وراء الباب المغلق (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 803 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          خطورة الإشاعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من الخذلان الجهل بالأعداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الليبراليون الجدد.. عمالة تحت الطلب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-09-2021, 04:32 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,605
الدولة : Egypt
افتراضي وراء الباب المغلق (قصة)

وراء الباب المغلق (قصة)
ميادة بدوي



"لقد كان يومًا طويلًا بحق".
أُجهدتُ كما لم يحدث من قبل، أليس لي قليل من الراحة أو بعض الشراب الدافئ حتى أنعم بنومٍ لم أرَ مثله قط؟ حسنًا، سأفعل ذاك حالًا.

بدَّلتُ ملابسي، وأصبح معي كوب من الكاكاو الساخن الذي أحبُّه، وقرَّرتُ أن أتجوَّل قليلًا في بحر الصور التي لديَّ؛ ففيها من الأماكن الطبيعية ما يجلبُ الراحة حتى تغط في نومٍ عميق دون أن تدري.

فشرعتُ أقلِّب في ذاك الجهاز الصغير الذي أصبحتُ لا أستطيع العيش بدونه.

"كيف كنتُ يا ترى قبل اختراع الهاتف المحمول؟".
دسستُ قدمَيَّ تحت الغطاء في هيئة نصف اضطجاع كي أنعَمَ بكوبي السَّاخن، والآن هلمَّ إليَّ بالنوم العزيز!

"أعتقدُ أنَّ خيالي قد أخذني لأبعد مما أشتهي"، نظرتُ حولي قليلًا في محاولةٍ لاستيعاب أين أنا، ألَم أكن منذ قليل أحاول فقط النوم؟ ليس لي مِزاجٌ الآن لحلم أو كابوس، رأفةً بي أيها الخيال.

كان أمامي ممَرٌّ طويل يغلب عليه الظلام، إلَّا من أشعة ضئيلة جدًّا لا تُدرك مصدرها، وعلى الجانبين يوجد الكثير والكثير من الأبواب الخشبية ذات اللون البنيِّ، يغلب عليها القِدَم، وتفصلها مسافة صغيرة لا تتعدَّى نصف المتر.

نظرت لنفسي، أراني لا زلتُ أرتدي المَنامَة، ولكن كأني لستُ أنا، كأنِّي لا أشعر بجسدي، مجرَّد جسد موجود، لكن في الحقيقة لا أشعر بماهيته، لا أشعر أنِّي يمكنني تحريك ساقيَّ أو يديَّ، فقط ناظري هو القادر على التجوُّل، غريب!

سرتُ للأمام أو سار ناظري باتجاه أوَّل باب يقعُ على يساري، ربما خيالي أرادني أن أفتحه.

لم أكد أضع يدي حتى فُتح الباب، لم يكن مغلقًا، هناك وجدتُ غرفةً جميلة جدًّا، طلاؤها يبدو جديدًا على خلاف الممرِّ، كانت باللون الأزرق، وبها كرسيَّان أَسْودان ومنضدة سوداء، وكان هناك شخصان جالسان، لم أتبيَّنْهما، فاقتربتُ قليلًا، إنه لأمر عجيب!

كانت الشخصية الأولى رفيقة لي قديمًا، وقد حصل فيما بيننا خلافٌ كبير حتى انقطعَت فيه الصِّلات، أتذكر أنها ظلمَتْني بشكل أو بآخر، وإن كنتُ لا أتذكَّر ما حدث، ولم تعتذر ولم نتحدَّث.

أما الشخصية الأخرى، فكانت أنا! كنتُ جالسة أمامها نتحدَّث كأننا على عهدنا، واستشعرت أنَّني أسامحها على كل شيء كأنَّ قلبي تحوَّل لقطعةٍ إسفَنجية تتشرَّب الماء حتى آخر نقطة دون ضيق أو ضجر!

كان شعورًا رائعًا! ولكنِّي لم أفهم بعدُ كيف أرى نفسي، وأين أنا؟
أغمضتُ عيني لأستوعب، وحين فتحتُها كان ما يحدثُ أغرب، وجدتُ نفسي عدتُ لذاك الممرِّ بكل تفاصيله، إذًا فلا بأس أن أفتح الباب الأول عن يميني هذه المرة.

كان مغلقًا بمفتاح، يبدو أنَّه مهما كان ما يحدث لا يجب أن أراه!
دار ناظري حولي لأرى إنْ كان هناك مِفتاح، ووجدتُه أسفل الباب! فُتح الباب، وولجتُ.

غرفة ليست بالأنيقة ولا بالقبيحة، الحائط يغلب عليه اللون الأحمر كأنه يتوهَّج، وهناك أثاث قد تمَّ تكسيره بطريقة ما، منضدة نصفان وكراسي لَم تلتئم أشلاؤها، ومرايا قد تفتَّت زجاجها إلى أصغر مما تتخيل، كان هذا عندما رأيتُ في مرآة لا زالت سليمة وجهي، ولكن بملابس تختلف! لا بل كنتُ أحمل في يدي كرسيًّا كأني على وشك تحطيم هذه الأخيرة!

نظرت ورائي فإذا بي أرى نفسي من جديد، ولكن في حُلَّةٍ مختلفة، بل وفي ملابس سوداء، وبكل قوة أهوي بهذا الكرسي على المرآة المسكينة، فتبعثرَت!

لم أفهم ما الذي يُغضبني لهذا الحدِّ، حاولتُ الحديثَ مع نفسي:
"لماذا أنتِ أو أنا - إن صحَّ التعبير - غاضبة؟".
انتظرتُ قليلًا، فلم أجد إجابة، أعدتُ السؤالَ، ولكن لا جواب؛ غريب!

دار في خاطري أنِّي إذا كنتُ أحلم فأنا في شكل هلاميٍّ، ولن أرى نفسي حقًّا؛ إذًا لن أسمعني كذلك، فلِمَ العناء؟!
إذًا لا بأس، فلنخرج ونجرِّب بابًا جديدًا، وكان ذاك الباب الثالث، حين اقتربتُ منه تحوَّل لونه للأسود!

فتحتُه ولكن هذه المرَّة لم يكن مفتوحًا ولا مغلقًا بمفتاح، فقط مقفل، حسنًا هذا مطمئن.
الغرفة مظلمة جدًّا، لا أرى شيئًا، لكنِّي أسمع شيئًا ما.

أصغَيتُ السمع، "أهذا نحيب؟"، حاولتُ التجوُّل لأقترب من مصدر الصوت، ولكني أشعر به في كلِّ مكان، بل وأشعر...

أشعر كأنَّ قلبي يؤلمني، كأنَّه يعتصر ألمًا! لِم؟
هبطتُ بناظري أرضًا لأرى فتاة جالسة وقد جعلَت ساقيها بين يديها ورأسها على ركبتَيها وتبكي بحرارة، تبكي كثيرًا جدًّا، تبكي كأنَّها لن تبكي ثانيةً بعد هذه المرَّة!

أهي أنا؟
انتظرتُ قليلًا لأرى إن كنتُ هي أم لا؛ فقد أصبح الأمر محيِّرًا! وطالما كانت الأُخريان هما أنا، فلا بدَّ لهذه أن تكون أنا، ألا ترى هذا معي؟

رفعَتْ رأسَها فتبينتُ من ملامحها أنها أنا الحزينة جدًّا! إنَّ ملامحي تختلف؛ فالحزن يؤدِّي بنا إلى العَجز! ولكن لمَ أبكي؟

لم أجهد نفسي في السؤال، فلم أتوقَّع إجابة.
قلتُ في نفسي: "لمَ لا أكمل بقيَّة الأبواب؛ لعلِّي أهتدي لإجابة؟".

خرجتُ لأجرِّب الباب الرابع، كان مفتوحًا كالأول؛ بل من قبل أن أمسه وجدتُه يُخرج سَنا ضوءٍ كأن ما بداخله يتوهَّج!

نظرتُ من خلال الفُتحة، لم أتبيَّن شيئًا غير أنَّ هناك ضوءًا.
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-09-2021, 04:32 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,605
الدولة : Egypt
افتراضي رد: وراء الباب المغلق (قصة)

دخلتُ ويا ليتني لم أدخل!
كانت الغرفة عتيقة، تحمل الجدران لونًا خمريًّا كالبيوت التي ولَّى عليها الزمان، ولا يوجد بالحجرة سوى كرسي مرتفع المسند، وظهره باتجاه الباب، فلا أرى إن كان هناك أحد جالس أم لا، ويبدو أنَّ أمام الكرسي مدفأة من التي يُلقى فيها الخشبُ فتشتعل النيران.

أأنا هنا لأحترِق؟ يا ويلي! إنَّ المشهد مخيفٌ كذاك الذي نراه بأفلام الرُّعب، ربما رأيتُ فيلمًا قبل أن أنام، وهذا ما جعل هذا الكابوس يراودني؟ ماذا أفعل؟!

أقترب كما يحدثُ في الأفلام؟ أم أجعل ناظري وخطاي وكل ما أملكه يحملني خارجًا كي لا أموت رعبًا؟ أنا أحترِم الموت وطرقه، ويخزيني جدًّا أن تنتهي حياتي بالموت رعبًا جراء فيلم شاهدتُه، يا للخزي!

أدرتُ ناظري باتجاه الباب لأخرج، لم أكد أفعل هذا حتى سمعتُ صوتًا يناديني:
"لا لا، لا لا تقولي: إنَّها النهاية!".
"انتظري، فحتى وإن كان فيلمًا راعبًا، ففي نهايته دومًا يعرفون الحقيقة، ألا تريدين أن تعلمي الحقيقة؟".

