آثار إقامة الحدود على الفرد والمجتمع - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19-12-2014, 11:30 AM
الصورة الرمزية بــيآرق النصـــر
بــيآرق النصـــر بــيآرق النصـــر غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
مكان الإقامة: أرض الخـــلافــة
الجنس :
المشاركات: 2,519
الدولة : Iraq
Icon1 آثار إقامة الحدود على الفرد والمجتمع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

...................


آثار إقامة الحدود على الفرد والمجتمع

1- تحقيق مقاصد الشريعة من الحفاظ على الدين والنفس والعقل والمال والنسب:

جاءت الشريعة لتحفظ على الإنسان دينه, ولتحفظ عليه عقله, ولتحفظ ماله, ولتحفظ عليه نفسه, ولتحفظ له
نسله, ومن ثم جاءت العقوبات والحدود الشرعية, لحماية هذه الحاجات الضرورية التي لا بد من حمايتها
وجاء الحق تبارك وتعالى بهذه الشريعة ليعلن للناس أنه لا سعادة إلا بالانضباط بهذه الحدود, فقال تباركت
أسماؤه : ﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)﴾ (طه).

وهذا يُبين لك أن شريعة الله التي أنزل بها آدم, وأنزلها على الرسل من بعد آدم حتى خاتمهم, محمد- صلى الله عليه وسلم- هي وحدها العاصمة من الضلال في الدنيا, ومن الشقوة في الآخرة, ولهذا فهي ليست شريعة مقتصرة على إقامة بعض الفروض التعبدية, إنما شريعة شاملة لحاجات الإنسان في هذه الحياة؛ لتحقق له الإطعام من جوع, والأمن من خوف، والراحة من تعب, وتيسر سبيل الأمن في هذا المجتمع.

ولكن الشيطان الرجيم أخذ على نفسه, عداء آدم وذريته, واستطاع أن يحتال طائفة كبيرة من بني آدم عن طريق الحق, وأن يصرفهم عن شريعة ربهم جل وعلا, إلى شرائع أخرى اخترعوها لأنفسهم, فوقع بها الشر والفساد والظلم في الأرض, وأُزهقتْ فيها الأرواح, وسُفكت بسببها الدماء, وسُلبت الأموال, وانتُهكت الأعراض, وعمت الفتن ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وإذا كانت البشرية في عصورها السابقة, لم تمتلك التجارب الكافية التي تمكنها من المقارنة, أو الموازنة بين تطبيق شريعة الله وبين شرائع الشيطان, فإنها في عصرنا هذا تمتلك تراثًا ضخمًا, للإسلام وللجاهليات المختلفة عبر العصور, وتستطيع أن تشاهد إلى أي مدى يوجد فارق شاسع, بين المجتمع الذي يطبق فيه شرع الله فيحل فيه العدل والنور والصلاح, وتحفظ فيه الأرواح والأموال والممتلكات, ويحل فيه الأمن والرخاء, وبين المجتمع الذي يطبق شرائع الشيطان فينتشر الظلم, ويعم الفساد بكل صوره وأشكاله.

2- استجلاب بركة الله بهذه الطاعة وإقامة هذه الحدود:
وهذه هي الفائدة الثانية من فوائد إقامة الحدود, فإن بركات الشريعة المطهرة لا تُحصى, والله تبارك وتعالى قد جعل خير الآخرة والأولى منوطًا بتطبيق أمره واجتناب نهيه, قال تبارك وتعالى عن أهل الكتاب: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66)﴾ (المائدة), وإذا كان هذا في أهل الكتاب من اليهود والنصارى, فهو أيضًا ينسحب على المسلمين, فقد قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96)﴾ (الأعراف) ولهذا ما أرسل الله رسولاً, إلا ذكَّر قومه بأن طاعة الله هي السبيل إلى استدرار رحمته في الدنيا, وإلى استدرار رحمته في الآخرة.

هذا سيدنا نوح- عليه السلام- يقول لقومه: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)﴾ (نوح).

وهذا هود- عليه السلام- يقول لقومه ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52)﴾ (هود).

وهذا نفسه ما أمر الله نبيه- صلى الله عليه وسلم- أن يخاطب به الناس, حيث استفتح سورة هود بقول الله جل وعلا: ﴿الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2) وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3)﴾ (هود).

ولا شك أن المؤمنين يصدقون بوعد الله, ويعلمون يقينًا أن خير الدنيا والآخرة هو في اتباع أمره، وتطبيق حدوده وطلب مرضاته.

3- قيام المجتمع على أساس من الفضيلة:
هذا هو الأثر الثالث من آثار إقامة الحدود، وإذا كان هناك من يكذب بهذا الوعد, وعد الخير في الدنيا واستدرار الرحمة بطاعة الله, ولا يرى رابطًا بين إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم من جهة, وبين نزول المطر ووفور الزراعات ورواج التجارات من جهة أخرى, إذا كان هناك من لا يصدق بهذا الوعد الإلهي فإن ثمة روابط مادية كثيرة يشاهدها كل ذي بصر من مؤمن وكافر, بين تَنَزُّل رحمة الله وحفظ الأمن وسعة الرزق، وبين تطبيق أمر الله تبارك وتعالى، فالعبادات تربيةٌ وتزكيةٌ لضمير الفرد, وتوجيهٌ له نحو البر والإحسان, ومحبة الخير للناس, والذي يحافظ على الصلاة يعلم أنها تنهاه عن الفحشاء والمنكر, والذي يؤدي الزكاة تربط قلبه بقلوب الناس رابطة من الشفقة والمحبة, والذي يصوم حقيقةً يرق قلبه ويمتلئ بتقوى الله- جل وعلا-, وهذا بلا شك يجعل الإنسان يجيد عمله, يجيد في صناعته, يجيد في زراعته, لا يغش في تجارته, لا يقبل الرشوة, يحافظ على الأموال العامة من الضياع, يخاف من ربه تبارك وتعالى. والمجتمع الذي يكون أفراده على هذه الأخلاق الكريمة, أو على الأقل تكون أكثرية أفراده على هذا النحو سيكون مجتمعًا للرخاء والثروة وزيادة الإنتاج.

ولا شك أيضًا أن في إخراج الزكاة أعظم فائدة في نماء الأموال، والقضاء على الثورات والشحناء التي تشل الاقتصاد, وتوصل البلدان إلى الخراب والدمار.

والحج الذي قد لا يبدو للناس أن له صلة بما نحن فيه, الحج هو عبادة تقرب بين الشعوب, وتجمع بين القلوب, وتقرب المسلمين من الأقطار المختلفة, فتحصل المودة ويحصل التبادل, للمنافع التجارية والزراعية وأخرى وغيرها, والعالم كله يسعى لعقد مؤتمر كالحج, تنتفي فيه الفروق بين البشر, لكنه لا يستطيع.

إذًا تطبيق شريعة الله ومن ضمنها الحدود, تجعل المجتمع قائمًا على أساس من الفضيلة, وبالتالي يتعاون الأفراد مع بعضهم على حفظ مجتمعهم.

وأختم هذه الفوائد بفائدة في غاية الأهمية، وهي:
4- نزع شوكة الفساد من الأرض:
في مجال المعاملات نجد أن تطبيق أحكام الشريعة لها نتائج هي أعظم النتائج في حياة الناس, إذ الشريعةُ بما قرر بها الحق- جل وعلا- تستهدف رفع الظلم, وإقامة العدل في الأرض, ولا شك أن الظلم يتبعه الخراب, وأن العدل يتبعه الرخاءُ والنماء, والظلم مدمر, والعدل معمر, ومن ثمّ فتطبيق شريعة الله تعني انفتاح البركات وزيادة الخيرات ولا شك عند كل ذي لب, من مؤمن أو كافر, أن إقامة الحدود, أعني العقوبات الشرعية, هي من أكبر أسباب زيادة الخيرات والبركات, لأن قطع يد السارق تعني المحافظة على الأموال, وخروجها من المخابئ, ليعمل بها الناس في التجارات, والزراعات, والصناعات؛ لأن رأس المال كما يقولون جبان, فإذا توفرت له الحماية خرج, وفي خروجه مصلحة للأمة وللبشرية, لكن إذا انتشرت اللصوصية, وقطعت الطرق, وإذا انتشر الظلم, فإن المال يختبئ, وإن صاحبه يهرب به.

وأيضًا قتل القاتل فيه ردع عن الجريمة المسببة لخراب العمران, وتقطيع أوصال المجتمعات.
وتنفيذ حد الزنا قاطع لدابر البغاء, وإنفاق الأموال في غير وجهها. كم من الأموال تصرف في هذه الرذيلة, وفي هذا البغي؟ إذا قُطع دابر الزنا فإن هذه الأموال تنفق في وجهٍ صحيح, ولا تتجه إلى تدمير طاقات الأمة, كذلك إقامة حد الزنا يقطع الطريق على إنجاب أولاد الزنا, أو من يُسمّوْن بالأولاد غير الشرعيين, الذين هم آفة المجتمعات؛ لأن الطفل الذي ينشأ لا يعرف له أبًا, يمتلئ قلبه بالحقد والكراهية على هذا المجتمع, ويسعى في ظلم الناس متى وجد الفرصة لذلك, إذ يرى أن هذا المجتمع ظلمه, حين حرمه من أبٍ يحتضنه, أو من أبوةٍ صحيحةٍ, وأبوةٍ شرعيةٍ راشدةٍ, ولهذا فإن غالب المنحرفين والمجرمين في المجتمعات هم من هذه الفصيلة.

أما المجتمع الإسلامي الذي يظهر على ذلك النحو من النظافة والطهر, فلا شك أنه سيكون مجتمع الخير, والبركة والنماء. ففيما الإنكار إذًا؟

على أن ثمة روابط وأسبابًا مباشرةً, تراها كل عين ويفقهها كل قلب, بين تطبيق الشريعة المطهرة ومنها إقامة الحدود, وبين الرخاء المادي والسعادة الدنيوية, وصدق الله العظيم ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)﴾ (النحل).

نعم أيها الأخ الكريم! "إقامة حدٍ في الأرض خيرٌ من مطر أربعين صباحاً" وإن نظرةً فاحصةً إلى حال المجتمعات التي تطبق هذه الشريعة, وحال المجتمعات التي تخلت عن تطبيقها, وإن قراءةً سريعةً في إحصائيات الجرائم في هذه البلاد وتلك؛ ليكشف بجلاء مدى الأمن الذي تتمتع به البلاد التي تطبق أمر الله, ومدى الرعب والخوف الذي يسكن في قلوب المجتمع الذي لا يطبق هذه الحدود الشرعية.

أسأل اللهَ العظيمَ أن يهيئ لأمتنا أمرًا رشدًا, تُطبق فيه شريعته, ويؤمر فيه بالمعروف ويُنهى فيه عن المنكر, ويكتب الله فيه لهذه الأمة السعادة والهناء, والاستقرار والرخاء, إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


منقول




__________________
,, ,,
سبحان الله والحمد لله ولا إلــه إلا الله والله أكبر ,, أستغفر الله العظيم وأتوب إليه.. سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 116.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 114.29 كيلو بايت... تم توفير 1.76 كيلو بايت...بمعدل (1.52%)]