مقدمة الأربعين النووية + الحديث الأول ( إنما الأعمال بالنيات ) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الاكتفاء بسماع أذكار الصباح والمساء عند قولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الفرصة الأخيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ترزقوا وتنصروا وتجبروا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          على أبواب العشر الأواخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          رمضان شهر الإقبال على مجالس العلم والعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          التغيير الشامل في رمضان .. هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تاريخ غزوة بدر .. الميلاد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 01-11-2008, 12:11 AM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي مقدمة الأربعين النووية + الحديث الأول ( إنما الأعمال بالنيات )

شرح الحديث الأول / الأربعين النووية


ابتدأ الإمام النووي رحمه الله ببسم الله الرحمن الرحيم
فقال: ( بسم الله الرحمن الرحيم ) اقتداء بالقرآن الكريم، فلقد بدأت كل سور القرآن الكريم بالبسملة باستثناء سورة براءة، واقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فمن الثابت أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يبدأ كتبه بالبسملة، ففي صحيح البخاري ( أنه -صلى الله عليه وسلم- أرسل كتاباً إلى هرقل، قال فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله، إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين ....... الخ ) إلى آخر كتابه المبارك

ما معني البسملة ؟ ولماذا حث الشرع الحنيف عليها ؟

البدء باسم الله في كل شيء بركة ، فما أبركها وأشرفها وأعظمها من بداية أن تبدأ القول باسم الله ، وأن تبدأ الفعل والعمل باسم الله ومعني ( بسم الله ): أي أبدأ تصنيفي، عملي هذا، كتابي هذا ببسم الله ، ولقد حث الشرع الحنيف، -تبارك وتعالى- مع كل فعل من الأفعال كالأكل، والشرب، والنوم، والركوب، والجماع، وغير ذلك من الأعمال ,قال الله -تبارك وتعالى:- ﴿ فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ ﴾[الأنعام:118] وقال -تعالى:- ﴿ وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ﴾ [هود:41]

-. وفى الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- فال: ( أغلق إناءك واذكر اسم الله، وأطفئ مصباحك واذكراسم الله، وأغلق بابك واذكر اسم الله، وأوك سقاءك واذكر اسم الله , وفى الصحيحين –أيضاًَ- من حديث عمر بن أبي سلمة -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: ( يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك ).

من تحقق بها فله جزيل النوال ومن ذكرها بلغ نهاية الآمال.

عادت بركتها على الهدهد فكسي تاجا من السميع العليم

قال الله عز و جل:"قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم إنه من سليمان و إنه بسم الله الرحمان الرحيم" سورة النمل

و قال أبو بكر الوراق رحمه الله :بسم الله الرحمن الرحيم روضة من رياض الجنة

و روى الطبراني : لا يدخل أحد الجنة إلا بجوار بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله تعالى لفلان ابن فلان ادخلوه جنة عالية قطوفها دانية.

بسم الله الرحمن الرحيم هي أربع كلمات و الذنوب أربعة : ذنوب بالليل و ذنوب بالنهار و ذنوب بالسر و ذنوب بالعلانية.

فمن ذكرها على الإخلاص و الصفاء غفر الله له الذنوب الجفاء.

عدد حروف البسملة تسعة عشر حرفا و عدد خزنة جهنم تسعة عشر .

قال تعالى : "عليها تسعة عشر" سورة المدثر

روي عن ابنِ عباسٍ، وأنسِ بنِ مالِكٍ، وأبي هُرَيرةَ، وأبي سعيدٍ الخُدْرِيّ رضي الله عنهم بِرواياتٍ متنوِّعاتٍ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ حَفِظَ على أُمَّتي أَربعينَ حديثاً من أمْر دينِها بَعَثهُ الله يومَ القيامةِ في زُمْرةِ الفُقَهاءِ والعُلماءِ"

وفي روايةٍ: " بَعَثَهُ اللهُ فَقِيهاً عالماً ". وفي روايةِ أبي الدَّرْداءِ: "وكُنتُ له يومَ القيامةِ شافعاً وشَهيداً "، وفي روايةِ ابنِ مَسعودٍ: " قيلَ له: ادخُلْ مِن أيِّ أبوابِ الجنةِ شِئتَ ". وفي رواية ابن عُمَر: "كُتِبَ في زُمْرةِ العُلماءِ وحُشرَ في الشهَداءِ ". واتَّفَق الحُفَّاظُ على أنَّه حديثٌ ضعيفٌ وإن كثُرَتْ طُرُقُه. وقد اتفَقَ العلماءُ على جَوازِ العَمَلِ بالحديث الضعيفِ في فضائِل الأعمالِ.

