الأثر الديني على الشعر الفلسطيني - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-10-2022, 07:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي الأثر الديني على الشعر الفلسطيني

الأثر الديني على الشعر الفلسطيني


د. نزار نبيل أبو منشار






حبا الله الأرض الفلسطينية المباركة مزايا جعلها محطَّ اهتمام العالم بأسره، وهذا ما يشهد به التاريخ وتقرره العصور، فكم من حملة صليبية جردت، وكم من جيش أُعد، وكم غازٍ استباح، وكم من أمة احتلت.. كل هذه الأهداف التوسعية التي آخرها وجود توحد التطلعات الأوربية الأمريكية بإنشاء دولة الكيان المسخ، ودعم هذا الجسم السرطاني بمقومات الحياة.

هذه الحملات الاستعمارية التي اختلفت فيها الوجوه، وتعددت فيها ألبسة وأزياء وسمات المحتلين، كانت ذات حقيقة واحدة تجمع كل هؤلاء، وهي الرغبة الجامحة بالسيطرة على هذه الأرض، والاستيلاء على ثرواتها ومقدراتها، والأهم من ذلك، التواجد في قلب العالم من حيث الموقع الجغرافي الذي تتميز به أرضنا المباركة.

ولكن أمام الأديب والشاعر الفلسطيني مجالات وروافد زاخرة بالعطاء الفياض، وسأذكر هنا بعض الجوانب التي تشكل مادة زخمة أمام الشاعر الفلسطيني ليستقي منها مداد قصيدته، فمن هذه الأمور: "الحقيقة الدينية":
لقد ذُكرت فلسطين في كل الكتب السماوية، حتى المحرفة منها كالتوراة والإنجيل، وذكرت الروايات التاريخية أنها مهبط الوحي السماوي، وأرض الرسالات المتعددة، وعلى ترابها صال الأنبياء وجالوا، فتحت هذا التراب قبور العديد من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام [1].

وفي صميم تكويننا العقائدي، وباستقراء تاريخنا العربي الإسلامي، فإننا نقف أمام نصوص القرآن الكريم التي لفتت أنتباه المسلمين إلى هذه البقعة المقدسة، منذ بزوغ فجر الإسلام، فهي أول قبلة صلى إليها المسلمون في مهد الدعوة أكثر من ستة عشر شهراً، ثم حولت القبلة بأمر رباني بعدها إلى مكة " الكعبة"، وفي ذلك نزل قوله تعالى ﴿ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ﴾ [2].

هي أرض الإسراء والمعراج، فقد انتهت إليها تلك الرحلة الأرضية الخارقة التي قام بها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من مكة إلى فلسطين ليبين رباط هذه بتلك، ومن فوق صخرة الأقصى صعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى السماوات العلا، لتكون فلسطين بوابة الصعود له إلى السماء ومعراجه إليها، وفي ذلك يقول تعالى: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ﴾ [3].

وهي البقعة الجغرافية الثالثة من حيث القداسة في الاعتماد الإسلامي، حيث تحدث رسول الله – صلى الله عليه وسلم - بتقرير هذه الحقيقة عندما قال في الحديث الذي رواه أبو هريرة وأبو سعيد الخدْري: (( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا )) [4].

وأيضا فهي أرض الجهاد والرباط، وصمام الأمان للعالم بأسره، جعل الله فيها أناساً أشداء لا يبالون أوقعوا على الموت أم وقع الموت عليهم، فهم الطائفة الظاهرة على الحق، التي في صمودها ما يقهر عدوها ويغيظه، وهم ماكثون باقون في البيت المقدس وأكناف بيت المقدس [5]..

هذه المكانة النفيسة والدرجة الرفيعة، هي في صلب الاعتقاد الإيماني في وجدان وقلب كل مسلم خالطت بشاشة الدين والإسلام قلبه ، فهو يعلم أن القدس هي – من أسمها – الطهارة والنقاء والصفاء، وهي محل التقديس الإلهي، فواجب الانتماء إليها لا يخالف فيه ذو ولاء رباني صافٍ.

وفي سلسلة ترشيده للصحوة الإسلامية، كتبَ الدكتور يوسف القرضاوي هذه الحقائق وأصّلها، وقدم لكتابه بكلمات تجمع ذلك، فيقول: (( القدس في الاعتقاد الإسلامي لها مكانة دينية مرموقة، اتفق على ذلك المسلمون بجميع طوائفهم ومذاهبهم وتوجهاتهم، فهو إجماع الأمة من أقصاها إلى أقصاها، ولا غرو أن يلتزم جميع المسلمين بوجوب الدفاع عن القدس، والغيرة عليها، والذود عن حماها وحرماتها المقدسة، وبذل النفس والنفيس في سبيل حمايتها ورد المعتدين عنها.. فللقدس قدسية إسلامية مقدرة )) [6]..

والشاعر الفلسطيني الذي ترعرع في هذا الموقع المقدس، ونشأ في هذه الأرض الطهور، يتمتع بمزايا وصفات تؤثر بشكل تلقائي في صياغة كيانه وشخصية وأسلوبه، ونال من طيب الثرى وشذا النسيم المبارك خيرات عميمة.

والذي يتذوق النص الشعري ويقف على بنود النظم ومحاور التعبير والبلاغة الأدبية المشمولة في ثنايا قصائده، يلمس نكهة خاصة لهذا المعنى، تضفيها عليها هيبة المكان، وقداسة البعثة، ويستذكر دون توانٍ ذاك النسيم العليل الذي يحتك بقباب ومآذن المسجد المبارك والمبارك ما حوله، ليتغلغل بعدها في ذروة الإنسان الفلسطيني، فيعطي لقيمة الإنسان الفلسطيني بريقاً وزهواً، ومن قرأ مجرد مرور الأديب الداعية مصطفي السباعي من على هذا التراب ومدى تأثره به، شمله الذهول من حجم التأثير الإيجابي التغييري [7]..


[1] انظر: مجلة المنبر، وزارة الأوقاف الفلسطينية، العدد 36، شهر 6 عام 2001، ص 31- 39.

[2] سورة البقرة / الآية: 150.

[3] سورة الإسراء / الآية: 1.

[4] متفق عليه


[5] مجلة العربي، العدد 4،عام 2001 م، ص 16 – 20.

[6] القدس قضية كل مسلم ، د.يوسف القرضاوي، المكتب الإسلامي للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية 1998م، ص: 7 – 8، وفيه توسع ومقارنات دينية يجب الإلتفات إليها.

[7] مصطفي السباعي الداعية المجدد د.عدنان محمد زرزور، دار القلم - دمشق، الطبعة الأولى2000م، ص21.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.87 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]