حكم الصلاة خلف التيجانية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         ولا تبغوا الفساد في الأرض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          تحرر من القيود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فن التعامـل مع الطالبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 766 )           »          العمل السياسي الديـموقراطي سيؤثر في الصرح العقائدي وفي قضية الولاء والبراء وهي قضية م (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 124 )           »          طرائق تنمية الحواس الخمس لدى الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 2 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 20 )           »          الله عرفناه.. بالعقل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 85 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-03-2016, 09:28 PM
الغاضب لصحابة محمد الغاضب لصحابة محمد غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2016
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 779
الدولة : Algeria
افتراضي حكم الصلاة خلف التيجانية

السؤال:
عندنا إمامٌ يأتي بأورادٍ تيجانيةٍ بعد صلاة العصر يوم الجمعة، ويأتي بصلاة الفاتح ظُهر الجمعة أيضًا، وليس لنا في الحيِّ الذي نسكن فيه مسجدٌ آخر نذهب إليه، والإخوة السلفيون قِلَّةٌ ليست لهم كلمةٌ تُسْمَع، فهل تجوز الصلاة خلف هذا الإمام ؟
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فتختلف صحَّة الصلاة وبطلانها باختلاف حكم الإمام، فإن كان يعتقد الطريقة التيجانية اعتقادًا تصوُّفيًّا شِركيًّا كطوافه بالضريح والدعاء إليه والذبح له والقيام بالحضرات والمدائح الشركية وغيرها من الأمور المنكرة فلا شكَّ أنَّ الصلاة وراءه لا تصحُّ لأنَّ هذه الصفاتِ تناقض التوحيد من كل وجهٍ(١)، أمَّا إذا كان يذكر هذه الكلمات الشركية تقليدًا لا يدري معناها، ولم يلتزم الطريقة التي يلتزمها التيجانيُّون، ولا يحمل عقيدتهم، فالصلاة لنفسه تصحُّ وصلاة المأموم وراءه تصحُّ أيضًا، والواجب اتِّجاهه: تقديم النصيحة له بالالتزام بالتوحيد الخالص وترك أعمال الجاهلية، والاستقامة على الدِّين، فإن أبى وظلَّ متمسِّكًا بما هو عليه فلا يُصَلَّى خلفه، ويسعى إلى الصلاة في مسجدٍ إمامه سُنِّيٍّ تقام فيه الجماعة.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا.

الجزائر في: شوَّال ١٤٢٦ﻫ
الموافق ﻟ: نوفمبر ٢٠٠٦م

الشيخ فركوس الجزائري

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18-03-2016, 09:31 PM
الغاضب لصحابة محمد الغاضب لصحابة محمد غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2016
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 779
الدولة : Algeria
افتراضي مساندة الاستعمار الفرنسي للطريقة التيجانية !

مساندة الاستعمار الفرنسي للطرق الصوفية، يقول روم لاندو في كتابه «تاريخ المغرب في القرن العشرين»: «وقد خَبِر الفرنسيون قضيَّة الطرق الصوفية والدور الذي تلعبه مرَّاتٍ متعدِّدةً من قبل، وثَمَّة وثيقتان قَلَّما يعرفهما الناس تزودِّنا بالمعلومات الطريفة: أولاهما رسالةٌ بعث بها قبل قرنٍ من الزمن المارشال بوجو أوَّل حاكمٍ للجزائر إلى شيخ التجانية ذات النفوذ الواسع، إذ لولا موقفها المُشْبَع بالعطف لكان استقرار الفرنسيين في البلاد المفتتحة حديثًا أصعب بكثيرٍ ممَّا كان».
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18-03-2016, 09:33 PM
الغاضب لصحابة محمد الغاضب لصحابة محمد غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2016
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 779
الدولة : Algeria
افتراضي من فضائح كتب التيجانية

«جواهر المعاني»: وهو أهمُّ كتابٍ في الطريق والمرجع الأساسيُّ لهم، حتَّى إنهم يزعمون أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال فيه: «كتابي هذا وأنا ألَّفتُه»، واسمه الكامل: «جواهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض سيِّدي أبي العبَّاس التجاني» جمعه علي حرازم، وقرأه على شيخه أحمد التجاني فأجازه في سائر ما فيه.
وقد ذكر عبد الحيِّ الكتَّاني شيخ الطريقة الكتَّانية أنَّ الجزء الأوَّل من كتاب «جواهر المعاني» المؤلَّف سنة (١٢١٣ﻫ) منقولٌ عن كتاب «المقصد الأحمد» المؤلَّف سنة (١٠٩٤ﻫ)، وأنَّ التجاني نقله عن هذا الكتاب ونسبه لنفسه، ولقد كان اكتشاف هذا الكتاب قاصمة الظهر للتجانيين.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18-03-2016, 09:35 PM
الغاضب لصحابة محمد الغاضب لصحابة محمد غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2016
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 779
الدولة : Algeria
افتراضي وحدة الوجود عند التجانية !

وحدة الوجود عند التجانية

تلك العقيدة التي لا يُقِرُّها عقلٌ ولا فطرةٌ فضلاً عن دين الله الحقِّ، يؤمن بها التجانيون ويصرِّحون بها، وإن كان الإنصاف يحملنا على أن نصرِّح بأنَّ التجانيِّين حيالَ عقيدة وحدة الوجود على ثلاثة أقسامٍ:
- قسمٌ يؤمنون بها ويدافعون عنها وهم أكثر مشايخ التجانية المتقدِّمين.
- قسمٌ ينكرونها ويكفِّرون قائلها -كما يقولون- وهم بعض المتأخِّرين منهم.
- قسمٌ ثالثٌ هم غالب العامَّة الذين يقفون مع مشايخهم موقفَ: «اعتقد ولا تنتقد»، فهُم جَهَلَةٌ مقلِّدون.
قال علي بن محمَّد آل الدخيل: «وقد سألتُ الدكتور الهلالي(١٨) الذي ظلَّ تجانيًّا مُدَّةَ تسع سنواتٍ: هل هذه العقيدة تُعَلَّم للأتباع أم هي للخاصَّة دون العامَّة؟ فأجاب بأنَّ هذه العقيدة لا يؤمن بها إلاَّ خواصُّ التجانيِّين»(١٩).
وهذه بعض النصوص الدالَّة على انتحال التجانية لعقيدة وحدة الوجود:
قال في «جواهر المعاني»(٢٠): «..اعلم أنَّ أذواق العارفين في ذوات الوجود أنهم يرون أعيان الموجودات كسرابٍ بِقِيعةٍ، فما في ذوات الوجود كلِّه إلاَّ الله سبحانه وتعالى تجلَّى بصورها وأسمائها، وما ثمَّ إلاَّ أسماؤه وصفاته، فظاهر الوجود وصور الموجودات وأسماؤها ظاهرةٌ بصورة الغير والغيرية، وهي مقام أصحاب الحُجُب الذين حُجبوا بظاهر الموجودات عن مطالعة الحقِّ فيها».
وقال أيضًا: «فكلُّ عابدٍ أو ساجدٍ لغير الله في الظاهر فما عبد ولا سجد إلاَّ لله تعالى، لأنه هو المتجلِّي في تلك الألباس، وتلك المعبودات كلُّها تسجد لله تعالى، وتعبده وتسبِّحه خائفةً من سطوة جلاله سبحانه وتعالى، ولو أنَّها برزت لعبادة الخلق وبرزت لها بدون تجلِّيه فيها لتحطَّمت في أسرعَ من طرفة العين لغيرته تعالى لنسبة الألوهية إلى غيره، قال سبحانه وتعالى لكليمه موسى: ﴿إِنَّنِي أَنَا اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي﴾ [طه:١٤]، والإله في اللغة هو المعبود بالحقِّ، وقوله: ﴿لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا﴾ يعني: لا معبود غيري وإن عَبد الأوثان من عبدها فما عَبَد غيري، ولا توجَّهوا بالخضوع والتذلُّل لغيري..»(٢١).
وقال في «ميدان الفضل والإفضال»: «..وأنَّ هذا الاعتقاد ليس هو اعتقاد القائل بوحدة الوجود؛ لأنَّ ذلك اعتقادٌ صحيحٌ شرعًا يقبله العقل السليم بالوهب الإلهي والفيض الرحماني وإن لم يدركه بالنظر الفكري..»(٢٢).
التعليق:
إنَّ حكاية هذه الأقوال تغني عن رَدِّها وتفنيد أدلَّتها، ذلك لأنَّ القرآن صريحٌ في أنَّ الله تعالى بائنٌ من خلقه لا يشبهه شيءٌ من مخلوقاته، متَّصفٌ بصفات الكمال، منزَّهٌ عن النقائص والعيوب، ولقد كَفَّر الله النصارى القائلين بأنَّ الله حَلَّ واتَّحدَّ بعيسى عليه السلام، ﴿لقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ﴾ [المائدة:١٧]، فكيف بمن يعتقد أنَّ الله مُتَّحدٌ بجميع مخلوقاته، وأنَّ ما في الكون إلاَّ الله، تعالى الله عن ذلك عُلُوًّا كبيرًا.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18-03-2016, 09:37 PM
الغاضب لصحابة محمد الغاضب لصحابة محمد غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2016
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 779
الدولة : Algeria
افتراضي إيمان التيجانيين بأنَّ مشايخهم يعلمون الغيب !!!

إيمان التيجانيين بأنَّ مشايخهم يعلمون الغيب !!!

قال في «جواهر المعاني»: «ومن كماله رضي الله عنه(٣٦) ونفوذ بصيرته الربَّانية وفراسته النورانية التي ظهر مقتضاها في معرفة أحوال الأصحاب، وفي غيرها من إظهار مضمراتٍ، وإخبارٍ بمغيباتٍ، وعلمٍ بعواقب الحاجات، وما يترتَّب عليها من المصالح والآفات، وغير ذلك من الأمور الواقعات»(٣٧).
وقال في «رماح حزب الرحيم»: «وينبغي على المريد أن يعتقد في شيخه أنه يرى أحواله كلَّها كما يرى الأشياء في الزجاجة»(٣٨).
وقال محمَّد العربي السائح الشرقي: «ومن إخباره بالغيب عن طريق كشفه رضي الله عنه إخبارُه بأمورٍ لم تقع إلاَّ بعد وفاته إمَّا بالتصريح أو بالتلويح»(٣٩).
تفنيد شبهة التجانيين:
استند التجانيون لإثبات معرفة شيوخهم الغيبَ والأشياءَ المستقبلية التي لم تقع بعدُ إلى شبهةٍ واهيةٍ لخَّصها محمَّد فتحا بقوله: «قلت: لا مانع من كونه تعالى يُطلع على غيبه بعض أصفيائه كما قال تعالى: ﴿فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ﴾ [الجنّ: ٢٧]، يعني: «أو وليٍّ» كما قال بعض العارفين، والصحيح أنه لم يُنقل من هذه الدار حتَّى أطلعه الله على مفاتح الغيب، فلتكن بعض خواصُّ أمَّته كذلك بطريق الوراثة المحمَّدية..»(٤٠).
الجواب:
جواب هذا الإيراد أنَّ الاطِّلاع على الغيب من خصوصيات الله سبحانه وتعالى، جاء ذلك صريحًا في أكثر من آيةٍ في كتاب الله عزَّ وجلَّ منها: قوله تعالى: ﴿فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ للهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنتَظِرِينَ﴾ [يونس: ٢٠]، وقوله: ﴿وَللهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [هود: ١٢٣]، وقوله: ﴿قُل لاَ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللهُ﴾ [النمل: ٦٥]، وغيرها من الآيات المصرِّحة بحصر علم الغيب بالله وحده ونفيه عَمَّن سواه، فلا يعلم الغيب ملكٌ مُقرَّبٌ ولا نبيٌّ مُرْسَلٌ إلاَّ من أطلعهم الله عليه.
وأمَّا إلحاق الوليِّ بالرسول كما ادَّعاه التجاني فإلحاقٌ مع ظهور الفارق؛ ذلك لأنَّ الله يُطلع رسله على الأمور الغيبية عن طريق الوحي الذي يستحيل في حقِّ الوليِّ.
قال القرطبي المالكي: «فالله تعالى عنده علم الغيب وبيده الطرق الموصلة إليه لا يملكها إلاَّ هو، فمن شاء إطلاعه عليها أَطْلَعه، ومن شاء حجْبَه عنها حَجَبَه، ولا يكون ذلك من إفاضته إلاَّ على رسله بدليل قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الغَيْبِ وَلَكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ﴾ [آل عمران: ١٧٩] وقال: ﴿إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ﴾ [الجن: ٢٧]»(٤١).
وأمَّا قوله: «والصحيح أنه لم يُنقل من هذه الدار حتَّى أطلعه الله على مفاتح الغيب، فلتكن بعض خواصِّ أُمَّته كذلك بطريق الوراثة المحمَّدية» فلا نسلِّم أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أُطلع على مفاتح الغيب لقوله تعالى: ﴿وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ﴾ [الأنعام: ٥٩]، فالآية صريحةٌ في أنَّ الله اختصَّ نفسه بمفاتح الغيب ولم يُطلع عليها أحدًا من خلقه، وفي الحديث: «مَفَاتِحُ الغَيْبِ خَمْسٌ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ اللهُ: لاَ يَعْلَمُ مَا في غَدٍ إِلاَّ الله، وَلاَ يَعْلَمُ مَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ إِلاَّ الله، وَلاَ يَعْلَمُ مَتَى يَأْتِي المطَرُ أَحَدٌ إِلاَّ اللهُ، وَلاَ تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، وَلاَ يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَاعَةُ إِلاَّ اللهُ»(٤٢)، قال ابن مسعودٍ رضي الله عنه: «أُعطِي نبيُّكم كلَّ شيءٍ إلاَّ مفاتح الغيب»(٤٣)، وإذا كانت المقدِّمة غير سليمةٍ فما بُني عليها فمثلها لأنَّ «مَا بُنِيَ عَلَى فَاسِدٍ فَفَاسِدٌ».
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18-03-2016, 09:38 PM
الغاضب لصحابة محمد الغاضب لصحابة محمد غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2016
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 779
الدولة : Algeria
افتراضي عقيدة التجانيين المخرفين في صلاة الفاتح

