مع شعراء الأرض المحتلة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7817 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 33 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859303 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393632 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215864 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 74 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-10-2022, 10:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي مع شعراء الأرض المحتلة

مع شعراء الأرض المحتلة


د. نزار نبيل أبو منشار



تدفَّقت الجراح، وزادت المظاهر مأساوية وألماً.. إنه الدور المرسوم، تسير في تخطيطه المؤسسة الصهيونية العسكرية المجرمة، وتتولى تنفيذه آليات الرعب والدمار، بكل صلف وعنجهية، فالكيان الغاصب لا يُحمي بغير دمار يعمّ، وبلايا تطم، وفناء يستبيح الأخضر واليابس.

قلما تدخل حياً فلسطينياً في أي بقعة شئت، إلا وترى فيه من الدمار ما يطغى على كل تصور، وإذا أمعنت السير تغذُّ الخطى تلقاء حيّ آخر، فستقرأ في عيون الناس وجدران المنازل حجم المعاناة والأسى.

هذا بيت دمره الاحتلال بالكامل، هنا كان بيت، ذاك البيت تركت مجنزرات العدوان عليه قبله قاتلة، تلك المدرسة هدمت أسوارها، ذاك المتجر هدم جداره وسُرق، تلك الصيدلية هدمت على رأس صاحبها، ذاك الجدار المائل رحمته جرافات العدو فلم تكمل عليه، هؤلاء البشر لا يجدون غير شطر بيتهم ليسكنوا فيه؛ فشطره الآخر مردوم [1]..

هذه هي طبيعة المعركة، إذا سرت في أرض فلا تغادرها قبل أن تترك عليها بصماتك الواضحة التي يقرؤها حتى الأميّ الجاهل، وإن السائر في أرضنا كلما خطا عدة خطوات لا يملك إلا أن يقول: الصهاينة مروا من هنا..

لقد طال الدمار البيوت والأحياء، ولم يرحم المدارس والجامعات، وصبّ جامّ غضبه على المساجد والمآذن، ولم يعف أحداً من إجرامه، حتى حظائر البهائم.

بين كل هذا الركام:
لو تخيلت شاعراً غريباً يمر على الزهور الفلسطينية الذابلة، والنرجس الفلسطيني المسحوق، لساقك الخيال إلى إبداع شعري خلاب، فكيف إذاً بمن عايش الحدث، وخامر المأساة، واحتوته دقائق وساعات المشاهدة والمعاينة، لا تلمه إذا ألف ديوان في زهرة ديست، أو مئذنة تهوي، أو بيت صار مجمعا لنقابات العنكبوت بعد أن خرب.

كيف لإنسان موهوب أن يخفي مشاعره ويلجمها بلجام الصمت الخانق؟
كيف لمن يستطيع خياطة الكلمات أن يكتم وجوده، ويدفنه بين جنبيه وهو يرى ما يذهل الصخر الأصم ويزلزله؟

إن ما قاساه شعبنا يفوق الاحتمال البشري، فلقد خاض مراحل الابتلاء الصعبة بتجاوز آلامها، ليعترف بعد كل مرحلة أن الصبر من الله، وإن الإرادة أقوى من سلاح الطاغوت.

هكذا هو الحال أمام الشعراء، وقد تشبثوا بهذه الأرض رغم قساوة العيش فيها بالنواجذ والأظافر، فهم جزء من الشعب، يتقاسمون معه البلاء حصة بحصة، ثم بعد ذلك؛ يصنعون من الجراح منائر، ومن البيوت المدمرة منابر، ومن الحجارة المتطايرة فتائل، ومن حياة البؤس والشقاء دواوين بالشعر تفاخر.

لعل الدمار بمشاهده المؤثرة كان جانباً مميزاً نال اهتماماً مميزاً فأقبل عليه الشعراء بنَهَم، فهم حينما يصقلون أقلامهم؛ يغالبون الشوك ليصلوا إلى الصبر الدافق الدافئ، وليس بين جوانحهم إلا قلوب تنبض بالإنسانية والرغبة في الحياة بكرامة، فالهمّ شامل، ولا يجدر بشاعر أن يذكر جانباً منه ويغفل جانباً آخر تحت أي ذريعة.

وباستعراض لما دون الشعراء في قصائدهم في هذا الباب، تجد منهم تسليط الضوء على جوانب الدمار، لإبرازها بعد أن غيبتها أجهزة الإعلام المسيّرة والموجّهة، وليحطموا الحواجز المفروضة على الصحافة، كيما تقفز فوق هذه المشاهد الكارثية.

فراح الشعراء يتناولون صور الدمار في حالة توأمة، فكأنهم ينفخون الروح في شعر الأطلال البائد، فذكروا الحنين إلى البيت، والأسى لفقده، وناحوا على المدارس، ورثوا حال الحدائق، ووصفوا كل الآثار المحروقة التي كانت عيناً في يوم من الأيام مضى، وسجلوا الأحداث، وأرشفوا الوقائع، وداسوا على السخط والجزع والخنوع، فبرهنوا على عمق الصمود الأسطوري، واستجلبوا الشواهد الفولاذية من صبر أناس فهموا مقصد العدو، فخالطت مآسي الدمار بشاشة صبرهم وتحديهم فانتصر صبرهم.

صرخة:
أوجّه صرخة حرى إلى مجاميع الأدب العربي، أن لا تغض الطرف عن هذا التدوين، وإن لا تتجاهل إبداع المعذبين المحرومين، فما كانت القصائد إلا ترجمان واقع، ولسان أمة، وصوت واقع، وهدير حادثة، وبإمكان المجامع الأدبية الموزعة على طول البلاد وعرضها أن تتبني هذه المواهب والقدرات، وتسهم في دعمها ونشرها نصرة لشعب مضطهد، وحفاظاً على تراث من العار أن تهلكه السنين، أو يطويه الزمان في إضبارات الغفلة والتناسي.


[1] مجلة المنبر، وزارة الأوقاف الفلسطينية، العدد 36، سنة 2001، ص 51- 58.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 46.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.11 كيلو بايت... تم توفير 2.34 كيلو بايت...بمعدل (5.04%)]