أحكام النون الساكنة والتنوين من شرح تحفة الأطفال - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12410 - عددالزوار : 208984 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 167 - عددالزوار : 59566 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 60 - عددالزوار : 758 )           »          الأعمال اليسيرة.. والأجور الكثيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          خواطر متفرقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          السلفية منهج الإسلام وليست دعوة تحزب وتفرق وإفساد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 35 )           »          القذف أنواعه وشروطه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 65 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 15883 )           »          الضلع أعود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-03-2020, 03:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,380
الدولة : Egypt
افتراضي أحكام النون الساكنة والتنوين من شرح تحفة الأطفال

أحكام النون الساكنة والتنوين من شرح تحفة الأطفال


محمد رفيق مؤمن الشوبكي



الْحَمْدُ لِلَّهِ الْكَرِيمِ المَنَّانِ، ذِيْ الطَّولِ وَالفَضْلِ وَالإِحْسَانِ، الَّذي هَدَانَا لِلإِيمَانِ، وَفَضَّلَ دِينَنَا عَلَى سَائِرِ الأَدْيَانِ، وَمَنَّ عَلَينَابِإِرْسَالِهِ إِلَيْنَا أَكْرَمَ خَلْقِهِ عَلَيْهِ وَأَفْضَلَهُمْ لَدَيْهِ، حَبِيبَهُ وَخَلِيلَهُ وَعَبْدَهُ وَرَسُولَهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فَمَحَا بِهِ عِبَادَةَ الأَوْثَانِ، وَأَكْرَمَهُ صلى الله عليه وسلم بِالقُرْآنِ المُعْجِزَةِ المُسْتَمِرَّةِ عَلَى تَعَاقُبِ الأَزْمَانِ الَّتِي تَحَدَّى بِهَا الإِنْسَ وَالجَانَّ بِأَجْمَعِهِمْ، وَأَفْحَمَ بِهَا جَمِيعَ أَهْلِ الزَّيغِ وَالطُّغْيَانِ، وَجَعَلَهُ رَبِيعًا لِقُلُوبِ أَهْلِ البَصَائِرِ وَالعِرْفَانِ فَلَا يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ وَتَغَايُرِ الأَحْيَانِ، وَيَسَّرَهُ لِلْذِّكْرِ حَتَّى اسْتَظْهَرَهُ صِغَارُ الوِلْدَانِ، وَوَفَّقَ لِلاعْتِنَاءِ بِعُلُومِهِ مَنِ اصْطَفَاهُ مِنْ أَهْلِ الحِذْقِ وَالإِتْقَانِ، فَجَمَعُوا فِيهَا مِنْ كُلِّ فَنٍّ ما تَنْشَرِحُ لَهُ صُدُورُ أَهْلِ الإِيقَانِ.

أَحْمَدُهُ عَلَى ذَلِكَ وَغَيرِهِ مِنْ نِعَمِهِ الَّتِي لا تُحْصَى خُصُوصًا عَلَى نِعْمَةِ الإِيمَانِ، وَأَسْأَلُهُ الْمِنَّةَ عَلَيَّ وَعَلَى جَمِيعِ أَحْبَابِي وَعَلَى سَائِرِ المُسْلِمِينَ بِالرِّضْوَانِ، وَأَشْهَدُ أَلا إِلَهَ إلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ شَهَادَةً مُحَصِّلَةً لِلْغُفْرَانِ مُنْقِذَةً صَاحِبَهَا مِنَ النِّيرَانِ، مُوصِلَةً لَهُ إِلَى سُكْنَى الجِنَانِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًاعَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الدَّاعِي إِلَى الإِيمَانِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَشَرَّفَ وَكَرَّمَ وَعَظَّمَ مَا تَعَاقَبَ الجَدِيدَانِ، ثم أمَّا بَعْدُ:
أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بترتيل القرآن الكريم وتجويده فقال تعالى: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ﴾ (المزمل:4)، وهذا الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم وكذلك للمؤمنين من بعده، جاء في تفسير ابن كثير لهذه الآية: "أي اِقْرَأْهُ عَلَى تَمَهُّل فَإِنَّهُ يَكُون عَوْنًا عَلَى فَهْم الْقُرْآن وَتَدَبُّره وَكَذَلِكَ كَانَ يَقْرَأ صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ". وسئل علي بن أبي طالب عن هذه الآية، فقال: الترتيل هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف. وقال ابن عباس: أي بينه تبييناً. وقال مجاهد: أي ترسل فيه ترسلاً.

وأثنى الله عز وجل على من يجود قراءته ويحسن تلاوته، فقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ﴾ (البقرة:121). فحق على كل امرئ مسلم أن يقرأ القرآن وأن يرتله كمال ترتيله ويُجوده على أفضل حال؛ بحيث يُخرج كل حرف من مخرجه ويُعطيه حقه ومستحقه من الصفات.

وإن من أهم الأمور التي تُعين على ترتيل القرآن الكريم تعلم أحكام التجويد، وقد كتب الكثير من أهل العلم كتباً وشروحاتٍ في بيان أحكام هذا العلم وتفصيلاته، كما ونظم بعض علمائنا الأجلاّء قصائد شعرية احتوت على بيان أحكام التجويد، ومنها: تحفة الأطفال للشيخ سليمان الجمزوري رحمه الله.

وبناءً على إيعاز من شيخي الفاضل (أبي إبراهيم حاتم بن علي بن كامل الشوبكي) حفظه الله ورعاه وأطال عمره وأحسن عمله، شرعت بإعداد شرح يسير لمتن تحفة الأطفال في ضوء رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية، أسميته: "أَيْسَر المقال في شرح تحفة الأطفال"، وذلك بعد اطلاعي على ما جاء عن أهل العلم من ضبطٍ لألفاظ هذا المتن، واطلاعي على معظم ما كُتب من شروحات وتفصيلات لهذا المتن من قِبل من سبقنا من أهل العلم جزاهم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء، وقبل البدء في شرح أبيات النظم تحدثت عن ناظمه الشيخ الجمزوري رحمه الله بنبذة يسيرة، سائلاً الله عز وجل الإخلاص في القول والعمل، وأن يجعله هذا العمل المتواضع في ميزان حسناتنا وحسنات مشايخنا، وأن يكون علماً يُنتفع به بإذن الله تعالى.


أَحْكَامُ النُّونِ السَّاكِنَةِ وَالتَّنْوينِ
ملاحظة: إن هذه العناوين التي وضعت لكل عدد مِن أبيات هذا النظم هي من فعل الناظم رحمه الله، وما يُدلِّل على ذلك أنه أثبتَها بنفسه في كتابه (فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال)، وعليه فإن الأصل لمن يَحفظ تحفة الأطفال أن يحفظها بعناوينها، وأن يَقرأها على شيخه بذكْر هذه العناوين.
6)لِلنُّونِإِنْتَسْكُنْوَلِلتَّنْوِينِ ♦♦♦ أَرْبَعُ[1]أَحْكَامٍفَخُذْتَبْيِينِي

يقول الناظم رحمه الله في هذا البيت: إنَّ أحكام النون الساكنة والتنوين أربعة أحكام، وبيانها فيما سيأتي، ونوضِّح في الجدول التالي الفرق بين النون الساكنة والتنوين:
م. النون الساكنة التنوين 1 نون ساكنة أصلية نون ساكنة زائدة 2 تكون في الأسماء والأفعال والحروف لا يكون إلا في الأسماء 3 تكون متوسِّطة ومُتطرِّفة لا يكون إلا متطرِّفًا 4 تَثبت لفظًا وخطًّا، ووصْلاً ووقفًا يَثبت لفظًا ووصلاً، لا خطًّا ووقفًا

7)فَالأَوَّلُالإظْهَارُقَبْلَ أَحْرُفِ ♦♦♦ لِلْحَلْقِسِتٌّ[2]رُتِّبَتْفَلْتَعْرِفِ[3]
8)هَمْزٌفَهَاءٌثُمَّعَيْنٌحَاءُ ♦♦♦ مُهْمَلَتَانِ[4]ثُمَّغَيْنٌخَاءُ

أي: الأول من أحكام النون الساكنة والتنوين: الإظهار، ويكون إذا جاءت النُّون الساكنة أو التنوين قبل أحرُف الحَلْق الستَّة المُرتَّبة حسب مخرجها وفق الآتي: (الهمزة والهاء؛ وتَخرُجان مِن أقصى الحَلْق، والعين والحاء؛ وتَخرجان من وسط الحلق، والغين والخاء؛ وتَخرُجان مِن أدنى الحَلْق).

ويعرف الإظهار بأنه: إخراج الحرف المُظهَر (النون الساكنة أو التنوين) مِن مخرَجه مِن غير غنة ظاهرة فيه، ويُسمى إظهارًا حلقيًّا؛ لأنَّ حروف الإظهار الستَّة تَخرج مِن الحَلْق.

