تأملات في حديث قاتل المائة نفس - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4416 - عددالزوار : 852404 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3947 - عددالزوار : 387709 )           »          هل لليهود تراث عريق في القدس وفلسطين؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 1051 )           »          أوليــاء اللــه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          المشكلات النفسية عند الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          هل المديرون بحاجة للحب؟هل تحب وظيفتك ومكان عملك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          وأنت راكع وساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          لماذا تصاب المرأة بالقولون العصبي بــعد الــزواج؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          لطائف تأخير إجابة الدعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-10-2020, 10:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي تأملات في حديث قاتل المائة نفس

تأملات في حديث قاتل المائة نفس


ناصر محمد أبو سعدة







عن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدْرِي - رضي الله عنه - أنَّ نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كان فيمن كان قبلكم رجل قَتَلَ تِسْعةً وتِسْعين نفسًا، فسأَل عن أَعلمِ أهلِ الأرضِ فدُلَّ على راهِبٍ، فأتاه، فقال: إنه قَتَل تِسعةً وتسعِينَ نَفْسًا، فَهلْ له مِنْ توْبَةٍ؟ فقال: لا، فقتلَهُ فكمَّلَ بِهِ مائةً، ثمَّ سأل عن أعلم أهلِ الأرضِ، فدُلَّ على رجلٍ عالمٍ، فقال: إنه قتل مائةَ نفسٍ، فهل له من تَوْبة؟ فقالَ: نعم، ومنْ يحُول بيْنه وبيْنَ التوْبة؟ انْطَلِقْ إِلَى أرض كذا وكذا؛ فإن بها أُناسًا يعْبدون الله تعالى فاعْبُدِ الله معهم، ولا ترجعْ إِلى أَرْضِكَ؛ فإِنها أرضُ سُوءٍ، فانطَلَق حتَّى إِذا نَصَف الطَّريقُ، أَتَاهُ الموتُ فاختَصمتْ فيه مَلائكة الرَّحْمة وملائكةُ العَذابِ، فقالتْ ملائكةُ الرَّحْمة: جاء تائِبًا مُقْبلاً بِقلبه إلى اللَّه تعالى، وقالَتْ ملائكة العذاب: إنه لمْ يَعْمل خيرًا قطُّ، فأَتَاهُمْ مَلكٌ في صورة آدمي، فجعلوه بينهم؛ أَي: حَكمًا، فقال: قيسوا ما بينَ الأَرْضَينِ، فإِلَى أَيَّتِهما كَان أَدْنى فهْو لَهُ، فقاسُوا فوَجَدُوه أَدْنى إِلَى الأرض التي أَرَادَ فَقبَضَتْهُ مَلائكَةُ الرحمة))؛ متفقٌ عليه.


وفي روايةٍ في الصحيح: ((فكان إلى القرية الصَّالحَةِ أقربَ بِشِبْرٍ، فجُعِل مِنْ أَهْلِها)) وفي رِواية في الصحيح: ((فأَوْحَى اللَّهُ تعالَى إلى هذه أن تباعَدِي، وإلى هذه أَن تَقرَّبِي، وقَال: قِيسُوا مَا بيْنهمَا، فَوَجدُوه إِلَى هَذِهِ أقربَ بِشِبْرٍ فَغُفِرَ له))، وفي روايةٍ: ((فنأَى بِصَدْرِهِ نحوها)).


في النفس حاجة كحاجة الجسد للطعام والشراب والكساء والهواء، إن لم تُسَدَّ هذه الحاجة تَظَلَّ النفس في تيهٍ وعذاب وشتات، هذه الحاجة هي العبودية لله، الذى خلق هذه النفس.

كلما قَرُبت هذه النفس من خالقها، كانت هادئة مطمئنة، وإن كانت تعاني وتكِدُّ وتكدح، وكلما بعدت عن بارئها، كانت في ضنك وضيق، وإن كانت تنعم بأعظم النعم الدنيوية.

انظر إلى قاتل المائة نفس، قتل تسعة وتسعين نفسًا، كانت عائقًا أمامه عن دنيا يصيبها، ثم أتمهم مائة بمن كان عائقًا أمامه عن التوبة، عن الطريق إلى الله.

لقد تاه وضل، إنه يبحث عن الطريق، أو مَنْ يَدُلُّه على الطريق، لقد أراد أن يُغَيِّر حياته، وسعى إلى ذلك بِجِد، حتى عثر على من يدلُّه على الطريق، وسلك الطريق إلى الله.

سقط قبل أن يصل، لكنه سلك الدرب عازمًا على المضي حتى نهايته.

انظر إلى النفس البشرية في أحلك صورها، لا تعدم الخير كليًّا، هناك بصيص من نور في الأعماق، فقط يريد أن تُزَالَ عنه الحُجُبُ، هناك عقل، فقط يريد أن يُخلَّى بينه وبين النفس بلا عوائِقَ أو حُجُب، فتظهر له الحقائق.

لحظات قصيرة من القرب من الله والاتجاه إليه، رجحت بحياة طويلة عريضة في التيه والضلال، وكأني أمام حديث: ((يؤتى بأبأس أهل الأرض في الدنيا من أهل الجنة، فَيُغْمَس في الجنة غمسة واحدة، فيقال له: هل رأيْتَ بؤسًا قط، هل ذقْتَ بؤسًا قَطُّ؟ فيقول: لا، والله، ما ذقْتُ بؤسًا قط)).

غمسة واحدة في الجنة أنْسَتْه كل ما مر به من بؤس وعذاب، كذلك غمسة واحدة في واحة الإيمان تُطَهِّر العبد من كل ما عَلِق به من ذنوب وآثام.

غمسة واحدة في نهر العبودية لله تُذهِب كلَّ الأدران، سبحان ربي العظيم!

كم هي واسعة رحمةُ رب العالمين!

انظر إلى هذا العبد، إنه لم يَغْتَب مائة نفس، بل قتل مائة نفس، وإنه عمل شنيع، ومن أكبر الكبائر، ولكنه لم يُخْرِجْه من رحمة أرحم الراحمين.

وَلْنتأمَّلِ الكلماتِ في الحديث "فسأل - فَدُلَّ - فقتله - فانطلق - فنأى" كلها توحي بالسرعة والعَجَلة، هو قَلِقٌ حائر، يريد أن يهدأ ويرتاح، ولا راحة إلا بالعبودية لله، ولا راحة إلا في طاعة الله.

ونتأمل أمرًا آخر في غاية الأهمية، إنه رغم العجلة والسرعة فإنه مات في منتصف الطريق، فماذا لو لم يعجل؟ ماذا لو تراخى وأجَّلَ؟ ربما أدركه الموت قبل أن يتوب، فتنقلب النهاية.

ويستفيد الداعية من هذا الحديث الجليل:
التحصُّن بالعلم: ((من سلك طريقًا يطلب فيه علمًا سَلَك به طريقًا من طرق الجنة)).

أن يكون بصيرًا بالواقع: كما كان العالِمُ بصيرًا بواقعه، عالِمًا بحال أهل هذه القرية.

أن يترفق بالناس: ويكون مفتاحًا للخير، مِغلاقًا للشر، وأن يبث الأمل في النفوس.

ألا يَيْئس من الناس ويَمَل: بل يحاول الدعوة مراتٍ ومراتٍ، حتى تنفتح مغاليق القلوب، فالنفس لا تعدم الخير كليًّا، فقط تحتاج المفتاح المناسب إن أراد الله لها الهداية.

ألا ينعزل الداعية عن الناس: "لَأَنْ تُخالطَ الناس، وتصبر على أذاهم خيرٌ من ألاَّ تخالِطَهم، وألا تَصْبِرَ على أذاهم".


وعلى من تلبَّس بشيء من الذنوب:
ألا يَيْئَس من رحمة الله التي وسعت كل شيء.

أن يبادر بالتوبة، ويسرع إلى ذلك قدْرَ وُسْعِه وطاقته، ولا يُسَوِّف ولا يُؤَجِّل "سارعوا، سابقوا".

أن يبتعد عن كل رذيلة، فينأى بعقله عن الأفكار المُعْوَجَّة، وينأى بقلبه عن الشبهات المبثوثة، وينأى بجوارحه عن الشهوات المحرمة.

ألا ينخدع في الناس، ويستفرغ وسعه في التعلم من أهل العلم الْمُحَقِّقين.

أن يُتْبِعَ السيئة الحسنة تمحوها؛ إن الحسنات يُذهِبْنَ السيئات.

البعد عن أهل الضلال والزَّيغ والبدع والأهواء، ومصاحَبة أهل العلم والفضل.


وحال المؤمن لا ينفكُّ أبدًا عن منزلة التوبة، فهي مصاحِبة له دائمًا، ويطلبها في هفواته، في تقصيره، في غفلته، حتى في طاعته.

وبالتوبة ينتقل العبد من حال إلى حال، من الذنب إلى الطاعة، ومن الجهل إلى العلم، ومن الكسل إلى النشاط، ومن العجز إلى الهِمَّة، ومن الغفلة إلى اليقظة، ومن الجزع إلى اليقين، ومن التفكير الأعوج، إلى التفكير المستقيم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.07 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]