|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
زوجي بخيل، فما العمل؟
زوجي بخيل، فما العمل؟ أ. أسماء حما السؤال ♦ ملخص السؤال: سيدة متزوجة ولديها أولاد، وزوجها بخيل جدًّا عليها وعلى الأولاد، وفي المقابل ينفق الكثير على احتياجاته الخاصة غير المهمة، ويضيع ماله، وتسأل: ماذا تفعل معه وهو مقصر في حقوق الأولاد وحقوقها؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا متزوِّجة منذ أكثر مِن عشر سنوات، تعرَّضتُ خلالها لأسوأ أنواع المعاملة مِن زوجي، إلى أن اعتَدتُ على ذلك! لكن المشكلة التي ما زالتْ قائمةً هي مسألة البُخل الشديد، فهو يتمنَّى ألاَّ يُنفقَ ريالًا واحدًا! مع العلم أن راتبه جيد، وليستْ لديه التزاماتٌ إلَّا أنا وأولادي. لا يحضر لنا أشياءنا إلا بعد مُشاجرات ومشكلاتٍ طويلةٍ، وإذا أحضرها وغضب مِن أحدنا أخذَها منه! يُنفق كثيرًا على أموره الخاصة، وكثيرًا ما ألقيتُ بأشياءَ باهظةِ الثمن لا يُريدها! ليس لي مصروفٌ خاصٌّ، ولا يعطي أحدنا عيديَّة في العيد، ولا يُخرجنا لأي نوعٍ مِن الرفاهية! لا يقبل النصيحة مِن أحَدٍ، ولا يقبل تدخُّل أي أحد، يراني دون مُستواه؛ فلا يعيرني اهتمامًا، وأظنه يُعاني عقدة نقصٍ بسبب أصلِه، ويعاني من شكله الخارجي؛ لهذا يحب أن يكونَ مسيطرًا بامتلاكه المالَ وتصرُّفه المطلق. يرفض أن أعمل، ويرى أنني إذا امتلكتُ المال فسأتكبر عليه، ويعلم الله أنني لا يُمكن أن أفعلَ ذلك، هذه النظرة ليستْ لي فقط، بل يرى أن الجميعَ يتكبَّر عليه، لا يُفَكِّر إلَّا في نفسِه فقط، أما أنا وأولاده فلا! أخبروني ما الحل؟! الجواب أختي الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أهلاً ومرحبًا بكِ في شبكة الألوكة، ونشكر لكِ ثقتكِ بنا، وأسأل الله أن يُعينكِ. البخلُ مِن أسوأ الخُلُق، وهو نتيجة تربية وخبرات متراكِمة، وقد كان مِن دعاء رسولنا - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم إني أعوذ بك مِن الهمِّ والحزَن، والعجز والكسَل، والجبن والبُخل، وضلع الدَّين، وغلبة الرِّجال)). وتكمُن خطورةُ البخل وصعوبةُ علاجه، عندما لا يُدرك البخيل أنَّ لديه مشكلةً، وأن الآخرين يُعانون بسبب بُخله، وسُوء تصرُّفه، بل يرى أنه على صوابٍ، ويجد راحتَه النفسيَّة في الإمساك عن الإنفاق! مشكلتُكِ أختي الكريمة يُعاني منها الكثيرُ مِن النساء، وما يميِّز زوجكِ أنه رغم ما ذكرتِ من بُخله، فهو يدفع المال لأبنائه للمدرسة والنوادي، ويشتري أدواته الخاصة، فهو يفضِّل الإنفاق في أشياءَ معيَّنة، ويرفضها في أخرى، وهذا يعني أن لديه أَولويَّات للإنفاق، وليس بُخلًا مُطلقًا. لعله يشعر أنَّ في طلباتكم نوعًا منَ الرفاهية، فلا يجد لها مصرفًا في حساباته، ولا يُقدِّرها. استغربتُ لفظَكِ: يُعاني عقدة نقصٍ بسبب أصله، ويعاني من شكله الخارجي! أمَا كنتِ تعرفين أصْلَه قبل الزواج؟! أما كنتِ رأيتِ شكْله؟! لعلك تُعَيِّرينه بأصلِه وشكلِه، فيستجيب بينه وبين نفسه لما تقولين لضَعْفٍ في شخصِه؛ مما يُشعره بالدونيَّة، وردة فعْله التلقائيَّة أن يمنعَ عنك المال لأجل الرفاهية؛ ليُبقيَك في مستوًى أدنى مِن صديقاتك وقريباتك؛ حتى لا تتعالَي عليه، وربما تتعالين على أهله أيضًا! ماذا سيكون أصلُه؟! كلُّنا لآدم وآدمُ مِن ترابٍ، والتفاضُل بين البشر بالتقوى والخُلُق وليس الأصل! اقتربي مِن زوجكِ أكثر، تعرَّفي على اهتماماتِه، ساعِديه على تحقيقِ أهدافِه وتنفيذ مَشْروعاتِه، لا تتهكَّمي مِن عمَلِه ومُخترعاتِه، استمعي إليه، أشعِريه بالتفوُّق والقدرة على الإنجاز، وكما قيل: وراء كلِّ رجل عظيم امرأة، كوني هذه المرأة العظيمة التي تَصبر وتُضحِّي، وتعطي الحبَّ والاهتمام والرِّعاية؛ لتجني مثلما أعطَتْ، حدِّثيه عن ميزانية العائلة، وعن غلاء الأسعار، وتجنَّبي الشجار مهما قال، وعند وضْع الميزانيَّة ينبغي أن تُقدِّري دخْل زوجكِ وإمكاناته، وأن تُوازني بين المتطلبات والدخل، ويجب أن تضعي في الحُسبان توفير جزءٍ مِن الدَّخْل للظروف الطارئة، مِن مرَضٍ وغيرِه، وأرى أن راتبَه ليس بالفاحش الكثير في هذا الزمن، فإن وُزِّع على طلبات المنزل والأولاد والإيجارات فسيذهب كله، ثم إن زوجَكِ يرى أولويَّة التوفير بشكلٍ خاطئ بالطبع؛ لأنَّ مِن واجبه تزويدكِ وأبنائكِ بالمصروف والحاجات الشرائيَّة. حدِّثيه عن رغبتكِ في التسوُّق معه، واشتري حاجات قليلة غير مكلِّفة؛ ليلاحظ أنك مقتَصدة، وسوف يشعر بأنكِ تُساعدينه على التوفير. استعيني بالله في كلِّ ما ذكرتُ، وكوني نِعْم الزوجة للزوج، ونِعْم الأم للأبناء، استقبليه بحبٍّ وتَرحاب وإطراءٍ، وجَدِّدي أسلوبكِ في الحديث إليه. جدِّدي ترتيب أثاث المنزل وغرفة النَّوم، واستعيني بأدوات يسيرةٍ غير مكلفة من بيئة المنزل، وسوف تجدين في فضاء الإنترنت ما يُساعدكِ على ذلك. وها أنتِ تستخدمين الإنترنت، مَن أوصله إلى المنزل؟ أليس زوجكِ؟! فاجِئيه بالكرَم العاطفيِّ والحبِّ، فهو كما يبدو حريصٌ على إرضائكِ وعدم إغضابكِ، فكوني له كما يريد، يكن لك كما تُريدين. أكثري مِن الدُّعاء بأن يصلحَ الله لكِ زوجكِ، وأن يرقِّق قلبه عليكِ وعلى أولاده بَشَّرَكِ الله بكلِّ خير
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |