ولا تيئسوا من روح الله - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215463 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61211 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29187 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-01-2023, 09:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي ولا تيئسوا من روح الله

ولا تيئسوا من روح الله


أ. منى مصطفى


وصيتي لأولادي (2)

﴿ وَلَا تيئسوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ


بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أولادي الأحباء وأولاد المسلمين، أردتُ أن أواصل الكتابة إليكم حبًّا فيكم، ومسؤوليةً تُجاه باريكم، فِطرتي تؤزُّني أزًّا لمؤازرتكم والعالم من حولي يُقصيكم عني إقصاءً، ويُبعد عني سمعكم وبصركم، وأحيانًا أبدانكم، فلم أجد بدًّا من الكتابة إليكم، لعلَّ الله يحفظ هذه الأحرف التي أكتُبها بمداد من روحي، وتجد سبيلها إلى قلوبكم، ولا أجد معينًا أخصبَ من كتاب ربكم، وسنة حبيبنا نبي الله ورسوله صلوات الله وسلامه عليه؛ ليكون منه مُحكم الكلم الذي أُوصيكم به، فنحن في زمن تزيد فيه المتغيرات يومًا بعد يوم، حتى إن الدين الذي هو أيسر الأمور قبولًا للإنسان صاحب الفطرة السليمة؛ لأنه مفطور عليه وعلى قَبوله، صار من أكثر الأمور صعوبةً في الفَهم، بَلْهَ التطبيق.

افطَن ابني الحبيب أنك مسلم، وارفع رأسك وافخَر، ته بهذا الشرف ولا تتبرأ منه، اثبت على التوحيد ثبَّتك الله وخذَل عدوَّك، والله الذي لا إله إلا هو، إن ما تصوِّره لك العين من معاناة ترتعد منها فرائص الأقوياء من الرجال، هي في ميزان الألم كوخز الإبر فقط، وذلك لأنها في سبيل ثباتك على لا إله إلا الله بموجباتها؛ فاجعل من اليقين قاربَ نجاتك، ومن الرسل المصطفين نبراسَ فكرك، ألا تتذكر ما فعله سيدنا إبراهيم بولده، ألقاه وأمَّه في وادٍ غير ذي زرع، ما الذي منَعه من البكاء والتذلل لله؟ ما الذي منَعه من مراقبتهم أو البقاء بجوارهم؟ ما الذي جعل البرد يترقرق على قلبه؟ لا شيء سوى اليقين في موعود الله.

وقديمًا عندما كنت أقرأ قصته أبكي على سيدنا إبراهيم، ويصوِّر لي خيالي أن الألم ينهش قلبه عندما تولى عن وليده الذي رُزِقَه بعد صبرٍ طويل! ولم أكن أحزَن على سيدنا إسماعيل وأمه، ولكن الآن بعد أن فهِمت معنى اليقين وتعمَّق فهمي لاسم الله الحفيظ والحكيم، علِمت أن إبراهيم عليه السلام مضى راضيًا مبتسمًا بما قذَفه الله في قلبه من برد اليقين، وأن الله لن يُضيعهم؛ لأنه استودعهم الحفيظَ الكريم، بل ربما زادت سعادته تكفَّل بمسؤولية تَنشئة ولده، وسيَصنعه المولى الخبير على عينه.

أولادي الأحبَّاء، تمثَّلوا قول ربكم: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ﴾ [آل عمران: 103]، هذه الوصفة السحرية اليسيرة على مَن يسَّرها الله عليه، اعتصِم بكتاب ربِّك، فكلما أخذتك نفسك عُدْ، وكلما اقترفتَ ذنبًا تُبْ، فإن طرَقت باب ربِّك، بدَّل سيئاتك حسنات.

اجعل نفسَك كلَّ صباح ومساء وديعةً عن باريها، اجعل للسانك دقائقَ من اليوم للدعاء والمناجاة الخفية؛ تصلح فيها ما أفسدته الدنيا، اجعَل لك مؤنسًا من مشاعر القرب والالتجاء لله، تُغنيك عن جَفوة الناس والتعلق بهم، فكل إنسان ترجوه هو ضعيف مثلك، لن تجد عنده ما تأنَس به روحُك، وإن وجدت ذلك عنده، فلربما لا تستطيع تسديد المقابل له، ويومًا ما ستصبح عبئًا عليه يداريك صبرًا أو كرهًا!

أعمدة رُوحك لن تقام بعيدًا عن خالقها، كيف نعيش الفزع والخوف في كل نازلة، ونحن عباد الله الواحد مليك السماوات الأرض، فالنصر بيده، والهزيمة بقدره، والموت والحياة بحكمته، والأمراض والأوبئة رحمة منه بالمؤمن، وعذاب مِن قِبَلِه للكافر، فكن في عُسرك ويُسرك عبدًا لله تنجُ، وقد رُوي عن رسولنا صلى الله عليه وسلم عنْ أبي هُرَيْرةَ: (الشُّهَدَاءُ خَمسَةٌ: المَطعُونُ، وَالمبْطُونُ، والغَرِيقُ، وَصَاحبُ الهَدْم وَالشَّهيدُ في سبيل اللَّه)؛ متفقٌ عليهِ.

فأي رحمة خص الله جل وعلا بها عباده ولو تدبَّرت ماضي أمَّتك، لوجدت كثيرًا من الأوبئة قد أصابت الناس، وما ضرهم، فالأعمار مقدرة نسأل الله أن يُحيينا حياة كريمة، ويُميتنا ميتة كريمة بعلمه، من أنفلونزا الطيور ثم الخنازير ثم كورونا، عبورًا بالإيدز وأمراض المناعة المختلفة، فما حيلتنا غير الأخذ بالأسباب والتصديق بقول ربك: ﴿ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ﴾ [الرعد: 38].

إذًا وسط هذا اللغط السائد، عليك إدارةَ نفسك، درِّبها على التعلق بالله عزَّ وجل، واجعل من حبل ربك لك عاصمًا، ومن سنة حبيبه هاديًا، وإن ارتبتَ في أمرٍ، فردَّه إلى جماعة المسلمين، واستفت قلبك، ولن يصدقك قلبك إلا إن كنت محتفظًا بفطرتك من الملوثات، وتحلَّ بالصبر فالطريق طويل؛ لأن الأصل في الحياة الكبد لا الراحة.

وتذكَّر في كل نازلة أن رحمة وسِعت كل شيء، وأن الأمل يصارع الألم، فها هو سيدنا يعقوب لا يستطيع إخماد الأمل في صدره، ويحث بنيه على ما وقَر في قلبه مِن علمه برحمة الله، وحُسن تدبيره، فقال لهم قول الواثق بالله: ﴿ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87].

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.19 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]