تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد) - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191097 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2653 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 658 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 937 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1091 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 853 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 836 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 920 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 564 - عددالزوار : 92811 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 13-02-2019, 05:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)

تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين

ا.د.فالح بن محمد الصغير

الحلقة (11)


التعريف بتاريخ السنة ومناهج المحدثين
أولا : معنى تاريخ السنة :
التاريخ لغة : مأخوذ من الفعل (أرخ) يقال : أرخ الكتاب :حدد تاريخه، وأرخ الحادث ونحوه : فصل تاريخه وحدد وقته(1).
والتاريخ اصطلاحا : فن يبحث فيه عن وقائع الزمان من حيثية التعيين والتوقيت،بل عما كان في العالم، وموضوعه : الإنسان والزمان(2).
ومن خلال هذا التعريف للتاريخ، يمكننا تعريف (تاريخ السنة) بأنه : (الأدوار التي تقلبت فيها السنة أو المراحل التي مرت بها من لدن صدورها عن صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم إلى أن وصلت إلينا : من حفظ في الصدور، وتدوين في الصحف، وجمع لمنثورها، وتهذيب لكتبها، ونفي لما اندس فيها، واستنباط من عيونها، وتأليف بين كتبها، وشرح لغامضها... إلى غير ذلك مما يعرفه القائمون على خدمتها، والعاملون على نشر رايتها)(3).
ثانيا : معنى مناهج المحدثين.
في اللغة : المناهج جمع منهج،والمنهج – كما يقول أهل اللغة – هو الطريق أو السبيل الواضحة البينة، والمناهج والنهج : كالمنهج(4).
قال تعالى : (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً) [ المائدة /48 ]. أي سبيلا وسنة.
في الاصطلاح : الطرق أو السبل التي سلكها المحدثون في رواية الأحاديث وتصنيفها بحسب شروط معينة، والتعليق عليها.
ويدخل في قولنا : (رواية الأحاديث) طرق التحمل والأداء الشفوية والكتابية، وزدنا (تصنيفها) في التعريف على قولنا (رواية الأحاديث) لأن الرواية قد لا تكون تصنيفا، كرواية الصحابة والتابعين رضي الله عنهم قبل بدء التصنيف.
ثم إن قولنا (تصنيفه) يشمل مناهج التصنيف العامة، أي أنواع المصنفات في الحديث النبوي كالجوامع والسنن والمسانيد والمعاجم.
وقلنا (بحسب شروط معينة) لتدخل الصفات التي يلتزمها كل محدث في رواة الأحاديث التي يختارها لكتابة، وفي الوجه الذي يروي به كل راو عن الآخر.
وقلنا و (التعليق عليها) لتدخل الفوائد الفقهية والإسنادية التي يبرزها أو يشير إليها كل واحد من المحدثين. (أي المنهج الخاص الذي يختص به كل محدث عن أمثاله).
وهذا الشمول في التعريف أليق بمناهج المحدثين،كما أنه أوفى بالغرض من الاقتصار على المناهج في التأليف، سواء المناهج العامة في ترتيب الأحاديث،أو الخاصة الفقهية والفنية، لأن الشمول الذي ذكرناه يسلط الضوء على مناهج الرواية، وقد غفل عنها كثيرون،مع أنها ركن في معرفة انتقال الحديث عبر حلقات الإسناد انتقالا محكما محكوما بقواعد وضوابط دقيقة، تكفل سلامة النص في هذا الانتقال، وتحقق اتصال السند، كما تبين حال الراوي من مقابلة طريقته في الأداء للحديث بطريقة تلقيه لهذا الحديث،من حيث العدالة أو اختلالها،ومن حيث التوافق الصريح بينهما، أو التدليس في الأداء بما يوهم طريقة عالية في تلقي الحديث سوى التي أخذ بها الحديث، وغير ذلك(5).


(1) المعجم الوسيط (1/13).
(2) الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ ص 7.
(3) انظر : مفتاح السنة للخولي ص 5-6.
(4) انظر : النهاية في غريب الحديث (4/185)، مختار الصحاح ص 681.
(5) انظر : مناهج المحدثين العامة للدكتور نور الدين عتر ص 9-10، مناهج المحدثين العامة والخاصة للدكتور علي بقاعي ص 20.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 13-02-2019, 05:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)

تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين

ا.د.فالح بن محمد الصغير

الحلقة (12)



مناهج المحدثين العامة والخاصة:
ومن هذا يتبين للقارئ أن مناهج المحدثين قسمان: مناهج عامة، ومناهج خاصة.
أما المناهج العامة: فهي الطرق التي يسير على كل منها جماعة من المحدثين، مثل كتب: المسانيد، والجوامع، والسنن، والمعاجم، وغير ذلك.
وأما المناهج الخاصة: فهي كل طريقة يختص بها المحدث عن غيره مما هو على طريقته العامة.
مثال ذلك: صحيحا البخاري ومسلم، يشتركان في المنهج العام للتصنيف، لأن كلا منهما مرتب على الموضوعات. ثم يستقل البخاري بمنهجه الخاص في الاعتناء بفقه الحديث،وإفادته هذا الفقه بواسطة التراجم، أي عناوين الأبواب،وما تفرع على ذلك من تقطيع للأحاديث وتفريقها في مواضع متعددة.
ويستقل مسلم بالاعتناء بصنعة الإسناد، وما ترتب عليه من فوائد، فيصدر الباب برواية الحديث عن الثقات المتقنين، ثم يرويه عمن دونهم، ويجمع طرق الحديث وشواهده في موضع واحد، يشير بذلك إلى فوائد في السند والمتن كما ذكر في مقدمة صحيحه.وهكذا نجد لكل كتاب من الأصول الستة، أو المصادر المشهورة منهجا خاصا تفيد معرفته الكثير(1).
علاقة مناهج المحدثين بتاريخ السنة:
مناهج المحدثين شيء ملازم ومقارن ومصاحب للسنة النبوية في كل أدوارها وجميع مراحلها، فقد كان لأهل كل عصر من عصور السنة، وكل دور من أدوارها مناهجهم الخاصة في خدمة السنة والذب عنها حسبما أملته طبيعة العصر، واقتضته ظروف المرحلة، كما ستقف على ذلك لاحقا بمشيئة الله تعالى.
فوائد دراسة تاريخ السنة ومناهج المحدثين
لدراسة تاريخ السنة ومناهج المحدثين فوائد عديدة،نذكر منها:
1- معرفة المراحل والأدوار التي مرت بها السنة منذ عصر النبي صلى الله عليه وسلم وإلى وقتنا هذا.
2- معرفة الدقة المنهجية التي أحاطت بها هذه الأمة رواية أحاديث نبيها صلى الله عليه وسلم، لتأمن عليه الخطأ والتحريف في أثناء تناقله بين الرواة، الأمر الذي يورثنا الثقة بالسنة، ويجعلنا نطمئن إلى حفظ هذا الدين، تصديقا لقوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [سورة الحجر /9].
3- إمكان الرد على دعاة الغزو الفكري من المستشرقين والمبشرين وكل من قلدهم،وسار في فلكهم ممن غرهم بريق الثقافة الغربية، في زعمهم: أن السنة النبوية لا يوثق بها،ولا يعتمد عليها في التشريع الإسلامي بسبب ما طرأ عليها من التحريف والوضع، وذلك ببيان الجهود التي بذلها المحدثون لحماية وصيانة السنة من هذا التحريف والوضع.
4- الإطلاع على منهج المحدثين في التأليف، والتصنيف، والنقد، ومكانة هذا المنهج بين المناهج الحديثة التي يدل بها دعاة المدنية الحاضرة الآن.
5- الوقوف على دقة المنهجية العلمية التي اتبعها علماء الحديث، في الانتقاء والتصنيف، وأنهم لم يوردوا الأحاديث في كتبهم الأصول كيفما اتفق لأحدهم،بل كانوا يضعون نصب أعينهم هدفا، وقواعد يراعونها، فيما عرف بشروط الأئمة.
6- التمييز بين المناهج المقبولة في الرواية وغير المقبولة، وشروط القبول للمقبولة، ولذلك أهميته في مراتب الرواة في الجرح والتعديل، وفي الأسانيد اتصالا وانقطاعا، وفي الأحاديث قبولا أو رداً.
7- التعرف على مناهج المحدثين في اختيار الأحاديث وترتيبها بالنسبة إلى بعضها يفيدنا كثيرا في معرفة الناسخ من المنسوخ،والراجح من المرجوح، وطرق الجمع بين الأحاديث المختلفة، وشرح الغريب، وتمييز المدرج من الحديث وذلك بمقارنة الروايات ببعضها، كما يفيد فوائد فقهية كبيرة تؤخذ من تراجم الأبواب.
8- التعرف على أشهر المحدثين المصنفين، وما لهم من فضل في خدمة الحديث النبوي، وسيرتهم التي هي قدوة للمقتدين.
9- دفع التوهم للقدح في بعض الأئمة، وخصوصا البخاري ومسلما شيخي المحدثين رضي الله عنهم، وهذا يطرح بالتالي قضايا يجب على أهل الاختصاص بالحديث أن يعالجوها ويحلوا مشكلاتها، فقد وقع أناس في الشبهة في أحاديث صححها أئمة الحديث، بسبب البعد عن مناهج المحدثين الفنية في إيراد الحديث وسياق أسانيده وشروطهم، فضلا عن ضعف نفوس البعض، وفضلا عن أغراض العداوة للإسلام وللحديث النبوي، التي تستغل جهل المثقف المسلم، بل جهل كثيرين من طلبة العلم وحملته بمناهج المحدثين وشروطهم ومقاصدهم الدقيقة في كتبهم.
10- دراسة مناهج المحدثين تساعد على تنمية التفكير العلمي والمنهج لدى الدرس، وتكسب الدرس مهارة في البحث، وتوجد عنده روح الإبداع والرغبة في التطوير وفق أسس علمية مدروسة ومناهج دقيقة(2).


(1) انظر: مناهج المحدثين العامة ص 10،40.
(2) انظر: مناهج المحدثين العامة للدكتور نور الدين عتر ص 22-23، شفاء الصدور للدكتور السيد نوح ص 30، مناهج المحدثين العامة والخاصة للدكتور علي بقاعي ص 20-23.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 16-02-2019, 03:59 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)

تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين

ا.د.فالح بن محمد الصغير

الحلقة (13)



أهم المصنفات في تاريخ السنة ومناهج المحدثين


لا يوجد في المصنفات القديمة مصنف يجمع بين دفتيه جميع المسائل المتصلة بتاريخ السنة ومناهج المحدثين، وإنما توجد مسائل متفرقة ومتناثرة لهذا العلم عولجت من خلال:

