|
|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أبجدية العيش من أجل الآخرين (1)
أبجدية العيش من أجل الآخرين (1) علياء فلمبان عندما نعيش لذاتنا فحسب؛ تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة، تبدأ من حيث بدأنا نعي، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود. أما عندما نعيش لغيرنا؛ فإن الحياة تبدو طويلة عميقة، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية، وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض. إننا نربح أضعاف عمرنا الفردي في هذه الحالة، نربحها حقيقة لا وهما؛ فليست الحياة بعدّ السنين، ولكنها بعداد المشاعر. (سيد قطب). قليلون هم.. أولئك الذين يعيشون لغيرهم، لأوطانهم، لدينهم، نصرة ودعوة. كانت (هديل)من هذه القلة؛ حيث أضحت قنديلاً يحرق الزيت لينير للبشر دروب الخير.. امتهنت مهنة تعليم كتاب الله في دور التحفيظ التي انتشرت بفضل الله، منذ الثامنة عشرة من عمرها وهي لعمري أشرف مهنة يمتهنها المسلم. (هديل) تمتلك موهبة غريبة بعض الشيء وهي: محاولة التعرف على جميع الناس.. أو بمعنى أصح هي تملك موهبة جذب الناس- الكبار والصغار- فإذا ما تمكنت منهم بأسلوب يقطر ذوقاً وأدباً قامت بإسداء النصح لهم، وكثيراً ما أراها جذلة وقد حام الأطفال حولها يحدثنها بأحاديثهن البريئة، ومغامراتهن الشيقة، ومن ثم تقوم بتوجيههن إلى الصواب بعد امتلاكها لقلوبهن الصغيرة. هديل الحكيم، عشرون عاماً، جامعية في المرحلة الأولى، قسم الدراسات الإسلامية في الجامعة الأمريكية المفتوحة، تدير إحدى حلقات التحفيظ منذ الثامنة عشرة من عمرها.. لها أنشطة متنوعة في مجال الدعوة من نشرات ومسابقات وأفكار هادفة للأنشطة الإسلامية.. وأطباق خيرية.. ولها خبرة في التعامل مع الصغار وتشجيعهن نحو الخير بطرق فعالة مثمرة. بين أروقة الحياة قابلت (هديل) ووجهها الطفولي البريء يطل كما الربيع؛ مشغولة دائم بدراستها في أوقات الدراسة وببرامجها وأنشطتها في أوقات الإجازة.. قابلتها على ضفاف الحياة فكان هذا اللقاء... * حدثينا يا أخت هديل عن بدايتك في تحفيظ كتاب الله رغم حداثة سنك، وحصولك للقب (معلمة)في حين أنك لم تكملي الثامنة عشرة من عمرك؟ بفضل الله ثم بفضل والدايّ التحقت في إحدى الإجازات بإحدى دور تحفيظ القران الكريم كطالبة وحفظت بها 7أجزاء تقريباً مع دراسة ثلاثة مستويات من أحكام التجويد، تفوقت في هذه الدار بفضل الله ثم بفضل معلماتي اللاتي كن دائماً يدفعنني برفق إلى الأمام، عشت في تلك الدار أياما مخملية جميلة مع أخوة في الله تسمو فوق القشور الطافحة؛ فقد تعلمت معهن ومنهن الكثير. ومن هنا يتسنى لي المقام بأن أوجه دعوة لجميع الفتيات بالالتحاق بركب هذه الدور المباركة مع بداية الإجازة الصيفية، وإياكن أخواتي من التسويف، بل ابدأن من الآن.. واتخذن أعظم قرار ألا وهو حفظ كتاب الله أولاً، ثم المشاركة في الأنشطة الدعوية التي تقيمها هذه الدور ثانياً. البدار البدار أخواتي فإن في هذه الدور يكمن الخير العظيم. ثم تسنى لي في منطقة أخرى الالتحاق بإحدى الدور البعيدة التي انتظمت فيها. وعندما لمس المسئول من خلال المعلمات كفاءتي ومحبة أطفال الدار لي، وتعلقهم الشديد بي اختارني لإمساك حضانة الأطفال؛ وكان سني آنذاك 18 سنة؛ قررت في ذاتي تحفيظ هؤلاء الصغار ما تيسر من القرآن فقمت كفكرة أولية بإحضار شريط كاسيت فارغ وسجلت به من كلا الوجهين سورة الإخلاص مكررة، ثم أقوم بتشغيله لهم وهم يلعبون، أو حتى وهم يريدون النوم. استفاد الأطفال من ذلك كثيراً، وبفضل من الله أثبت كفاءتي وجدارتي وبالتالي رشحني المسئول كمعلمة للمرحلة الابتدائية. ومن ثم انطلقت من رحم هذه التجربة؛ حيث قمت بتدريس جميع المراحل و(ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء). كنت أحاول احتوائهن وجعلهن يطمئنون إلي حيث كنت أعاملهم بلطف، فكنت في أول الأيام أحاول حين ننتهي مبكراً من تسميع القسط المطلوب وقراءة الجديد أن أجعلهن يتحدثن بالدور وأنصت إليهن باهتمام، وهذا يعجبهن كثيراً حيث يخرجنّ مكنونات قلوبهن فالصغار عموماً يحتاجون لمن يستمع لهم من الكبار ويرعيهم اهتمامه. * وكيف كانت ردة الفعل بالنسبة لأسلوب تعاملك معهن أو ما هي ثمرات هذا اللطف والاحتواء لهؤلاء الأطفال؟ كثيراً ما كانوا يثقون بي ويخرجون لي أسراراً خاصة بهم، من عقد نفسية لديهم أو تصرفات خاطئة يندمون على فعلها، ثم بعد أن أكون قد اكتسبت قلوبهن الرقيقة أقوم بالتوجيه وتصحيح المفاهيم. فمرة يحدثونني حول قصات الشعر؛ فيذكرن لي قصات معلماتهن في مدارسهن(فالله الله يا معلمات كن قدوات لمن تحت أيديكن)..ومرة يتبادلن معي الحديث حول البنطال وأخطاء اللباس وهكذا.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |