|
|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
خطورة المعاكسات
خطورة المعاكسات أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي الخطبة الأولى لقد كثرت في هذا الزمان وسائلُ الفساد - ولا حول ولا قوة إلا بالله - ومن هذه الوسائل وسيلة قديمة متجددة، إنها ظاهرة المعاكسات؛ والتي تُعتبر بوابةً للفساد والرذيلة، وهي وسيلة من وسائل دمار الأسر وتضييع مستقبل الشباب والفتيات.. ربما يعتقد البعض أن المعاكسة مرض تخطاه الزمن، ولكن الحقيقة أنه عاد بقوة إلى شوارعنا وبيوتنا وأسواقنا، وانتشر بين كثير من شبابنا وبناتنا، تُروى فيه وقائعٌ تثير العجب، وتدمي القلب، وتستوقف الحريص الغيور، كم من فتاة عُرف عنها ذلك السلوكُ المشين؛ فأَغلقت على نفسها بابَ العفة؛ وربما أثرت على سمعت أهلها. وكم من زوجة وقعت فريسة للمعاكسات فعلم زوجها فطلقها، وضاعت وضاع أولادها معها. وهذا الذئب المعاكس يبتليه الله فقد لا يحسن الظن بأهله وزوجته فيما بعد، فيشك في تصرفاتها ومكالماتها، فيضيع الاستقرار من الأسر وكأنها عقوبة من الله تعالى على تسلطه على أعراض المؤمنين. إن ظاهرةَ المعاكساتِ والمحادثاتِ المحرمة وما تجره من أمور أخرى هي طريق للتيه والضياع في سراديب ظلمة الهوى والفساد وطريق العذاب في الدنيا والآخرة. إخوة الإيمان، لقد تعددت طرق المعاكسات وتفنن فيها أصحابها، بالأقوال والأفعال، اتصالات هاتفية عشوائية، ونشرُ وتبادلُ أرقام، أو بعلاقات في سراديب الشبكة العالمية (الانترنت). إن البعض من الشباب والفتيات يظنون أن هذه العلاقة من الممكن أن تكون للتسلية ولا خطر منها، بل إن بعضهم يعتقد أن هذه العلاقة قد تنتهي بزواج سعيد، ولكن الواقع بخلاف ذلك، فهذه العلاقات المحرمة إنما هي خطوة من خطوات الشيطان؛ التي تجر إلى غيرها من الخطوات؛ والتي قد تنتهي بالعار وذهاب العفة والتعلق بالحرام واللهث وراء سراب من الأحلام والأوهام، بل إن كثيرًا من أهل هذه العلاقات ممن كتب لهم أن يتزوجوا ربما أنهم يعيشون حياة غير مستقرة؛ حياةً تملؤها الشكوك وسوء الظن. إخوة الإيمان، إن هذه الظاهرة تستوجب منا وقفة جادة، للنظر في أسباب وقوعها، وسبل الوقاية منها، حتى نكون على يقظة؛ ونحفظ أنفسَنا وبيوتَنا وشبابَنا وبناتِنا؛ بإذن الله. وسنقف مع أسباب ثمانية؛ هي أهمها؛ أولها: الفراغ؛ حتى أصبحت كثيرٌ من أوقات شبابنا وبناتنا ضائعةً، فلما لم تجد ما يشغلها في الصالح المفيد شُغلت بالضار. فينبغي على الآباء والمصلحين الاعتناء بشَغْل هذه الأوقات بما يفيد دينا أو دنيا. إن الشباب والفراغ والجدة *** مفسدة للمرء أي مفسدة وثاني هذه الأسباب ضعف الإيمان: لأن الإيمان يحمى صاحبه من سفاسف الأمور، ويرتقي بصاحبه إلى معالي الأمور، لذلك يجب أن نهتم بجانب التدين لدى أبنائنا وبناتنا؛ نربطهم بالله ونذكرهم به، نربطهم بهذه الصلوات التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، نربطهم بالقرآن، ونشجعهم على فعل الخيرات، ونبغضهم في المنكرات، ونجلب لهم في البيوت ما يعين على تربيتهم على ما يرضي الله، ونحذر من الوسائل التي تؤدي إلى إضعاف الدين والإيمان. ولنعلم بأن الإيمان سبب السعادة الحقيقية؛ وأن أهل المعاكسات والعلاقات المحرمة يبحثون عن السعادة لكنهم ضلوا طريقها، ولنعلم أن الإيمان يُوجِدُ الرقابةَ الذاتية؛ والخوفَ من الله؛ والإحساسَ بمعية الله وقربه ومراقبته واطلاعه على السر وأخفى. ﴿ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ﴾ [الزخرف:80]. نفعني الله وإياكم.... أقول ما سمعتم وأستغفر الله.... الخطبة الثانية وثالث أسباب ظاهرة المعاكسات والعلاقات المحرمة رفقة السوء: فكم قادت هذه الرفقة إلى بلاء وعناء، إذ صديق السوء لا يأتي من ورائه إلا الشر، فالطباع سراقة، والمرء على دين خليله.. كم من صديق زين لصديقه معاكسة الفتيات، وكم من صاحبة أوقعت صاحبتها في مصيدة معاكسة الشباب؛ درستها وأعانتها؛ حتى وقعت في براثن الذئاب البشرية. فالواجب علينا أن نَحذر ونُحذر من الرفقة السيئة. ورابع هذه الأسباب الانترنت ووسائل الإعلام؛ فما يُعرض في أكثر الفضائيات وكذلك مواقع الانترنت وبعض طرق التواصل فيها مع الآخرين وسوء استخدامها، ففيها دعوات فاضحة ومكشوفة لنـزع الحياء وإشاعة الفحشاء، وتهييج للعواطف، وتأجيج للغرائز، وإثارة للشهوات.. فإطلاق النظر في هذه القنوات أو الاستخدامات السيئة في الإنترنت كل ذلك من أعظم دواعي الفتنة، وإثارة الشهوة، ومما يهيج النفس ويهيؤها للبحث عن علاقات محرمة؛ ويجعل في النفس جموحًا لتقبل دعوات الفساق، فكف البصر عن النظر إلى الحرام غلق لأعظم أبواب الفتنة والفساد. وخامس هذه الأسباب تعقيد الزواج وتأخيره وسهولة الحرام وتيسُّره؛ فإن الباعث الأكبر على تلك العلاقات المحرمة إنما هو الشهوة والفراغ، وفي الزواج المبكر حفظ للشباب والبنات، فيجدوا المنفذ الحلال للعواطف والشهوة، قال صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغضن للبصر وأحصن للفرج.." وقال صلى الله عليه وسلم إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) فواجب الأولياء العون في ذلك. وسادس هذه الأسباب تبرج النساء وغياب المحرم الغيور: إن خروج البنت متزينة ومتعطرة متكسرة، وربما حتى عباءتها وغطاء وجهها فتنة، وربما تكون بغير رفقة رجل يكون هيبة بجوارها، إن هذا كله من أسباب وجود هذه المعاكسات والانحرافات. فالواجب تقوى الله فيهن، وصدق من قال: إن الرجال الناظرين إلى النسا مثل الكلاب تطوف باللحمانِ إن لم تصن تلك اللحومَ أسودُها ذهبت بلا عوض ولا أثمانِ وسابع هذه الأسباب كثرة الهواتف وضعفُ الرقابة، قالت إحداهنَّ يومًا: ( أبي وأمي هما السبب؛ فثقتهما الزائدة بي فتحت لي الباب للمعاكسات والمغازلات؛ والخروج دون علمهما، لا يعرفان ما أصنع؛ وقد كدت أهلك مرات ومرات؛ وهما في البيت لا يعرفان عني شيئًا). ونحن لا نقول للأولياء أن يتعاملوا بمبدأ الشك، وإنما يكونوا على يقظة؛ ومعرفة بأسباب هذه الظاهرة؛ ومعرفة بمخاطر هذه التقنيات وضوابطها، وترك الثقة الزائدة. وثامن هذه الأسباب عدم القرب من الأبناء والبنات وصحبتهم، ومحاورتهم وإعطائهم حقهم من العواطف الحسنة، فإن كثيرا ممن يقعون في شراك هذه الظاهرة، يشتكون من عدم وجود المشاعر الطيبة من الوالدين لهم، وبعدهم عنهم وعن مشاركتهم في حياتهم وهمومهم وتوجيههم وتسليتهم. وأختم بهمسة في أذن المعاكس: اعلم أخي هدانا الله وإياك أن أشد الأذى أذى العرض، وإذا كنت لا ترضى أن يؤذيك أحد في أمك أو أختك أو ابنتك أو زوجتك، فكذلك كل الناس لا يرضى ذلك لأهله. وإذا وجد أن بنتا أو امرأة ابتدأتك في هذه المعاكسات؛ فاتق الله، واعمل بما تراه واجبا؛ كما لو أن قريبة لك ابتدأت هي الأخرى بمعاكسة آخر، فكما تنتظر أن يتصرف هذا الآخر من الإعراض عنها وتخويفها بالله فكن كذلك، واعتبر أن بنات المسلمين كأخواتك الشقيقات، فلتكن غيورا عليهم؛ لا أن تفرح بانحرافٍ من إحداهن. اللهم أغننا بحلالك عن حرامك... اللهم احفظنا وأبنائنا وبناتنا وأهلينا من الفتن ما ظهر منها وما بطن...
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |