مفهوم النقد عند ابن قتيبة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         التوبة في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          فضل صلاة التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          خطر الشذوذ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          مجازر الطحين.. إرهاصات نصر وعز وتمكين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          ليكن زماننا كله كرمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          حديث:ويَقْرَأُ فيها ما بيْنَ السِّتِّينَ إلى المِائَةِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          وصايا نبوية مهمة للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          حديث:من رَكعَ أربعَ رَكعاتٍ قبلَ الظُّهرِ وأربعًا بعدَها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          أنوية العلمانيين، وهم يواجهون أعداءهم من أهل القبلة، وحراس العقيدة... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          لفظ (الناس) في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-11-2020, 11:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,316
الدولة : Egypt
افتراضي مفهوم النقد عند ابن قتيبة

مفهوم النقد عند ابن قتيبة



رشيد الخديري







انتهى ابن قُتَيْبةَ في دراساته النقدية للشعر العربي، إلى حقيقة مُفادها:
أن الأدب العربي وحدةٌ فنية متصلة مستمرة، وأن الزمن أو المكان لن يكونا مقياسين صحيحين في دراسة الشعر والبحث عن الجيد منه.

وقد نال ابنُ قُتَيْبةَ شهرةً واسعة بفضل أفكاره النقدية التي ضمَّنها في مقدمة كتابه "الشعر والشعراء"، على أن هذا لم يكن بالأمر الهَيِّن، خاصةً إذا علمنا المناخَ الشعريَّ والنقدي الذي كان سائدًا في هذه الفترة، فقد برز تيَّارٌ شعريٌّ جديد في الشعر لفظًا ومعنًى، وانقسم النُّقَّاد حِيالَ هذه الثورة الشعرية التجديدية مع بشار بن برد، ومسلم بن الوليد وغيرهما إلى قسمين: قسم ينتصر للقديم من عمود الشعر، ثم قسم جديد متحرِّر يرى أن الشعر فنٌّ وصنعة.

وهكذا بدأت الخصومات النقدية تطفو على السطح، وتُعكِّرُ صفوَ النُّقَّاد، وقد سلك ابن قتيبة في عرض أفكاره النقدية منهجًا توفيقيًّا؛ أي: إنه تبنَّى موقفًا معتدلاً في الحكم بين القديم في الشعر والمـُحدَث منه، عملاً بالقاعدة النقدية: "كلُّ قديم كان جديدًا في عصره"، وهو بذلك لا يَودُّ الدخول في جدال بين القُدامَى والمـُحدَثِين، بل يُوثِرُ النظر بعين الناقد العادل، الفاحص لكلِّ عمل أدبي كيفما كان زمنه، إذن فمنهج ابن قُتَيْبَة هو منهج القاضي العادل، يقول: "ولم أسلُكْ فيما ذكرت من شعر كل شاعر مختارًا له سبيلَ مَن قلَّد أو استحسن باستحسان غيرِه، ولا نظرتُ إلى المتقدم منهم بعين الجلالة لتقدمِه، ولا المتأخِّرِ بعين الاحتقار لتأخُّرِه - بل نظرتُ بعين العدل إلى الفريقين وأَعطَيْتُ كلاًّ حظَّه"، وهذا يؤكدُ أن قيمة الشاعر في شعره، وليس في عصره، ورغم هذه النظرة المتحرِّرة من سلطة النقد القديم، فإن ابنَ قُتَيْبةَ لم يخرج عن منهج القُدامَى في نقد الشعراء، خاصَّةً من ناحية القمم البنائية للقصيدة العربية، أو حين يَسخَرُ من الشاعر الذي يُوظِّف الفكر الفلسفي داخلَ نسيج القصيدة، فذلك فسادٌ للذوق وانسدادُ أُفُقِ المخيلة، بل الشاعر هو نِتاجٌ للذَّوق العام الذي ترعرع فيه، فهو يحاول التمييز بين النقد الذوقيِّ والروح العلمية في نقد الأعمال وإصدار الأحكام الفنية عليها.

لقد حاول ابن قُتَيْبَةَ تحقيقَ ثلاثة أهداف من خلال تأليفه لكتاب (الشعر والشعراء)، وهي:
1- هدفٌ فِنيٌّ: وهذا ما أشار إليه وفصَّله تفصيلاً في المقدمة، فهو يَرفُضُ رفضًا قاطعًا دراسةَ القصيدةِ على أساس الزمن حيث - بحسبه - لا يوجد قديمٌ مطلقٌ ولا حديثٌ مطلقٌ، فالقديم كان حديثًا، والحديث سيكون قديمًا، فـ (لم يُقصِرِ اللهُ العلم والشعر والبلاغة على زمنٍ دونَ زمن، ولا خصَّ به قومًا دون قوم، بل جعل ذلك مشتركًا مقسومًا بين عباده في كل دهر، وجعل كلَّ قديم حديثًا في عصره..)، و إنما الجودة الفنية هي المِعيارُ الوحيد في دراسة العمل الأدبي ونقدِه، ويَبنِي ابن قُتَيبةَ هذا التصور من منطلقِ لا شيءَ مقدَّسٌ في الأدب، ثم إن العبقرية ليست حِكْرًا على الشعراء القُدامَى دون غيرهم، بل هي سنةُ الله في خلقه، ولكل زمن أدباؤه وشعراؤه، فالعبقرية لا عَلاقة لها بالزمن، وأمام هذا الرفض "المنطقي" لمقياس الزمن والطبقة؛ لكون فن الشعر هو امتدادًا في الحاضر والمستقبل، كان من الـمُتوقَّع أن يضع معاييرَ أخرى في نقد الشعر وتقسيم الشعراء إلى طبقات، وهكذا قسَّم الشعر إلى أربعة أضرب:
1- ضَرْبٌ حَسُنَ لفظُه وجاد معناه: وهذا النوع يميل إلى الألفاظ البسيطة المفهومة والتي تتقارب مخرجًا ونطقًا، أما فيما يتعلق بالمعنى الجيد فهو في رأيه: ما كان في مديح أو رِثاء أو زهد أو حكمة، وبهذا المعنى يكون الذوق عاملاً مهمًّا في عملية النقد، ثم يأتي من بعده التكوينُ اللُّغويُّ والثقافي الذي يغذِّي الإحساس بالجمال والاحترام، مثل قول أوس بن حجر:
أيَّتها النفسُ أَجْمِلي جزَعَا إن الذي تَحْذرين قد وقعَا

2- ضرب من حسن لفظه وحلا، فإذا أنت فتَشته لم تجد فائدة في المعنى: يتضح أن ابنَ قُتَيْبةَ يبحث في أغراض الشعر عن الفائدة الفكرية، أو مدلولٍ تربويٍّ أو حكمةٍ أو معنًى أخلاقيٍّ، لذلك نراه يُخرج الغزل الرقيقَ والوصفَ البديعَ من نِطاق الشعر الجيد، فهو رفضٌ مُعلَّل بخلو الفائدة، وكم من قصائدَ جميلةٍ كان مآلها عند ابن قُتَيْبةَ التهميشَ، طالما لم تَرُقْ إلى ذوقه الفني، ومن أمثلة ذلك قول جرير
إن العيون التي في طَرفِها حَـوَر *** قتَـلْنَنَا ثـم لـم يحيينَ قتلانا
يَصرَعْنَ ذا اللُّبِّ حتى لا حراك *** له وهنَّ أضعفُ خلقِ اللهِ أركانا

3- ضرب منه جاد معناه وقصرت ألفاظه عنه: في هذا الضَّرْبِ تُطرَحُ إشكالية التعبير الفني، ففي بعض الأحيان لا يستطيع الشاعر إخراجَ كلِّ ما في صدره من شحنات شعرية، وبالتالي حين تقرأ قصيدةً ما تحس بأن هناك شيئًا مفقودًا داخلَ نسيجها العام، وعمومًا هذا المعيار ليس ثابتًا أو محدَّدًا للقيمة الفنية طالما أن ابن قتيبة يتمتع بحسٍّ ذوقيٍّ عالٍ وثقافةٍ واسعةٍ تُمكِّناه من استكناه العمل الأدبي.

4- ضرب من تأخر معناه وتأخر لفظه: وهذا الضَّرْبُ يراه ابن قتيبة في منزلةٍ أقلَّ؛ حيث لا وجود للفظ الجميل ولا المعنى المبتكر، الحامل للفائدة، مثل قول الأعشى يصف امرأة:
وفوها كأقـاحيٍّ *** غِـذاه دائـم الهطلِ
كما شيب براح با *** رد من عسل النحلِ

2- هدفٌ تاريخيٌّ: يقول ابن قتيبة: "ولا أحسَبُ أحدًا من علمائنا استغرق شعرَ قبيلةٍ حتى لم يَفُتْه في شعر تلك القبيلة شاعرٌ إلا عرَفَه، ولا قصيدةٌ إلا رواها"؛ وهو يعني: إعطاءَ صورةٍ تاريخيَّةٍ لما يروي الشاعر في عَلاقاته مع المجتمع والعصر والسلطة، فلا يكفي أن يقول الشاعر بيتًا أو بيتين حتى ندخلَه في خانةِ شعراء العصر، فهو يرَفُضُ هذا الموقف الإلزامي، ولا يروي عن أناسٍ لا عَلاقةَ لهم بالشعر إلا ما كان في المناسبات ثم يلوذون بالصمت.

3- هدف علميٌّ: وهو يتعلَّق بمسألة الخطأ في ألفاظ الشعراء ومعانيهم، ونَقْلِها أثناءَ الحديث من شاعر إلى آخر، ومن جيل إلى جيل، منبهًا في نفس الوقت بأثر السرقات الأدبية في شعر المتأخرين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.96 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.36%)]