الحقوق المشتركة بين الزوجين - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حديث:ويَقْرَأُ فيها ما بيْنَ السِّتِّينَ إلى المِائَةِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          وصايا نبوية مهمة للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          حديث:من رَكعَ أربعَ رَكعاتٍ قبلَ الظُّهرِ وأربعًا بعدَها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أنوية العلمانيين، وهم يواجهون أعداءهم من أهل القبلة، وحراس العقيدة... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          لفظ (الناس) في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          عالمنا المجهول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الفوائد الحسان في صيام الست من شوال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الوارث جل جلاله، وتقدست أسماؤه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          ذم "الأنا" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          شمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-11-2019, 04:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,311
الدولة : Egypt
افتراضي الحقوق المشتركة بين الزوجين

سلسلة أركان الأسرة (12)







الحقوق المشتركة بين الزوجين (1)




الحب المتبادل بينهما (1)


د. محمد ويلالي




الخطبة الأولى


انتهينا في الأجزاء السابقة من سلسلة أركان الأسرة، من حقوق الزوجة على زوجها، التي أجملناها في سته حقوق: حق الإنفاق عليها بالمعروف، وحق الإحسان إليها، وحق حفظ دينها، وحق الغيرة عليها، وحق التحبب إليها، وحق الصبر عليها. وانتهينا من حقوق الزوج على زوجته المتمثلة في: حق طاعته في المعروف، الذي فرعناه - بدوره - إلى ستة مظاهر: حفظه في الشهادة والغيب، وطاعته في قضاء حاجته الفطرية، وخدمته بالمعروف، وأن لا تخرج من البيت إلا بإذنه، وأن لا تُدخلَ بيته أحدا يكرهه، وحسن معاملة أهله وبخاصة أمَّه.





وننتقل - اليوم إن شاء الله تعالى - إلى الحق الأول مما يندرج ضمن الحقوق المشتركة بينهما، حق تتهم المجتمعات العربية والإسلامية بافتقاده، وعدم الاهتمام به، مع أن الإسلام أرسى دعائمه، ووضع أسسه، وحث على الاعتناء به، لما له من أهمية قصوى في زرع الدفء بين أركان الأسرة، وتحقيق الود بين أفرادها، ونشر السعادة في جنباتها. إنه حق الحب المتبادل بينهما، حق تعبير كل طرف عن رضاه بالآخر، والسكون إليه، الشعور بمحبته، وإكنان المودة له. وهذا - لعمري - من أعظم مقاصد الزواج في الإسلام. يقول تعالى: ﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾. قال في البحر: "أي: جعل بينكم التوادد والتراحم بسبب الزواج". وقال في الوجيز: "يعني: الأُلفة بين الزَّوجين". وقال الشيخ الطنطاوي: "أي: محبة ورأفة، لم تكن بينكم قبل ذلك، وإنما حدثت عن طريق الزواج الذى شرعه - سبحانه - بين الرجال والنساء، والذى وصفه - تعالى - بهذا الوصف الدقيق، في قوله - عز وجل -: ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ﴾.





وهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سأله عمرو بن العاص - رضي الله عنه -:أيُّ الناس أحبُّ إليك؟ فقال: "عائشة" متفق عليه. وكان يقول لها: "كنت لكِ (أي: في المحبة والرعاية) كأبي زرع لأم زرعٍ" متفق عليه. فكانت - رضي الله عنها - أقرب الناس إلى قلبه، وأعظم من يكن له الود والمحبة من النساء، كما كان أبوها أبو بكر الصديق احب الرجال إليه.





وربما عبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن حبه لزوجته حتى بعد موتها، كما كان يفعل بخديجة - رضي الله عنها -. تقول عائشة - رضي الله عنها -:"ما غرت على أحد من نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - ما غرت على خديجة، وما رأيتها، ولكن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة، ثم يقطعها أعضاءً، ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة، فيقول:"(إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد)" البخاري.





وكانت عائشة - رضي الله عنها - تبادل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الشعور نفسه، فتعتني بما يسعده، وتترك ما يحزنه، لا تسعى له في نكد، ولا تكون له سببا كرب، فتمكن حبها من قلبه، وعلم الصحابة ذلك، حتى إنهم إن كَانَتْ عِنْدَ أَحَدِهِمْ هَدِيَّةٌ يُرِيدُ أَنْ يُهْدِيَهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، أَخَّرَهَا حَتَّى إِذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَيْتِ عَائِشَةَ، بَعَثَ صَاحِبُ الْهَدِيَّةِ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَيْتِ عَائِشَةَ" البخاري.





حتى إذا غضبت هجرت اسمه، ولم تهجر محبته. يقول لها النبي - صلى الله عليه وسلم -:"إِنِّي لأَعْرِفُ غَضَبَكِ وَرِضَاكِ". قَالَتْ: "وَكَيْفَ تَعْرِفُ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟" قَالَ: "إِنَّكِ إِذَا كُنْتِ رَاضِيَةً قُلْتِ: بَلَى وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ سَاخِطَةً قُلْتِ: لاَ وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ". فقَالَتْ: "أَجَلْ، لَسْتُ أُهَاجِرُ إِلاَّ اسْمَكَ" البخاري.





فقارن هذا بالذي يهجر زوجته الشهور ذوات العدد، وبالتي تتعمد هجران زوجها الشهور ذوات العدد، هي لا تكلمه، وهو لا يكلمها، إمعانا في الأنفة والأنانية، ومبالغة في العناد والندية.





وقد بين استطلاع للرأي في البرازيل، أن نسبة 90% من الزوجات يَرَيْنَ أنّ الرجال يتغيّرون كثيراً بعد الزواج، من حيث عدم تقدير أحاديث المرأة. كما أثبتت دراسة صادرة عن "مؤسسة الزواج"البريطانية أن 45% من الأزواج الذين تزوجوا لأول مرة خلال العام الحالي 2013، يتجهون إلى الطلاق، كل ذلك له نصيب من جفاف الحياة العاطفية، وطغيان توتر الحالة العصبية.





إن المرأة الصالحة هي التي تعرف ما يغضب زوجها فتتركه، وما يفرحه فتفعله، لأنها تعلم أن سعادته سعادة للأسرة، وكآبته كآبة للأسرة. ولذلك لما أوصت أُمَامة بنت الحارث ابنتها عند زواجها، فبينت لها كيف تحظى بمحبة زوجها لها، وكيف تأخذ بلبه، وتستحوذ على قلبه، فقالت لها: "فلا تعصين له أمرًا، ولا تُفشِين له سرًّا، وإياك والفرحَ بين يديه إن كان مهتمًّا، والكآبةَ بين يديه إن كان فرِحًا.. وإذا قابلتِ زوجك، فقابليه فرِحة مستبشرة، فإن المودة جسمٌ، رُوحه بشاشةُ الوجه.. ولا تغفلي عن نظافة بدنك، فإن نظافته تضيء وجهَك، وتحبِّب فيك زوجَك.. فالمرأة التَّفِلة (كريهة الرائحة) تمجها الطباع، وتنبو عنها العيون والأسماع".





يقول الإمام أحمد بن حنبل في زوجته عباسة بنت المفضل: "أقامت أم صالح معي عشرين سنة، فما اختلفت أنا وهي في كلمة".





وسأل الشعبي شيخه القاضي شريحا - يوما - عن حاله في بيته فقال: "من عشرين عاماً لم أر ما يغضبني من أهلي". وذلك أنه من أول ليلة صلى ركعتين، وسلم، فوجدها بجنبه تصلي بصلاته، وتسلم بسلامه، ثم حمدتِ الله وأثنت عليه، وقالت له: "أما بعد: فإني امرأة غريبة، لا علم لي بأخلاقك، فبين لي ما تحب فآتيَه، وبين لي ما تكره فأتركَه". فقال لها شريح: "لقد قلتِ كلاماً، إن ثَبَتِّ عليه يكنْ ذلك حظكِ، وإن تَدَعيه يكن حجةَّ عليكِ، فإني أحب كذا وكذا، وأكره كذا وكذا، وما رأيتِ من حسنةٍ فانشريها، وما رأيت من سيئةٍ فاستريها". فقالت له: "كيف محبتك لزيارة أهلي؟". قال: "ما أحب أن يَمَلني أصهاري". قالت: "فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك فآذنَ له، ومن تكرهُ فأكرَه". قال: "بنو فلانٍ قوم صالحون، وبنو فلان قومُ سوء". قال شريح: "فَمَكَثَتْ معي عشرين عاماً، لم أعتب عليها في شيء، إلا مرة، وكنت لها ظالماً".





ومن نادر ما روي عن الحسن البصري - رحمه الله - أنهقال: "وقفتُ على بَزَّاز (بائع الثياب) بمكة اشتري منه ثوبا، فجعل يمدحويحلف، فتركته وقلت: لا ينبغي الشراء من مثله، واشتريت من غيره. ثم حججت بعد ذلكبسنتين، فوقفت عليه، فلم أسمعه يمدح ولا يحلف، فقلت له: وأي شيء أخرجك إلى ماأرى؟ ما أراك تمدح ولا تحلف. فقال: كانت لي امرأة، إن جئتها بقليلنَزَّرته، وإن جئتها بكثير قلَّلته، فنظر الله إلي فأماتها، فتزوجت امرأةبعدها، فإذا أردت الغُدُو الى السوق، أخذَتْ بمجامع ثيابي ثم قالت: يا فلان، اتقالله، ولا تطعمنا إلا طيباً، وإن جئتنا بقليل كثرناه، وإن لم تأتنا بشيء، أعنَّاكبمغزلنا".





لهذا قلت مشاكلهم، وضعفت خصوماتهم، وندر التشنج بينهم، وسعدت حياتهم، وحسنت تربية أبنائهم، الذين كان منهم العلماء، والفقهاء، والقراء، وغيرهم.





الخطبة الثانية


ومن علامات المحبة بين الزوجين، أن يتزين أحدهما للآخر، وأن يتجمل له بأحسن الثياب، ويكون على أفضل هيئة يرتاح لها الآخر، لقوله تعالى: ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾، فالزوجة تحب من زوجها ما يحبه هو منها، فلا يدخل عليها ورائحة الدخان تنبعث من فمه، أو آثار العرق تفوح من أطرافه، أو أوساخ العمل بارزة على ثيابه.





يقول يحيى بن عبد الرحمن الحنظلي:"أتيت محمد بن الحنفية، فخرج إلي في ملحفة حمراء، ولحيته تقطر من الغالية (خليط من أفضل الطيب). فقلت: ما هذا؟ قال: إن هذه الملحفة ألقتها علي امرأتي، ودهنتني بالطيب، وإنهن يشتهين منا ما نشتهي منهن".





وفي حديث أم زرع في الصحيحين، تقول إحدى النسوة مادحة زوجها: "زوجي: المَسُّ مسُّ أرنب، والريح ريح زَرْنَب (نباتٌ طيِّب الرائحة)".





ولم يكن السلف الصالح يجدون غضاضة في أن يتزينوا لزوجاتهم، ولم يكونوا يرون ذلك مذمة ونقصا، أو تذللا وضعفا. يقول ابن عباس - رضي الله عنه -: "إني لأحب أن أتزيَّن للمرأة، كما أحب أن تتزين لي، لأن الله - تعالى - يقول: ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾.





وكان مما يتزين به الرجال: ترجيل الشعر، واستعمال الطيب، والاكتحال، ونظافة الجسم، ولبس حسن الثياب، وتطهير الفم بالسواك. وفي الحديث الشريف: "إن الله جميل يحب الجمال" مسلم. وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ بَدَأَ بِالسِّوَاكِ" مسلم.





وكان - صلى الله عليه وسلم - يوصي الرجال أن لا يدخلوا على زوجاتهم ليلا إذا رجعوا من السفر ويقول: "إِذَا أَطَالَ أَحَدُكُمُ الْغَيْبَةَ، فَلاَ يَطْرُقْ أَهْلَهُ لَيْلاً" البخاري.





وحتى إذا اضطر لذلك، فليعلم زوجته، حتى لا يجدها متبذلة، ليس عليها من مظاهر الزينة شيء. فعن جابر - رضي الله عنه - قال: "كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزاة، فلما قدِمنا المدينة، ذهبنا لندخل، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أمهلوا حتى تدخلوا ليلاً - يعني: عِشاءً - لكي تمتشط الشَّعِثَة، وتستحد المُغِيبة" متفق عليه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-11-2019, 04:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,311
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الحقوق المشتركة بين الزوجين

سلسلة أركان الأسرة (13)


الحقوق المشتركة بين الزوجين (2)



غيرة أحدهما على الآخر



د. محمد ويلالي



الخطبة الأولى



تحدثنا في الجزء الثاني عشر من سلسلة أركان الأسرة، عن الحق الأول من الحقوق المشتركة بين الزوجين، وهو ما يجب أن يكنه كل واحد منهما للآخر من محبة ومودة، ومشاعر تفيض بالاحترام والتقدير والسكن والرحمة. كما تحدثنا عن الحق الثاني المتلخص في تجمل أحدهما للآخر، ولقياه على أحسن هيئة ومظهر، وهي كلها أس بناء أركان الزواج، ودعائمه التي لا يستقيم إلا بها، ولا يستقر إلا في كنفها.



ونزيد اليوم - إن شاء الله تعالى - حقا آخر مشتركا بين الزوجين، له أهميته القصوى في الحفاظ على الأسرة متماسكة، سعيدة، مطمئنة، وهو غيرة أحدهما على الآخر، إذ المرأة السعيدة هي التي تشعر أن زوجها يغار عليها، ويصونها مما يخدش حياءها، ويحفظها مما يدنس شرفها، ويحميها مما يلوث دينها. كما أن الزوج السعيد هو الذي يحس أن زوجته تغار عليه، فلا تحب أن تراه في مواطن الشبه، ولا متلبسا بما يشين سمعته، أو يخدش كرامته. تحبه تقيا ورعا، عفيفا طاهرا، قنوعا صابرا.



قال المناوي في الفيض: "أشرف الناس وأعلاهم همة، أشدهم غيرة". وقال الإمام الذهبي: "لا خير فيمن لا غيرة له".



غير أن الغيرة المطلوبة ما كانت معتدلة، لا تجنح إلى المبالغة إلى حد التشكك في كل شيء، وإلا انقلبت غيرة مذمومة، تسيء إلى الطرفين أكثر مما تحسن إليهما.



والأزواج والزوجات أمام الغيرة ثلاثة أصناف:

الصنف الأول: من لا غيرة له - أصلا -. وهذا قبيح في شرع الله، مذموم في الطبع البشري السوي، مرفوض في العقل السليم، ولذلك مُنع صاحبه من دخول الجنة. يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:"ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدا: الدَّيوث، والرَّجُلة من النساء، ومدمن الخمر". قالوا: يا رسول الله، أما مدمن الخمر فقد عرفناه، فما الديوث؟. قال: "الذي لا يبالي من دخل على أهله". قلنا: فما الرجلة من النساء؟. قال: "التي تَشَبَّهُ بالرجال" ص. الترغيب.



والديُّوث هو الذي لا يغار على أهله، أو هو الذي يقر في أهله الخبث، ويخشى أن يكون منه من يستبيح لزوجته أن تخرج إلى الشارع متزينة بأنواع الزينة، متبهرجة بأجمل الثياب، مستعملة لأثمن العطور وأكثرها جاذبية، تظهر مفاتنها للناس، ينهشونها بأعينهم، ويلمسونها بأيديهم، بل ربما اصطحبها إلى المراقص والحفلات، ترقص معه أمام الملإ، وربما رقصت مع غيره، دون أن يحرك ساكنا، أو يبدي امتعاضا، وكأنها سلعة رخيصة مبذولة للناظرين.



مررت على الفضيلة وهي تبكي

فقلت علامَ تنتحبُ الفتاة



فقالت: كيف لا أبكي وأهلي

جميعا دون خلق الله ماتوا؟






وزاد الأمر استفحالا، هذه المهرجانات المقيتة، التي تقصد إلى قتل الغيرة في الرجال والنساء على حد سواء، كمهرجان موازين، الذي طلع علينا هذه السنة بفنون من العري والتهتك، وألوان من التفسخ والتبذل، واستطاع - مع ذلك - أن يجذب مليونين ونصف المليون من أبنائنا وبناتنا وزوجاتنا، الكل في غمرة من الرقص، وغيبوبة من الجدب، تحت الأضواء الكاشفة، التي ستكون حجة عليهم يوم القيامة.