وسبب الإظهار: بُعْد مخرَج النون عن مخرَج حروف الإظهار، فالنُّون تَخرج مِن طرف اللسان مع لثة الثنايا العليا، وحروف الإظهار تَخرُج مِن الحَلْق.

ومن أمثلة الإظهار الحَلْقي:
الحرف مع النون الساكنة في كلمة مع النون الساكنة في كلمتين مع التنوين الهمزة ينأون، ولا يوجد في القرآن غيرها كلٌّ آمن رسولٌ أمين الهاء منهم مِن هاد جُرُفٍ هارٍ العين أنعمْتَ مَن عمل حقيقٌ على الحاء ويَنحتون مِن حسنة عليمٌ حكيم الغَين فسيُنغِضون، ولا يوجد في القرآن غيرها مِنْ غِلٍّ عَفوًّا غَفورًا الخاء والمُنْخَنقة، ولا يوجد في القرآن غيرها مِنْ خِلاف عليمٌ خَبير

9)والثَّانِ[5]إِدْغَامٌبِسِتَّةٍأَتَتْ ♦♦♦ فِييَرْمَلُونَ[6] عِنْدَهُمْقَدْ ثَبَتَتْ

أي: والثاني مِن أحكام النون الساكنة والتنوين الإدغام، ويكون إذا جاء بعد النون الساكنة أو التنوين أحد الحروف الستَّة التي جمعت واشتهرت في كلمة (يَرملون)، ولا يكون ذلك إلا في كلمتين.

ويُعرف الإدغام بأنه: إدخال حرف ساكن (النون الساكنة أو التنوين) في حرف مُتحرِّك (أحد حروف كلمة يَرملون)؛ بحيث يصيران حرفًا واحدًا مشدَّدًا مِن جنس الحرف الثاني.

وسبب الإدغام: سبب إدغام النون الساكنة أو التنوين في النون التماثُل، أما في الميم فالتجانس؛ لأن النون والميم يَشتركان في جميع الصفات، ويَختلفان في المخرَج؛ فهما مِن المتجانسَين على رأي بعض العلماء، وأما في باقي حروف الإدغام (ي، و، ر، ل) فالتقارب في المخرَج والصفات بينهم وبين النون.
10)لَكِنَّهَاقِسْمَانِقِسْمٌ يُدْغَمَا[7] ♦♦♦ فِيهِبِغُنَّةٍبِيَنْمُوعُلِمَا[8]

أي: إن حروف الإدغام قسمان، قسم يَجب إدغامه بغنَّة، وهو أربعة حروف تُعلم من كلمة (ينمو)، ومعنى ذلك إذا جاء بعد النون الساكنة أو التنوين أحد حروف كلمة ينمو (الياء أو النون أو الميم أو الواو)، يكون الحكم الإدغام بغنَّة، ولا يكون ذلك إلا في كلمتين كما سنُبيِّن في البيت التالي.

ومن أمثلة الإدغام بغنَّة:
الحرف مع النون الساكنة مع التنوين الياء فمَن يَعمل وبرقٌ يجعلون النون مِن نعمة أمنةً نعاسًا الميم مِن مال آياتٍ مُبينات الواو مِن وال غشاوةٌ ولهم

11) إِلَّاإِذَاكَانَابِكِلْمَةٍ فَلا ♦♦♦ تُدْغِمْ[9] كَدُنْيَاثُمَّصِنْوَانٍ تَلا
أما إذا جاءت النُّون الساكنة أو التنوين قبل أحد حروف كلمة (ينمو) في كلمة واحدة، فلا تُدغم؛ بل يجب إظهارُها، مثل كلمة (دنيا) وكلمة (صِنوان) كما بين الشيخ الجمزوري - رحمه الله.

وهذا الحكم يُسمَّى الإظهار المُطلَق، وانحصَرَ في القرآن الكريم في أربعة مواضع: (دنيا)، (قنوان)، (صِنوان)، (بُنيان)، وسبب الإظهار المُطلَق المحافظة على وضوح المعنى، فلو أُدغمت النون في الياء في كلمة دنيا لأصبحت (دُيَّا)، ولو أُدغمت النُّون والواو في كلمة صنوان لأصبحت (صِوَّان)، فيَلتبس الأمر بين ما أصله نون مُدغَمة وبين ما أصلُه التضعيف، فتُظهَر للمُحافظة على مَدلول الكلمة ومعناها ولعدم الالتِباس، وألحق بالإظهار المُطلَق موضعان، وهما: ﴿ يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ﴾ [يس: 1، 2]، و﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴾ [القلم: 1]، فلا تُدغم نون (يس) ولا نون (ن) في الواو التي بعدها، بل تظهر؛ مُراعاة لرواية حفص عن عاصم وغيرها، وقيل: مراعاة للانفصال الحُكمي كذلك، فالنون وإن اتَّصلت بما بعدها لفظًا في حالة الوصل، فهي مُنفصلة حكمًا، ف (يس) و(ن) اسم للسورة التي بُدئت على رأي بعض العلماء، ويُسمى إظهارًا مطلقًا؛ لعدم تقيُّده بحلقيٍّ أو شفويٍّ أو قمريٍّ.

فائدة: (طسم) فاتحة سورة الشعراء والقصص فيها حكم الإدغام بغنَّة، وذلك في النون الساكنة التي في حرف سين مع حرف الميم؛ مُراعاةً للاتصال اللفظي وفق ما جاء في رواية حفص عن عاصم.
12) وَالثَّانِإِدْغَامٌبِغَيْرِغُنَّهْ ♦♦♦ "فِياللاَّمِوَالرَّاثُمَّ كَرِّرَنَّهْ"[10]

أي: والقسم الثاني من أقسام الإدغام، الإدغام بغير غُنَّة، ويكون في حرفي اللام والراء، وهما الحَرفان الباقيان مِن كلمة (يَرملون) بعد إخراج حروف الإدغام بغنَّة (ينمو)، وعليه إذا جاء بعد النون الساكنة أو التنوين حرف اللام أو الراء، يكون الحكم الإدغام بغير غنَّة.

ومِن أمثلة الإدغام بغير غنَّة:
الحرف مع النون الساكنة مع التنوين الراء مِن ربهم ثمرةٍ رزقًا اللام مِن لدنه هدًى للمتَّقين

تنبيه: لم يأت الإدغام بغير غنَّة في القرآن الكريم كذلك إلا في كلمتين، ومعنى ذلك أن الإدغام بقسميه بغنَّة وبغير غنَّة لا يكون إلا في كلمتين.

ملاحظة: جاء في القرآن الكريم موضعٌ واحد جاء فيه بعد النون الساكنة حرف الراء، ومع ذلك لم يطبق حكم الإدغام بغير غنَّة، وهذا الموضع في سورة القيامة: ﴿ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ ﴾ [القيامة: 27]، وعلَّة ذلك وجوب السكْت على النون، والسكت يَمنع الإدغام، وللعلم يُعرَّف السكت هنا بأنَّه: قطع الصوت على النُّون مقدارًا مِن الزمن يسيرًا، مقدار حركتين دون تنفُّس مع مُواصَلة القراءة في الحال.

أما معنى "ثم كرِّرنَّه": فقال الشيخ الجمزوري رحمه الله في كتابه "فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال": "أي احكم بتكريرِه مُطلَقًا، لكن إذا شُدِّد يجب إخفاء تكريره".

وقال الشيخ محمد الميهي رحمه الله في كتابه "فتح الملك المتعال في شرح تحفة الأطفال": "أي احكم عليه بأنه حرف تكرير، لكن يجب إخفاء تكريره"، معنى ذلك أن الناظم رحمه الله يشير هنا إلى صفة من صفات حرف الراء، وهي صفة التكرير، وهي ارتعاد رأس اللسان عند النطق بحرف الراء، وهذه الصفة تُعرف لتُجتنَب المُبالَغة فيها.

ويقصد الناظم في قوله: (ثم كرِّرنَّه): أي احكمْ أيها القارئ على حرْف الراء أنه حرْف تَكرير، ولكن أخفِ هذه الصِّفة، وليس المقصود مِن إخفاء التكرير إعدامه بالكليَّة، بل لا بدَّ أن يَرتعِد اللسان ارتعادةً واحدة كي لا يَنحصِر الصوت بين طرف اللسان واللثة، فتكون الراء حرفًا من الحروف الشديدة، مع أنها مِن الحروف البينيَّة.
13) وَالثَّالثُالإِقْلاَبُعِنْدَالْبَاءِ ♦♦♦ مِيمًابِغُنَّةٍمَعَالإِخْفَاءِ

أي: القسم الثالث من أحكام النون الساكنة والتنوين (الإقلاب)، ويكون في حرف واحد، وهو الباء، وعليه: إذا جاءت النون الساكنة أو التنوين قبل حرف الباء، تُقلب النون الساكنة أو التنوين إلى ميمٍ ساكِنة مخفاة بغنَّة، ومن أمثلة الإقلاب: (الأنبياء)، (مِن بعد)، (سميع بصير).