1- حديث المؤلف عن منهجه في كتابه في مقدمة كتابه كما في صحيح مسلم، أو ختامه كما في علل الترمذي الصغير الموجود في آخر سننه، أو في بحث مفرد كما في رسالة أبي داود لأهل مكة.
2- الكتابة عن شروط الأئمة في كتبهم، ككتاب " شروط الأئمة " لابن منده(395 هـ) وكتاب " شروط الأئمة الستة " للحافظ أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي(507هـ) وكتاب " شروط الأئمة الخمسة " للإمام أبي بكر محمد بن موسى الحازمي(584هـ).
3- الكتابة عن خصائص بعض الكتب وختمها، ككتاب(خصائص المسند) للحافظ أبي موسى المديني(581 هـ) وكتاب(المصعد الأحمد في ختم مسند الإمام أحمد) للإمام الجزري(832 هـ) وكتاب (عمدة القارئ والسامع في ختم الصحيح الجامع) للإمام السخاوي (902هـ) وكتاب (بغية الراغب المتمني في ختم النسائي رواية ابن السني) للسخاوي أيضا.
4- مقدمات الشروح التي كتبت على كتب الحديث، مثل: (هدي الساري مقدمة فتح الباري) للحافظ ابن حجر العسقلاني، ومقدمة (فتح الملهم شرح صحيح مسلم) للشيخ شبير أحمد العثماني، ومقدمة (تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي) للمباركفوري، وهي مقدمات فياضة.
5- بحوث في مصادر علوم الحديث، لمناسبة التعريف بكتاب من كتب الحديث المهمة الستة أو غيرها، حين يأتي ذكره في هذا المؤلف، كما في (علوم الحديث) لابن الصلاح، والنكت عليه للحافظ ابن حجر، وكتاب (فتح المغيث) للسخاوي، و (تدريب الراوي) للسيوطي.
ثم جاء العصر الحديث فرأى العلماء مسيس الحاجة إلى التعريف بأئمة الحديث ومناهجهم في مؤلفاتهم تعريفا للعالمَ بعظمة الجهود التي بذلها العلماء الأئمة لحفظ الحديث النبوي، وصيانة السنة، وتمييز صحيحها من سقيمها، فكانت الكتابات المتعددة في هذا المجال، منها ما يتعلق بمناهج المحدثين على وجه العموم، ومنها ما يتعلق بمنهج بعض كتب السنة، ومنها ما يتعلق بمنهج المحدثين في فترة زمنية معينة وهكذا ومن أهم هذه الكتب:
1- الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة، للشيخ الكتاني.
2- الحطة في ذكر الصحاح الستة للقنوجي.
3- الحديث والمحدثون، للشيخ محمد أبو زهرة.
4- أعلام المحدثين. للشيخ محمد أبي شهبة.
5- البخاري محدثا وفقيها، للدكتور الحسيني هاشم.
6- أئمة الحديث النبوي، للدكتور الحسيني هاشم.
7- جامع الترمذي والموازنة بينه وبين الصحيحين، للدكتور نور الدين عتر.
8- سنن أبي داود السجستاني، للدكتور عبدالمنعم نجم.
9- سنن الدارمي، للدكتور محمد عويضة.
10- مصنف عبدالرزاق، للدكتور إسماعيل الدفتار.
11- الضوء اللامع المبين عن مناهج المحدثين للدكتور أحمد محرم الشيخ ناجي.
12- مكانة الصحيحين، للدكتور خليل ملا خاطر.
13- السنة قبل التدوين، للدكتور محمد عجاج الخطيب.
14- تدوين الحديث، للعلامة السيد مناظر أحسن الكيلاني.
15- الإمام مسلم ومنهجه في صحيحه، للدكتور محمد عبدالرحمن طوالبة.
16- توثيق السنة في القرن الثاني الهجري، أسسه واتجاهاته، للدكتور رفعت فوزي.
17- السنة النبوية وعلومها، دراسة تحليلية للسنة النبوية وعلومها في أعظم عصور التدوين، للدكتور أحمد عمر هاشم.
18- صحائف الصحابة وتدوين السنة النبوية المشرفة، لأحمد عبدالرحمن الصويان.

19- السنة النبوية، مكانتها، عوامل بقائها، تدوينها. للدكتور عبدالمهدي عبدالهادي.
20- شفاء الصدور في تاريخ السنة ومناهج المحدثين للدكتور السيد نوح.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 16-02-2019, 04:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)

تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين

ا.د.فالح بن محمد الصغير

الحلقة (14)


أطوار تاريخ السنة (1-7)




عاشت السنة النبوية منذ صدرت عن صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم إلى أن وصلت إلينا – نحن المتأخرين – عدة عصور مختلفة، وهاك تأريخاً دقيقا لكل عصر من هذه العصور المختلفة وذلك على النحو التالي:

السنة في عصر النبوة:

لقيت السنة النبوية في عصر النبوة عناية تامة،واهتماما كبيرا،بحيث أثمر ذلك أموراً ثلاثة:

الأول: الصيانة والحفظ: على معنى أن السنة جمعت في عهده صلى الله عليه وسلم وحوفظ عليها، بحيث لم يضع منها شيء أبدا.

الثاني: الذيوع والانتشار: على معنى أنها لم تنحصر في مكان بعينه كالمدينة أو مكة مثلا،وإنما انتشرت في سائر أنحاء شبه الجزيرة العربية بل تعدت شبه الجزيرة العربية إلى سائر الأقطار الأخرى المجاورة.

الثالث: تأسيس المنهج العلمي للرواية.

وقد كانت هناك عوامل ساعدت على تحقيق هذه الأمور،وهذا ما سنتناوله بشيء من التحليل والتفصيل.