عقيدة التجانيين في صلاة الفاتح

«القرآن كلام الله نزل به جبريل عليه السلام على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ، المتعبَّد بتلاوته، منه بدأ وإليه ويعود، ليس بمخلوقٍ ولا يشبه كلام المخلوقين، وفضلُ القرآن على غيره من سائر الكلام كفضل الله على خلقه»، هذا هو المعتقد الذي كان عليه صحابة النبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وأجمع عليه أهل القرون المفضَّلة، بينما للتجانيين في كلام الله معتقَدٌ مبايِنٌ لِما عليه الحقُّ، فقد هَوَّنوا من القرآن وجعلوا لكلام شيخهم مرتبةً تفوق مرتبة كلام الله، وأعطوا قارئ وِرْدهم من الفضل ما لم ينله حافظ القرآن، حيث يعتقد كثيرٌ من التجانيين بأنَّ «صلاة الفاتح لِما أُغلق»(٤٤) أفضل من القرآن الكريم، وأنها من كلام الله.
جاء في جواهر المعاني: «..ثمَّ أمرني بالرجوع صلَّى الله عليه وسلَّم إلى صلاة «الفاتح لِما أُغلق»، فلمَّا أمرني بالرجوع إليها سألتُه صلَّى الله عليه وسلَّم عن فضلها، فأخبرني أوَّلاً بأنَّ المرَّة الواحدة منها تعدل من القرآن ستَّ مراتٍ، ثمَّ أخبرني ثانيًا أنَّ المرَّة الواحدة منها تعدل من كلِّ تسبيحٍ وقع في الكون ومن كلِّ ذكرٍ ومن كلِّ دعاءٍ كبيرٍ أو صغيرٍ ومن القرآن ستَّة آلاف مرَّةٍ لأنه من الأذكار»(٤٥).
وقال مؤلِّف «الدرَّة الخريدة»: «..واعتقاد المصلِّي بها أنها في صحيفةٍ من نورٍ أُنزلت بأقلام قدرةٍ إلهيةٍ وليست من تأليف زيدٍ ولا عمرٍو، بل هي من كلامه سبحانه، وأنها لم تكن من تأليف البكري، وفي «جع»(٤٦): والفضل الذي فيها لا يحصل إلاَّ بشرطين: الأوَّل: الإذن، الثاني: أن يعتقد الذاكر أنَّ هذه الصلاة من كلام الله تعالى كالأحاديث القدسية وليست من تأليف مؤلِّفٍ»(٤٧).
التعليق:
- تفضيل التجانيِّين صلاة الفاتح على القرآن من أبشع منكراتهم، وأقبح مساوئهم، فكيف يُعقل أن يكون كلامٌ لم يُرْوَ في كتابٍ من كتب الحديث ولا سندَ له ولو ضعيف، يساوي كلام من لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، سبحانك هذا بهتان عظيم!! وقد قال الله تعالى في محكم تَنْزِيله: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ [الإسراء: ٨٨]، فمجرَّد الإتيان بمثل كلام الله من المستحيلات، فكيف بالإتيان بما هو أفضل منه بمرَّاتٍ!!
- هذا الاعتقاد المدوَّن في كتب القوم ومراجعهم -ولو حاولوا تأويله- صدٌّ عن كتاب الله تلاوةً وتدبُّرًا، فعملاً وتحاكمًا، فإنَّ من يعتقد أنَّ صلاة الفاتح التي لا تتجاوز ثلاثة أسطرٍ تعدل ستَّة آلاف ختمةٍ من القرآن سينصرف -لا محالة- عنه إلى كلماتٍ لا تتطلَّب منه وقتًا وجُهدًا، فيكون مستحقًّا للذمِّ الوارد في قول الله تعالى: ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾ [الفرقان: ٣٠].
- ادِّعاء التجاني أنه تلقَّى صلاة الفاتح من النبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم يقظةً بعد الالتقاء به لقاءً حسِّيًّا مادِّيًّا: شطحةٌ صوفيةٌ سيأتي الردُّ عليها في بابها إن شاء الله.
وما يزيدها قبحًا وشناعةً اعتقاد التجانيِّين أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم خصَّ زعيمهم بفضل الوِرد المزعوم، قال: «ومن أخذ عنِّي الورد المعلوم الذي هو لازمٌ للطريقة، أو عمَّن أذنته يدخل الجنَّة هو ووالداه وأزواجه، وذرِّيَّاته المنفصلة عنه لا الحفدة بلا حسابٍ ولا عقابٍ، بشرط أن لا يصدر منهم سبٌّ ولا بغضٌ ولا عداوةٌ وبدوام محبَّة الشيخ بلا انقطاعٍ إلى الممات، وكذلك مداومة الورد إلى الممات»(٤٨).
وقال: «فلمَّا تأمَّلتُ هذه الصلاة وجدتُها لا تزنها عبادة جميع الجنِّ والإنس والملائكة»(٤٩).
- إذا كانت هذه الصلاة من كلام الله فكيف يصحُّ للتجاني أن يزيد فيها لفظ «سيِّدنا» ويزعم أنَّ الله يقول: «اللهمَّ صلِّ على سيِّدنا محمَّد..» أفلا يدري أنَّ الرسول صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ليس سيِّدًا لله بل الله هو السيِّد، فعن مطرِّف بن عبد الله بن الشخِّير يحدِّث عن أبيه قال: «جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: أنت سيِّد قريشٍ، فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «السَّيِّدُ اللهُ»، قال: أنت أفضلها فيها قولاً وأعظمها فيها طَوْلاً، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «لِيَقُلْ أَحَدُكُمْ بِقَوْلِهِ، وَلا يَسْتَجِرُّهُ الشَّيْطَانُ»»(٥٠).
- كلام الله صفةٌ من صفاته، والكلام في الصفات فرعٌ عن الكلام في الذات، فكما أنَّ ذات الله لا يشبهها ذوات المخلوقين فإنَّ كلام الله لا يشبهه كلام المخلوقين، ومن اعتقد أنَّ كلام البشر ككلام الله فقد كفر، فكيف بمن فضَّل كلامهم على كلامه سبحانه.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18-03-2016, 09:46 PM
الغاضب لصحابة محمد الغاضب لصحابة محمد غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2016
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 779
الدولة : Algeria
افتراضي تغريدات في الرد على الدواعش الخوارج

بسم الله الرحمن الرحيم
لقد اغتر بعض الشباب بشبهات المتعاطفين مع دولة البغدادي ورأى بعضهم فيها حججاً لاتقبل النقض،فأحببت التعليق على بعضها

(2) فمنها
الشجاعة والإقدام الذي يوجد في رجال داعش ،وهذا الإقدام يدل على إيمان ويقين
فأقول أما دلالته على إيمان ويقين فربما ،لكن إيمان بماذا؟

(3) فإن الإيمان واليقين ربما دفعت صاحبها إلى الإقدام ،ولكن هذا لا يدل على صحة ما يؤمن به، فكم تجد من صاحب إيمان ببدعة من أشجع الناس في سبيلها

(4) وتاريخ الخوارج زاخر بذلك ، بل وحتى التتار الذي مسحوا الأرض ذبحاً وقتلاً ، فهل كان ذلك ليشككنا في ضلالهم ، وأين شجاعة قطري وابن الأزق...

(5) والمختار ،وابن تومرت وغيرهم عبر التاريخ ،ممن تتقاصر في جانبهم شجاعة الشجعاني،بل الذين حاصروا عثمان وقتلوه كانوا من أشجع الخلق ،وهم منهم

(6) فلا تغتر أخي بشجاعةالمقاتل حتى يكون الحاكم لك وله الكتاب والسنة،التي كانت تقيد شجاعة الصحابة والسلف،فلا يتجاوزونها ولو كان هواهم في غيرها

(7) وكان حديث(الإيمان قيد الفتك) هو معيارهم ،فكم يحجم أحدهم حين يأمره الشرع بالإحجام وهو يريد الإقدام،لأنه يصرف هواه إلى أمر الله ورسوله

(8) ولعلك تذكر تلك الطلبات من عمر وخالد وغيرهما ،حين يطلبون الإذن من رسول الله لضرب عنق من بدرت منه بادرة كفر أو نفاق،فلا يتجاوزون أمره ونهيه

(9) فهذا والله الجهاد الذي يراد به وجه الله، وهذه والله الشجاعة التي تدل على نزاهة صاحبها ودينه وورعه،أما بلا ذلك فهو قاطع طريق مقدام على ذلك

(10) فهذا جواب هذه الشبهة الأولى باختصار شديد أوجبه ضيق المقام ،ولنا بإذن الله في الليالي القادمة وقفات مع شبهات أخرى ،ونسأل الله الهداية

الشبهة الثالثة التي تلبس بها داعش على أتباعها والمتعاطفين معها، قولهم:الدولة الإسلامية تريد أن تطبق شرع الله ،وتقيم الخلافة الإسلامية

(26) وهذا هو حُلم الأمة من أزمان مديدة،فلماذا تقفون في وجهها وتحاربون هذا المشروع الإسلامي العظيم،وهو حلم لكل مسلم،ولا يكرهه إلا منافق وعميل

(27) فأقول جواباً على هذه الشبهة:ما أسهل الدعاوى ،وما أعسر الحقائق، لقد سمعنا هذه الدعوى الكبيرة من كثير من الطواغيت ،فلم تزدنا بهم إلا بصيرة

(28) ولن يكون البغدادي بمجرد دعواه أحسن حالاً منهم، بل أقول ما أشبه الليلة بالبارحة ،فهذه هي دعوى الخوارج الأولى لما خرجوا علي أمير المؤمنين

(29) بل أعجب من ذلك ،إنها دعوى جد الخوارج ذي الخويصرة حين اعترض على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في غنائم حنين ،فهي دعوى كاذبة ظالمة

(30) فهم يريدون تطبيق فهمهم للشرع وليس حقيقة الشرع كما يفهمه العلماء على منهاج السلف وطريقتهم في الاستدلال،وإلا فكل مبتدع يزعم التمسك بالقرآن

(31) فإن قلتَ:هذه محاكم دولة البغدادي في كل بلدة يصيطر عليها ،تقيم شرع الله وتطبق الحدود وتحكم بين الناس ،فهل تقارن ذلك بحكومات الطواغيت!؟

(32) فأقول:أما الحكم بين الناس بشرع الله فقد طبقه كثير ممن تكفرونهم وتصفونهم بالطواغيت،فهم يقيمون المحاكم بين الناس ويأخذ الناس حقوقهم من بعض

(33) بل هم أفضل منكم في ذلك ،بكثرة محاكمهم وكفائة قضاتهم بلا مقارنة مع شبابكم الذين قلدتموهم القضاءوكثير منهم من أجهل الناس بالأحكام القضائية

(34) بل إن الظلم في محاكم تلك الدول أقل منه في محاكم البغدادي،بسبب جهل قضاته أو ضعف الرقابة عليهم،فأي فضل للبغدادي في فتح محاكم تشوه شرع الله

(35) أما من جهة أخرى فإن محاكم البغدادي أسوء حالاً من محاكم الدول التي يكفرها هو وحزبه ، وذلك أن أبرز ما تنبز به تلك الأنظمة عدم نزولها للشرع

(36) ليس في آحاد الناس بل في رموزها وقادتها ،وهذا ما نقمه المجاهدون على البغدادي وزمرته وقادته ،فإنهم تنكبوا شرع الله في أنفسهم وذويهم

(37) وليس في الأموال فقط ،بل في أخطر المظالم وهي الدماء،فكم اتهم الناس البغدادي وجماعته بالقتل والظلم والتعدي على الأموال والدماء

(38) وكم نادوا بالتحاكم إلى شرع الله،والبغدادي يقول تحاكموا إلى شرعي ومحاكمي وقضاتي،فقلي بربك أي فرق بينه وبين أشد الطواغيت الذي يكفرهم هو

(39) فتمنعه عن تحكيم شرع الله على نفسه وحزبه ،إما أن يكون لعدم كفائة غير قضاته ،أو لعدم عدالة غيرهم أو لعدم إسلام غيرهم ،فأيّن كان الجواب

(40) فهو يبين لك منزلة الأمة عند البغدادي وحزبه، وقد بينت الأحداث في الشام قيمة قضاء البغدادي واستخفافه بالدماء وأحكام الردة بالريحة

(41) وهل سمعتم حكماً على قائد من قادته ،على كثرة تجاوزاتهم وتعديهم وظلمهم، وما قصص أبي أيمن العراقي عنكم ببعيدة، فمن يأمن هذا القضاء الظالم!

(42) ولست أقول هذا بسبب سماعي عنهم ،بل بسماعي منهم في مقاطعهم وبياناتهم التي يخرجونها بعد جرائمهم ،وتكييفات شرعييهم التي تضحك المحزون

(43) فوالله لن تجد طالب علم أو من شم القضاء وعرف بعض أحكامه إلا يعجب كل العجب من تلك المهازل التي تقيمها تلك المحاكم الهزليلة الهزيلة

(44) فلسنا والله نكره أن يطبق شرع الله في شبر من الأرض ،لكن شرع الله وليس شرع الطواغيت ،بأي شعار وأي صورة ،فلا تغرنك أخي الشعارات فهي السراب

(45) هذا تعليق مختصر على هذه الشبهة ، وهي تحتمل أكثر من هذا ،لكن هذا ما جاد به الوقت والمحل، وفق الله الجميع للحق والسنة

(46) الشبهة الرابعة التي شبهت بها داعش على أتباعها وعلى المتعاطفين معها قولهم لكل من ينكر عليهم تعدياتهم وتجاوزاتهم:لماذ� � لا تنكرون على الحكام

(47) ويقولون :أنتم تسكتون أو تجاملون أو تطبلون لطواغيت قد حاربوا الإسلام والدعاة وسجنوا المصلحين ،فكيف نقبل نقدكم في الدولة وأميرها وقادتها!؟

(48) وللجواب على هذا التلبيس نقول:قد كذبتم ثم صدقتم كذبتكم هذه ، فلا نعلم عالماً أو داعية ممن تنبزونهم بالسرورية إلا وهم نصحة للخاصة والعامة

(49) وقد تكبدوا في سبيل ذلك كثيراً من السجن والتضييق والمتاعب ،وقد أخذوا من السجن أكثر مما أخذتم ،لكنكم تريدون نواعاً خاصاً من الإنكار

(50) فهم على منهج السلف في إنكارهم وأمرهم ونهيهم ،ولا ينكرون على طريقتكم بالتكفير والتفجير والإفساد ،فهل أصبحت طريقتكم معياراً للأمة تحذوها!؟

(51) وليتك أخي تتبع طُرق الإنكار على الظلمة عبر التاريخ ،فستجد طريقتين ،طريقة سلفية نهجها الصحابة ومن بعدهم من الأئمة،وطريقة المبتدعة الخوارج

(52) وليس من شرط العالم الصادق أن ينكر كل منكر ،فإن هذا أمر لا يطيقه أحد إلا أصحاب المعرفات الوهمية التويترية، وإنما كل مسلم ينكر ما يستطيع

(53) ولم أجد أحداً في تاريخ المسلمين استطاع أن ينكر كل منكر في زمانه ، وإنما العبرة في عدم تسويغ ذلك المنكر وشرعنته ،ثم إنكار ما يمكن إنكاره

(54) وهذا شاهد ذلك في شرعيي البغدادي وقضاته ،لم نجد لهم حرفاً في إنمار جرائم البغدادي وقادته وحزبه، خوفاً أو مداهنة ، إلا أن تقولوا بعصمتكم

(55) ولقد رأينا من الواقاع أن محاكم تلك الأنظمة التي تكفرونها ،تخرج الدواعش من سجونها أسراباً وتعتقل كثيراً ممن تسمونهم سرورية ،فأيهما أظلم!؟

(56) إن العلماء الصادقين ينكرون المنكر بلا منكر ويأمرون بالمعروف بالمعروف ، وأنتم تريدون أن تنزلوا سواد الأمة على طريقتكم ومنهجكم مع جهلكم

(57) ولو فرضنا صحة دعواكم ،بأن من ينكر على صاحب منكر لا يقبل منه حتى ينكر كل منكر سواه ،فمن سينطبق عليه هذا الشرط،من الأولين والآخرين !!؟؟