وسبب الإقلاب: سهولة النُّطق بالنُّون الساكنة والتنوين بقلبِهما ميمًا؛ لأنَّ الميمَ تُشارك الباء في المخرَج، والنُّون في الصفات، وكذلك إظهار النون الساكنة أو التنوين عند الباء فيه ثِقَل على اللسان، والأمر كذلك بالنسبة للإدغام والإخفاء، فكان الإقلاب ليُسرِه وسُهولتِه.
14) وَالرَّابِعُالإِخْفَاءُعِنْدَالْفَاضِلِ ♦♦♦ مِنَالحُرُوفِوَاجِبٌلِلْفَاضِلِ

والرابع الإخفاء: أي: القسم الرابع من أحكام النون الساكنة أو التنوين الإخفاءُ.
عند الفاضل مِن الحروف: أي عند ما تبقَّى مِن الحروف بعد إخراج أحرف الإظهار الحلقي، والإدغام، والإقلاب.

واجبٌ للفاضل: أي أداء حكم الإخفاء واجب لمن أصبَحَ فاضلاً بتعلُّم أحكام التجويد، والفضل هنا بمعنى: كمال يَزيد به المتَّصف على غيره.
15) فِيخَمْسَةٍمِنْبَعْدِعَشْرٍرَمْزُهَا ♦♦♦ فِيكِلْمِ[11]هَذَاالبَيْتِقَد ضَّمَّنْتُهَا

في خمسة مِن بعد عشر: أي حروف الإخفاء خمسة عشر حرفًا.
رمزها في كِلْم هذا البيت قد ضمَّنتُها: أي إن الشيخ الجمزوري رحمه الله ضمن وجمع حروف الإخفاء في كلمات البيت السادس عشر مِن التُّحفة؛ حيث إنَّ كل كلمة مِن كلماته تبدأ بحرف من حروف الإخفاء.
16) صِفْذَاثَنَا[12] كَمْجَادَشَخْصٌقَدْسَمَا ♦♦♦ دُمْطَيِّبًازِدْفِيتُقًى[13] ضَعْظَالِمَا[14]

كما أسلفْنا؛ أول حرف مِن كل كلمة من كلمات هذا البيت حرف مِن حروف الإخفاء، وعليه حروف الإخفاء هي: (الصاد والذال والثاء والكاف والجيم والشين والقاف والسين والدال والطاء والزاي والفاء والتاء والضاد والظاء).

ملاحظات:
1 - يُعرف الإخفاء بأنه: النُّطق بالحرف بصفةٍ بين الإظهار والإدغام عاريًا عن التَّشديد مع بقاء الغنَّة، ويتحقَّق إذا جاء بعد حرف النون الساكنة أو التنوين أحد حروف الإخفاء الخمسة عشر المبينة سالفًا، ومِن أمثلة الإخفاء الحقيقي:
الحرف مع النون الساكِنة في كلمة مع النون الساكنة في كلمتين مع التنوين الصاد يَنصركم أن صدُّوكم ريحًا صَرصرًا الذال مُنذر مِن ذكر سراعًا ذلك الثاء مَنثورًا مِن ثمرة جميعًا ثم الكاف يَنكثون مِن كلٍّ عادًا كفَروا الجيم فأنجيناه إن جاءكم قومًا جبارين الحرف مع النون الساكنة في كلمة مع النون الساكنة في كلمتين مع التنوين الشين منشورًا فمَن شاءَ شيءٍ شَهيد القاف يُنقذون وإن قيلَ عليمٌ قدير السين نَنسخ أن سيَكون رجلاً سلَمًا الدال أندادًا ومَن دخَله قِنوانٌ دانيَة الطاء يَنطقون مِن طين صعيدًا طيبًا الزاي أنزَل مِن زوال يومئذٍ زرقًا الفاء انفِروا وإن فاتَكم خالدًا فيها التاء ينتهوا من تحتها جناتٍ تجري الضاد مَنضود إن ضللتُ قومًا ضالِّين الظاء انظروا مِن ظَهير ظلاًّ ظليلاً

2 - يُسمَّى إخفاءً حقيقيًّا؛ لتحقُّق الإخفاء فيه أكثر من غيره، فذات النون الساكنة أو التنوين تكاد تكون معدومة، ولم يبقَ منها إلا الغنَّة.

3 - سبب الإخفاء: أن النون الساكنة والتنوين لم يقرب مخرجهما من مخرَج حروف الإخفاء كقربه من مخرج حروف الإدغام فيدغما، ولم يبعد مخرجهما عن مخرج هذه الأحرف كبعده عن مخرج حروف الإظهار فيظهَرا؛ ولذا كان لهما حكم متوسط بين الإظهار والإدغام، وهو الإخفاء.


[1] الأصل من ناحية اللغة العربية أن تكون (أربعة أحكام) وليس (أربع أحكام)؛ لأن المعدود مذكر، ولكن للضرورة الشعرية حذف الناظم رحمه الله التاء، فهي وفقًا للنظم (أربع أحكام)، قال الشيخ الجمزوري رحمه الله في كتابه فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال: "وحُذِفَت التاءُ من "أربع" للضرورة"، وقال الشيخ محمد الميهي في كتابه فتح الملك المتعال في شرح تحفة الأطفال: "وكان عليه أن يأتي بالتاء في "أربع"؛ لأنَّ المعدودَ مذكَّر، لكن حذفه لأجل الضرورة".

[2] وفي نسخ أخرى: (سِتٍّ) بتنوين الكسر، والأصل كذلك هنا من ناحية اللغة العربية أن تكون "ستة" بالتاء؛ لأنَّ المعدود مذكر، ولكن للضرورة الشعرية حذف الناظم رحمه الله التاء، قال الشَّيخُ عليُّ بن محمد الضَّبَّاعُ في كتابه "منحة ذي الجلال في شرح تحفة الأطفال": "وأصله: ستة، فحُذِفَت التاء لضرورة النظْم".

[3] وفي نسخ أخرى: فلْتُعْرَفِ بالمبني للمجهول.

[4] مهملتان يعني: غير منقوطتان؛ أي: ليس عليهما نقط.

[5] أصلها: والثاني - بالياء - ولكن حُذفت الياء للتخفيف، ومثل ذلك جاء في البيت الثاني عشر والبيت الواحد والعشرين من هذا النظم؛ قال الشيخ محمد الميهي في كتابه: فتح الملك المتعال في شرح تحفة الأطفال: "الثاني بحذف الياء للتخفيف ككلِّ منقوصٍ مرفوعًا أو مجرورًا؛ كقوله تعالى: ﴿ وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ ﴾ [ق: 41]، وقوله أيضًا: ﴿ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ ﴾ [القمر: 6]".

[6] وفي نسخ أخرى: يَرْمُلُون بضم الميم، ومعنى "يرملون": يسرعون، ومنه: الرمل: وهو الإسراع في المشي مع تقارب الخُطى من غير وثب، والرمل مسنون في الأشواط الثلاثة الأولى من طواف العمرة وطواف القدوم للمُفرِد والقارن في الحج، وفي السعي بين الصفا والمروة ما بين العلمين الأخضرين.

[7] وفي نسخ أخرى: يُدْغَمْ.

[8] وفي نسخ أخرى: عُلِمْ.

[9] وفي نسخ أخرى: تُدْغَمْ.

[10] في نسخ أخرى: بدل "في اللام والرا ثم كررنه" وردت عبارة " وَرَمْزُهُ رَلَّ فَأَتْقِنَنَّهْ" أي افهمنه واحفظنه.

[11] في نسخ أخرى: "كَلْمِ" بفتح الكاف.

[12] في نسخ أخرى: "ثَنًا" بالتنوين.

[13] في نسخ أخرى: "تُقَى" بدون تنوين.

[14] معنى هذا البيت: (صف ذا ثنا): أمر من الناظم بوصف شخصٍ صاحب ثناء بما يستحقه من الصفات الحميدة، (كم جاد شخص قد سما): أي كثير من الناس قد جاد وتكرم على غيره فاستحق أن يَسمو ويعلو قدره ويرتفع شأنه، (دُم طيبًا): أي كن طيب الأخلاق دومًا، (زِدْ في تقى): أي تزود من تقوى الله جلَّ وعلا، (ضع ظالمًا): أي لا تعظم الظالم ولا توقره؛ فمِثله لا يستحق التعظيم ولا الإكبار، بل هو جدير بالضعة والاحتقار.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 82.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 80.51 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.28%)]