سبب تأليف الأربعين النووية


بناء على قوله عليه الصلاة والسلام ( نضر الله امرءًا سمع مقالاتي فوعاها فأداها كما سمعها، فرُب مُبلَّغ أوعى من سامع.

يقول النووي رحمه الله استَخَرتُ الله تعالى في جَمعَ أربعينَ حديثاً اقتِدَاءً بالأَئمةِ الأَعلام وحُفَّاظِ الإسلامِ. اعتمادي على قوله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة : "ليُبَلِّغِ الشاهِدُ منكم الغائِبَ" [رواه البخاري ]، وقوله صلى الله عليه وسلم: " نَضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ مَقالتي فَوعَاها فأدَّاها كما سَمِعَها" [رواه أبو داود].


ومنَ العُلماء من جَمَع الأربعين في أصول الدِّينِ، وبعضُهم في الفروع، وبعضُهم في الجهاد لابن المبارك وبعضُهم في الزُّهْد، وبعضُهم في الخُطَب، وكُلُّها مقاصِدُ صالِحةٌ،.فيقول النووي رحمه الله, وقد رأيتُ جَمْعَ أربعينَ أهمَّ من هذا كلِّهِ، وهي أربعون حديثاً مشتملة على جميع ذلك ، وكلُّ حديث منها قاعِدةُ عظيمةُ من قواعد الدِّينِ، وقد وصَفَهُ العُلماءً بأنَّ مَدَارَ الإسلام عليه، أو نِصْفَ الإسلام، أو ثُلُثَهُ، أو نحو ذلك , ثم أَلتَزمُ في هذه الأربعينَ أن تكونَ صحيحةً ومُعْظَمُها في صحيحي البُخارِيِّ ومُسْلم.

أول هذه الأحاديث كان بدأها الإمام أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله، ووصل إلى نحو عشرين أو واحد وعشرين أو اثنين وعشرين حديثًا، لكنه لم يكملها، فالإمام النووي نظر فيها فوجدها تمثل الفكرة التي أرادها، وجد أنها فعلا تمثل كليات في الدين فأخذها وأكملها إلى اثنين وأربعين،أضاف الحديثين الواحد والأربعين والاثنين والأربعين لأنها تكمل في فكرته كلية من كليات الدين، فأوصلها إلى اثنين وأربعين. جاء ابن رجب الحنبلي وأكملها إلى خمسين، لذلك نجد في جامع العلوم الحكم خمسين حديث.

وسُميت بالأربعين النووية نسبةً الى الإمام محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف النووي الشافعي رحمه الله، وُلد سنة ستمائة وواحد وثلاثين للهجرة، الإمام النووي رحمه الله كان والده يشتغل بالبيع والشراء فيأخذه وهو صبي معه في هذه الدكان، وكان يتضايق رحمه الله وكان يراجع محفوظاته، يراجع القرآن الكريم وهو صغير قبل السابعة، فيراجع ما حفظ، يخرج من بيته ويرى صبيان يلعبون، فلا يلعب معهم، واتجه لحلق العلم، فدرس على كبار زمانه، وبعد حفظ القرآن درس أمهات كتب السنة وقرأها، حتى برع وهو صغير، واشتهر رحمه الله بالزهد، فكان لا يقيم يومه وليلته إلا بشيءٍ من الخبز يغطه في الماء، فقط، ويقيم حياته على ذلك، ويتفرغ تفرغًا لطلب العلم، لذلك برع في الحديث، وشرح صحيح الإمام مسلم، والأربعين النووية، وبرع في الفقه، وألف روضة الطالبين في الفقه الشافعي، ومن كتب الحديث المشهورة الكتاب الذي نسمع عنه كثيرا وهو كتاب رياض الصالحين. واشتهر رحمه الله مع الزهد والعلم بالعبادة والغيرة على دين الله عزّ وجلّ حتى اشتهر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تُوفي رحمه الله وهو صغير عمره لا يتجاوز ثلاث وأربعين سنة، ومع ذلك أخذ لقب الإمامة، فيُقال الإمام النووي.