(58) والله ما هذه إلا حيلة شيطانية للتنصل من كل محتسب عليكم ،وإذا أغلقتم باب الحسبة عليكم فالويل والثبور لمن يفعل ذلك ، لقد اتخذ إلهه هواه

(59) وهذا ما دعاكم لرفض المحاكم المستقلة بهذه الحيل الشيطانية ،مع أنه لو دعاك يهودي للتاحكم لشرع الله لوجب عليك أن تجيبه ،فكيف بمسلم!!؟؟

(60) إن رفضكم نصح الناصحين بهذه الدعاوي ،لم نسمعها والله من أصحاب الأنظمة الذين تكفرونهم،بل كم سمعت من ذهب لنصح بعضهم فكان أحسن جواباً منكم

(61) إن أصحاب الأنظمة ملوكاً وزعماء يتفاوتون في خيرهم وشرهم ولا ندافع عن أحدمنهم بل كل منهم له وعليه بين مقل ومستكثر،بل بعضهم هو مارق من الدين

(62) لكن العبرة في العالم الصادق في طريقة التعامل معهم حسب شرع الله ودينه وليس حسب المصالح الشخصية والمواقف الخاصة ،كما تفعلون من حيث لا تشعرون

(63) ألم تتركوا استهداف إيران لمدة عقود لأجل مصلحة الجهاد بزعمكم ،فلماذا تنكرون على شيوخ المصالح كما تزعمون، ألستم ترفضون نقد البغدادي علانية

(64) فما الفرق بينكم وبين قطعان الجامية ،مع أن أميركم يظهر من الشعارات الإسلامية ما لم يظهره عمر بن عبدالعزيز ،وهو أبعد الناس عنها

(65) ولا زلت أذكر حين كتبت بياناتي الخمسة عن دولتكم،كم راسلتموني على الخاص،وطلبتم مناصحته سراوعدم النقد العلني،ثم تعيرون من يطبق ذلك مع غيركم

(66) هذا بعض البيان لهذه الشبهة الرابعة ،ولنا بإذن الله في الليالي القادمة وقفات مع شبهات أخرى بإذن الله
وفق الله الجميع وأرشدنا للحق والسنة

(67) الشبهة الخامسة التي يلبس بها أتباع البغدادي على الناس،قولهم:لا تجعل خصمك مجاهداً أو شهيداً ،يحتج عليك يوم القيامة وهو يحمل رأسه

(68) وهذه حجة عاطفية ،لا تحق حقاً ولا تبطل باطلاً ،فليس الجهاد أو الشهادة أعظم حرمة من التوحيد والإسلام ،ومع ذلك لم يكن التوحيد أو الإسلام..

(69) كل ذلك ليس مانعاً من النقد والاحتساب عليه ،بل أعظم من ذلك ،فقد عاتب الله نبيه على مالم يرضه منه سبحانه وتعالى، ثم الصحابة من بعده

(70) فقد اشتد الرسول ﷺ على بعض الصحابة في أمور لا تبلغ عشر معشار جرائم البغدادي وحزبه، ولم تكن صحبتهم وفضلهم وسابقتهم وجهادهم ما نعة من ذلك

(71) وهذه بدعة داعشية بامتياز، وهي العصمة لكل من حمل بندقية حتى ولو كانت موجهة إلى صدور المسلمين بله المجاهدين، فبأي دليل منعتم نقد المجاهد!؟

(72) وهذا والله من أثر الجهل بالنصوص وبسيرة رسول اللهﷺوأصحابه الكرام ،وإلا فأي جهاد كجهاد خالد،ثم يقال له:اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد

(73) وأين فهمكم للجهاد من فهم عمر حين لبب خالد بثيابه وجره إلى أبي بكر ليحكم فيه بحكمه،ولم قل خالد:يا عمر لا تجعل خصمك من قاد عشرات المعارك

(74) وأينكم من موقف رسول اللهﷺمن أسامة بن زيد حين تأول في قتل رجل كان كافراً وأجرم في خيار الصحابة،ثم يأتيه من العتاب على قتله ما جعله يقول:

(75) ما جعله يقول:حتى تمنيت أن لم أكن أسلمت إلا هذا اليوم . فكيف لو رأى رسول اللهﷺ ما تأولتم فيه من قتل لخيار القادة والمجاهدين!؟ بالمئات

(76) وأين نقد بغداديكم من محاسبة عموم المسلمين لقادة الجهاد العظام الذين فتحوا الأمصار وجندوا الجنود،وكانوا حصناً للأمة وللدين

(77) ثم لم يكسبهم ذلك حصانة،بل مع فضلهم فقد نقدتهم الأمة واعترضت على تصرفاتهم التي تخالف الشرع،كما فعل ابن عمر وابن عوف مع خالد يوم بني جذيمة

(78) ولولا ضيق المقام لذكرت أمثلة عديدةمن نقد السلف الكبار من صحابة ومن بعدهم ،لقادة الجهاد الذين شهد بفضلهم القاصي والداني،أم أنكم استثناء!

(79) ولعل أحدهم يقول:لو كان ما تفعلونه نقداً ونصحاً لقبلناه ،ولكنه تخوين وتبديع ورما تكفير لهؤلاء المجاهدين ،فكيف يقبلون منكم !؟ فأقول:

(80) فأقول جواباً على هذا التلبيس:لقد رأيت أكثر من ينقدكم اليوم بشدة ويحذر من شركم ، في بداية نقدهم لكم ،كانوا أرفق بكم من الوالدة بولدها

(81) حتى أصابتهم الأذية من هذا الترفق بكم،لكن ذلك الرفق وللأسف لم يزدكم إلا غياً وتمادياً في دماءالمسلمين والمجاهدين وأموالهم وتلبيساً عليهم

(82) ولقد اتخذتم من ذلك الترفق ،ذريعة لتمرير كثير من باطلكم وبغيكم ،حتى أصبح التعاطف معكم مشاركة في إجرامكم،وتحرج كل محب ومتعاطف معكم من ذلك

(83) بل والله لقد رأيت من بغيكم على المتعاطفين معكم عند أول مخالفة لهم معكم،ما لم نره إلا من الرافضة واللبرالين وأضرابهم،فأين دينكم وجهادكم!؟

(84) حتى أصبح سكوت العلماء عنكم مطلباً لكم ،لتمرروا من التلبيس مالا يعرفه أكثر الناس، وأصبح الناصحون من العلماء والدعاة لا يرون سعة في السكوت

(85) ثم إن هذه الشبهة التي تلبسون بها وهي(لا تجعل خصمك شهيداً أو مجاهد) ترتد عليكم بأشد مما رميتم به أضعافاً مضاعفة ،وليس مثل دعواكم بل أشد

(86) فكم سخصمكم من شهيد قتلتموه بأتفه الحيل،ومجاهد كفرتموه بأمر هو لديكم أضعافا مضاعفة، وكم سيخصمكم من عالم صادق خونتموه ثم كفرتموه

(87) عفواً عن عشرات الدعاة وطلبة العلم وعموم المسلمين الذين لم تتركوا لهم من حرمة الإسلام صغيرة ولا كبيرة ،فما هي حجتكم لهم يوم القيامة!!؟؟

(88) ولا مخرج لكم من ذلك إلا بتكفير كل من خالفكم حتى لا يبقى لهم حق ولا حرمة-وهذا ما يفعله بعضكم بل كثير منكم- ثم تتباكون حين ترمون بالخوارج

(89) وكل من يتابع معارفتكم ومقاطعكم وكلمات رموزكم ،يقطع بأنكم لا ترون مجاهداً ولا موحداً حقيقة إلا أنتم ، فهل زاد عليكم الخوارج بشيئ!!؟؟

(90) هذا ما يتعلق بهذه الشبهة، وهي تحتمل أكثر من هذا الجواب ، لكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق ، وفق الله الجميع للحق والسنة ، وشكرالله لكم

(91) الشبهة السادسة التي يلبس بها أتباع البغدادي على الناس حتى اغتر بها بعض الفضلاء وهي ردهم على من اتهمهم بأنهم خوارج،فقالوا :

(92) فقالوا:هذه أصول الخوارج معلومة -التكفير بالكبيرة،إنكار الشفاعة،عدم العمل بالسنة،تعطيل الصفات،الإمامة في غيرقريش) فأي أصل وافقناهم فيه

(93) والحقيقة أن هذه الشبهة قد اغتر بها حتى بعض طلبة العلم،بل بعض من يخالف الدواعش ،يقول:لا يصح وصفهم بأنهم خوارج لعدم قولهم بأصول الخوارج

(94) وللجواب على هذه الشبهة نقول:ليس من شرط نسبة أحد إلى فرقة أو جماعة بدعية ،أن يقول بكل أصولهم وفروعهم ،بل يكفي أن يوافقهم في أهم أصولهم

(95) فمن سب الصحابة فهو رافضي ،ولولم يلتزم أصول الرافضة كاملة من عصمة الأئمة وغيرها، ومن عطل بعض الصفات سمي معطلاً ول أثبت كثيراً من الصفات

(96) بل إن تسمية المعطلة بمختلف درجات تعطيلهم جهمية ،معروفاً عن كثير من الأئمة،مع أنهم لا يوافقون الجهمية في كثير من أصول الجهمية البدعية

(97) وإذا أردنا معرفة أهم أصول الخوارج ،فهي الأوصاف التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في عشرة أحاديث في صحيح مسلم وبعضها في البخاري

(98) وليس الأصواف التي لحقت بهم بعد ذلك ،والتي أخذوها من المعتزلة أو غيرهم، فلو كانت تلك الأصواف التي وافقوا فيه الفرق الأخرى هي أهم أصولهم

(99) لم يحذر الرسول منهم ويترك تلك الفرق البدعية التي هي أصل تلك البدع،فلم يصح في فرق من النصوص التحذيرية ما صح في الخوارج،بسبب ما تفردوا به

(100) فكيف نتجاهل الأوصاف الواردة في النصوص،ونذهب لأوصاف بدعية هم فيها فرع وغيرهم أصل ،ولو كانت تلك الأوصاف هي المقصودة لكان التحذير من الأصل

(101) فحري بنا معرفة أوصافهم التي وصفهم بها رسول الله أولاً،وليس الأوصاف التي اكتسبوها بعد ذلك من المدارس الكلامية،وسأذكر هنا أبرز تلك الأوصاف

(102) فأول أوصافهم تلك الحال التي أتى عليها جد الخوارج الأول حينما اعترض على رسول الله،بقولهاعدل يا محمد) إنه الاعتراض على طريقة الحكمحتى

(103) حتى ولو كان الحَكم رسول الله صلى الله عليه وسلم،والمتتبع للفكر الخارجي اليوم يجد هذا معلماً في سياستهم وتفكيرهم وتعاطيهم مع كل من سواهم

(104) وما أمر المحاكم المستقلة عنا ببعيد، فكم تحايلوا ليسقطوا شرعية كل حكم لا يخرج من دهاقينهم، ولم نجد لهم قبولاً لحكم مهما كان ذلك الذي حكم

(105) بل إنها هي أول ما هوش به الخوارج في طورهم الثاني على عثمان رضي الله عنه حتى أهدروا دمه،بدعاوي الظلم وتولية من ليس أهلاً في نظرهم القاصر

(106) أما في طورهم الثالث وهو خروجهم على علي رضي الله عنه،فأشهر من أن تذكر،إنها زوبعة الحاكمية وليس التكفير بالكبيرة كما يعتقد بعض المخدوعين

(107) فهذا وصفهم الأول ،وقد اقتفيتم سيرهم قذة بقذة، ولولم يكن إلا هذا لكفاكم مشابهة للخوارج ، ولكفانا مسوغاً لوصفكم بأنكم من الخوارج

(108) لقد اعتمدت الخوارج الأولى على مسائل الحاكمية وشغبوا بها حتى على رسول الله وخيرة الخلفاء من بعده وجلة أصحابة حتى أصبح من أسماءهم المحكمة

(109) ومن يتابع أطروحات الدواعش والمتعاطفين معهم يجدهم لا يكادون يخرجون عن هذه القضية، حتى كفروا بسببها كثيراً ممن خالفهم في بعض فروعها

(110) هذا ما يتعلق بهذا الوصف،وسأكمل في الليالي القادمة بقية الأوصاف بإذن الله،وربما أطلنا في الجواب عن هذه الشبهة لكثرة ما وقع فيها من تلبيس

(111) هذ ااستكمالاً للجواب على الشبهة السادسة للدواعش وهي أن أوصاف الخوارج لا تنطبق عليهم،فقلنا أن الوصف الأول هو أنهم محكمة كما سبق تفصيله

(112) أما الوصف الثاني فهو ما ذكره الرسول في قوله (حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام) ولا يشك أحد أن غالبية الدواعش يدورون بين هذين الوصفين أو بهما

(113) بل الحقيقة أنهم تميزوا بهذا الوصف، فلا تكاد تجد فيهم صاحب سن أو صاحب علم أو صاحب سابقة ،فقد نابذهم أصحاب السن والعقل والسابقة

(114) حتى بعض من كان يوافقهم في بعض أفكارهم وأطروحاتهم ،لم يستطع الاستمرار معهم ،لشدة غلوهم ،وتفرد حدثاء الأسنان فيهم بالرأي والقرار الخداج

(115) وليس سراً أنك لا تكاد تجد في شرعيي داعش صاحب سن أو رسوخ علمي أو رأي عميق،عفواً عن غير الشرعي،أما عامة الأتباع والمتعاطفين فحدثاء الحدثاء

(116) أما السفه في الأحلام فأشهر من أن يذكر ،ولا عليك أخي إلا أن تنظر لردودهم وردود المتعاطفين والمتعاطفات معهم ، على العلماء عفواً عن غيرهم

(117) فإذا خالفهم عالم أو صاحب سابقة في العلم أو الدعوة أو حتى في الجهاد ،فانظر لردودهم عليه، وكيف يستحلون منهم كل محرم،حتى كأنهم يتكلمون عن

(118) حتى كأنهم يتكلمون عن يهودي أو عن منافق معلوم النفاق بوحي من الله ، ولك عبرة في نقاشهم مع نخبة من العلماء الذين لا يحسبون على أي جهة

(119) وكيف كفروا بعضهم وبدعوا وفسقوا، وكيف استخفوا بهم وبعلمهم،واتهموه م بالعمالة للمخابرات وغير ذلك من التهم التي لا تصدرإلا من سفهاء أحلام

(120) ألم يقل كبير المتعاطفين معهم والمنظر لأتباعهم ناصر الثقيل عن الشيخ البراك يستتاب من كلامه في الدستور المصري، فأي سفه بعد هذا السفه

(121) أما كلامهم عن العلامة الطريفي الذي عرف فضله القاصي والداني في العلم والدعوة والاحتساب ومناصرة الجهاد، لكن انظر لقيمته عند الدواعش

(122) بل انظر لكلامهم عن رموز كانوا يقدسونهم ويعظمونهم ولهم من السابقة ما ليس للدواعش مجتمعين،مثل كلامهم عن رموزهم السابقة المعظمةلديهم سابقا

(123) مثل كلامهم عن الظواهري والجولاني وأبي مارية القحطاني والمقدسي والقنيبي والمحيسني وغيرهم ممن لا يمكن أن يتميزوا عليهم بشيئ في جهادأوغيره

(124) وليس كلامي في خلافهم مع غيرهم ،وإنما كلامي في طريقة خلافهم مع غيرهم من أهل الفضل والسابقة ،وكيف ينطبق عليه أنه خلاف سفهاءالأحلام حقيقة

(125) أم خلافهم مع عامة المسلمين من طلبة العلم وعامة،وعامة المجاهدين ،فشيئ مهول والله ،فهم يستحلون قذف مخالفهم وشتمه وتخوينه وتكفيره وحتى قتله

(126) ومن يرد شواهدا على ذلك فهو يعيش خارج التغطية ،فإن جولة في مجالسهم أو مواقعهم أو معرفاتهم أو مقاطعهم وجرائمهم المصورة تبين ذلك بجلاء

(127) لقد فرضوا على أنفسهم قطيعة عامة مع سواد الأمة عامتها وخاصتها، مما أورثهم هذا الحال الذي كان عليه الخوراج الأولى ،وهو تفرد حدثاءهم بالأمر

(128) ومن إعجازه صلى الله عليه وسلم أنه وصفهم بهذين الوصفين المقترنين في النص وفي واقعهم عبر العصور،فإن المجتمع الذي يغلب عليه حدثاء الأسنان

(129) لا بد أن يكون طابعه العام سفه الأحلام ،فلا يرعون لصاحب حق حرمة،ولا يعرفون لصاحب سابقة سابقته ،فهذا وصفهم النبوي يتحقق فيهم كالشمس

(130) فهل يحق لأحد أن يزعم أن أوصاف الخوارج لا تنطبق عليهم !؟ بل هي والله كما ذكرها صلى الله عليه وسلم حذو القذة بالقذة ،فهذا هو وصفهم الثاني

(131) ولمزيد من التوضيح لهذه الصفة الفارقة ،انظر لمفردات القذف والتكفير والتفسيق والتخوين والتسفيه ،لعموم رموز الأمة علمياً ودعوياً وفكرياً

(132) في أطروحاتهم المختلفة،بل إن تكرر كلمة الردة والمرتد ومشتقاتها في خطاباتهم وبياناتهم تفوق أي كلمة أخرى ،وهذا نتيجة طبيعية للسفهه أحلامهم

(133) هذا ما يتعلق بهذه الصفة ،بل هي صفتان مقترنتان متلازمتان في النص وفي الواقع، ووالله لقد رأيت من فجورهم مع خصومهم مالم أره إلا من الرافضة

(134) فهذه ثلاث صفات ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم،وبينا أن تحققها فيهم أوضح من الشمس في رابعة النهار،وسنكمل غداً الصفة الرابعة بإذن الله

وشكر الله لكم جميعاً

(135) بسم الله نستأنف الجواب على الشبهة السادسة للدواعش،وهي قولهم:أن أوصاف الخوارج لا تنطبق عليهم،وقد ذكرنا ثلاث صفات وردت في النص تنطبق عليهم

(136) والآن أذكر الصفة الرابعة للخوراج الواردة في صحيح السنة وهي(يقولون من خير قول البرية،يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية) فهذه صفتان

(137) وقد وردت في الصحيحين،فأما الصفة الأولى وهي أنهم يقولون من خير قول البرية ،وهذا تحذير نبوي حتى لا تغرنا العبارات والشعارات حتى نرى العمل

(138) فمن صفات الخوارج العبارات الرنانة (تطبيق الشريعة،الجهاد، رفع الظلم،الولاء والبراء) إلى آخر تلك العبارات التي لن تكون أحسن من عبارات سلفهم

(139) التي نادوا بها في وجه الرسول صلى الله عليه وسلم ووجه عثمان وعلي وبقية الصحابة وهي شعارهم إلى اليوم،كلمةحق يراد بها باطلاً كما وصفها علي

(140) وهذه خطابات البغدادي والعدناني وبقية حزبهم ،تسمع فيها من خير قول البرية ،فلما تدعوهم إلى تطبيق تلك الدعاوي فإذا هي علقم على المسلمين

(141) وهذه الصفة الخارجية هي التي غرت كثيراً من الشباب والمتعاطفين معهم،وقد سمعت ذلك من بعضهم مرارا،لأن المسلم بطبيعته يميل لقول الله ورسوله

(142) بل من العجيب أن تجد من المصادفات اللطيفة،بعض العبارات في خطابت الدواعش هي بعينها في خطب الخوارج الأولين، وكذلك البدع تتعانق ولو بلا قصد

(143) فالمطالبة بالعدل، من العبارات التي تأسر النفوس وتدغدغ المشاعر، لكن لا تنس أنها قيلت من سلفهم المارقين لرسول الله صلى الله عليه وسلم

(144) فهل ستغرك عند ذلك!،وكذلك حين تسمع قول العدناني:فأعدوا للصحوات-وهم من خالفهم-المفخخات والكواتم ووووو ،وهذا ليس في حق النصيري بل المسلمين

(145) فإنك تتذكر قول سلفهم وهم يحمسون بعضهم لقتال خير أهل الأرض ،علي وأصحابه ، قوموا إلى الرواح ،قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض

(146) فهل يغرك بعد ذلك ،قولهم ولو كان من خير قول البرية ،كما أخبر بذلك الصادق المصدوق!؟
إن القول الجميل لا يكفي حتى يتبعه فعل جميل

(147) فهذا القول الجميل من الخوارج والاجتهاد في العبادة لم يمنعهم أن يمرقوا من الدين كما يمرق السهم من الرمية ،فلا تخدع أخي بخطاباتهم وخطبهم

(148) ولعل بعضهم أن يقول:وهل نسكت عن القول الخير حتى لا نشابه الخوارج!؟ فأقول إن الذم لم يكن للخوارج على قولهم الجميل ،وإنما على تطبيقهم

(149) فبعد أن قالوا من خير قول البرية ،فعلوا أفعال شر البرية ،فخدعوا الناس بالبيان ،وذبحوهم عند التطبيق وأخرجوهم من دين الله أفواجاً وهذا

(150) وهذا عين ما يفعله الدواعش اليوم ،فخُطب عظيمة ،وخطبهم على المسلمين أعظم، فما من عالم ولا داعية ولا فصيل مجاهد ولا جماعة إلا يشتكي شرهم

(151) فهل حجَزهم كلامهم عن قتل المسلمين والمجاهدين وعن تكفيرهم وتفسيقهم وتخوينهم ،حتى أصبح كل من يخالفهم في أرض الجهاد صحوات وهي مرادفة للردة

(152) فهذه هي الصفة الرابعة والخامسة وهي مقترنتان في الحديث وفي الواقع ،القول الجميل والفعل القبيح ،فالقول يغر السفهاء،والفعل يعتبره العقلاء

(153) ومن هذه الصفة تخرج الصفة السادسة لهم ،وهي ما رواه البخاري عن ابن عمر قال(انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين)

(154) فتسمع الكلام والاستشهاد وذكرهم للنصوص ،فإذا هو من خير قول البرية ،فإذا تأملت مقاصدهم ،فإذا هو إخراج للمسلمين من دين الله أفواجاً

(155) فعندهم هذا مرتد وهذا كافر وهذا منافق وهذا عميل وهذا صحوات ،وكلهم حلال الدم والمال والعرض ،ويخاصمونك بأدلة نزلت في الكفار والمنافقين

(156) فلسنا بحاجة بعد ذلك لنحاقق في مسألة كلامية هل هم يكفرون بالكبيرة أم لا ،بل الواجب النظر في تطبيقهم وليس في تنظيرهم،فهو الذي ورد به النص