أولا:عوامل صيانة السنة وحفظها:

إن عوامل صيانة السنة وحفظها هي بعينها تلك العوامل اللازمة لنجاح أية تجربة علمية، فنجاح أية تجربة علمية يحتاج – كما يقرر التربويون،وعلماء النفس –فضلا عن الإمكانيات المادية: إلى ثمانية عوامل، أربعة منها في المعلم وهي:

1- أن يكون على درجة عالية من الأخلاق بحيث يقترب الطلاب منه فيتمكن من غرس الفضيلة في نفوسهم بفعله وسلوكه قبل أن يغرسها فيهم بقوله وكلامه.

2- وأن يكون متمكنا من مادته العلمية، بحيث يستطيع أن يعطي الطلاب التصور الصحيح لها، وإلا ففاقد الشيء لا يعطيه.

3- وأن يكون محبا لمادته العلمية، مخلصا لها،بحيث يضحي- في سبيلها –بوقته وراحته.

4- وأن يكون ذا منهج صحيح في التربية والتعليم، كيلا يضيع الوقت سدى.

وواحدة منها في المادة العلمية، وهي:

5- أن تكون مثمرة، ومفيدة، ومهمة في حياة الفرد والجماعة.

وثلاثة منها في الطالب، وهي:


6- أن يدرك أهمية، وفائدة، وثمرة ما يتعلمه،ليقبل عليه بهمة ونشاط.

7- وأن تكون هناك مشاركة عامة من جميع أبناء المجتمع – رجالا، ونساء، صغاراً وكباراً – في طلب العلم.

8- وأن يكون هذا الطالب صاحب منهج صحيح في التلقي، والسماع، ليعي، ويحفظ كل ما يصل إلى سمعه.

هذه العوامل بعينها توافرت للسنة في عصر النبوة،وبالتالي ساعدت على حفظها وصيانتها.(1)


(1) شفاء الصدور في تاريخ السنة ومناهج المحدثين ص 159-161.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 16-02-2019, 04:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)

تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين

ا.د.فالح بن محمد الصغير

الحلقة (15)


أطوار تاريخ السنة (2-7)



* أما العامل الأول: وهو أن يكون المعلم على درجة عالية من الأخلاق، بحيث يقترب الطلاب منه،فيتمكن من غرس الفضيلة في نفوسهم بفعله وسلوكه قبل أن يغرسها فيهم بقوله وكلامه – فقد تمثل بصورة واضحة، وجلية في رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحسبنا في ذلك ثناء الله عليه بقوله: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [ سورة القلم/ 4 ]. وقوله: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) [ سورة آل عمران / 159 ].
وقد وصفه المحيطون به من أصحابه وغيرهم:بأنه – صلى الله عليه وسلم – كان على درجة عالية من الأخلاق.
* سئلت عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: (لم يكن فاحشا ولا متفحشا، ولا صخابا(1) في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو، ويصفح)(2).
* وقال سعد بن هشام بن عامر: قلت لعائشة: يا أم المؤمنين: أنبئيني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: ألست تقرأ القرآن ؟ قلت: بلى، قالت: (فإن خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن)(3).
وعن أبي الدرداء قال: سألت عائشة – رضي الله عنها – عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: (كان خلقه القرآن، يرضى لرضاه، ويسخط لسخطه)(4).
وعن عروة، عن عائشة أنها قالت: (ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله، فينتقم لله بها)(5).
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: (لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا، ولا متفحشا، وكان يقول: (إن من خياركم أحسنكم أخلاقا))(6).
وقال أنس بن مالك: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا، فربما تحضره الصلاة وهو في بيتنا، فيأمر بالبساط الذي تحته فيكنس ثم ينضح،ثم يؤم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونقوم خلفه، فيصلي بنا، وكان بساطهم من جريد النخل)(7).
وهكذا دفعت هذه الأخلاق الكريمة الصحابة أن يقتربوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيحفظوا كل ما يصدر عنه ليقتدوا وليتأسوا به.


(1) الصخاب: بالصاد المهملة، وفي بعض الروايات، بالسين المهملة هو: كثير الصياح والضجيج، انظر النهاية 2/152، 354.

(2) الحديث أخرجه الترمذي في السنن: كتاب البر والصلة رقم (2016) (هذا حديث حسن صحيح). وأحمد في المسند 6/174، 236، 246.

(3) الحديث أخرجه مسلم في: الصحيح، كتاب الصلاة المسافرين وقصرها: باب جامع صلاة الليل، ومن نام أو مرض رقم (139). وأبو داود في السنن: كتاب الصلاة: باب في صلاة الليل 1/308-309.والنسائي في السنن: كتاب قيام الليل: باب قيام الليل 3/162-163.


(4) الحديث أورده ابن كثير في: البداية والنهاية: باب ذكر أخلاقه، وشمائله الطاهرة صلى الله عليه وسلم 6/35 قائلا: (وقال يعقوب بن سفيان، ثنا سليمان، ثنا عبدالرحمن،ثنا الحسن بن يحيى، ثنا زيد بن واقد، عن بشر بن عبيدالله، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء، عن عائشة... الحديث).