أوسع الشروحات لهذه الأربعين شرح الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه المشهور "جامع العلوم والحكم"، وشرحها كذلك ابن دقيق العيد، وهو من أئمة الشافعية الكبار في شرحٍ موجز، والإمام النووي نفسه علق عليها بعض التعليقات الخفيفة، ولازالت تُشرح إلى اليوم، وذلك لما تحتويه هذه الأحاديث الأربعين من كليات الدين المهمة الذي يحتاجها طالب العلم.

لمن أراد حفظ الأحاديث أن يبدأ:

ا- بالأربعين النووية يحفظها طالب الحديث أو طالب العلم، ويقرأ شرحًا لها أو يستمع إلى شرحٍ لها، بعد الأربعين النووية .


2- عمدة الأحكام، أو العمدة في الحديث، للإمام عبد الغني المقدسي الحنبلي رحمه الله، تحتوي على أكثر من أربعمائة حديث، كلها في الأحكام، كلها أحاديث صحيحة.


3- بلوغ المرام للحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي رحمه الله، وبلوغ المرام أكثر من ألف حديث، أغلبه صحيح، وفيه الحسن، وقليلٌ منه الضعيف. بعد هذا التدرج ينطلق الطالب في المطولات ابتداءً بالصحاح، ثم السنن، وهكذا.

إِنمَا الأَعمَالُ بالنّيات

عن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَبي حَفْصٍ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّما الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لكُلِّ امْرِىءٍ ما نَوَى، فَمَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسُولِهِ، ومَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيا يُصِيبُها أو امْرأةٍ يَنْكِحُها فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إليه".

رواه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، ورواه الإمام مسلم.

و مرويُّ بمخرجٍ واحدٍ لدى كل من البخاري ومسلم، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، و لم يرو عن غير عمر، ولذلك يسمونه غريب، مع أنه من أصح الأحاديث.

هذا الحديث من الأحاديث الهامة، وذلك لاشتماله على قواعد عظيمةٍ من قواعد الدين ، التي عليها مدار الإسلام، فهو أصل في الدين وعليه تدور غالب أحكامه. قال الإمام أحمد والشافعي: يدخل في حديث: "إنما الأعمال بالنيات" ثلث العلم، وسبب ذلك أن كسب العبد يكون بقلبه ولسانه وجوارحه، فالنية بالقلب أحد الأقسام الثلاثة. و بعض العلماء جعل مدار الدين على حديثين : هذا الحديث ، بالإضافة إلى حديث عائشة رضي الله عنها : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) ؛ ووجه ذلك : أن الحديث السابق ميزان للأعمال الظاهرة ، وحديث الباب ميزان للأعمال الباطنة .


"الحفص": الأسد، وأبو حفص: كنية لعمر بن الخطاب رضي الله عنه.

النية في اللغة والاصطلاح


والنيّة في اللغة : هي القصد والإرادة, والنيّة من أعمال القلوب ، فلا يُشرع النطق بها ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يتلفظ بالنية في العبادة ، أما قول الحاج : " لبيك اللهم حجاً " فليس نطقاً بالنية ، لكنه إشعارٌ بالدخول في النسك ، بمعنى أن التلبية في الحج بمنـزلة التكبير في الصلاة ، ومما يدل على ذلك أنه لو حج ولم يتلفّظ بذلك صح حجه عند جمهور أهل العلم.


النية اصطلاحايُراد بها أحد معنيين:


"المعنى الأول" تمييز العمل من غيره، مثل الصلاة، أنا أنوي أن أصلي الظهر، أو أصلي العصر، أو نقول تمييز العبادة بعضها عن بعض أي تميز رتب العباده فمن صلى أربع ركعات فكيف يميز بين الظهر والعصر إلا بالنية .


المعنى الثاني: تمييز المقصود بالعمل هل هو لله أو لغيره، .


يقول الله تعالى للحفظة: اكتبوا لعبدي كذا و كذا من الأجر فيقول الحفظة : يا ربنا لم نحفظ ذلك ولا هو في صحيفته قيقول الله عز و جل إنه نواه.


