أخِلاّء الجِنان - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11910 - عددالزوار : 190800 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 554 - عددالزوار : 92644 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 114 - عددالزوار : 56861 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 78 - عددالزوار : 26158 )           »          شرح كتاب التفسير من مختصر صحيح مسلم للمنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 714 )           »          الدين والحياة الدكتور أحمد النقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 57 )           »          فبهداهم اقتده الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 55 )           »          يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 24 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-01-2020, 05:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,566
الدولة : Egypt
افتراضي أخِلاّء الجِنان

أخِلاّء الجِنان

أمينة أحمد زاده





هي جدول متدفق من المشاعر الحانية، والأحاسيس الرقيقة الصادقة. هي بلسم الحياة، وإشراقة نفس، وابتسامة شفاه. هي شجرة مثمرة، أغصانها متشابكة، انبثقت من دوحة واحدة، نباتها الصدق والإخلاص، وماؤها التواصي بالحق، ونسيمها حسن الخلق.


هي نعمة من الله لا تُشترى بالمال، عطّرها الإيمان وتقوى الرحمن، يُنعم الله بها على عباده المؤمنين الأزكياء الأنقياء الأتقياء.


إنها الأخوّة في الله، أوثق عُرى الإيمان وأقوى من رابطة النّسَب والمال والجاه والحَسَب. هي أخوة لا تطيب الحياة إلا بها حيث تسمو النفوس وتطمئن القلوب فلا حقد ولا حسد، ولا بغض ولا فتنة ولا ضغينة. الأخوة في الله طوق النجاة وكنز الحياة. وهي لا تُبنى إلا على أواصر العقيدة والإيمان والحب في الله. عقدها الله بين المؤمنين وباركها فقال جل جلاله: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ [الحجرات: 10]، وهي نعمة امتَنّ الله بها على المسلمين فأّلف بها قلوبَهم؛ يقول سبحانه: ﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا [آل عمران: 103].


وبيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن إيماننا لا يكتمل إلا بحبّنا للإخوان ما نحبّ لأنفسنا؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه» متفق عليه، كما جعل صلى الله عليه وسلم محبة المؤمنين بعضَهم بعضاً شرطاً أساسياً للإيمان ودخول الجنة؛ فيقول: «لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابّوا...» رواه مسلم في صحيحه، فيصبح المجتمع المؤمن كالجسد الواحد؛ قال صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرُ الجسد بالسهر والحُمّى» رواه مسلم.


الأخوّة في الله هي التراحم والتعاون والإيثار، هي تنفيس الكروب وتفريج الهموم وستر العيوب، هي عدم الغش والظلم والأذى بالقول أو الفعل، هي منع المسلم أن يخذل أخاه المسلم أو أن يقصّرَ في مدّ يد العون إليه؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من نفّس عن مؤمن كُربةً من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه» رواه مسلم.


ولم توجد أخوّة في التاريخ أصدق وأنقى وأطهر من أخوّة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين آخى بين المهاجرين والأنصار؛ فكم تقاسموا الأموال والبيوت! وكم آثروا على أنفسهم رغم الخصاصة!


إن الحب في الله لا تدنّسه المعاصي ولا تلوّثه المصالح والأنانية البغيضة؛ فالأخ يقف إلى جانب أخيه في أفراحه وأتراحه، آلامه وآماله، ويحفظه في حضوره وغيابه. فالإخوان تَسْلية وتَسْرِيَة قربهم سعادة ونجاة وبعدهم رحمة ودعاء.


وأعجز الناس مَن عجز عن اكتساب الإخوان، وأعجز منه مَن ضيع مَن ظفر به منهم؛ يقول لقمان: يا بُنيَّ ليكن أول شيء تكسبه بعد الإيمان بالله أخاً صادقاً، فإنما مثله كمثل شجرة: إن جلستَ في ظلها أظلّتْك، وإن أخذتَ منها أطعمتْكَ، وإن لم تنفعك لم تضرك.


قيل لابن السمَّاك: أي الإخوان أحق ببقاء المودة؟ قال: الوافر دينه، الوافي عقله، الذي لا يَمَلُّكَ على القُرب، ولا ينساك على البُعد.


وكان الحسن البصري يقول: تواصلوا مع أصحابكم، فالصاحب الوافي مصباح مضيء، قد لا تدرِكُ نوره إلا إذا أظلمت بك الحياة.


وأوصى بعض الصالحين ابنه حين الوفاة فقال: يا بني! إذا أردت صحبة إنسان فاصْحَبْ مَنْ إذا خدمك صانك، وإذا صَحِبْتَه زانك، واصْحَبْ مَن إذا مددت يدك للخير مدها، وإذا رأى منك حسنة عدها، وإن رأى سيئة سدّها...


إن صحبة أهل الصلاح هي دواء وتكريس للخير والفضيلة، وصحبة أهل الشر داء وتكريس للشر والرذيلة، يقول سبحانه: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا... [الفرقان: 27، 28] الفرقان، ولذلك عَظُمَتْ منزلةُ الصديق عند أهل النار فيقولون ﴿ فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ﴾ [الشعراء: 100، 101].


وكل جليس يتأثر بجليسه؛ فإما يقوده إلى الجنة وإما يهوي به إلى النار.


وحين تُبنَى الأخوّة في الله على أساس العقيدة فإنها تؤتي ثمارها الطيبة في الدنيا والآخرة، ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى: «وَجَبتْ محبتي للمتحابين فيّ، والمتزاورين فيّ، والمتباذلين فيّ والمتجالسين فيَّ» رواه أحمد.


ويكفي المتحابين في الله تشريفاً وتكريماً أن يظلَّهمُ الله في ظل عرشه؛ فقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أُظلهم في ظلي يوم لا ظلَّ إلا ظلي»... وفي رواية للتِّرمذيّ: «المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيّون والشهداء» قال عنه الترمذي حديثٌ حسنٌ صحيح. فَلْيَنعَموا على منابرهم في ظل عرش الله!


إنّ كل محبة في غير الله تنقلب عداوة يوم القيامة إلا القلوب المؤمنة المتحابّة في الله المتمسكة بحبل الله فإن موعدها الجنة؛ يقول تعالى: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ * يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ﴾ [الزخرف: 67، 68].


ربَّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غِلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.65 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.27%)]