|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كم هي حلوة! محمد حسام الدين الخطيب قلت مُقرِّظًا اللغة العربية التي عِشتُ معها أَغلبَ سِنِي حياتي: أَحْبَبْتُهَا.. رَبَّاهُ.. كَمْ هِيَ حُلْوَةٌ ![]() أَوَّاهُ.. كَمْ أَهْوَى لَذِيذَ جَنَاهَا ![]() كَمْ صَارَ يَأْسِرُنِي لَطِيفُ جَمَالِهَا ![]() أَنَّى اتَّجَهْتُ وَجَدْتُنِي أَهْوَاهَا ![]() كَمْ بِتُّ لَيْلِيَ سَاهِرًا أَحْكِي لَهَا ![]() شَوْقِيْ؛ وَتُصْغِيْ؛ يَا لَسِحْرِ صَغَاهَا ![]() حَرَكَاتُهَا.. سَكَنَاتُهَا.. كَلِمَاتُهَا.. ![]() سِحْرٌ حَلَالٌ جَلَّ مَنْ أَعْطَاهَا ![]() أَحْبَبْتُهَا.. حُبَّ الفَطِيم لِأُمِّهِ ![]() رَبَّاهُ بَارِكْهَا وَزِدْ نُعْمَاهَا ![]() شَرُفَتْ وَعَزَّ نَظِيرُهَا فَكَأَنَّمَا ![]() وُلِدَتْ بِلَا أُمٍّ؛ وَذَاكَ كَفَاهَا ![]() عَاشَتْ مَعَ الأَيَّامِ سَالِفَ دَهْرِهَا ![]() مُنْذُ القَدِيمِ وَعَاصَرَتْ أُولَاهَا ![]() وُلِدَتْ وآدَمُ تِرْبُهَا[2] حَتَّى إِذَا ![]() بَلَغَ الكَلَامَ سَعَى إِلَى لُقْيَاهَا ![]() فَتَأَذَّنَ الرَّحْمظ°نُ أَنْ يَتَآلَفَا ![]() حَتَّى المَمَاتِ.. وَرَبُّهُا أَحْيَاهَا ![]() وَتَوَارَثَ الأَبْنَاءُ إِرْثَ أَبِيهِمُ ![]() مِنْ بَعْدِهِ وَتَجَاذَبُوا مَعْنَاهَا ![]()
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() حَتَّى إِذَا مَرَّ الزَّمَانُ كَعَهْدِهِ ![]() نَطَقَ الحَسُودُ وَجَاءَ كَيْ يَنْعَاهَا ![]() قَالَ: ادْفِنُوهَا رِمَّةً[3] شَاخَتْ وَشَا ![]() خَ مَعَ الزَّمَانِ حَدِيثُهَا وصِبَاهَا ![]() وَتَكَاثَرَ الحُسَّادُ كُلٌّ يَدَّعِي ![]() قُبْحَ الجَمِيلَةِ كَارِهًا مَرْآهَا ![]() فَتَنَبَّهَ الأَبْنَاءُ وَانْتَصَرُوا لَهَا ![]() وَتَعَاضَدُوا رَدًّا لِكَيْدِ عِدَاهَا ![]() لَا.. لَا نُصَدِّقُ زَيْفَكُمْ؛ بَلْ حِقْدَكُمْ ![]() وَالحِقْدُ إِنْ غَطَّى العُيُونَ عَمَاهَا[4] ![]() إِنَّ الجَمِيلَةَ نَجْمَةٌ فِي لَيْلِكُمْ ![]() وَالعَتْمُ يُذْكِي نُورَهَا وَسَنَاهَا ![]() لَا تَنْبَحُوهَا؛ قَدْ سَمَتْ وَتَرَفَّعَتْ ![]() وَنُبَاحُكُمْ يُدْنِي لَكُمْ أَشْبَاهَا ![]() إِنَّ الجَمِيلَةَ غَرْسَةٌ فِي أَرْضِنَا ![]() وَجُذُورُهَا مِنْ أَرْضِنَا سُقْيَاهَا ![]() لَا.. لَنْ تَشِيخَ وَلَنْ تَمُوتَ وَكُلُّنَا ![]() إِنْ جَدَّ جِدٌّ مَيِّتُونَ فِدَاهَا ![]() فَتَصَامَتَ الحُسَّادُ لَمَّا أَنْ رَأَوْا ![]() أَبْنَاءَهَا حَرَسًا لِسُورِ حِمَاهَا ![]()