فأين غيرتك أيها الزوج الكريم، الذي الأصل فيه أن ينتفض حرصا على عرض أهله، وطهر بناته، وعفاف بنيه، أم هي الحرية المزعومة، والمساواة المزيفة، والحضارة البراقة، والشعارات اللماعة؟.



وأين غيرتكِ أنت أيتها الزوجة الصالحة، التي الأصل فيها أن تنصح لزوجها أن يمتنع عن حضور مثل هذه المهرجانات الوضيعة، ويمنع أبناءه من هذه المراقص الخليعة، ويحجز بناته عن هذه الثقافات الممجوجة المائعة؟.



قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - مخاطبا الرجال الأزواج: "ألا تستحيون أو تغارون؟ فإنه بلغني أن نساءكم يخرجن في الأسواق يزاحمن العلوج (الأعاجم)" رواه أحمد، وقال شاكر: إسناده صحيح. هؤلاء يزاحمن الأجانب في الطرقات والأسواق فقط، فكيف باللواتي يحضرن أماكن الشبه، ويختلطن اختلاطا فاحشا بالرجال، أو يترصدن القنوات الفاضحة، والمواقع الماجنة، وربما شاركهن أزواجهن في ذلك، بلا مزعة حياء، ولا مسكة أخلاق؟، والله تعالى يقول: ï´؟ ولا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ولْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ï´¾. ويقول تعالى: ï´؟ ولا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ï´¾.



روى ابن القيم في كتابه "إغاثة اللهفان"، "أن الحطيئة نزل برجل من العرب، ومعه ابنته مليكة، فلما جنهُ الليل، سمع غناء، فقال لصاحب المنزل: كُفَّ هذا عني. فقال: وما تكره من ذلك؟ فقال: إن الغناء رائد من رادة الفجور، ولا أحب أن تسمعه هذه، يعني ابنته، فإن كففته وإلا خرجت عنك".



وقد يكون الزوج سيء الخلق، فَتُنزَع الغيرة من قلب زوجته، فتتركه يفعل ما يشاء، ويعبث بالأخلاق كيف يشاء. وهذا خلل واضح من هذه الزوجة التي أعانت زوجها على المنكر، ولم تستطع أن تكبح جماح سوء أخلاقه. فقد أراد شعيب بن حرب أن يتزوج امرأة، فقال لها: "إني سيِّئ الخلق". فقالت: "أسوأ منك خلقًا مَن أحوجك أن تكون سيئ الخلق". فقال: "إذًا أنت امرأتي".



الصنف الثاني: من يُفْرِطُ في الغَيرة، ويبالغ في التتبع والترقب، اللذين يستحيلان إلى شكوك زائدة، يصطلي بنارها أفراد الأسرة كلُّهم، فيعيشون في توتر واختلاف، وفقدان الثقة، كالرجل الذي ترتقي به الغيرة حتى يمنع زوجته من الخروج - تماما -، ومن المكالمات الهاتفية، ومن زيارة قريباتها وصديقاتها، ويغلق نوافذ البيت وأبوابه، ويتجسس على هاتفها، ويفتش حقيبتها وأوراقها، ويأتي البيت على حين غفلة منها، وقد يسيء الظن بها لأدنى شبهة، وهذه - لا شك - هي حياة الشك والنصب، والنكد والتعب، والهم والغم والعذاب.



وكم أدت هذه الغيرة إلى الخصومات والمشاحنات؟ وربما استفحلت، فأدت إلى الطلاق، وتفرق شمل الأسرة، أو على الأقل وضعت الزوجة موضع الريبة من الناس فرموها بالسوء ظلما، كما قال علي بن أبي طالب y:"لا تكثر الغيرة على أهلك، فتُرمى بالسوء من أجلك".



وقال سليمان لابنه: "لا تكثر الغيرة على أهلك ولم تر منها سوءً، فتُرمى بالشر من أجلك".



وحذرنا النبي من هذه الغيرة المذمومة، التي تبنى على الظنون والتخيلات، لا على الحقيقة والبرهان، فقال - صلى الله عليه وسلم -:"من الغيرة ما يحبه الله، ومنها ما يبغضه الله. فأما الغيرة التي يحبها الله، فالغيرة في الرِّيبة، وأما الغيرة التي يُبغضها الله، فالغيرة في غير ريبة" ص. أبي داود.



كما نجد بعض الزوجات يبالغن في التشكك في أزواجهن، فيترصدن هواتفهم، ويفتشن في حقائبهم وأغراضهم، ويتوجسن من علاقاتهم البريئة، التي قد تفرضها الوظيفة، أو التجارة، أو الأسفار المباحة، فتغلي قلوبهن بنار الغيرة الزائدة، فيعشن الضنك والقلق. ولقد أوصى عبد الله بن جعفر - رحمه الله - ابنته في ليلة زفافها قائلاً لها:"إياك والغيرة؛ فإنها مفتاح الطلاق، وإياك وكثرة العتب؛ فإنه يورث البغضاء".



الخطبة الثانية


• الصنف الثالث: صاحب الغيرة المعتدلة، وهي الوسط بين الطرفين، وهي مقتبسة من اتصاف الله تعالى بها. يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:"إِنَّ اللَّهَ يَغَارُ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَغَارُ، وَغَيْرَةُ اللَّهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ عَلَيْهِ" متفق عليه.



ويقول - صلى الله عليه وسلم -:"أَنَا أَغْيَرُ مِنْ سَعْدٍ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّى، وَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ" متفق عليه.



والمرأة تحب أن ترى من زوجها هذه الغَيْرة، فهي تريد أن تشعر بأن لها رجلاً يغار عليها ويحميها. وما أتعس المرأة إذا شعرت أن زوجها لا يبالي بها ولا يغار عليها.



فالمؤمن الغيور هو الذي يحرص على نشر الأخلاق الكريمة، والفضائل الرفيعة، ويحث أهله على الفضيلة، ويحجزهم عن الرذيلة. والمؤمنة الصالحة قد يدفعها حبها لزوجها أن تغار عليه ولو في المباح، ويبقى ذلك نزوعا فطريا معتدلا. فعن عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا لَيْلاً. قَالَتْ: فَغِرْتُ عَلَيْهِ. فَجَاءَ فَرَأَى مَا أَصْنَعُ فَقَالَ: "مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ؟ أَغِرْتِ؟". فَقُلْتُ: وَمَا لِي لاَ يَغَارُ مِثْلِي عَلَى مِثْلِكَ؟. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:"أَقَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ؟". قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَ مَعِي شَيْطَانٌ؟ قَالَ: "نَعَمْ". قُلْتُ: وَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ؟ قَالَ: "نَعَمْ". قُلْتُ: وَمَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟. قَالَ: "نَعَمْ، وَلَكِنْ رَبِّي أَعَانَنِي عَلَيْهِ حَتَّى أَسْلَمَ" مسلم.



جواد إذا الأيدي قبضن عن الندى

ومن دون عورات النساء غيور








وإذا كان شهر رجب يذكرنا بقصة الإسراء والمعراج، فإن الأولى بالمسلمين في هذا الظرف التاريخي الدقيق - الذي تكالبت فيه على المسلمين القوى الخارجية، والمكائد الداخلية لبعض أبناء قومنا - أن يعرجوا بأخلاقهم إلى ما يحقق رفعتهم، ويسترجع هيبتهم، ويجعلهم يدا واحدة على من سواهم.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-11-2019, 04:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,311
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الحقوق المشتركة بين الزوجين

سلسلة أركان الأسرة (14)

الحقوق المشتركة بين الزوجين (3)


الثقة المتبادلة بينهما (1)


د. محمد ويلالي

الخطبة الأولى

وصلنا ونحن نتحدث عن الحقوق المشتركة بين الزوجين ضمن سلسلة أركان الأسرة في جزئها الثالث عشر إلى الحديث عن حق الغيرة المعتدلة بين الزوج وزوجته، بعد أن انتهينا من حق الحب المتبادل بينهما، وحق تجمل أحدهما للآخر.

وحديثنا اليوم إن شاء الله تعالى عن حق آخر مشترك بينهما، يعتبر حضوره بين الطرفين ضروريا لاستمرار استقرار الأسرة، وطمأنينتها، وسلامتها من الخلافات الزوجية، والخصومات الأسرية. إنه حق الثقة التي يجب أن تكون متبادلة بينما، محيطة بعلاقتهما، حاكمة على تصرفاتهما، إذ فقدانها سبيل للتفكك، وطريق للتشرد، ومفتاح للقلق وسوء الظن، الذي يعتبر من أعظم مداخل الشيطان للتفريق بين الزوجين. يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ، فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا. فَيَقُولُ: مَا صَنَعْتَ شَيْئًا. قَالَ: ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ. فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ: نِعْمَ أَنْتَ، فَيَلْتَزِمُهُ" مسلم.

وقد يكون الساعون للتفريق بينهما من الإنس، الذين يمكرون ويجتهدون ليل نهار في زرع الشكوك بين الزوجين، والإيقاع بينهما حسدا من عند أنفسهم. قال تعالى: ï´؟ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ ï´¾ [البقرة: 102].

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "شرار عباد الله: المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الباغون للبرآء العيب" صحيح الأدب المفرد.

ومن أعظم ما يحافظ على الثقة المتبادلة بين الزوجين، الصدق في القول والفعل، أن تكون معاملة أحدهما للآخر مسيجة بالشفافية، ومحاطة بالوضوح، لا يخفي أحدهما عن الآخر شيئا، ولا يظهر أمامه بوجه، ويخفي وجها آخر. فإذا أخطأ أحدهما في حق الآخر، صارحه بالحقيقة، واعتذر عن خطئه، فذلك خير من التستر، والتحايل، وربما الكذب، حتى لا ينكشف أمره، ولا يفتضح سره، فإنه متى تسرب ذلك إلى الحياة الزوجية، دمرتها، وأشعلت وقود الغيرة والشك، وفتحت الباب أمام الظنون والتخرصات، مما يجعل الحياة قلقا محزنا، واضطرابا فاتكا، وشكا مدمرا. حتى وجنا في دولة عربية أزيد من 8% من الخلافات مرجعها إلى شك الزوج في سلوك زوجته.

وقد أخبر زوج أن علاقته بزوجته ساءت، وأحاطها الشك القاتل، والظن الماحق، بسبب كذب زوجته. وأخبر آخر أن الكذب كان سبب طلاق امرأته. فهل يتقي الزوجانِ الله تعالى، فيكفان عن الظهور بوجهين، والكيل بمكيالين؟.

ولا بأس أن يخبر الزوج زوجته عن مكان خروجه، ومدته، وسببه، ويحدثَها عن ظروف عمله، وعن أفكاره، ومشروعاته، وما يشغل باله، فلربما وجد عند زوجته ما يجيب عن بعض أسئلته، ويبدد حيرته، ويزيل همه.

فهذه أم سلمة رضي الله عنها يجد عندها النبي - صلى الله عليه وسلم - حلا ليقنع الصحابة بضرورة قبول بنود صلح الحديبية. وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسأل ابنته حفصة عن المدة التي تصبر فيها عن غياب زوجها، وقال لها: "لولا أني أريد النظر للمسلمين ما سألتك". ثم خرج بقرار يسري على المسلمين كلهم، حيث وَقَّتَ للناس في مغازيهم ستة أشهر، لا يزيدون عنها.

قالت سُعدَى: "دخلت يوماً على طلحة بن عبيد الله (زوجها)، فرأيت منه ثقلاً (هماً)، فقلت له: ما لك؟ لعلك رابك منا شيء (لعله صدرت منا إليك إساءة) فَنَعْتِبَك (فنعتذر لك). قال: لا، ولنعم حليلة المرء المسلم أنتِ، ولكن اجتمع عندي مال، ولا أدري كيف أصنع به. قالت: وما يغمك منه؟ ادع قومك، فاقسمه بينهم. فقال: يا غلام، علي بقومي. قالت: فسألت الخازن كم قسم؟ قال: أربعمائة ألف" ص. الترغيب. هكذا تكون الزوجة محط ثقة الزوج، يستشيرها ويعمل بمشورتها، ويشاركها همومه كما يشاركها أفراحه، فهما وجهان لعملة واحدة.

وعلى الزوجة أن تحافظ على ثقة زوجها بها، فلا تخرج إلا بإذنه، ولا تُدخِل أحدا بيته إلا بإذنه، ولا تأخذ من ماله قليلا أو كثيرا إلا بإذنه، ولا تُقدِم على عبادة من العبادات التطوعية إلا بإذنه، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَصُومَ وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ، وَلاَ تَأْذَنَ فِي بَيْتِهِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ" متفق عليه. فإن ذلك مما يحافظ على جو الثقة المتبادلة بينهما، ويحقق سعادتهما، ويجعل حياة الأسرة مفعمة بالود والاحترام، والسلامة والاطمئنان.

فإذا وقع من أحد الطرفين خطأ من الأخطاء التي تجري على بني آدم، فعلى الآخر أن يحمله محمل حسن الظن، لا أن يجعله سبيلا لهدم كيان الأسرة، وتقويض أركانها، فكل ابن آدم خطاء، ولكل جواد كبوة، ولكل امرئ هفوة، لم يُستثن من ذلك إلا الأنبياء.

إذا كُنتَ في كل الأمور مُعاتبًا
صَديقَك لَم تلقَ الذي لا تُعاتِبه

فعِش واحدًا أو صِل أخاك فإنه
مُقارِف ذنبٍ مرَّةً ومُجانبه

ومَن ذا الذي تُرضى سجايَاه كلُّها
كفى المرءَ نُبْلاً أن تُعَدَّ مَعايبه


واشتهر قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك على ما يغلبك عليه. ولا تظنن بكلمة خرجت من في امرئ مسلم شراً وأنت تجد لها في الخير محملا".

وحتى لا نقع في الظن السيء، أمر شرعنا بعدم التجسس وتتبع العورات. قال تعالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا ï´¾ [الحجرات: 12]. وعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيْلاً، يَتَخَوَّنُهُمْ، أَوْ يَلْتَمِسُ عَثَرَاتِهِمْ" مسلم. وقال - صلى الله عليه وسلم -:" إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلاَ تَجَسَّسُوا، وَلاَ تَحَسَّسُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ الله إِخْوَانًا" متفق عليه.

ومن الأمراض القاتلة للحياة الزوجية، الموقدة لنار الاضطراب، وسوء العلاقة، أن ينبش أحد الزوجين في ماضي الآخر، فيذكر الأخطاء التي كان يقع فيها، ويبني عليها الأحكام الجائرة، أو يذكرها عند كل خصومة، مع أن الإسلام يجب ما قبله، والتوبة تمحو الخطيئة. يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله تعالى عنها، فمن ألم بشيء منها فليستتر بستر الله، وليتب إلى الله" ص. الجامع. ويقول - صلى الله عليه وسلم -:"إِنَّكَ إِنِ اتَّبَعْتَ عَوْرَاتِ النَّاسِ أَفْسَدْتَهُمْ، أَوْ كِدْتَ أَنْ تُفْسِدَهُمْ" ص. أبي داود.

الخطبة الثانية

أيها الأزواج الأفاضل، وأيتها الزوجات الصالحات، ها هو شهر شعبان يهل علينا ببشارته لمن أراد أن يغير سلوكه، ويعدل أخلاقه، ويقوم طبعه. شهر يغفل عن فضله الغافلون، وينام عن قدره النائمون. فيه ليلة عظيمة، فيها يتراحم المتراحمون، ويتعاطف المتعاطفون، ويتجاوز المتجاوزون، هي ليلة النصف منه، التي من أسمائها كما قال صاحب الكشاف: "الليلة المباركة، وليلة البراءة، وليلة الصك، وليلة الرحمة".

فلماذا اكتسبت كل هذا الفضل؟ يقول عنها النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان ليلة النصف من شعبان، يَطَّلِعُ الله عز وجل إلى خلقه، فيغفر للمؤمنين، ويترك أهلَ الضغائن، وأهلَ الحقد بحقدهم" صححه في "ظلال الجنة". وفي حديث آخر: "يَطَّلِعُ الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن" صحيح الترغيب.