(5) الحديث أخرجه البخاري في الصحيح: كتاب المناقب: باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم 4/230، وكتاب الأدب: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: يسروا ولا تعسروا وكان يحب التخفيف،واليسر على الناس 8/36-37، وكتاب الحدود: باب إقامة الحدود، والانتقام لحرمات الله 8/198 -199 من وجهين عن مالك ومن وجه عن عقيل،كلاهما عن ابن شهاب، عن عروة ابن الزبير، عن عائشة به.
ومسلم في الصحيح: كتاب الفضائل: باب مباعدته صلى الله عليه وسلم للآثام، واختياره من المباح أسهله، وانتقامه لله عند انتهاك حرماته رقم (77-78).

(6) الحديث أخرجه البخاري في الصحيح: كتاب المناقب: باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم 4/230، وكتاب فضائل الصحابة: باب مناقب عبدالله بن مسعود 5/34-35 وكتاب الأدب: باب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشا، ولا متفحشا، وباب حسن الخلق والسخاء 8/15، 16 من عدة أوجه عن مسروق، عن عبدالله بن عمرو به، وبنحوه.
ومسلم في الصحيح: كتاب الفضائل: باب كثرة حيائه صلى الله عليه وسلم رقم (68).

(7) الحديث أخرجه البخاري في الصحيح: كتاب الأدب: باب الكنية للصبي وقبل أن يولد للرجل 8/55 من حديث أنس به، ولكن بزيادة: (وكان لي أخ يقال له أبو عمير – قال أحسبه فطيما- وكان إذا جاء قال: يا أبا عمير، ما فعل النغير ؟) قبل قوله: (فربما تحضره الصلاة... إلخ. ومسلم في الصحيح: كتاب المساجد ومواضع الصلاة: باب جواز الجماعة في النافلة رقم (267).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 18-02-2019, 08:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)

تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين

ا.د.فالح بن محمد الصغير

الحلقة (16)

أطوار تاريخ السنة(3-7)

* وأما العامل الثاني:
وهو أن يكون المعلم متمكنا من مادته العلمية بحيث يستطيع أن يعطي الطلاب التصور الصحيح لها، وإلا ففاقد الشيء لا يعطيه، فقد تمثل بجلاء ووضوح أيضا في رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كان المرجع الأول للمسلمين في أحكام القرآن، وفي سائر تعاليم الإسلام، وفي تاريخ الأمم الغابرة، بل وفي معارف أهل الكتاب.
وكيف لا يكون كذلك، والله عز وجل هو الذي صنعه على عينه، وهو الذي علمه، فقال: (.... وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً). [ سورة النساء /113 ].


* وأما العامل الثالث:
وهو أن يكون المعلم محبا لمادته العلمية، مخلصا لها، بحيث يضحي في سبيل نشرها بوقته وراحته، فقد تمثل فيه صلى الله عليه وسلم أيضا على نحو لا نظير له في دنيا الناس ولا مثيل، إذ كان صلى الله عليه وسلم محبا لرسالته، متفانيا في سبيل نشرها إلى حد أنه عرضت عليه كل وسائل الإغراء من ملك، وسيادة، ومال، على أن يترك هذه الدعوة فأبى، وإلى حد أن عمه أبا طالب طلب منه تحت ضغوط أهل مكة أن يترك هذا الأمر، وإلا تخلى عن حمايته ونصرته، فلم يستجب لهذا الطلب، وقال قولته المشهورة: (والله ما أنا بأقدر أن أدع ما بعثت به من أن يشعل أحدكم من هذه الشمس شعلة من نار)(1).
وهكذا ظل صلى الله عليه وسلم مواظبا على الجد، والاجتهاد في نشر هذه الدعوة، وتبليغها للناس، حتى تمت كلمة ربه الحسنى، ودخل الناس في دين الله أفواجا.
* وأما العامل الرابع:
وهو أن يكون المعلم ذا منهج سليم في التربية والتعليم، كيلا يضيع الوقت هباء (أو سدى) فقد تحقق فيه صلى الله عليه وسلم بصورة جعلت التربويين في العصر الحديث يحاكونها، وينسجون على منوالها.
وقد قام هذا المنهج على الأسس التالية:
1- الترغيب في العلم، والحث عليه: ببيان فضله، وفضل العلماء والمتعلمين.
إذ يقول صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)(2).
ويقول: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض حتى الحيتان في الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر)(31).
وفي رواية أخرى: (وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا حفتهم الملائكة، ونزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وذكرهم الله فيمن عنده)(4).
(لا حسد إلا في اثنتين، رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها)(5)... إلى آخر ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن.

(1) الحديث أورده الهيثمي في: مجمع الزوائد 6/15 قائلا:رواه أبو يعلى باختصار يسير من أوله، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح.

(2) الحديث أخرجه البخاري في الصحيح: كتاب العلم: باب من يرد الله به خيرا يفقه في الدين 1/27-28.

(3) الحديث أخرجه أبو داود في السنن: كتاب العلم، باب الحث على طلب العلم 2/285 من حديث داود بن جميل، عن كثير بن قيس قال: كنت جالسا مع أبي الدرداء في مسجد دمشق، فجاءه رجل، فقال: يا أبا الدرداء،إني جئتك من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لحديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما جئت لحاجة، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من سلك طريقا يطلب فيه علما.... الحديث).
والترمذي في السنن: كتاب العلم: باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة رقم 2682 من حديث محمود بن خداش البغدادي، عن محمد بن يزيد الواسطي عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن قيس بن كثير قال: قدم رجل من المدينة على أبي الدرداء وهو بدمشق... ثم ساق الحديث وعقب عليه بقوله: " ولا نعرف هذا الحديث إلا من حديث عاصم بن رجاء بن حيوة، وليس هو عندي بمتصل، هكذا حدثنا محمود بن خداش بهذا الإسناد وإنما يروى هذا الحديث عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عن الوليد ابن جميل، عن كثير بن قيس، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا أصح من حديث محمود بن خداش.

