الحياة الذكريات - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أي الفريقين؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 6 )           »          نكبتنا في سرقة كتبنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          كيف نجيد فن التعامل مع المراهق؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الطفل والأدب.. تنمــية الذائقة الجمالية الأدبية وتربيتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          ترجمة موجزة عن فضيلة العلامة الشيخ: محمد أمان بن علي الجامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          يجب احترام ولاة الأمر وتوقيرهــم وتحرم غيبتهم أو السخرية منهم أو تنــقّصهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 1176 )           »          حوارات الآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أساس الأسرة زوجان متحابان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-11-2020, 03:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,012
الدولة : Egypt
افتراضي الحياة الذكريات

الحياة الذكريات


محمد عماد نوفل






الحياة هي الذكريات، بل إنما الإنسان ذكريات؛ برهان ذلك - كما ذكر الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله -: أن أحدنا لو جُرِّد من ذكرياته، لأصبح وما لحياته معنًى، ولا لوجوده اعتبار!

وحين أعود بذاكرتي إلى سِنِي عمري التي مضت - بخيرها وشرها، بفرحها وترحها، بسرائها وضرائها - أحسُّ وكأنني بنيان شيدتْه الليالي والأيام، وكلُّ لَبِنة في هذا البنيان إنما هي لحظة أو موقف أو مشهد أو أي ذكرى من هذه الذكريات، التي عملت في نفوسنا ومشاعرنا عملها في وقتها، لكنها صارت من بعد شيئًا منا وفينا، نعود إليه فنذكره: نندم عليه آسفين، أو نَحِنُّ إليه ممتنِّين، أو يعود هو إلينا فيهيج علينا الأحزان، أو يبعث فينا المسرَّات، فنأسى أو نبتسم في هدوء!

وحين أفكر في هذا الأمر جليًّا، أخلُصُ إلى القول: بأن هذا الأمر داعٍ من أكبر الدواعي إلى إتقان العمل، والصبر على الواجبات، وتحمل المسؤوليات؛ كي نستطيع بذلك تكثير صفحات النجاح والفلاح والسعادة في كتاب حياتنا، ونقلل ما استطعنا - ولا مفرَّ- تلك الصفحات التي عنوانها الفشل والحزن، وتفاصيلها التقصير والتفريط، أو الطيش والغفلة، أو أي شأن نحن الملومون فيه، والتهمة ثابتةٌ!

ثم لو كانت فصول هذا الكتاب متناثرة لا يربط بينها رابط، ولا يؤثِّر في لاحق منها سابقٌ، إذًا لهان الأمر جدًّا ولقلَّ شأنُه، لكن الأمر ليس كذلك.

لننظر إلى الحزن مثلاً؛ فإن الإنسان - كما يقول الرافعي -: إذا حزن استدعى كلَّ أحزانه، وكأن حزنًا واحدًا لا يكفيه! لهذا صرتُ أعوذ بالله من حزن جديد يضاف إلى أحزاني ويأبى على النسيان، يزيد في وجعي مع كل حزن يأتيني، مع أني أعوذ بالله من كل حزن؛ لأنَّ أحب شيء إلى الشيطان - كما يقول ابن القيم -: أن يحزن العبد المؤمن؛ ليقطعه عن سيره، ويوقفه عن سلوكه، والحزن يضعف القلب، ويوهن العزم، ويضر الإرادة.

ثم إني لا أظن أن الأمر مقتصر على هذه الذكريات؛ لأن الذاكرة - كما يقول العقاد -: ذاكرة مستبدة، تحفظ وتنسى على غير قانون ثابت؛ إذًا فتفاصيل حياتنا تغير فينا وتبدل من حيث أدركنا ذلك أم لم ندرك، ومن ذا الذي يصفو له حال؟!

أخيرًا، وحتى يكون القول تامًّا لا مدخل لأحد عليه، ولا موضع غمز ولا همز - أقول: من الناس من لا يلتفت إلى ماضٍ ولا ينظر إلى وراء، تراه مشغولاً بحاضره وحاضره فقط! لا يقف طويلاً عند فشل ولا يعوِّلُ على نجاح، يقبل على كل أمر بنفس جديدة، لا تقلقه خيبة مضتْ، ولا تخوفه عثرة انقضت، كأنما هو متفائل كل حين وعلى كل حال.

وفي تقديري: لعل هؤلاء في راحة واطمئنان، وربما كانوا هم أجدر وأقوى على السعي والعمل والمثابرة، ولعل هذا ما جعل ابن حزم يقول: "وإن حنيني إلى كل عهد لي ليغصني بالطعام ويشرقني بالماء (وقد استراح من لم تكن هذه صِفته)".

ومع ذلك أقول ما قال رب العزة سبحانه: ﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 54]؛ فهنيئًا لأناس الروحانية الفياضة التي تملأ عليهم نفوسهم فيحيون حياة غير الحياة، تملك عليهم أحاسيسهم بألوان ومعانٍ، لكلٍّ عَبَقُه، ولكلٍّ لذَّتُه، وهنيئًا لأناس عزيمتهم وجَلَدُهم وما يوفقهم الله إليه من إنجاز ربما عجز عنه سواهم وما استطاعوا معه صبرًا.

لماذا أقول ذلك؟!
تسألني؟!
إذًا تسألني عن السعادة!

لأن السعادة هي جنة الرضا في قلب المؤمن، ولأن الناس جميعًا - وإن تفاوتت بهم الطبائع والصفات - ساعون في طلب غرضٍ واحد واستحسانه - على رأي ابن حزم - وهو: طرد الهمِّ.


ثم أختم بقوله رحمه الله - وراجعه؛ فإنه نفيس، وفيه مزيد إيضاح -: "بحثتُ عن سبيل موصلة على الحقيقة إلى طرد الهم الذي هو المطلوب للنفس... فلم أجدْها إلا التوجه إلى الله عز وجل بالعمل للآخرة...، ووجدت العمل للآخرة سالـمًا من كل عيب، خالصًا من كل كدر، موصلاً إلى طرد الهم على الحقيقة".


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.67 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]