والمشاحن هو: المخاصم والمعادي. قَالَ الطَّيِّبِي: "لَعَلَّ الْمُرَاد ذَمُّ الْبِغْضَة الَّتِي تَقَع بَيْن الْمُسْلِمِينَ مِنْ قِبَل النَّفْس الْأَمَارَة بِالسُّوءِ.. فَلَا يَأْمَن أَحَدهمْ أَذَى صَاحِبه مِنْ يَده وَلِسَانه".

فكيف إذا علمت أنها ليلة توسطت عقد هذا الشهر المبارك، الذي ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى؟ فعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: "ذاك شهر يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم" ص. النسائي.

ولذلك كان - صلى الله عليه وسلم - يستعين على ذلك بالإكثار من الصيام فيه. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان" متفق عليه.

فهذه فرصتكم أيها الأزواج والزوجات، لتعيدوا النظر في علاقاتكم، ولتراجعوا بناء أسركم، ولتهتموا بما يصلح شأنكم، والله يتولاكم.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-11-2019, 04:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,311
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الحقوق المشتركة بين الزوجين

سلسلة أركان الأسرة (15)







الحقوق المشتركة بين الزوجين (4)




التعاون على العبادة (2)



د. محمد ويلالي






الخطبة الأولى


توقفنا في الجمعة الماضية - ضمن سلسلة أركان الأسرة في جزئها الرابع عشر - على الحق الثالث المشترك بين الزوجين، وهو ضرورة سيادة الثقة المتبادلة بينهما، بحيث يصير أحدهما سكنا للآخر، وموضع أسراره، ولباسه الذي يستره، وغطاءه الذي يحفظه. وكنا قبل ذلك تعرفنا حق الغيرة المعتدلة بينهما، وحق الحب المتبادل بينهما، وحق تجمل أحدهما للآخر.








غير أن هذه الحقوق المشتركة كلها لا يستقيم أمرها، ولا يشتد عودها، إلا بأن تبنى العلاقة بين الزوجين على التعاون على عبادة الله، والتقرب إليه بشتى أنواع الطاعات. وهذا يقتضي أن يكون الزوجان على جانب من تقوى الله تعالى، تسيج علاقتهما منذ البداية حتى النهاية، انطلاقا من قول الله تعالى: ï´؟ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ï´¾ [المائدة: 2].





فالعلاقة مبنية - منذ البداية - على شعار التعاون على عبادة الله تعالى. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:"إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ" صحيح سنن الترمذي. ويقول - صلى الله عليه وسلم -:"تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ، وَانْكِحُوا الأَكْفَاءَ وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ" صحيح سنن ابن ماجة. ومن جهة النساء، يحذر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ينساق الراغب في الزواج وراء البحث عن الجمال، أو النسب، أو المال، ويغفل ركيزة الدين التي عليها مدار صلاح الأسر. يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:"تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ" متفق عليه. قال المناوي: "تربت يداك: أي: افتقرتا، أو لَصِقَتَا بالتراب من شدة الفقر إن لم تفعل".





وجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - التزوج من المرأة الصالحة، العابدة الزكية، اكتسابا لنصف الدين، فما بقي عليه إلا أن يتقي الله في النصف الآخر. يقول - صلى الله عليه وسلم - من حديث أنس - رضي الله عنه -:"من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الباقي" صحيح الترغيب.





ولقد تقرر عند أهل العلم، أن صلاح المرأة من صلاح زوجها، كما قال أحد المعاصرين: "فإن صورة أخلاق المرأة صورة نفس الرجل، لأنها مخلوقة منه، فعوجها من عوجه، واستقامتها من استقامته".





وابن الجوزي - رحمه الله - يقول: "وينبغي للمرأة العاقلة إذا وجدت زوجًا صالحًا يلائمها أن تجتهد في مرضاته، وتجتنب كل ما يؤذيه، فإنها متى آذته، أو تعرضت لما يكرهه، أوجب ذلك ملالته، وبقي ذلك في نفسه، فربما وجد فرصته فتركها، أو آثر غيرها".





فهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ينزل قول الله تعالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ï´¾ [التحريم: 6]، فيستيقظ ذات ليلة يتفقد زوجاته ويقول: "سُبْحَانَ اللَّهِ، مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الْفِتَنِ؟ (أي: كم قُدِّر في هذه الليلة من الفتن؟)، وَمَاذَا فُتِحَ مِنَ الْخَزَائِنِ؟ (أي: كم قَدَّرَ الله تعالى في هذه الليلة من الرحمة)، أَيْقِظُوا صَوَاحِبَاتِ الْحُجَرِ (زوجاته)، فَرُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا، عَارِيَةٌ فِي الآخِرَةِ" البخاري.





ويوصي - صلى الله عليه وسلم - زوجته حفصة - رضي الله عنها - بتقوى الله ويقول لها: "اتقي الله يا حفصة" صحيح سنن الترمذي. وكَانَ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّى مِنَ اللَّيْلِ، فَإِذَا أَوْتَرَ قَالَ لعائشة - رضي الله عنها -: "قُومِي فَأَوْتِرِي يَا عَائِشَةُ" مسلم.





قال ابن حجر - رحمه الله -: "ينبغي لهن أن لا يتغافلن عن العبادة، ويعتمدن على كونهن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ". ثم قال: "وفيه نَدْبية إيقاظ الرجل أهله بالليل للعبادة".





