حول اتهام موسى عليه السلام بعدم البيان! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الأمل اكسير الحياة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          التربية بالقدوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الشباب وصناعة التغيير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          مطامع اليهود في الأردن!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كشمير - كشمير السملمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كتب لابُدَّ من قراءتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          بطولات إنكار الذات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          التعبئة الروحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تأملات في سورة الفاتحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          المسجد الأقصى أم هيكل اليهود؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-11-2020, 09:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,112
الدولة : Egypt
افتراضي حول اتهام موسى عليه السلام بعدم البيان!

حول اتهام موسى عليه السلام بعدم البيان!


د. عبدالسميع الأنيس




قال الله تعالى: ﴿ وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ * أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ ﴾ [الزخرف: 51، 52]، واضح من هذه اﻵية الكريمةِ أن فرعون يتهم نبيَّ الله موسى عليه السلام بأنه لا يكاد يُبِين، فما هو المقصود من ذلك؟

1- قد يقال: بأنه كان في لسانِه شيء من الجَمْرَةِ حين وضعَها في فِيهِ وهو صغيرٌ، كما ذكر ذلك عددٌ من المفسرين.




2- وقد يقال: إن موسى عليه السلام من بني إسرائيل، وفرعون من أهل مصر، فربما كان هذا الاختلافُ سببًا في وصم فرعون لموسى بأنه لا يكاد يُبين.




3- وقد تُحمَل على المجاز، كما ذهب إلى ذلك الفخر الرازي، فقد قال: "أراد بذلك حُجَّته التي تدلُّ على صدقه فيما يدَّعي، ولم يُرد أنه لا قدرة له على الكلام".




والذي يظهر لي: أن هذه العُقدةَ في لسان موسى - سواء حملناها على الحقيقة أم المجاز - كانت قبل أن يستجيب اللهُ دعاءَه في أول مناجاةٍ مع ربِّه، وفي التنزيل العزيز: ﴿ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي ﴾ [طه: 27، 28]، ثم قال له: ﴿ قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى ﴾ [طه: 36]، وأن فرعون كان يصفه بذلك مستصحبًا ما كان يعرفه من موسى قبل نبوَّته عندما رُبِّيَ في قصره؛ والهدف إسقاط موسى من أعيُنِ قومه؛ وعليه فإن هذه التهمة لا تُقبَل؛ لكونها صدرت من عدوٍّ لدود لنبيِّ الله موسى عليه السلام.
وهي تهمة ساقطة من هذا المجرم الكذَّاب.




وسبحان الله! لا ينتهي عجبي من هذا الأفَّاك الأثيم - فرعون - كيف تجرَّأ على هذه التهمة، والمتهَم هو كليمُ الله سبحانه؟! أفيعقل في الذي اختاره الله سبحانه ليكون كليمَه أن يكون عييًّا؟! ثم رأيت الحافظَ ابنَ كثير قد ذكر في تفسيره ما أشرتُ إليه؛ فقد قال:

"﴿ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ ﴾ [الزخرف: 52]؛ يعني: لا يكاد يفصح عن كلامه، فهو عييٌّ حصِر؛ قال السدي:﴿ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ ﴾ [الزخرف: 52]؛ أي: لا يكاد يُفهِم، وقال قتادة، والسدي، وابن جرير: يعني: عييَّ اللسان، وقال سفيان: يعني في لسانه شيءٌ من الجَمْرة حين وضَعَها في فِيهِ وهو صغير، وهذا الذي قاله فرعون لعنه الله كذِبٌ واختلاق، وإنما حمله على هذا الكفرُ والعناد، وهو ينظر إلى موسى عليه السلام بعينٍ كافرة شقيَّة، وقد كان موسى عليه السلام من الجلالة والعظمة والبهاء في صورة يبهر أبصار ذوي الأبصار والألباب.



وقوله: ﴿ مَهِينٌ ﴾ [الزخرف: 52] كذب؛ بل هو المهين الحقير خلقةً وخُلُقًا ودِينًا، وموسى عليه السلام هو الشريف الرئيس الصادق البارُّ الراشد.




وقوله: ﴿ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ ﴾ [الزخرف: 52] افتراء أيضًا، فإنه وإن كان قد أصاب لسانَه في حال صغَرِه شيءٌ من جهة تلك الجمرة، فقد سأل الله عز وجل أن يحل عقدةً من لسانه ليفقهوا قولَه، وقد استجاب اللهُ له في ذلك، في قوله: ﴿ قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى ﴾ [طه: 36]"، ثم أضاف قائلًا: "وفرعون - وإن كان يفهم وله عقلٌ - فهو يدري هذا، وإنما أراد الترويج على رعيته، فإنهم كانوا جهلةً أغبياء".



وجاء في تفسير الرازي: "فإن قيل: أليس أن موسى عليه السلام سأل الله تعالى أن يزيل الرُّتَّة عن لسانه بقوله: ﴿ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي ﴾ [طه: 27، 28]، فأعطاه الله تعالى ذلك بقوله: ﴿ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى ﴾ [طه: 36]، فكيف عابه فرعون بتلك الرُّتَّة؟ والجواب عنه من وجهين:

الأول: أن فرعون أراد بقوله: ﴿ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ ﴾ [الزخرف: 52] حجته التي تدلُّ على صِدقه فيما يدَّعي، ولم يُرد أنه لا قدرة له على الكلام.




والثاني: أنه عابه بما كان عليه أولًا، وذلك أن موسى كان عند فرعون زمانًا طويلًا وفي لسانه حُبسة، فنسبه فرعون إلى ما عهِده عليه من الرُّتَّة؛ لأنه لم يعلم أن الله تعالى أزال ذلك العيب عنه".





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.85 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]