اشتراط النية: اتفق العلماء على أن الأعمال الصادرة من المكلفين المؤمنين لا تصير معتبرة شرعاً، ولا يترتب الثواب على فعلها إلا بالنية.

والنية في العبادة المقصودة، كالصلاة والحج والصوم، ركن من أركانها، فلا تصح إلا بها، وأما ما كان وسيلة، كالوضوء والغسل، فقال الحنفية : هي شرط كمال فيها، لتحصيل الثواب. وقال الشافعية وغيرهم: هي شرط صحة أيضاً، فلا تصح الوسائل إلا بها.

وقت النية ومحلها: وقت النية أو العبادة، كتكبيرة الإحرام بالصلاة، والإحرام بالحج، وأما الصوم فتكفي النية قبله لعسر مراقبة الفجر.

ومحل النية القلب.
ويشترط فيها تعيين المنوي وتمييزه، فلا يكفي أن ينوي الصلاة بل لا بد من تعيينها بصلاة الظهر أو العصر .. إلخ

( التــــلفظ بالنيـــــــــــــــــــة ) :

النية محلها القلب ففى كل العبادت وكل الأعمال تكون النية فى القلب فلا يشترط التلفظ بها؛ ولكن يستحب ليساعد اللسانُ القلبَ على استحضارها.
ولكن هناك موطنين فقط للتلفظ بالنية :

الموطن الأول : فى الحج عند الميقات يخلع المسلم ملابسه ويلبس ملابس الاحرام ويقول نويت الحج , او نويت العمرة فيسرها لى .هنا قال العلماء أن النية فى الحج يتلفظ بها .

الموطن الثانى : عند ذبح الاضحية أو الهدى يقول بسم الله هذه منك وإليك , أو يقول اللهم إنها عنى وعن أهل بيتى .
وقد ورد عن النبى صلى الله علية وسلم التلفظ بالنية فى الأضحية
.

وللنية فائدتان :

أولاً : تمييز العبادات عن بعضها ، وذلك كتمييز الصدقة عن قضاء الدين ، وصيام النافلة عن صيام الفريضة .

ثانياً : تمييز العبادات عن العادات ، فمثلاً : قد يغتسل الرجل ويقصد به غسل الجنابة ، فيكون هذا الغسل عبادةً يُثاب عليها العبد ، أما إذا اغتسل وأراد به التبرد من الحرّ ، فهنا يكون الغسل عادة ، فلا يُثاب عليه ، ولذلك استنبط العلماء من هذا الحديث قاعدة مهمة وهي قولهم : " الأمور بمقاصدها " ، وهذه القاعدة تدخل في جميع أبواب الفقه .

ابتدأ النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( إنما الأعمال بالنيات ) ،:تقدير الحديث انما الأعمال تحسب اذا كانت بنية ولاتحسب اذا كانت بغير نية فلا عمل إلا بالنية. أي : أنه ما من عمل إلا وله نية ، فالإنسان المكلف لا يمكنه أن يعمل عملاً باختياره ، ويكون هذا العمل من غير نيّة .

1- ( إنما الأعمال بالنيات )، "إنما" أداة حصر، يعني تحصر شيء بشيء، ولذلك الأعمال حُصرت هنا، لكن سنعلم ما هو لمحصور فيها، حُصرت بالنية، لذلك قالوا "إنما"آداة حصر.

2- "الأعمال" هنا ما المراد بها؟ هل الحصر لجميع الأعمال؟ أم هي خاصة بالأعمال المشروعة التي يُتقرب بها إلى الله؟

اختلف العلماء في لفظ الأعمال:

قسم من العلماء قال يقصد بها جميع الأعمال و استدلوا بقول النبي صلى الله عليه و سلم الأعمال :كلمة "ال" استغرقت جميع الأعمال.

قسم آخر قال يقصد بها الأعمال الشرعية التي يتقرب بها إلى الله.

الأعمال من حيث حكمها-: تنقسم إلى ثلاث أقسام :

{ الواجبــة } , { المتروكــة } , { المباحــة }

هل يستلزم استحضار النية فى الأعمال الواجبة ؟

الجواب / نعم , لأن الأعمال الواجبة لاتصح إلا باستحضار نيتها لقوليه صلى الله عليه وسلم (أنما الأعمال بالنيات ).
أما الاعمال المتروكة مثلا رجلا كان يشرب الخمر وأراد أن يترك شرب الخمر هل يستلزم منه أن ينوى ؟
هنا قال أهل العلم يعتبر هذا ترك للمحرمات وهذا لا يستلزم استحضار نيه , وإنما تكون نيته العامة توبة وندم وأقلاع وعدم الرجوع إلى هذا العمل المحرم.

سؤال هل يثاب الأنسان على نيته الترك للمحرمات مثل نية الفعل ؟

اختلف أهل العلم :

القول الاول : فمنهم من قال لا يثاب على نية الترك لانه لا يتكلف شيئا .

والقول الثانى : أن الترك عبادة فإذا نوى تركها يثاب عليها وهذا هو الصحيح.
ولكن هناك نقطه مهمه هل لو ترك الانسان عمل المحرمات لاجل غير الله يثاب عليه كما لو تركها لله كأن يترك شرب الخمر مثلا لأجل الصحة وما تركها لله ؟
هنا لا يثاب شارب الخمر على نيته لأنه لم يتركها لله فهو تركها خوفا على صحته وليس خوفا من غضب الله فهنا العمل غير خالص لله.

الأعمال المباحة : ثلاثة أقسام :

-{ قسم يثاب الانسان على فعلها}

-{ قسم لا يثــاب ولا يأثـــــــــم }

-{ قسم يأثــــــــــــــــــــــــــــــم }
القسم الأول : الأعمال المباحة التى يثاب الانسان على فعلها : مثلا النوم هو عمل مباح فإذا نام الأنسان واستحضر عند نومه أداب النوم وذكر الله واتى باذكار النوم ووضع امامه نية القيام لصلاة الفجر وربما قد يستخدم منبه واستغفر قبل أن ينام .
فهل هذا يثاب على نومه ام لا ؟
بما أنه استحضر أداب النوم وأخذ بالأسباب فهذا العمل المباح يثاب عليه الأنسان لأنه استحضر نيتين , نية الراحة , ونية القيام لعبادة الله .
والدليل حديث ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال (أحتسب على الله نومتى كما أحتسب على الله قومتى ). ولكن إذا جاء الانسان لينام وكان متعبا ولم يذكر الله ولم يستحضر نية ولم يأخذ الاسباب للقيام لصلاة الفجر وكل مالديه أنه يريد ان يريح جسده فهنا فاعله لا يثاب على هذا العمل لان نيته كانت راحة بدنه فقط .
القسم الثانى : الأعمال المباحة التى قدلا يأثم ولايثاب عليها
مثلا أكل الفاكهة عمل مباح فلا يأثم عليه الأنسان ولايثاب , كذلك عادة النوم فى القيلولة وهنا لايستحضر نية عبادة ولا نية معصية ولكن إذا استحضر نية العبادة فقد يؤجر ويثاب عليها , وأما إذا استحضر نية المعصية يأثم على نية المعصية .
القسم الثالث : الذى يأثم عليه فاعله :
إذا نام إنسان متعبا ولم يأتى بإداب النوم أو تعـمــــــــد فى ترك صلاة الفجر وهنا يكون العمل مباحا ولكن يأثم لتركه الواجب (صلاة الفجر ).

وإنما لكل امرئٍ ما نوى أي أن جزاء كل إنسان بحسب نيته، ، وهذا من بلاغة النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قد يُفهم الكلام على غير ظاهره لذلك النبي صلى الله عليه وسلم مثل هنا بعملٍ قائمٍ في وقته، فقال صلى الله عليه وسلم(فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله )


ويستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم : ( وإنما لكل امريء ما نوى ) وجوب الإخلاص لله تعالى في جميع الأعمال ؛ لأنه أخبر أنه لا يخلُصُ للعبد من عمله إلا ما نوى ، فإن نوى في عمله اللهَ والدار الآخرة ، كتب الله له ثواب عمله ، وأجزل له العطاء ، وإن أراد به السمعة والرياء ، فقد حبط عمله ، وكتب عليه وزره ، كما في قوله تعالى : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } ( الكهف : 110 ) . فعلينا أن نجعل همّنا الآخرةَ في الأمور كلها ، ونحذر من الرياء أو الشرك الأصغر ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم مشيراً إلى ذلك : ( من كانت الدنيا همّه ، فرّق الله عليه أمره ، وجعل فقره بين عينيه ، ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له ، ومن كانت الآخرة نيّته ، جمع الله له أمره ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة ) رواه ابن ماجة .

وقد يبلغ العبد منازل الأبرار ، ويكتب له ثواب أعمال عظيمة لم يعملها ، وذلك بالنيّة ، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما رجع من غزوة تبوك : ( إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيراً ، ولا قطعتم وادياً ، إلا كانوا معكم ، قالوا يا رسول الله : وهم بالمدينة ؟ قال : وهم بالمدينة ، حبسهم العذر ) رواه البخاري

و لما كان قبول الأعمال مرتبطاً بقضية الإخلاص ، ساق النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً ليوضح الصورة أكثر ، فقال : ( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه )

( النيــة الفاسـدة ) : لو دخلت النية الفاسدة على العمل الصالح تحبط العمل ويدخل الرياء في العمل .
مثلا : الصلاة عمل صالح ولكن إن كانت نيتة ليست لله ولكن ليقال أنه مصلى فالصلاه عمل صالح ولكن النية فاسدة , أو قرأ القرأن ليقال قارئ أوليقال ما أحسن قرأته .
دخلت النية الفاسدة على العمل الصالح فقلبته تماما فدخل الرياء وانعدم الأخلاص.

والدليل من كتاب الله : " من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفى إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون , أولئك الذين ليس لهم فى الأخر إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ماكانوا يعملون "
فهنا نرى العمل بطل لان نيته كانت الحياة الدنيا لقوله تعالى ( ليس لهم فى الأخرة إلا النار وحبط ماصنعوا فيها )

والدليل من السنة : حديث الثلاثة قال النبى صلى الله عليه وسلم " إن أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة , رجل قرأ القرآن ليقال قارئ , ورجل تصدق ليقال جواد , ورجل جاهد فى سبيل الله ليقال شجاع ".
هنا الأعمال الثلاثة صالحة ولكن النية كانت فاسدة فوصفهم النبى صلى الله عليه وسلم بأنهم أول من تسعر بهم النار .

أما إذا دخلت النية السيئة على العمل الصالح ولكن لم تستولى عليه فإنه فى هذه الحالة يبقى العمل صالحا ولكن ينقص الأجر .

فهنا المسلم يبدأ بنية صالحة , مثلا ذهب المسلم إلى المسجد ليصلى لله ولكن بعد أن دخل المسجد رأى أحد أقاربه ينظر إليه فحسن صلاته , إذن دخل فى نفسه أن يحسن صلاته أمام هذا الرجل فهنا ينقص أجر الصلاة بقدر النية السيئة التى دخلت ولكن يبقى العمل صالحا .
سؤال : استخدام الوسائل هل هى محرمة أم مباحة ؟

هناك قاعدة شرعية أن الوسائل لها أحكام الغايات فإن كانت الوسيلة فى أصلها مباحة واستخدمها الأنسان فى محرم فتكون محرمة ,

مثلا السيارة هى مباحة ولكن لو ذهب بها المسلم إلى عمل المحرم كالزنى او أى عمل محرم فتكون محرمة أو مثلا شراء السلاح فأصل شرائه مباح ولكن لو استخدم فى قتل مسلم فصار شراء السلاح محرم.

الهجرة لغةً واصطلاحاً:

لغة" الانتقال أو الترك.

اصطلاحاً" على ثلاث مراحل:

الأولى: هي الانتقال من مكة إلى المدينة.انتهت الهجرة من مكة إلى المدينة؛ لأن مكة أصبحت دارًا من ديار الإسلام . انتهت بفتح مكة؛ لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا هجرة بعد الفتح ).

الثانية: هجرة المكان وهي الانتقال من بلد الشرك أو الكفر إلى بلد الإسلام. الانتقال من دار الكفر إلى دار الإسلام ، أو من دار المعصية إلى دار الصلاح ، وهذه الهجرة لا تنقطع أبداً ما بقيت التوبة ؛ فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها ). وهذه واجبة على المسلم الذي لا يتمكن من إظهار دينه، وهذا الحكم باق وغير مقيد. أي ما نقول واجبة باقية على إطلاقها، لماذا؟ فمثلاإذا لم يستطع الإنسان إقامة شعائر دينه كالصلاة والصوم والزكاة والحج ..... تكون الهجرة عليه واجبة .أما اذا استطاع أن يقيم شعائر دينه فلا تجب عليه الهجرة.أي أن الهجرة تكون واجبة إذا خاف الإنسان المسلم على دينه. لأنه قد لا يستطيع أن يهاجر، ، أنا أستطيع أن أقيم شعائري ولو كان بلد كفر، أستطيع أن أقيم شعائر الدين، أستطيع أن أدعو في بلدي، أستطيع أن أمارس جميع متطلبات حياتي، لا خوف على ديني ولا على أولادي، إذًا المعاني باقية، فهنا لا تكون واجبة.

س"متى تكون الهجرة واجبة؟
بشرطين"

1- إذا خاف على دينه، يعني يخاف ألا يقيم شعائر دينه، لا يستطيع أن يصلي، لا يستطيع أن يصوم، لا يستطيع أن يزكي.....

2- أنه يستطيع الهجرة، أما إذا لم يستطع فلا تكليف بما لا يُستطاع، لا يُكلف الله نفسًا إلا وُسعها.

الثالثة:هجرة العمل أي أن يهجر المسلم كل أنواع الشرك والمعاصي ، كما جاء في الحديث النبوي : ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ) متفق عليه والانتقال من الذنوب والمعاصي إلى الطاعات، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ).وهذه واجبٌة على الجميع أن يهجروا الذنوب والمعاصي، أن يهجروا ما نهى الله عنه،ويشترط هنا أيضا هجرة العامل أي هجران أهل البدع والمعاصي . هذا معنى الهجرة. قال صلى الله عليه وسلم ( من كانت هجرته إلى الله ورسوله؛ فهجرته إلى الله ورسوله ). ونُلاحظ في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خصّ المرأة بالذكر من بين متاع الدنيا في قوله : ( أو امرأة ينكحها ) ، بالرغم من أنها داخلة في عموم الدنيا ؛ وذلك زيادة في التحذير من فتنة النساء ؛ لأن الافتتان بهنّ أشد ، مِصداقاً للحديث النبوي : ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ) متفق عليه ، وفي قوله : ( فهجرته إلى ما هاجر إليه ) ، لم يذكر ما أراده من الدنيا أو المرأة ، وعبّر عنه بالضمير في قوله : ( ما هاجر إليه ) ، وذلك تحقيراً لما أراده من أمر الدنيا واستهانةً به واستصغاراً لشأنه ، حيث لم يذكره بلفظه .

قيل ن سبب هذا الحديث هو مهاجر أم قيس، أنه هاجر ليس من أجل الهجرة ذاتها، وإنما من أجل أن يتزوج أم قيس، لكن هذا لم يصح إسنادًا، كما ذكر الحافظ ابن رجب رحمه الله "تتبعته فلم أجد له أصلا".

الدروس المستفادة من الحديث :

1- أن من نوى عملاً صالحاً، فَمَنَعَهُ من القيام به عذر كالمرض أو وفاة، أو نحو ذلك، فإنه يثاب عليه.

2- الأعمال لا تصح بلا نية، لأن النية بلا عمل يُثاب عليها، والعمل بلا نية هباء، ومثال النية في العمل كالروح في الجسد، فلا بقاء للجسد بلا روح، ولا ظهور للروح في هذا العالم من غير تعلق بجسد.

قال ابن المبارك رب عمل صغير تعظمه النية ورب عمل كبير تصغره النية.

3- يرشدنا إلى الإخلاص في العمل والعبادة حتى نحصِّل الأجر والثواب في الآخرة، والتوفيق والفلاح في الدنيا.

فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا.

3- العمل الصالح والنافع يصبح بالنية والإخلاص وابتغاء رضاء الله تعالى عبادة لله تعالى.

4- على الداعية الناجح أن يضرب الأمثال لبيان وإيضاح الحق الذي يحمله للناس ؛ وذلك لأن النفس البشرية جبلت على محبة سماع القصص والأمثال ، فالفكرة مع المثل تطرق السمع ، وتدخل إلى القلب من غير استئذان ، وبالتالي تترك أثرها فيه ، لذلك كثر استعمالها في الكتاب والسنة .
__________________
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 148.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 146.42 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (1.30%)]