(4) الحديث أخرجه مسلم في الصحيح: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار: باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر رقم 38، 39 من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
وأبو داود في السنن: كتاب الصلاة: باب في ثواب قراءة القرآن 1/336 من حديث أبي هريرة
والترمذي في السنن: كتاب القراءات: 2945 من حديث أبي هريرة مطولا.
وابن ماجه في السنن: المقدمة: باب فضل العلماء، والحث على طلب العلم رقم 225.

(5) الحديث أخرجه البخاري في الصحيح:كتاب العلم: باب الاغتباط في العلم والحكمة 1/28.
ومسلم في الصحيح: كتاب صلاة المسافرين وقصرها: باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه، رقم 266، 267، 268 من حديث ابن عمر، وابن مسعود.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 18-02-2019, 08:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)

تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين

ا.د.فالح بن محمد الصغير

الحلقة (17)

أطوار تاريخ السنة(4-7)


1- تعهدهم بالعلم والموعظة بين الحين والحين مخافة أن يسأموا أو يملوا.
يقول عبدالله بن مسعود – رضي الله تعالى عنه -: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا(1) بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا)(2).
2- مخاطبة كل قوم بلهجتهم حتى يفهموا ويعوا عنه صلى الله عليه وسلم:
يقول كعب بن عاصم الأشعري – رضي الله تعالى عنه – سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ليس من امبر امصيام في امسفر)(3) يريد ليس من البر الصيام في السفر، فأبدل اللام ميما على لغة الأشعريين من أهل اليمن.
3- إعادة كل كلمة ثلاثا حتى تفهم عنه – صلى الله عليه وسلم – وتحفظ:
يقول أنس بن مالك – رضي الله تعالى عنه -: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلم عليهم: سلم عليهم ثلاثاً)(4).
4- الفصل بين كلمة وأخرى كيلا يقع تحريف أو تغيير في المنقول عنه – صلى الله عليه وسلم –.
تقول عائشة رضي الله عنها – وقد سمعت أبا هريرة لا يفصل في كلامه بين كل جملة وأخرى -: (إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه، وفي رواية: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم)(5).


(1) معنى يتخولنا بالموعظة أي: يتعهدنا من قولهم فلان خائل مال، وهو الذي يصلحه ويقوم به، ويتعهده، انظر النهاية 2/6، وفتح الباري لابن حجر 1/162-163.
(2) الحديث أخرجه البخاري في الصحيح: كتاب العلم: باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم بالموعظة والعلم كيلا ينفروا، وباب من جعل لأهل العلم أياما معلومة 1/27.
ومسلم في الصحيح: كتاب صفات المنافقين وأحكامهم: باب الاقتصاد في الموعظة رقم 82، 83 من حديث عبدالله بن مسعود.
(3) الحديث بهذا اللفظ أخرجه أحمد في المسند 5/434 قال ثنا عبدالرزاق، أنا معمر، عن الزهري، عن صفوان بن عبدالله، عن أم الدرداء، عن كعب ابن عاصم الأشعري – وكان من أصحاب السقيفة – قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.. وساق الحديث.
(4) الحديث أخرجه البخاري في الصحيح:كتاب العلم: باب من أعاد الحديث ثلاثا ليفهم عنه 1/34-35.
وأبو داود في السنن: كتاب العلم: باب تكرير الحديث (2/287) من حديث أبي سلام، عن رجل خدم النبي صلى الله عليه وسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حدث حديثا أعاده ثلاث مرات.
والترمذي في السنن: كتاب الاستئذان: باب ما جاء في كراهية أن يقول عليك السلام مبتدئا رقم 2723 من حديث أنس بن مالك، وعقب عليه بقوله: (هذا حديث حسن صحيح غريب).
(5) الحديث أخرجه مسلم في الصحيح: كتاب فضائل الصحابة: (باب من فضائل أبي هريرة رضي الله عنه 4/1940 رقم 160 من حديث ابن شهاب: أن عروة بن الزبير حدثه: أن عائشة قالت: ألا يعجبك أبو هريرة ؟ جاء فجلس إلى جنب حجرتي يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم يسمعني ذلك، وكنت أسبح، فقام قبل أن أقضي سبحتي، ولو أدركته لرددت عليه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم. وكتاب الزهد: باب التثبت في الحديث 4/2298 رقم 71 من حديث هشام بن عروة عن أبيه قال: كان أبو هريرة يحدث ويقول: اسمعي يا ربة الحجرة، اسمعي يا ربة الهجرة وعائشة تصلي، فلما قضت صلاتها قالت لعروة: ألا تسمع إلى هذا ومقالته آنفا: إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه).
وأبو داود في السنن:كتاب العلم: باب في سرد الحديث 2/287-288 من حديث ابن شهاب، عن عروة باللفظين المذكورين عند مسلم.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 18-02-2019, 08:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)

تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين

ا.د.فالح بن محمد الصغير

الحلقة (18)

