الطائشة تتمرد على أستاذها - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 112 - عددالزوار : 56861 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 78 - عددالزوار : 26158 )           »          شرح كتاب التفسير من مختصر صحيح مسلم للمنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 714 )           »          الدين والحياة الدكتور أحمد النقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 57 )           »          فبهداهم اقتده الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 55 )           »          يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 24 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          دروس رمضانية السيد مراد سلامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 344 )           »          جدول لآحلى الأكلات والوصفات على سفرتك يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 734 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-04-2019, 01:54 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,558
الدولة : Egypt
افتراضي الطائشة تتمرد على أستاذها

الطائشة تتمرد على أستاذها



د. علي عبدالحليم

يصوِّر الرافعي الطائشة - وهي أنموذج بشري عنده للفتاة التي نالت التحرر ففسدت به - وقد فاقت أستاذها "قاسم أمين" في التحرر والانعتاق من الدين ومن الأخلاق، فيجعلها ترفض أن يكون أستاذاً لها؛ لأنه كان تلميذاً للمرأة الأوروبية، والمرأة الأوروبية باقية فالتلمذة الحقة تكون عليها لا على قاسم...
ثم يتتبع الرافعي آراء قاسم أمين في النقاب والبرقع والحب، ومهاجمة الدين باسم العرف، فيكشف خداع قاسم وغلطه ومغالطاته.
يقول الرافعي: "قال صاحب الطائشة: ذكرت لها قاسم أمين، وقلت: إنها خير تلاميذه وتلميذاته، حتى لكأنها تجربة ثلاثين سنة لآرائه في تحرير المرأة.
فقالت: إنما كان قاسم تلميذ المرأة الأوربية، وهذه المرأة بأعيننا، فما حاجتنا نحن إلى تلميذها؟
قالت: وأبلغ من يرد على قاسم اليوم هو أستاذته التي شبت بها أطوار الحياة بعده، فقد أثبت قاسم ـ غفر الله له ـ أنه انحصر في عهد بعينه ولم يتبع الأيام نظره، ولم يستقرئ أطوار المدنية، فلم يقدر أنّ هذا الزمن المتمدن لا يستطيع إلاّ أن يخدم الجهتين بقوة واحدة، فأقواهما بالطبيعة أقواهما بالعلم، وكأنَّ الرجل كان يظن أنَّه ليس تحت الأرض زلازل ولا تحت الحياة مثلها.