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() لكنَّهُمْ ذُهِلُوا وُهُمْ فِي غَفْلَةٍ ![]() عَمَّا يُدَبِّرُ قَادِرًا مَوْلَاهَا[5] ![]() مَا رَاعَهُمْ إِلَّا وَنُورٌ بَاهِرٌ ![]() شَقَّ الظَّلَامَ وَكَمَّمَ الأَفْوَاهَا ![]() نُورٌ أَضَاءَ مِنَ الجَمِيلَةِ كُلَّها ![]() وَأَزَالَ عَنْهَا الرَّانَ[6]؛ بَلْ جَلَّاهَا ![]() فَبَدَتْ كَأَنَّ الأَمْسَ أَوَّلُ عُمْرِهَا ![]() وَكَأَنَّ آدَمَ مَا يَزَالُ فَتَاهَا ![]() نُورٌ هُوَ القُرْآنُ جَلَّ مُشِعُّهُ ![]() عَمَّ البَرِيَّةَ أَرْضَهَا وَسَمَاهَا ![]() نُورٌ يَقُولُ: أَنَا الكِتَابُ وَهظ°ذِهِ ![]() سَمْرَاؤُكُمْ لُغَتِي وَلَنْ أَنْسَاهَا ![]() سَأَظَلُّ أَكْلَؤُهَا، وَبَيْنَ جَوَانِحِي ![]() سَتَعِيشُ بَاقِيَ عُمْرِهَا أَرْعَاهَا ![]() وَاللهُ يَحْفَظُنَا كِلَيْنَا دَائِمًا ![]() وَعْدٌ؛ وَوَعْدُ اللهِ أَكْبَرُ جَاهَا[7] ![]() فَتَضَاءَلَ الحُسَّادُ؛ بَلْ وَتَقَزَّمُوا ![]() هظ°ذِي الجَمِيلَةُ لَا يُرَامُ خِبَاهَا ![]() وَتَشَاوَرُوا؛ وَتَحَاوَرُوا؛ وَتَذَاكَرُوا ![]() وَالمَكْرُ يَخْطِرُ بَيْنَهُمْ تَيَّاهَا ![]()
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() قَالُوا: اجْتَهِدْ. قَالَ: اجْتَهَدْتُ فَأَنْصِتُوا ![]() لَا؛ لَنْ تَفُوزَ نُفُوسُكُمْ بِمُنَاهَا ![]() مَا دَامَ هظ°ذَا النُّورُ يَسْطَعُ بَيْنَهُمْ ![]() بَيْنَ الذين يُبَارِكُونَ خُطَاهَا ![]() فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ مَحْوَهُ مِنْ أَرْضِهِمْ ![]() ذَلُّوا وَذَلَّ جَمِيعُ مَنْ وَالَاهَا ![]() وَبِذُلِّهِمْ سَتَمُوتُ أُمُّ لُغَاتِهِم ![]() وَسَتَدْفِنُونَ رُفَاتَهَا وَصَدَاهَا[8] ![]() وَاسْتَمْرَأَ الحُسَّادُ خُطَّةَ مَكْرِهِمْ ![]() وَسَعَوْا حَثِيثًا كُلُّهُمْ يَرْضَاهَا ![]() لظ°كِنَّ هذا النُّورَ أَمْرٌ مُعْجِزٌ ![]() جَلَّى خَفَايَا مَكْرِهِمْ وَمَحَاهَا ![]() وَانْحَازَ لِلْفُصْحَى وَصَاحَ بِأَهْلِهَا ![]() هُبُّوا إِلَيْهَا رَافِعِينَ لِوَاهَا ![]() فَتَصَايَحَ الأَبْنَاءُ مِنْ أَقْطَارِهِمْ ![]() شَرْقًا وَغَرْبًا مُعْلِنِينَ عُلَاهَا ![]() هِيَ فَخْرُنَا؛ هِيَ جَمْعُنَا؛ هِيَ أُمُّنَا ![]() نَسْعَى جَمِيعًا طَالِبِينَ رِضَاهَا ![]() اللهُ فَضَّلَهَا وَأَوْجَبَ بِرَّهَا ![]() أَفَلَا نُلَبِّي طَائِعِينَ اللهَ ![]() [1] القصيدة مؤلفة من 41 بيتًا من البحر الكامل. ويَدخل تفعيلتَه (مُتَفَاعِلُنْ) من الزِّحافات (الجوازات) زِحاف الإضمار فتصبح: (مُتْفَاعِلُنْ؛ وتشبه مُسْتَفْعِلُنْ)، وزِحاف القطع فتصبح: (مُتَفَاعِلْ)، وقد يجتمعان في تفعيلة واحدة فتصبح: (مُتْفَاعِلْ). [2] التِّرْب: المماثل في السِّن. [3] الرِّمَّةُ: العظام البالية. [4] عَمَاه: صيَّره أعمى. [5] مولاها: هو الله سبحانه وتعالى. [6] الرَّان: الصَّدَأ. [7] الجَاه: المنزلة الرفيعة - والوعد هنا ما جاء في الآية الكريمة: ï´؟ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ï´¾ [الحجر: 9]. [8] الصدى: هو - كما في أساطير الجاهلية - هامة القتيل الذي لم يؤخذ بثأره؛ تخرج من القبر وما تزال تصيح حتى يؤخذ بثأره.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |