|
|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
المقارنة الظالمة!
المقارنة الظالمة! علي بن محمد الحريصي نقرأ في سير أعلام الأمة: "تتلمذ وهو في السابعة، ودرس القرآن وتفسيره وتجويده وأتمَّه وهو ابن العاشرة، ودرَس الحديث وحفظه وهو ابن الثلاثة عشر ربيعًا"، ولن نتطرَّق لـ"متى ألَّف أول كتاب؟"، وبلا شك هذا مبعَث فخر وإثبات للإنسان بصحة هذا الدِّين الحنيف، وسمو روح تعاليمه التي دفعت أبناءه عبر تاريخ الأمة لتقديم هذا الإرث، قبل بداية العصر الحديث وتحول زمام الريادة العلمية للغرب. السرد العجيب والمُذهِل خصوصًا في ظل المقارنة الظالمة لقدراتهم، وضعف مساعدات ومُعدات التعليم والعمل بنا في وقتنا الحالي؛ فلا مقارنة بين عصرهم وعَصرِنا، وسنُقرُّ بأننا أمامهم لا شيء. يا تُرى ما هو السرُّ، وأين يكمن؟ هل هي قوَّتهم؟ نحن الأقوى بالمادة والأدوات! هل هي تركيبة العقل والجسد؟ مستحيل! وتَكثُر الأسئلة ويَسأل الطفل عندما يقرأ معلومة بالمدرسة، ويحتار الكبير في إيجاد الإجابة المقنعة لعقله، فينشأ مُشتَّتًا لغدٍ عَقيم، هو ابنٌ لأمسِه الحائر. ولا أظننا سنُقر بالإجابة ولو أدركْناها؛ لأن وقْعها مرٌّ على النفس مؤلم، فالتجاهل يكون أفضل، وكما قال سيدنا عمر - رضي الله عنه -: "أميتوا الباطل بالسكوت عنه"، هنا سنُميت الحقيقة بالسكوت عنها، وسنعمل بنقيض القاعدة التي لو اعترفْنا بها أفرادًا وجماعات، وركَّزْنا جهدنا عليها، لكان الله معنا. عندما تجفُّ العقول، تَغيب الفكرة، وإن غابت، يكون الإنسان مُنقادًا لما حوله، مُنتظرًا لما يَجود به عليه الآخَرون؛ لكي يعيش فقط على مستوى الفرد والجماعة، وهذا ما ينافي غاية هذا الدِّين ونتائجه في الماضي. نحتاج إلى زمن طويل تُطوى فيه أجسادٌ، وتَندثر فيه آثار العقول المُجدِبة، والأخرى التي أعانها الله على مُصارَعة العشْق والحبِّ والغراميات؛ لتتهيأ للأمة بيئةٌ صحية لأجيال جديدة، تبحث وتُفكِّر وتتأمل في هذه الحياة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |