حياة محمود سامي البارودي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         العلم والعدل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أعظم مذمة في التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 47 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 13 )           »          أهمية اللعب في تنشئة الطفل وتكوين شخصيته في الوطن العربي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 12 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 616 )           »          توجيهات نبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 22 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 15820 )           »          اتهام السلفيين بالبعد عن الواقع المعاصر وعدم الاحتكاك بالناس إجحاف وظلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          القدوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-11-2020, 03:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,354
الدولة : Egypt
افتراضي حياة محمود سامي البارودي

حياة محمود سامي البارودي







1938م - 1904م





د. إيمان بقاعي








مدخل





انتهت دولة سلاطين الشّراكسة مع انتهاء حكم الملك الأشرف طومان باي (92 - 923هـ أو 1517 - 1517م) الّذي خلف السّلطان الغوري السّاقط قتيلاً تحت أرجل الخيل في 5 رجب سنة 932هـ"[1] في مرج دابق - بالقرب من حلب - حيث اشتبك السّلطان العثماني سليم بن بايزيد وجيشه مع الغوري وجيشه، فكانت النّتيجة مقتل السّلطان المسالم في الحرب على يد العثمانيين. كذلك كانت نهاية الملك الأشرف طومان باي على يد السّلطان سليم ذاته الّذي أمر بشنقه في (19 ربيع الأول سنة 923هـ - 1517م) بعد أن اقتحم القاهرة وأنزل بها الخراب والدَّمار[2].









نقل الحكم العثماني عاصمة الخلافة مِن القاهرة إلى الآستانة تاركًا في مصر نظام الباشوات والبكوات وشيوخ البلد، وكان معظم البكوات مِن الشّراكسة الّذين حاولوا الاستئثار بالحكم، لكن أعداءهم من الأتراك تمكنوا مِن دعوتهم إلى القلعة وقتلهم[3]. وهذا ما فعله أيضًا محمد علي باشا الّذي ولي على مصر سنة (1220هـ - 1805م)[4] في مذبحة القلعة سنة (1224هـ - 1811م)[5] إذ قتل أكثر الشّراكسة و"وزع محمد علي باشا نساء القتلى على رجاله، بينما هرب مَن بقي إلى بلدة دنقلة جنوبي السُّودان[6]، هذا إذا لم نغفل أيضًا عمَّا حدث للشَّراكسة أثناء حملة نابليون على مصر والّتي قامت أثناءها حرب قاسية انتصر فيها سلاح الفرنسيين أيضًا.









أما حال الشّراكسة بعد مذبحة القلعة، فقد هاجر إلى مصر عدد قليل ممن فرَّ مِن وجه الرّوس عام (1869هـ - 1875م) إذ رحب بهم إسماعيل وانخرط بعضهم في صفوف الجيش.









كذلك في عهد الخديوي توفيق ضم الجيش عددًا مِن الشّراكسة ذوي المراتب الرَّفيعة[7]، ومنهم محمود سامي البارودي.









لكن الشّراكسة عادوا ليُنَكَّل بهم حين قرر الضّباط المصريون التَّخلص مِن "الحزب الشّركسي" بإحالة أفراد هذا الحزب إلى التّقاعد أو نفيهم إلى السّودان أو إيداعهم سجن قشلاق - قصر النّيل لمحاكمتهم ثم نفيهم بأمر مِن الخديوي إسماعيل عام (1882)[8].









وكان عرابي باشا الّذي قرر هذا التَّغيير في الجيش واحدًا مِن المنفيين خارج مصر مع البارودي الشّركسي - المصري. ولا بد من الإشارة إلى أن الشّراكسة شاركوا في الحركات الوطنية المصرية كما في الثَّورة العربية وشاركوا في ساحات القتال والفتوح والسِّياسة والإدارة[9].









كما ظهر منهم أسماء أدبية لامعة كالبارودي وأحمد محرم والشّاعر إسماعيل صبري والشّاعر عزيز أباظة، والشّاعر الأديب علي الجارم وولي الدّين يكن، وأحمد ذو الفقار الكاشف وفكري أباظة وثروة أباظة والدّسوقي أباظة ويوسف السّباعي ومحمد فريد وجدي ومحمد طاهر لاشين وإسماعيل مظهر ويحيى حقي والمؤرخ السِّياسي أحمد رمزي بك جانبك والصَّحافي صلاح الدّين وهبي ومحمد السِّباعي والأديب راسم رشدي صاحب كتاب (مصر والشّراكسة) و(شركسي يتحدث عن قومه)[10] و(قصة جان)[11]؛ وقد اخترت البارودي نموذجًا؛ لأنه كان متمسكًا بشركسيته تمسكه بمصريته إذ جمع الاثنين في نموذج فريد مميز.









أ- حياته:




شغل البارودي النّاس كما شغلهم المتنبي؛ فقد ولد محمود سامي البارودي بمصر لأبوين من الشّراكسة في السَّابع والعشرين من شهر رجب سنة 1255هـ - 1839 ميلادية. وكان أبوه (حسن حسني بك) مِن أمراء المدفعية، ثم صار مديرًا لبربر ودنقلة في عهد المغفور له محمد علي (باشا) والي مصر. وكان عبد الله (بك) الشّركسي جده لأبيه. أما لقبه: "البارودي"، فنسبة إلى بلدة (إيتاي البارود) إحدى بلاد مديرية البحيرة، وذلك أن أحد أجداده الأمير مراد البارودي بن يوسف شاويش كان ملتزمًا لها، وكان كل ملتزم ينسب في ذلك العهد إلى التزامه.









وكان أجداد البارودي يرقون بنسبهم إلى حكام مصر مِن المماليك، وكان الشّاعر شديد الاعتداد بهذا النّسب في شعره وفي كل أعماله، فكان له فيه أثر قوي في جميع أدوار حياته وفي المصير الّذي انتهى إليه. وقد توفي والده بدنقلة وهو في السَّابعة من عمره فحُرم مِن العطف الأبوي منذ نعومة أظفاره، فكفله بعض أهله وضمّوه إليهم فتلقّى في بيتهم دراسته الأولى من الثّامنة حتى الثّانية عشرة من عمره، ثمَّ التحق بالمدرسة الحربية وقتَ كانت الجندية مظهر السِّيادة والعزة، ومِن ثمَّ كان لزامًا على أبناء هذه الطّبقة أن يتعلموا فنونها لينهضوا بالمناصب الرئيسة للدولة عندما كانت مصر في أوج النّشاط الّذي بثَّهُ فيها محمد علي، والّذي كان الجيش أسّه وقوامه.









بيد أن البارودي خرج مِن المدرسة الحربية في أخريات سنة 1271 هـ - 1854م وهو في السّادسة عشرة مِن عمره. ولسوء حظّه وحُسْنِ حظِّ الأدب، كانت ولاية مصر وقتها قد آلت إلى عباس الأول ثم سعيد. وكان عباس قد عدل عن الخطة التي بدأها محمد علي حين رأى الدّولة العثمانية تنظر إلى جيش مصر بعين الرّيبة والقلق، فتعطّلت النَّهضة التي كانت متّصلة بالجيش في الصّناعة والتّعليم، وبدأ يخيّم جو مِن الركود على مصر، فَسُرح الجيش، وأقفرت ميادين القتال مِن ألوية مصر، وقسر هو وأمثاله مِن رجال السّيف على عيش الخمول والدّعة فغادر شابًّا إلى الآستانة - عاصمة الدّولة آنذاك - والتحق بوزارة الخارجية وتكلم التركية والفارسية وقال شعرًا بهما. وعاد شاعرنا في الرّابعة والعشرين من عمره سنة 1279هـ - 1863م مع إسماعيل باشا[12] الّذي كان في زيارة شكر للآستانة، والّذي توسم في الشَّاب النَّجابة والطّموح، فألحقه بحاشيته أثناء مقامه بدار الخلافة ثم أعاده معه إلى مصر حيث عاش النّهضة وشارك فيها ونال المراتب العالية، فعين مديرًا للشَّرقية، فمحافظًا للعاصمة بعد أن كوفئ على مشاركته الفعالة أثناء حرب روسيا سنة 1294هـ - 1878م ضد تركيا برتبة أمير اللواء وبنيشان الشّرف (الميداليا)، وبالوسام المجيدي من الدّرجة الثّالثة[13]. بعد ذلك تولى توفيق[14] الحكم فتولى البارودي وزارة الأوقاف وأصلح فيها ما وسعه الإصلاح، فوزارة الحربية، فرئاسة الوزارة، وحدث جفاء بين حركة الضّباط بقيادة عرابي وبين الخديوي فقاد البارودي الثورة ضد الخديوي شعرًا ودعا إليها جهارًا واقفًا مع الشّعب لا الحُكمِ:








أهبْتُ فعادَ الصَّوتُ لم يقضِ حاجةً إليَّ ولبَّاني الصَّدى وهو طائعُ فلمْ أدرِ أنَ اللهَ صوَّرَ قبلَكمْ تماثيلَ لم يُخلَقْ لهنَّ مسامعُ[16]







أكلت الثّورة أبناءها إذ تخاذل الثّوار وتفرقوا وجبنوا عند المواجهة الحقيقية، فإذا بالبارودي يستلّ قلمه ويعرّض برؤساء الجند الّذين تخاذلوا في الثَّورةِ العرابية بعد أن اتّجهوا إلى إقامةِ بعض الاستحكاماتِ وخطوط الدّفاع في الميدان الشّرقي في التّل الكبير والصّالحية ونقط أخرى بعد أن سقطت الاسكندرية في قبضة الاحتلال الإنكليزي. وكان البارودي وقتها يقود قوات غير نظامية في مواقع الصّالحية، ثم استدعيَ للمشاركةِ في موقعة (القصّاصين) بتاريخ: 28 أغسطس سنة 1882، فضلَّ الطريقَ وتأخر عن موعده، لكن العدوّ فاجأهُ بنيران مدافعه، فتخاذل الجند وجدّوا في الفرار، ولقي الأمرّين من الخيانةِ والجهل والجبن. وكانت له في السّياسة والحرب خطط وآراء لم يؤخذ بها[17]، فقال في قصيدته التي مطلعها:








ظننْتُ بهم خيرًا فأبْتُ بحسرةٍ لها شجنٌ بين الجوانحِ لاصِقُ فيا ليتني راجعْتُ حِلمي ولم أكنْ زعيمًا وعاقَتْني لذاكَ العوائقُ ويا ليتني أصبحْتُ في رأسِ شاهقٍ ولم أرَ ما آلَتْ إليه الوثائقُ أُسودٌ لدى الأبياتِ بينَ نسائهم ولكنّهم عندَ الهِياجِ نَقانِقُ[18] إذا المرءُ لم ينهضْ بقائمِ سيفِهِ فياليتَ شِعري كيفَ تُحمى الحقائقُ؟[19]







لكنه - وهو الوفي سجية - ظل إلى نهاية الطَّريق مع الثُّوار، فنفي معهم إلى سَرَنْديب، ولديه سبب مشرِّف هو الدِّفاع عن الدّين والوطن، وإن كانت النّتائج سلبية وكانَ المشاركون سلبيين. يقول من قصيدة مطلعها:








يقول أناسٌ إنني ثرثُ خالعًا وتلكَ هنات لم تكن مِن خلائقي







يستنكر شاعرنا التّهمة، وإن كان هو "أول مَن فكر في قلب نظام الحكم في مصر إلى جمهورية مستقلة عن تركيا"[22] لتكون جمهورية حيادية كسويسرا، مؤمنًا بأن ذلك أفضل أنواع الحكم في بلد كمصر، فأصبحت الفكرة عقيدة يدعو لها وأملاً يكرس حياته من أجله يحققه قبل أن يموت، ما يعني أن ذلك الأمل لم يكن الوثوب إلى العرش كما ادّعت حملات التَّشهير"[23]. ولعل هذه الفكرة أسيء فهمها وفُسرت تمامًا كما فُسرت غايات الثَّورة وأحلام رجالاتها:








أبابلُ رأيَ العينِ أم هذه مصرُ؟ فإنِّي أرى فيها عيونًا هي السِّحرُ[26]







عاد الثَّائر مرفوع الرَّأس، شبه زائل البصر، مشعَّ البصيرة، ودَّع وطنه بحرقة وعاد إليه بحرقة.









[1] راسم رشدي، ع. س، 96.

[2] نفسه، ص106. ويعزو نقولا زيادة سبب هزيمة الغوري ومن بعده طومان باي إلى اعتماد الجند العثماني الأسلحة النارية إذ كانت تحرسهم المدافع في الميدان والمعركة وكانت هذه المدافع تحمي تقدم الجيش بينما كان جيش الشّراكسة غير كفؤ لآلات النّار في المعركتين .كما أن الغوري كان مشغولاً بمحاربة الأسطول البرتغالي بجنوده وأساطيله حين هاجمت سورية ومصر الجيوش العثمانية. ويرى أن الانتصار العثماني كان انتصارًا للأساليب القتالية والأسلحة الجديدة الّتي لم ينتبه الشّراكسة إلى معنى التغيير الّذي نشأ عن استعمالها في المعركة بالنّسبة إلى الجند، فانهزموا رغم بسالتهم وشجاعتهم [نقولا زيادة، ع. س، ص61 - 62].

[3] راسم رشدي، ع. س، ص141 - 106.

[4] نفسه، ص197.

[5] انظر: أحمد عبد الجعظي حجازي، (مذبحة القلعة) من ديوان (مدينة بلا قلب)، (القاهرة: الكاتب العربي للطباعة والنشر، ط2: 1968).

[6] نفسه، ص206.

[7] نفسه، ص208.

[8] راسم رشدي، ع.س، ص210 - 211.

[9] فيصل موسى حبطوش: الشّراكسة في مصر عهد محمد علي باشا الكبير، (عمان: الإخاء، أيلول 1991)، ع: 35، ص26 - 27.

[10] راسم رشدي، شركسي يتحدث عن قومه، القاهرة، 1947.

[11] نفسه، ص28 - 29.

[12] كان الخديوي إسماعيل قد عقد العزم على أن يعيد لمصر سيرتها في عهد جده محمد علي، أي يجب أن يكون لها جيش قوي وأعلام خفاقة، ويجب أن تعود إلى نهضتها في العلم والصّناعة. وقد دامت سنوات حكمه اثنتي عشر سنة نهضت بها مصر نهضة هي أدنى إلى الثورة منها إلى النشاط، ففتحت المدارس ومدت السكك الحديدية وعم النشاط "المعمر" أنحاء الدّولة. وفي عهد الخديوي إسماعيل وبعده عاد إلى مصر عدد قليل من الشّراكسة الّذين فروا من وجه الرّوس (1869ه - 1875م) وكان إسماعيل يرحب بالمهاجرين من جميع الأجناس لتنشيط حركة العمران في مصر، وانخرط بعضهم في صفوف الجيش [انظر: راسم رشدي، ع.س، ص208]. بيد أن أمور مصر ساءت في أخريات عهد إسماعيل واضطربت اضطرابًا كبيرًا وناء الفلاحون بالضرائب الفادحة العديدة. [عمر الدسوقي: في الأدب الحديث (بيروت: دار الفكر، ط8: 1973) ص217]، وكانت انجلترا وفرنسا تدفعان الحوادث نحو التأزم بالتدخل المباشر إذ فرضتا على مصر وزارة فيها وزيران أوروبيان، واشتطت الوزارة في الضرائب، وقررت فصل عدد كبير من الضباط وتدهورت الأمور حتى أقيل عباس وجاء بعده ابنه توفيق. [نفسه، ص218 - 219].

[13] ديوان البارودي (محمود سامي البارودي باشا) 1 - 4، بيروت، دار العودة، حققه وضبطه وشرحه: علي الجارم ومحمد شفيق معروف، ط: 1992، تقديم الديوان، بتصرف.

[14] كان الجيش المصري في عهد الخديوي توفيق يضم عددًا من الشّراكسة، وقد استطاع هؤلاء - لبسالتهم وغريزتهم العسكرية - بلوغ المراتب الرفيعة في الجيش مما أثار حفيظة إخوانهم المصريين. وفي عهد وزارة رياض باشا، اتّهم وزير الحربية: عثمان رفقي باشا - وهو ضابط شركسي - بالتّعصب لأبناء جنسه، فاجتمع بعض الضباط المصريين - ومن بينهم أحمد سامي عرابي باشا - لمناوأة الشّراكسة طالبين عزل عثمان رفقي، فعزل وعين بدله محمود سامي البارودي وزيرًا للحربية، لكنه عاد فاعتزل إثر خلافه مع الخديوي، فقامت حركة الضباط ثانية تطالب بعزل الوزارة بأكملها، فعزلت وعين البارودي رئيسًا للوزارة وعين عرابي وزيرًا للحربية، فرقى الأخير عددًا من الضباط المصريين وقرر التخلص ممن سماهم: "الحزب الشّركسي"، فأحال 600 ضابطًا شركسيًّا إلى المعاش ونفى الباقين إلى السودان، وأمر بالقبض على 48 ضابطًا بينهم عثمان رفقي باشا وأودعهم سجن قشلاق قصر النيل، ثم نفاهم إلى السودان مِن دون محاكمة. وازدادت الهوة بين الخديوي والعرابيين إلى أن أطلق الأسطول الإنجليزي مدافعه على الاسكندرية، ودخلت قواته القاهرة في 15 سبتمبر1882، فقبضت على عرابي باشا وبعض الزّعماء - ومنهم البارودي - ونفوا إلى سَرَنْديب. [انظر: راسم رشدي، ع.س، ص208 - 211].

[15] بخيانة قادتهم وتخاذلهم أمثال الأميرالاي علي عنفي وعبد الرحمن حسن قائد السواري وراغب راشدن وخيانة سعود الطحاوي وتضليله للجيوش المصرية، ثم استسلام القائد محمود همي أحد قادة الجيوش العرابية المصرية المهيمن بينما صمد الشّراكسة أمثال البارودي وراشد حسني الّذي أحرز بعض الانتصارات العسكرية إلا أنه جرح وأدخل المستشفى. وقد حوكم زعماء الحركة وعلى رأسهم عرابي والبارودي الّذي صودرت أملاكه. ورغم انخراط العديد من الشّراكسة من قادة وضباط في حركة العرابيين، ورغم دعم المدنيين الشّراكسة أيضًا من منطلق التفاني في الإخلاص للوطن، إلا أن دعوات إلى قتل الشّراكسة في مصر قد ارتفعت ناعتة إياهم بالأجانب مما أثار استياء الكثيرين من الشّباب المثقف من الشّراكسة والأتراك فتركوا أرض مصر وهاجروا إلى مناطق أخرى علمًا بأن أكثر شراكسة مصر - في ذلك الوقت - كانت لهم جذور موغلة في تاريخ مصر ممتد إلى مئات السّنين، وقد روتها تضحياتهم الكبيرة بالأرواح والدماء والأموال. [انظر: الإخاء - العدد35 - أيلول 1995].

[16] الديوان، ص319.

[17] انظر هامش الصفحة 376 ففيها مناسبة القصيدة.

[18] النّقانق: جمع نقنق،وهو الظّليم، أي ذكَرُ النّعامِ، ويُضرَب به المثلُ في الجبنِ وسرعةِ الفرار.

[19] الديوان، ص378.

[20] نفسه، ص74.

[21] علي محمد الحديدي: محمود سامي البارودي، سلسلة أعلام العرب: 65 (القاهرة: دار الكتاب العربي للطباعة والنشر، 1967)، ص157.

[22] وهو حلم شركسي قديم راود الشّراكسة منذ احتلال العثمانيين لمصر [انظر: راسم رشدي، ع.س، ص141 - 171].

[23] علي محمد الحديدي، ع. س، ص159.

[24] الديوان، ص387.

[25] الديوان، ص 270، مناسبة القصيدة في الهامش.

[26] الديوان، ص27.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 74.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 72.53 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.53%)]