العباس بن عبدالمطلب - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 849962 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386164 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 49 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام > ملتقى أعلام وشخصيات

ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-03-2020, 04:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي العباس بن عبدالمطلب

العباس بن عبدالمطلب
الشيخ صلاح نجيب الدق



الحمد لله الذي جعَل في السماء بروجًا، وجعل فيها سراجًا وقمرًا منيرًا، وهو الذي جعل الليل والنهار خِلفةً لمن أراد أن يذكَّر أو أراد شكورًا، والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي أرسلَه ربُّه هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا.

أما بعد:
فإن العباس بن عبدالمطلب، وهو أحد أصحاب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، الذين مدَحهم الله تعالى في كتابه العزيز قائلًا: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100]، من أجل ذلك أحببتُ أن أذكِّر نفسي وأحبابي طلاب الكرام بشيءٍ من سيرته العطرة، وتاريخه المشرق المجيد، لعلنا نسير على ضوئه، فنَسعَدَ في الدنيا والآخرة، فأقول وبالله تعالى التوفيق:
النسب:
هو: العباس بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كنية العباس: أبو الفضل؛ (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ4صـ3).

صفات العباس الجسمية:
كان العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه، جميلًا، أبيضَ، وكان من أطول الرجال، وأحسنهم صورةً، وأبهاهم؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ2صـ79).

ميلاد العباس بن عبدالمطلب:
وُلِدَ العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه، قبل عام الفيل بثلاث سنين، وكان أكبر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين؛ (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ4صـ3).

أولاد العباس:
كان للعباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه من الولد: الفضل، وكان أكبر ولده، وبه كان يُكنَّى، وعبدالله (وهو الإمام الحبر)، وعبيدالله، وعبدالرحمن، وقثم، ومعبد، وأم حبيبة، وأُمُّهم جميعًا أم الفضل، وهي لبابة الكبرى بنت الحارث، وهي أخت ميمونة بنت الحارث زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، كان للعباس أيضًا من الولد من غير أم الفضل كثير، وتمام، وصفية، وأميمة، وأُمُّهم أُمُّ ولدٍ - (أي جارية تباع وتشترى) - والحارث، وأمه حجيلة بنت جندب بن الربيع، فكان للعباس من الولد عشرة ذكور، سوى الإناث؛ (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ4صـ4:3).

إسلام العباس:
أسلم العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه قبل فتح خيبر، وكان يكتُم إسلامه، ثم أظهر إسلامه يوم فتح مكة؛ (الاستيعاب لابن عبدالبر جـ3صـ96).

هجرة العباس:
جاء العباس بن عبدالمطلب مهاجرًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبيل فتح مكة؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ2صـ96).

منزلة العباس في الجاهلية عند أهل مكة:
كان العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه في الجاهلية رئيسًا في قريش، وإليه كانت عمارة المسجد الحرام والسقاية في الجاهلية، فأما السقاية فكان هو المسؤول عن سِقاية الحجاج والمعتمرين لبيت الله الحرام، وأما العمارة فإنه كان لا يدع أحدًا يسب في المسجد الحرام، ولا يقول فيه هجرًا؛ أي: كلامًا قبيحًا، يَحمِلُهم على عمارته في الخير، لا يستطيعون لذلك امتناعًا؛ لأن أشراف قريش قد اجتمعوا وتعاقدوا على ذلك، فكانوا له أعوانًا عليه، وسلموا ذلك إليه؛ (الاستيعاب لابن عبدالبر جـ3صـ95:94).

حضور العباس قبل إسلامه بيعة العقبة الثانية لمناصرة النبي صلى الله عليه وسلم:
كان العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه أنصرَ الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبي طالب، وحضر مع النبي صلى الله عليه وسلم العقبة الثانية يشترط له على الأنصار، وكان على دين قومه يومئذ؛ (الاستيعاب لابن عبدالبر جـ3صـ96).

قال كعب بن مالك: اجتمعنا في شِعب أبي طالب ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى جاءنا ومعه عمُّه العباس بن عبدالمطلب، وهو يومئذ على دين قومه، إلا أنه أحبَّ أن يَحضُرَ أمر ابن أخيه ويتوثَّق له، فلما جلس كان أول متكلم العباس بن عبدالمطلب، فقال: يا معشر الخزرج، إن محمدًا منا حيث قد علمتُم، وقد منعناه مِن قومنا، ممن هو على مثل رأينا فيه، فهو في عزٍّ من قومه ومَنعةٍ في بلده، وإنه قد أبى إلا الانحياز إليكم، واللحوق بكم، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه، ومانعوه ممن خالَفه، فأنتم وما تحمَّلتم من ذلك، وإن كنتم ترون أنكم مُسلموه وخاذلوه بعد الخروج به إليكم، فمن الآن فدَعوه، فإنه في عزٍّ ومَنعة مِن قومه وبلده، قال: فقلنا له: قد سمِعنا ما قلت، فتكلم يا رسول الله، فخُذ لنفسك ولربِّك ما أحببتَ؛ (سيرة ابن هشام جـ2صـ51:50).

العباس أسيرًا في غزوة بدر:
قال عبدالله بن عباس: كان الذي أسر العباس أبو اليسر: كعب بن عمرو أخو بني سلمة، وكان أبو اليسر رجلًا ضعيف الجسم، وكان العباس رجلًا جسيمًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي اليسر: كيف أسرتَ العباس يا أبا اليسر؟ فقال: يا رسول الله، لقد أعانني عليه رجلٌ ما رأيتُه قبلُ، هيئتُه كذا وهيئته كذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد أعانك عليه مَلكٌ كريم))؛ (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ4صـ8).

حزن النبي صلى الله عليه وسلم من أجل العباس:
(1) قال يزيد بن الأصم: لَمَّا كانت أسارى بدر، كان فيهم العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسهر النبي صلى الله عليه وسلم ليلته، فقال له بعض أصحابه: ما أسهرك يا نبي الله؟ فقال: ((أنينُ العباس))، فقام رجل، فأرخى مِن وثاقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما لي لا أسمعُ أنينَ العباس؟))، فقال رجل من القوم: إني أرخيتُ مِن وثاقه شيئًا، قال: ((فافعَل ذلك بالأسارى كلِّهم))؛ (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ4صـ9).

(2) قال مجاهد بن جبر: أسَر العباس رجلٌ مِن الأنصار، ووعَدوه أن يَقتُلوه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني لم أنَمْ الليلة من أجل العباس؛ زعمتِ الأنصار أنهم قاتلوه))، فقال عمر: آتيهم يا رسول الله؟ فأتى الأنصار، فقال: أرسلوا العباس، قالوا: إن كان لرسول الله رضًا، فخُذه؛ (تاريخ دمشق لابن عساكر جـ26صـ290).

معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم مع العباس:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس بن عبدالمطلب حين انتُهِي به إلى المدينة - (وذلك بعد الرجوع من غزوة بدر) -: ((يا عباس، افدِ نفسك وابن أخيك عقيل بن أبي طالب، ونوفل بن الحارث، وحليفك عتبة بن عمرو بن جحدم أخا بني الحارث بن فهر، فإنك ذو مالٍ))، قال: يا رسول الله، إني كنت مسلمًا ولكن القوم استكرهوني، قال: ((الله أعلم بإسلامك، إن يك ما تذكر حقًّا، فالله يَجزيك به، فأما ظاهر أمرك فقد كان علينا، فافدِ نفسَك))، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ منه عشرين أُوقيةً من ذهبٍ، فقال العباس: يا رسول الله احسِبها لي مِن فداي، قال: ((لا، ذاك شيء أعطاناه الله منك))، قال: فإنه ليس لي مال، قال: ((فأين المال الذي وضعتَ بمكة حين خرجتَ عند أمِّ الفضل بنت الحارث ليس معكما أحد، ثم قلت لها: إن أصبتُ في سفري هذا، فللفضل كذا وكذا، ولعبدالله كذا وكذا؟))، قال: والذي بعثك بالحق، ما علِم بهذا أحدٌ غيري وغيرها، وإني لأعلم أنك رسول الله، ففدى العباس نفسه وابن أخيه وحليفه؛ (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ4صـ10:9).

كان أكثر الأسارى فداءً يوم بدر العباس، افتدى نفسه بمائة أوقية من ذهب؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ2صـ83).

جهاد العباس:
شهِد العباس بن عبدالمطلب فتح مكة، وحُنينًا والطائف وتبوك؛ (الاستيعاب لابن عبدالبر جـ3صـ96).
روى مسلم عن العباس بن عبدالمطلب، قال: شهِدتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، فلزمتُ أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فلم نُفارقه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة له بيضاء أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي، فلما التقى المسلمون والكفار، ولَّى المسلمون مدبرين، فطفِق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركُض بغلته؛ (أي: يضربها برجله) قبل الكفار، قال عباس: وأنا آخذ بلجام بَغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم أَكُفُّها؛ إرادةَ ألا تسرعَ، وأبو سفيان آخذٌ بركاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أي عباس، نادِ أصحاب السمرة))، فقال عباس: وكان رجلًا صَيِّتًا - (أي قويَّ الصوت) - فقلتُ بأعلى صوتي: أين أصحاب السمرة؟ (هي الشجرة التي بايعوا تحتها بيعة الرضوان، ومعناه: نادِ أهل بيعة الرضوان يوم الحديبية، قال: فوالله، لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها، فقالوا: يا لبيك، يا لبيك، قال: فاقتَتلوا والكفارَ، والدعوة في الأنصار - (يعني الاستغاثة والمناداة إليهم) - يقولون: يا معشر الأنصار، يا معشر الأنصار، قال: ثم قُصِرتِ الدعوة على بني الحارث بن الخزرج، فقالوا: يا بني الحارث بن الخزرج، يا بني الحارث بن الخزرج، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هذا حين حمي الوطيس)) - التنور، وهو مثل يضرب لشدة الحرب - قال: ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حصيات فرمى بهنَّ وجوهَ الكفار، ثم قال: ((انهزِموا وربِّ محمد))، قال: فذهبتُ أنظُر فإذا القتال على هيئته فيما أرى، قال: فوالله، ما هو إلا أن رماهم بحصياته، فما زلتُ أرى حدَّهم كليلًا - (أي ما زلتُ أرى قوتهم ضعيفةً) - وأمرهم مدبرًا؛ (مسلم حديث: 1775).

عِلم العباس:
روى العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه عدة أحاديثَ؛ منها: خمسة وثلاثون في مسند بَقِي بن مخلد، وفي البخاري، ومسلم حديث، وفي البخاري حديث، وفي مسلم ثلاثة أحاديث.

وروى عن العباس: ابناه عبدالله وكثير، والأحنف بن قيس، وعبدالله بن الحارث بن نوفل، وجابر بن عبدالله، وأم كلثوم بنت العباس، وعبدالله بن عميرة، وعامر بن سعد، وإسحاق بن عبدالله بن نوفل، ومالك بن أوس بن الحدثان، ونافع بن جبير بن مطعم، وابنه عبيدالله بن العباس، وآخرون؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ2صـ79).

مناقب العباس:
(1) روى الترمذي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((العباس عم رسول الله، وإن عم الرجل صِنوُ أبيه))؛ (حديث صحيح)؛ (صحيح الترمذي للألباني حديث:2960).

قال الإمام النووي رحمه الله: "قوله صلى الله عليه وسلم: ((عم الرجل صنو أبيه))؛ أي: مثل أبيه، وهذا الحديث فيه تعظيم حق العم؛ (مسلم بشرح النووي جـ43صـ64).

(2) روى الترمذي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس: ((إذا كان غداة الاثنين، فأْتِني أنت وولدُك حتى أدعو لهم بدعوة يَنفَعك الله بها وولدَك))، فغدا وغدَونا معه، فألبَسنا كساءً، ثم قال: ((اللهم اغفِر للعباس وولدِه مغفرةً ظاهرةً وباطنةً، لا تغادر ذنبًا، اللهم احفَظه في ولده))؛ (حديث حسن)؛ (صحيح الترمذي للألباني حديث:2962).

قوله صلى الله عليه وسلم: ((مغفرةً ظاهرةً وباطنةً))؛ أي: ما ظهَر من الذنوب وما بطَن منها.
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تُغادر))؛ أي: لا تترك تلك المغفرة ذنبًا؛ أي: غير مغفور.
قوله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم احفَظه في ولده))؛ أي: أكرِمه وراعِ أمرَه؛ كيلا يضيع في شأن ولده؛ (تحفة الأحوذي للمباركفورى جـ10صـ178).

(3) روى أحمد عن سعد بن أبي وقاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس: ((هذا العباس بن عبدالمطلب أجود قريش كفًّا وأوصلها))؛ (حديث حسن)؛ (مسند أحمد جـ3صـ161 حديث:1610).

(4) روى أبو بكر محمد بن عبدالله بن إبراهيم البزاز عن عائشة، قالت: «ما رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم يُجل أحدًا ما يُجل العباس أو يُكرم العباس»؛ (الفوائد لأبي بكر البزاز صـ269 حديث: 266).

(5) روى الحاكم عن ابن عباس قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجل العباس إجلال الولد والدَه، خاصة خصَّ الله العباس بها من بين الناس»؛ (مستدرك الحاكم جـ3صـ367حديث: 5410).

(6) قال علي بن عبدالله بن عباس: أعتَق العباس عند موته سبعين مملوكًا؛ (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ4صـ22).

(7) صار المُلك في ذُريَّة العباس بن عبدالمطلب، واستمر ذلك، وتداوَله تسعةٌ وثلاثون خليفةً إلى وقتنا هذا، وذلك ستمائة عام؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ2صـ99).

قوة صوت العباس:
(1) كان العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه جَهْوري الصوت جدًّا، وهو الذي أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يهتف يوم حنين: يا أصحاب الشجرة؛ (مسلم حديث: 1775).

(2) كان العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه يقف على جبل سلع، فينادي غِلمانه في آخر الليل، وهم في الغابة (اسم مكان)، فيسمعهم، وبين سلع والغابة ثمانية أميال؛ (مسلم بشرح النووي جـ6صـ360).

(3) قال الأصمعي: كان للعباس رضي الله عنه راعٍ يرعى له على مسيرة ثلاثة أميال، فإذا أراد منه شيئًا صاح به، فأسمعه حاجته؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ2صـ95).

تكريم الصحابة للعباس:
(1) كان العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه لم يمر بعمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولا بعثمان بن عفان رضي الله عنه - وهما راكبان - إلا نزَلا حتى يجوز العباس إجلالًا له، ويقولان: عم النبي صلى الله عليه وسلم؛ (الاستيعاب لابن عبدالبر جـ3صـ98:97).

(2) روى أحمد عن عبيدالله بن عباس بن عبدالمطلب، قال: كان للعباس ميزاب على طريق عمر بن الخطاب، فلبس عمر ثيابه يوم الجمعة، وقد كان ذُبِحَ للعباس فَرخان، فلمَّا وافى المِيزاب، صُبَّ ماءٌ بدم الفرخين، فأصاب عمر وفيه دمُ الفرخين، فأمَر عمر بقلعه، ثم رجع عمر، فطرَح ثيابه، ولبس ثيابًا غيرَ ثيابه، ثم جاء فصلَّى بالناس، فأتاه العباس، فقال: "والله إنه للموضع الذي وضَعه النبي صلى الله عليه وسلم"، فقال عمر للعباس: وأنا أَعزِمُ عليك لَمَّا صعِدتَ على ظهري حتى تضَعَه في الموضع الذي وضَعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففعَل ذلك العباس رضي الله عنه؛ (حديث حسن)؛ (مسند أحمد جـ3صـ309 حديث:1790).

(3) قال محمد بن شهاب الزهري: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرفون للعباس رضي الله عنه فضلَه، ويقدمونه ويشاورونه ويأخذون برأيه؛ (الاستيعاب لابن عبدالبر جـ3صـ100).

التوسل بدعاء العباس:
روى البخاري عن أنس بن مالك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحَطوا استسقى بالعباس بن عبدالمطلب، فقال: اللهم إنا كنا نتوسَّل إليك بنبيِّنا فتَسقينا، وإنا نتوسَّل إليك بعم نبيِّنا فاسْقنا، قال: فيُسقون؛ (البخاري حديث 1010 ).

صفة دعاء العباس عند الاستسقاء:
قال العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه: اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنبٍ، ولم يُكشف إلا بتوبةٍ، وقد توجَّه القوم بي إليك لمكاني مِن نبيك، وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة، فاسْقِنا الغيثَ، فأرخَت السماءُ مثلَ الجبال حتى أخصَبت الأرض وعاش الناس، وكان ذلك عام الرمادة؛ (التوسل للألباني صـ63:62).

قبس من كلام العباس:
روى أبو نعيم عن عامر الشعبي عن ابن عباس، قال: قال لي أبي: "أي بني، إني أرى أمير المؤمنين يدعوك ويُقرِّبك ويَستشيرك مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاحفَظ عني ثلاثَ خصال: اتَّق الله، لا يُجرِّبَنَّ عليك كذبةً، ولا تُفشِيَنَّ له سرًّا، ولا تَغتابنَّ عنده أحدًا"؛ قال عامر: فقلتُ لابن عباس: كلُّ واحدة خير من ألف، قال: كل واحدة خير من عشرة آلاف درهم"؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني جـ 1صـ 318).

جنازة العباس:
قالت عائشة بنت سعد بن أبي وقاص: جاءنا رسول عثمان بن عفان رحمه الله - ونحن بقصرنا على عشرة أميال من المدينة - أن العباس قد توفِّي، فنزَل أبي ونزل سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، ونزل أبو هريرة، قالت عائشة: فجاءنا أبي بعد ذلك بيوم فقال: ما قدرنا على أن نَدْنُوَ من سريره من كثرة الناس، غُلِبْنا عليه، ولقد كنتُ أُحب حملَه؛ (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ4صـ24).

حضر عثمان بن عفان غسلَ العباس، وغسله: علي، وابن عباس، وأخواه: قثم، وعبيدالله؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ2صـ101).


توفِّي العباس بن عبدالمطلب يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة خلَت من رجب سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان بن عفان، وهو ابن ثمان وثمانين سنةً، وصلَّى عليه عثمان بن عفان، ودُفِن بالبقيع في مقبرة بني هاشم؛ (الطبقات الكبرى لابن سعد جـ4صـ22) (الاستيعاب لابن عبدالبر جـ3صـ100).

قال الإمام الذهبي رحمه الله: لم يبلغ أحدٌ هذه السن مِن أولاد العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه، ولا أولادهم، ولا ذريته الخلفاء؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ2صـ100).

رحِم الله تعالى العباس بن عبدالمطلب رحمةً واسعةً، وجزاه الله عن الإسلام خير الجزاء، ونسأل الله تعالى أن يَجمَعَنا به في الفردوس الأعلى من الجنة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 72.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 70.34 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.67%)]