مَزَّق البرقع وقال: "إنَّه ممَّا يزيد الفتنة، وأنَّ المرأة لو كانت مكشوفة الوجه لكان في مجموع خلقها - على الغالب - ما يرد البصر عنها". فقد زال البرقع ولكن هل قدر قاسم أن طبيعة المرأة منتصرة دائماً في الميدان الجنسي بالبرقع وبغير البرقع، وأنَّها تخترع لكل معركة أسلحتها، وأنَّها إن كشفت برقع الخز فستضع في مكانه برقع الأبيض والأحمر؟
وزعم أن النقاب من أشد أعوان المرأة على إظهار ما تظهر وعمل ما تعمل لتحريك الرغبة؛ لأنَّهما يخفيان شخصيتها، فلا تخاف أن يعرفها قريب أو بعيد فيقول: فلانة، أو بنت فلان، أو زوج فلان، كانت تفعل كذا. فهي تأتي ما تشتهيه من ذلك تحت حماية البرقع والنقاب، فقد زال البرقع والنقاب، ولكن هل قدر قاسم أنَّ المرأة السافرة ستلجأ إلى حماية أخرى، فتجعل ثيابها تعبيراً دقيقاً عن أعضائها، وبدلاً من أن تلبس جسمها ثوباً يكسوه، تلبسه الثوب الذي يكسوه ويزينه ويظهره ويحركه في وقت معاً، حتى ليكاد الثوب يقول للناظر: هذا الموضع اسمه... وانظر هنا... وانظر هنا.. ما زادت المدينة على أن فككت المرأة الطيبة ثم ركبتها في هذه الهندسة الفاحشة".
ثم يواصل الرافعي حديثه عن قاسم وأخطائه فيما دعا إليه وعن تهجمه على الدين وسوء فهمه له، فيقول:
"أخطأ قاسم في إغفال عمل الزمن من حسابه، وهاجم الدين بالعرف، وكان من أفحش غلطه ظنه العرف مقصوراً على زمنه، وكأنه لم يدر أنَّ الفرق بين الدين وبين العرف هو أنَّ هذا الأخير دائم الاضطراب، فهو دائم التغير فهو لا يصلح أبداً قاعدة للفضيلة، وها نحن أولاء قد انتهينا إلى زمن العري، وأصبحنا نجد لفيفاً من الأوربيين المتعلمين، رجالهم ونسائهم، إذا رأوا في جزيرتهم أو محلتهم أو ناديهم رجلاً يلبس في حقويه تُباناً قصيراً كأنَّه ورق الشجر على موضعه ذاك من آدم وحواء ـ إذا رأوا هذا المتعفف بخرقة... أنكروا عليه وتساءلوا بينهم: مَنْ ... مَن هذا الراهب؟".
ثم يصدر الرافعي حكمه على قاسم أمين في هذه الدعوة التي دعا إليها فيقول: "كان قاسم كالمخدوع المغتر بآرائه، وكان مصلحاً فيه روح الماضي، والقاضي بحكم عمله مقلد متبع، أليس عليه أن يسند رأيه دائماً إلى نصّ لم يكن له فيه شأن ولا عمل؟ ومن ثم... كثرت أغلاط الرجل.....".
وتكاد تكون قصة الطائشة في أدب الرافعي وقفاً على الحديث عن المرأة التي تحررت فطاشت، وهو في هذه القصة لا يناقش "قاسم أمين " وحده، وإنَّما يناقش معه داهية آخر من أولئك المفتونين بالحضارة الغربية المخدوعين بها، الذين حاربوا الدين باسمها وبنظمها. وذلك هو "مصطفى كمال أتاتورك" فيناقش أفكاره ودعواته من خلال هذه القصة فيقول:

قال صاحب الطائشة:

فقلت لها: إذا كان قاسم لا يرضيك، وكان الرجل مصلحاً دخلته روح القاضي فخلط رأياً صالحاً وآخر سيئا،ً فلعل "مصطفى كمال" همّك من رجل في تحرير المرأة تحريراً مزق الحجاب والـ...
قالت: إن مصطفى كمال هذا رجل ثائر يسوق بين يديه الخطأ والصواب بعصاً واحدة، ولا يمكن في طبيعة الثورة إلا هذا، ولا يبرح ثائراً حتى يتم انسلاخ أمته، وله عقل عسكري كان يمكر به مكر الألمان حين أكرههم الحلفاء على تحويل مصانع "كروب" فحولوها تحويلاً يردها بأيسر التغيير إلى صنع المدافع المهلكات. وليس الرجل مصلحاً البتةَ، بل هو قائد زهاه النصر الذي اتفق له، فخرج من تلك الحرب الصغيرة وعلى شفتيه كلمة "أريد..."، وجعل بعد ذلك إذا غلط غلطة أرادها منتصرة، فيفرضها قانوناً على المساكين الذين يستطيع أن يفرض عليهم، فيقهرهم عليها ولا يناظرهم فيها، ويأخذهم كيف شاء ويدعهم كيف أحب، وبكلمة واحدة هو مؤلف الرواية، والقانون نفسه أحد الممثلين...
وحقده على الدين وأهل الدين هو الدليل على أنه ثائر لا مصلح، فإن أخص أخلاق الثورة حقد الثائرين، وهذا الحقد في قوة حرب وحدها، فلا يكون إلا مادة للأفعال الكثيرة المذمومة، والرجل يحتذي أوروبا ويعمل على أعمال الأوروبيين في خيرها وشرها ويجعل رذائلهم من فضائلهم على رغم أنفهم، يتبرؤون منها، ويلحقها هو بقومه، فكأنَّه يعتنف الآراء ويأخذها أخذاً عسكرياً ليس في الأمر إلا قوله: أريد... فيكون ما يريد: هو لم يحكم على شبر من أوربا يجعله تركياً، ولكنه جعل رذائل أوربا تتجنس بالجنسية التركية.
وتالله إنه لأيسر عليه أن يجيء بملائكة أو شياطين من المردة ينفخون أرض تركيا، فيمطوها مطاً فيجعلونها قارة، من أن يكره أوربا على اعتبار قومه أوربيين بلبس قبعة وهدم مسجد، إنه لا يزال في أول التاريخ، وهذا الشعب الذي انتصر به لم تلده مبادئه، ولا أنشأه هدم المساجد وشنق العلماء، بل هو الذي ولدته تلك الأمهات وأخرجه أولئك الآباء، وما كان يعوزه إلا القائد الحازم المصمم، فلما ظفر بقائده جاء بالمعجزة، فإذا فتن القائد بنفسه وأبى إلا أن يتحول نبياً، فهذا شيء آخر له اسم آخر.
ثم يختم الرافعي مقالاته عن قصة الطائشة بأن يجعل الطائشة تصرح في ختام القصة بالحقيقة الكبرى والحق الأبلج، فتقول: "لم تعد المرأة العصرية انتصار الأمومة، ولا انتصار الخلق الفاضل، ولا انتصار التعزية في هموم الحياة، ولكن انتصار الفن وانتصار اللهو وانتصار الخلاعة".
وتشغل قضية المرأة الرافعي وتملأ عليه قلبه وعقله، وتجعله يترصد لكل داع إلى السفور يناقشه ويحرجه ويرد خطأه بصواب الحق وبصوت الإسلام، فعندما ظهرت جريدة أسمها "السفور" تؤيد سفور المرأة وتحارب حجابها، وتركض مع الراكضين في الدعوة إلى تحرير المرأة أو إفسادها، ووقعت عين الرافعي على عددين من أعداد هذه الجريدة، لم يستطع أن يسكت عنها، فكتب إلى أحد أصدقائه يقول: "أما جريدة السفور فقد رأيت منها عددين مع "صادق عنبر" وما حمدتها فهي ورق وطبع وكأنها بموضوعاتها عربة من الدرجة الثالثة في قطار الإكسبريس.
وفوق هذا فأنا ناقم اشد النقمة على مبدأ هذه الصحيفة أي (السفور) فايّ سفور يريدون أخزاهم الله، وقد حجبت نساء النبي صلى الله عليه وسلم وهو أكمل من مشى على الأرض ومن يمشي، وهن أمهات المؤمنين من سلف ومن يأتي، والكلام طويل -يا أبا ريّة- ولكن هؤلاء لا يفقهون دينهم ولا أسرار دينهم ولا ينظرون للمصلحة الصحيحة ككل هيئة اجتماعية نفسية، بل يريدون هيئة علمية عقلية، ومن العقل ما يصنع "البلشفك" اليوم أخذ الحرائر وتزويجهن بالفعلة والسكيرين؛ لأنَّ عقل المساواة عقل مضر، ومن العقل كل سخافة حصلت في التاريخ ... إلخ..، وأنا لا أهتمّ للعلم ولا للغنى ولا للجاه في شخص من الأشخاص، بل لأخلاقه قبل كل شيء، ودعاة السفور لا تلائمني أخلاقهم ولو كان فيهم مئة كاتب ومئة شاعر.

وقد أطلت وتعب رأسي مما هاجني من أمر السفور ودعاته، فأختم بالسلام".
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.69 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]