أطوار تاريخ السنة(5-7)
1- إقناع السائل: أحيانا بالقياس، وأحيانا بضرب المثل.
فمن الأول: قصة الرجل الفزاري الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (إن امرأتي ولدت غلاما أسود، وإني أنكرته، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل لك من إبل! قال: نعم، قال: فما ألوانها؟ قال: حمر، قال: هل فيها من أورق؟(1) قال: إن فيها لورقا، قال: فأنى ترى ذلك جاءها، قال: يا رسول الله: عرق نزعها، قال: ولعل هذا عرق نزعه)(2).
ومن الثاني: قصة الرهط الذين سألوه صلى الله عليه وسلم قائلين:(ما يعدل الجهاد في سبيل الله عز وجل؟ قال: لا تستطيعونه، قال: فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثا، كل ذلك يقول: لا تستطيعونه، وقال في الثالثة: (مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم، القائم، القانت بآيات الله، لا يفتر من صيام ولا صلاة، حتى يرجع المجاهد في سبيل الله تعالى)(3).
2- الرفق والرحمة بالطلاب، والتيسير عليهم:
وقصته صلى الله عليه وسلم مع الأعرابي الذي بال في المسجد مشهورة، إذ لما زجره الناس، قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (دعوه، وهريقوا على بوله سجلا من ماء، أو ذنوبا من ماء، فإنما بعثتم ميسرين،ولم تبعثوا معسرين)، فلما انتهى الرجل من بوله دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمه في رفق قائلا له: (إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول،ولا القذر، إنما هي لذكر الله عز وجل ،والصلاة، وقراءة القرآن)(4).
3- استعمال العبارات الرقيقة التي تستميل القلوب وتؤلفها، وترغبها في التعلم والتنفيذ والتطبيق.
يقول صلى الله عليه وسلم لأصحابه – وهو يعلمهم آداب البول والغائط -: (إنما أنا لكم مثل الوالد، أعلمكم، إذا ذهب أحدكم إلى الخلاء،فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها، ولا يستنج بيمينه....)(5).


(1) الأورق: هو الأسمر أو هو الأسود الذي ليس بصاف،انظر النهاية لابن الأثير 4/205. وزهر الربى على المجتبى للسيوطي 6/146.
(2) الحديث أخرجه البخاري في الصحيح:كتاب الطلاق: باب إذا عرض بنفي الولد 7/68-69، وكتاب الحدود:باب ما جاء في التعريض 8/215، وكتاب الاعتصام بالكتاب والسنة: باب من شبه أصلا معلوما بأصل مبين قد بين الله حكمها ليفهم السائل 9/125. ٍ
ومسلم في الصحيح: كتاب اللعان:باب منه 2/1137-1138 رقم 18، 20.
(3) الحديث أخرجه البخاري في الصحيح: كتاب الجهاد، باب فضل الجهاد والسير 4/18 من حديث أبي هريرة بلفظ: (جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: دلني على عمل يعدل الجهاد،قال: لا أجده، قال: هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولا تفطر؟ قال: ومن يستطيع ذلك).
ومسلم في الصحيح: كتاب الإمارة: باب فضل الشهادة في سبيل الله تعالى 3/1498 -1499 رقم 110.
(4) الحديث أخرجه البخاري في الصحيح: كتاب الوضوء:باب صب الماء على البول في المسجد،وباب يهريق الماء على البول 1/65، وكتاب الأدب: باب الرفق في الأمر كله، وباب قول النبي صلى الله عليه وسلم يسروا ولا تعسروا 8/14،37 من حديث أبي هريرة، وأنس بن مالك.
ومسلم في الصحيح: كتاب الطهارة: باب وجوب غسل البول وغيره من النجاسات إذا حصلت في المسجد 1/236-237 رقم 98، 99، 100 من حديث أنس بن مالك.
(5) الحديث أخرجه أبو داود في السنن: كتاب الطهارة: باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة 1/2-3.
* والنسائي في السنن: كتاب الطهارة: باب النهي عن الاستطابة بالروث 1/35-36.
* وابن ماجه في السنن: كتاب الطهارة: باب الاستنجاء بالحجارة، والنهي عن الروث والرمة 1/114رقم 313.
وأحمد في المسند 2/247، 250 كلهم من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 20-02-2019, 07:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)

تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين

ا.د.فالح بن محمد الصغير

الحلقة (19)

أطوار تاريخ السنة(6-7)



1- التوقف عن الفتوى فيما لا يعلم جوابه – صلى الله عليه وسلم – من المسائل:
فقد جاء في حديث جبريل: أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن موعد الساعة قائلا متى الساعة؟ فأجابه صلى الله عليه وسلم بقوله: (ما المسئول عنها بأعلم من السائل؟)(1).
2- طرح بعض المسائل على السامعين بغية استثارة قرائحهم، وشحذ أذهانهم.
إذ جاء في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوما: (إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم، فحدثوني: ما هي؟ فوقع الناس في شجر البوادي – قال عبدالله بن عمر راوي الحديث – ووقع في نفسي: أنها النخلة، فاستحييت، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: هي النخلة)(2).
3- تخصيص بعض الناس بمسائل من العلم دون الآخرين، لما يرى فيهم من النبوغ، والتقدم، والفهم مع منعهم من أن يحدثوا العامة بذلك خشية ألا يفهموا فيفتتنوا.
عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم، ومعاذ رديفه على الرحل: قال: يا معاذ بن جبل، قال: لبيك يا رسول الله، وسعديك، قال: يا معاذ، قال: لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثا، قال: (ما من أحد يشهد ألا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار، قال: يا رسول الله، أفلا أخبر به الناس فيستبشروا، قال: إذن يتكلوا " وأخبر بها معاذ عند موته تأثماً)(3).