وحتى إذا تقاعس الزوج عن العبادة وتكاسل، وجد من زوجته من يعينه على ذكر الله، ويذكره بطاعته. يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "رَحِمَ اللَّهُ رَجُلاً قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى، وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ، فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ. ورَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ، وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ" ص. أبي داود. ويقول - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا اسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ مِنَ اللَّيْلِ، وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ، فَصَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ، كُتِبَا مِنَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ" ص. أبي داود. وقد وعد الله تعالى الذاكرين الله كثيرا والذاكرات بقوله: "أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا".





وهذا عائشة - رضي الله عنها - تبكي تعجبا من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة. فقد سألها عبدالله بن عمير فقال: حدثينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فبكت وقالت: قام ليلة من الليالي فقال: "يا عائشة، ذريني أتعبدِ الليلة لربي". قالت: والله إني لأحب قربك، وأحب ما يسرك. قالت: فقام، فتطهر، ثم قام يصلي، فلم يزل يبكي حتى بَلَّ حِجرَه، ثم بكى، فلم يزل يبكي حتى بل الأرضَ. وجاء بلال يُؤْذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله، تبكي وقد غَفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبدا شكورا؟"، لقد نَزلت علي الليلةَ آياتٌ، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها: (إن في خلق السماوات والأرض)" صحيح الترغيب.





ولقد كان الصحابة والصالحون بعدهم مع نسائهم مضرب المثل في التعاون على العبادة، والإكثار من الحسنات.





فهذا أبو هريرة - رضي الله عنه - كان يقوم ثُلُث الليل، ثم يوقظ امرأته فتقوم ثلثه، ثم يوقظ ابنته لتقوم ثلثه".





وقال أبو عثمان النهدي - رحمه الله -: "تضيَّفت أبا هريرة سبع ليال، فكان هو، وخادمه، وامرأته، يعتقبون الليل أثلاثًا".





وعن الحسين بن عبدالرحمن قال: "انتبهت امرأة حبيب أبي محمد ليلةً وزوجها نائم، فأنبَهته في السَّحر، وقالت: قم يا رجل، فقد ذهب الليل، وجاء النهار، وبين يديك طريق بعيد، وزاد قليل، وقوافل الصالحين قد سارت قُدَّامنا، ونحن قد بَقِينا".





وإذا كانت طاعة الزوج سبيلا لدخول الجنة، فإن صلاح الزوجة هو التجارة الرابحة. فبعد افتراض الزكاة، جاء عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أي المال نتخذ؟ فقال: "ليتخذْ أحدكم قلبا شاكرا، ولسانا ذاكرا، وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على أمر الآخرة" صحيح سنن ابن ماجة. قال المباركفوري: "أي: تعينه على دينه، بأن تُذكره الصلاة والصوم، وغيرهما من العبادات، وتمنعه من الزنا، وسائر المحرمات".





وقد تعين المرأة زوجها في الصدقة بالمال، وبخاصة إذا كان بخيلا، أو متهاونا في هذا الباب. فعن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِذَا أَنْفَقَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ طَعَامِ بَيْتِهَا غَيْرَ مُفْسِدَةٍ، كَانَ لَهَا أَجْرُهَا بِمَا أَنْفَقَتْ، وَلِزَوْجِهَا أَجْرُهُ بِمَا كَسَبَ" متفق عليه.





وكانت المرأة المسلمة إذا خرج زوجها لطلب الرزق، توصيه وتقول له: "اتَّق الله فينا، ولا تُطعمنا إلا حلالاً، فإننا نصبر على الجوع في الدنيا، ولا نصبر على نار جهنم".





الخطبة الثانية


لقد انقلب حال كثير من الأسر في هذا الزمان، الذي أصبحت الماديات فيه أساس العلاقة الزوجية، وأصبحت قيمة بعض الأزواج في تجميل صورتهم أمام الناس، والظهور بمظهر الأناقة والحداثة، واتباع صيحات الموضة، وصرخات الزينة الظاهرية، وإن صحب كلَّ ذلك خواء روحي، وفقر إيماني، وضعف أخلاقي.





فها هي الدراسات تقول بأن 20% من حالات الطلاق التي وقعت في العالم العربي في الأعوام الثلاثة الماضية، سببها عدم رضا أطراف الأسرة بحالتهم الواقعية. في الوقت الذي يُنفَق فيه على الأعراس في الشرق الأوسط ما يقارب 20 مليار س مغربية، وقرابة هذا المبلغ ينفق على التجميل، بحث تدفع المرأة الواحدة أزيد من 30 ألف درهم سنوياً على أدوات التجميل. وطلعت علينا الأخبار هذه الأيام ببيع أحذية من ذهب في خمس مدن في العالم إحداها مدينة عربية.





فهل تحتاج المرأة إلى كل هذا المبالغ لتتزين لزوجها، أم هو الإسراف مباهاة، والتبذير منافسة؟.


روى عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: "لما نزلت: (من ذا الذي يقرض الله قرضًا حسنًا فيضاعفَه له)، قال أبو الدحداح الأنصاري: يا رسول الله، وإن الله - عز وجل - ليريد منا القرض؟ قال: "نعم يا أبا الدحداح". قال: أرني يدك يا رسول الله. فناوله يده. قال: فإني قد أقرضت ربي - عز و جل - حائطي". قال ابن مسعود: "وحائط له فيه ستمائة نخلة، وأم الدحداح فيه وعيالها. فجاء أبو الدحداح فناداها: يا أم الدحداح. قالت: لبيك. قال: أخرجي، فقد أقرضته ربي - عز وجل -" صححه في تخريج أحاديث المشكاة. وفي رواية مشابهة، قالت له: "رَبِح البيع".






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 109.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 105.77 كيلو بايت... تم توفير 3.27 كيلو بايت...بمعدل (3.00%)]