كان هذا ما قاله الصَّوت.
تعجبتُ، أهناك حقيقة؟ أليس كل هذا حلمًا؟

"انظري إليَّ".
أدرتُ ناظري ببطء شديد كما يحدث في الأفلام، كأنِّي أتوقَّع أن أرى الوَحْش الذي سيعذِّبني برؤيتي له، ويستمتِع بطعمي.

ولكن لم يكن وحشًا.
في الحقيقة لم يكن فيلمًا.
لا، بل من الواضح أنَّه لم يكن حُلمًا!

كانت سيدة في الخمسين من عمرها على ما أعتقد، ترتدي ثيابًا بسيطة ولكنَّها أنيقة، فستانًا يحمل اللونَ الزهري والأبيض كأنها فتاة في العشرين، وقد ضفرَت شعرها، ويبدو أنه طويل للغاية.

"لا تفكِّري في ثيابي، بل فكِّري في شكلي".
يا للهول! "كيف عرفتِ ما أفكِّر به؟!".
"لو أنَّكِ تمعنين النَّظر لعرفتِ".

حاولت إمعانَ النظر كما أخبرَتْني، ولكنْ هناك شيء، صوتها يبدو مألوفًا جدًّا، كأنِّي أعرفها منذ زمن، مهلًا لا تقولي لي: إنَّها...

"أنا أنتِ".
حملقتُ فيها بذهول لا يمكن وصفه.

كيف أنتِ أنا وأنا لم أبلغ حتى الثلاثين من العمر؟ أهي هلاوس حُلم أم ماذا يحدث؟
وبما أنَّك تعرفين ما أفكِّر فيه، إذًا لن أتحدَّث، فلتجاوبي!

ابتسمت، لم تنطق، ولكنِّي سمعتُ صوتها يملأ كلَّ خليَّة منِّي، كأنها بداخلي!

قالت لي: إنَّني كنت أتجوَّل في عقلي، وإنَّ كل مشهد عبارة عن تصرُّفي في وقتٍ ما، ولكن كثيرًا ما يحدثُ أن أخلط هذه التصرُّفات ببعضها؛ فأغضب وقتَ السَّماح، وأحزن وقتَ الفرح، وهكذا.

لذا دبَّر عقلي أو "أنا الكبيرة" هذا الأمر؛ أن يأخذني في جولة وأن يريني نفسي في كلِّ موقف، وكيف لا أتفاعل مع أي شخص فيه حتى لو كان أنا! وكيف أنَّه يجب عليَّ محاولة التوفيق بين اختياراتي؛ فأختار تأدية كل شعورٍ وكل مشهد في وقته الملائم، وأنه سيكون هكذا الأفضل، وسيزيل عن عاتقي مجهودًا ذهنيًّا كبيرًا في التفكير الذي لا طائل من ورائه.

كان كلامها مقنعًا، وكانت الجولة للحقيقة ممتِعة وراعبة! لكنِّي وعدتُها أن أريح عقلي وأريحَها هي التي بدا عليها الكثير من الإجهاد، وأحاول أن أحسِن اختيارَ التصرفات وردود الأفعال.

حين وعدتها تموَّج كلُّ شيء أمامي في دوَّامة كبيرة! كأن هناك إعصارًا يأخذ كلَّ ما هو أمامي إلا أنا، ينطلِق منه الشعاع الأبيض ذاك الذي جعلني أغمض عينيَّ بشدة، كأني غبتُ عن الوعي.

بعد قليل، فتحتُ عينيَّ لأرى اللون الأبيض من جديد، لم يكن ساطعًا.

"ألا زلتُ في حُلمي؟".
صمتَ تفكيري قليلًا لأنِّي أنظر لسقف غرفتي.

نظرتُ حولي، فإذا بي أجدُ حجرتي التي طالما أحببتُها بزخرفاتها على الجدران، وعلى يساري كوب الكاكاو الذي لم أحتَسِ منه شيئًا، فقد غلَبني الإرهاق.

وعن يميني مجلَّة فكاهية وبها صورة امرأة، كانت سيِّدة في الخمسين من عمرها على ما أعتقد، ترتدي ثيابًا بسيطة ولكنها أنيقة، فستانًا يحمل اللون الزهري والأبيض كأنها فتاة في العشرين، وقد ضفرَت شعرها، ويبدو أنه طويل للغاية.

شعرتُ بشكلٍ ما أنِّي رأيتُها من قبل، لكن لا أتذكَّر جيدًا أين رأيتُها يا ترى.


ربما في وقتٍ ما سأتذكَّر، نهضتُ لأرتِّب الفراش، خُيِّل إليَّ للحظة أنَّ السيدة في الصورة تبتسم لي، "ولكنِّي أذكر أنها لم تكن تبتسم؟!".

"يا إلهي أهو فيلم رعب؟".



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 71.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 69.10 كيلو بايت... تم توفير 2.39 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]