(1) الحديث أخرجه البخاري في الصحيح: كتاب الإيمان: باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان، والإسلام، والإحسان، وعلم الساعة 1/19-20، وكتاب التفسير: سورة لقمان 6/144، من حديث أبي هريرة. ومسلم في الصحيح: كتاب الإيمان: باب بيان الإيمان، والإسلام، والإحسان 1/37-40 رقم 1،2، 3، 4، 5، 6، 7، من حديث عمر ابن الخطاب، وأبي هريرة.
(2) الحديث أخرجه البخاري في الصحيح: كتاب العلم: باب قول المحدث حدثنا أو أخبرنا أو أنبأنا، وباب طرح الإمام المسألة على أصحابه ليختبر ما عندهم من العلم 1/23-24، وكتاب البيوع: باب بيع الجمار وأكله 3/103، وكتاب الأطعمة: باب أكل الجمار، وباب بركة النخل 7/103-104، وكتاب الأدب: باب مالا يستحيا من الحق للتفقه في الدين 8/36 من حديث عبدالله بن عمر. ومسلم في الصحيح: كتاب صفات المنافقين 4/2164-2166 رقم 63، 64 من حديث عبدالله بن عمر.
(3) الحديث أخرجه البخاري في الصحيح: كتاب العلم: باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية ألا يفهموا 1/44. ومسلم في الصحيح: كتاب الإيمان: باب الدليل على أن من مات على التوحيد داخل الجنة قطعا 1/61 رقم 53، كلاهما من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 20-02-2019, 07:54 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين (متجدد)

تاريخ السنة النبوية ومناهج المحدثين

ا.د.فالح بن محمد الصغير

الحلقة (20)

أطوار تاريخ السنة(7-7)



1- إرشاد السائل إلى ما ينبغي أن يسأل عنه، بجوابه بما لا يتفق مع السؤال.
عن أنس – رضي الله تعالى عنه – (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فحذر الناس، فقام رجل، فقال: متى الساعة يا رسول الله؟ فبسر(1) رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه،فقلنا له: اقعد، فإنك قد سألت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ما يكره، قال: ثم قام الثانية، فقال: يا رسول الله: متى الساعة؟ قال: فبسر رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه أشد من الأولى، فأجلسناه، قال: ثم قام الثالثة، فقال يا رسول الله: متى الساعة؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحك: ما أعددت لها؟ قال: أعددت لها حب الله ورسوله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجلس فإنك مع من أحببت)(1).
فالنبي صلى الله عليه وسلم هنا لم يجبه عن موعد الساعة، لأن ذلك غيب، وإنما لفت نظره إلى أنه ينبغي أن يسأل عما ينجي من أهوال الساعة، فذلك هو ما يجب أن يهتم به العقلاء جميعا.
2- إجابة السائل عما سأل، وزيادة أمور أخرى لها صلة بسؤاله، يستعرض له في المستقبل وربما تعطله، فيجيبه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك كله توفيرا لجهده ووقته.
فقد جاء عن عبدالله بن عمر – رضي الله عنهما – عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن رجلاً سأله ما يلبس المحرم من الثياب؟ فقال: لا يلبس القميص، ولا العمامة، ولا السراويل ولا البرنس(3)، ولا ثوبا مسه الورس(4) أو الزعفران فإن لم يجد النعلين فليلبس الخفين، وليقطعهما حتى يكونا تحت الكعبين(5).
3- دوام الجلوس مع أصحابه – صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنهم – لاسيما الفقراء والمساكين، وهذا وحده كاف في التربية والتعليم.
فقد قال الله عز وجل لنبيه: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا...) [ سورة الكهف /28 ] .
ذلكم هو منهجه صلى الله عليه وسلم في التربية والتعليم،وقد أثمر ذلك حفظا وصيانة لكل ما يتصل بحياته صلى الله عليه وسلم من الأقوال، والأفعال، والتقريرات، والصفات ونحوها.


(1) فبسر رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه أي: قطب، وعبس في وجهه انظر النهاية في غريب الحديث 1/78.
(2) الحديث أخرجه البخاري في الصحيح: كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: باب مناقب عمر بن الخطاب 5/14-15، وكتاب الأدب : باب علامة حب الله عز وجل 8/49، وكتاب الأحكام: باب القضاء والفتيا في الطريق 9/80-81. ومسلم في الصحيح: كتاب البر والصلة والآداب: باب المرء مع من أحب 4/2032-2033 رقم 161-163.
(3) البرنس: هو كل ثوب رأسه منه ملتصق به من دراعة أو جبة أو غيرهما وقيل هو: قلنسوة أو طاقية طويلة كان النساك يلبسونها في صدر الإسلام. انظر: النهاية في غريب الحديث 1/75.
(4) الورس : هو نبت أصفر يصبغ به، انظر: النهاية 4/204.
(5) الحديث أخرجه البخاري في الصحيح: كتاب العلم: باب من أجاب السائل بأكثر مما سأله 1/45، وكتاب الصلاة: باب الصلاة في القميص، والسراويل،والتب ان، والقباء 1/102، وكتاب الحج: باب ما لا يلبس المحرم من الثياب 2/168-169، وكتاب اللباس: باب لبس القميص، وباب البرانس، وباب السراويل، وباب العمائم 7/184، 186-187. ومسلم في الصحيح: كتاب الحج: باب ما يباح للمحرم بحج أو عمرة، وما لا يباح 2/834-835 رقم 1، 2.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 153.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 147.48 كيلو بايت... تم توفير 6.06 كيلو بايت...بمعدل (3.95%)]