتصار للعمراني 2 / 357.
2- شفاء العليل 169.
3- محمّد بن إبراهيم بن علي بن المرتضى الحسني القاسمي، من كبار الأئمّة الحفّاظ المجتهدين اليمانيين نصر السّنّة وقاوم التقليد في بيئة معتزليّة زيديّة، وامتُحن بسبب ذلك وله مصنّفات فاخرة من أشهرها العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم، توفي سنة 840هـ انظر ترجمته مطولة في البدر الطالع للشوكاني ص599 وما بعدها.
4- إيثار الحق على الخلق ص244 بتصرف يسير.
5- انظر رسائل العدل والتوحيد 2 / 60 و90.
6- شفاء العليل ص193ـ194.
7- انظر شرح الطحاوية ص 497.
8- الملل والنحل للشهرستاني 1 / 39.
9- وهذا وإن جاء في سياق الدلالة على كمال حكمته وعدله، إلاّ أنّه دال على كمال قدرته، بل هو أولى، فكم من حكيم عاقل يُسأل لأنّه أضعف من المسؤول، وكم من سفيه ظالم لا يُسأل لبطشه وقوته، فالمانع من السؤال أولى به القوة والجبروت والملك وإن كانت الحكمة أيضاً وكمالها مانعة من ذلك أيضاً والله - تعالى - له كمال القوة والقدرة والملك والمشيئة والحكمة، - تعالى - وتقدّس.
10- يحي بن أبي الخير بن سالم بن أسعد العمراني الشافعي من علماء اليمن، توفي سنة 558 هـ، انظر ترجمته في مقدمة كتابه الانتصار لمحقق الكتاب الدكتور سعود الخلف.
11- يأتي ذكر قول القدرية في الطبع.
12- الانتصار 2 / 369.
13- الانتصار 2 / 371.
14- طبقات الشّافعيّة الكبرى 3 / 356 وأصول الدين للبغدادي، وانظر الانتصار للعمراني 2 / 483 في رده على القدرية ما دفعوا به إلزام المخالفين لهم هنا..
15- أخرجه مسلم في الذكر والدعاء ح2722 عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه -.
16- الفتاوى 8 / 206
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.13 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.10%)]