(157) فلا تغتر أخي باستشهاداتهم حتى تسمع كلام العلماء في دلالة تلك الأدلة حتى لا يخدعوك بذكر أدلة وحشدها على مسائل لا تدل عليها ،فالعلم العلم

(158) فهذا ما يتعلق بالصفة السادسة الثابته في حق الخوارج الأولين وهي في الدواعش كالشمس في رابعة النهار ،ومن عرفهم وخالطهم لم يخف عليه أمرهم

(159) أم الصفة السابعة فهي ماورد في الحديث الصحيح (يحقر أحدكم صلاته إلى صلاتهم وصيامه إلى صيامهم) لكن النتيجة أنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم

(160) فهذه الصفة هي العبادة على جهل حتى يغتر بعبادته وتغرّه نفسه ويحتقر الناس ثم يفسقهم ثم يكفرهم ثم يستحل قتلهم فإذا هو خارجي بامتياز

(161) وهذا والله ما رأيته من بعضهم ،فهو يلتزم اليوم ويتتلمذ غداً ويتمشيخ بعده،ويتوغل في العبادة بما يغر به من حوله، وعبادة الجاهل داء عضال

(162) وسبحان الله كيف ورد التحذير منهم ،مهما ظهر لنا من حالهم في العبادة أو حسن الكلام أو الشجاعة والإقدام حتى لا يغتر به قليل العلم والمعرفة

(163) ومع ذلك لا زال شبابنا ينخدع لأحوالهم ويغتر بأقوالهم وكأنهم لم يسمعوا تلك النصوص الواردة فيهم،وقد كان سلفهم أكثر عبادة،ولم يغتر بهم السلف

(164) وناقشني والله من اغتر بعبادة بعضهم،وقال:كيف تبدعهم وقد جلست معهم أهل عبادة وقرآن وذكر ،فقلت له:ما زدتني فيهم إلا بصيرة،ألا تنظر لفعلهم!

(165) ومن تأمل حالهم وأوصافهم الواردة على لسان الصادق المصدوق ،وجدها شبه متلازمة،فحديث السن إذا تفرد بالأمر وغر من حوله بقوله وعبادته

(166) كانت النتيجة سفه الأحلام ،وذلك بالتجني على كل من يخالفهم وانتهاك حرماتهم ،وتجاهل حقوقهم ،وحتى سفك الدماء ،فأي سفه أشد من هذا السفه!؟

(167) فهل بعد هذا يعترض معترض على وصفهم بأنهم خوراج!
وقد رأيت أخي كيف انطبقت عليهم تلك الأوصاف الواردة في النصوص،ولم نقل فيهم مالم يثبت عليهم

(168) وقد اعترض احدهم البارحة ،بقوله أليس أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من حدثاء الأسنان ،وكان هذا من أسباب سخرية الكفار بهم ، فأقول له :

(169) أولاً:ليس وجود حدثاء الأسنان في صفوف المجاهدين أو الدعاة أو طلبة العلم هو الوصف الذي أراده صلى الله عليه وسلم،بل المقصود تفردهم بالأمر

(170) كما تجده عند الخوارج في القديم والحديث، إنما المحذور تفرد هؤلاء الحدثاء وتسفيههم لأهل العلم والرأي والسابقة ،واعتقادهم في أنفسم الكمال

(171) كما نراه منهم جلياً ،إن الحدث إذا كان في سواد الأمة وتحت رأي أهل العلم والفكر والرشد ،كان وقوداً لعزة الأمة وخيرها ،فإن تفرد أفسد

(172) هذا ما يتعلق بهذه الصفة ، ولا زلنا في الشبهة السادسة وسأكملها غداً بإذن الله ، والمعذرة على الإطالة لكن الموضوع يستحق ذلك
وفقكم الله
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18-03-2016, 09:54 PM
الغاضب لصحابة محمد الغاضب لصحابة محمد غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2016
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 779
الدولة : Algeria
افتراضي من شبه الدواعش المضحكة مقارنة البغدادي بالإمام أحمد بن حنبل رحمه الله!!!

من شبه الدواعش المضحكة مقارنة البغدادي بالإمام أحمد بن حنبل رحمه الله!!!
يقول الداعشي كان في عصر أحمد بن حنبل الخليفة المأمون و هو كان معتزليا جهميا، و أحمد بن حَنْبَل رحمه الله كان يكفر معتقدي هذه العقيدة كعقيدة خلق القرآن لكن مع ذلك لم يكفر المأمون لأنه كان يطبق شرع الله؛ لذا أحمد أطاع المأمون". "فعلينا كافة أن نطيع أبا بكر البغدادي كما أطاع أحمد المأمون تبعا للسلف و لو كان مخطئا في أمور عدة).

الرد على الشبهة :
في هذا الكلام نظر من وجوه؛
الوجه الأول : أن عدم تكفير الامام أحمد بن حنبل للمأمون لم يكن سببه أنه كان يحكم بشرع الله، إنما كان سببه أن المعين لا يجوز تكفيره إلا بعد قيام الحجة بثبوت الشروط وانتفاء الموانع، والمأمون كان متأثراً بابن أبي دؤاد الذي كان يراه عالماً، وأدخل عليه هذه المسألة وهي القول بخلق القرآن.
الوجه الثاني : سلمنا جدلاً، بما ذكره عن المأمون، فأين تطبيق شرع الله الذي وجد عند أبي بكر البغدادي؟
الوجه الثالث : سلمنا جدلاً ما ذكر، فلماذا توجب على الجميع طاعته، ألا يسوغ ما ذكرته في وجوب طاعة أبي بكر البغدادي أن يذكر في حق كل متولي على أهل جهة، فيقال: تجب طاعتهم على أهل جهتهم رغم أخطائهم؟! فلماذا يسوغ للبغدادي ما لا يسوغ لغيره؟
الوجه الرابع : اجتماع المسلمين تحت ولاية الإمام، هو الأصل، ولكن الناس خالفوا ذلك لضعفهم وبعدهم عن السنة، ومع ذلك أوجب أهل السنة والجماعة لكل متغلب على جهة من الجهات السمع والطاعة على أهلها، بشرط أن يقيم فيهم شرع الله!
الوجه الخامس : أن يقال : أين شرع الله الذي أقيم على يد هذا المذكور؟ فلا للإسلام نصرتوا ولا للكفر كسرتوا!!!
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18-03-2016, 09:56 PM
الغاضب لصحابة محمد الغاضب لصحابة محمد غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2016
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 779
الدولة : Algeria
افتراضي قال الداعشي هات دليلا قاطعا يثبت اننا خوارج !!

قال الداعشي : "أنا لا أكفر الصحابة، لا أكفر عليا رضي الله عنه و لا معاوية بل أعتقد أن الإيمان يزيد و ينقص و أنا لا أكفر مرتكب الكبيرة إلخ فذكر علامات الخوارج ثم قال: أعبد الله بخوف و رجاء ثم قال: شاهدت خطبة أبي بكر البغدادي و هو كان سلفيا منذ عشرين عاما. قال: إن أبا بكر البغدادي لا يخرج مرتكب الكبيرة من الملة، ثم قال: هات دليلا قاطعا يثبت انه خارجيا؟
فإن علامات الخوارج لا تنطبق عليه؟

رد الشبهة
الدواعش خوارج؛
وليس من شرط الخارجي أن يكفر أصحاب الكبائر، بل يكفي فيه أن يخرج على ولي الأمر ليحكم بخروجه، فما بالك إذا خرج على أهل السنة والجماعة في تطبيقه للشريعة؟!
ما بالك إذا خرج على جماعة المسلمين يقتل أهل الإسلام ويدع عبدة الأوثان؟
ما بالك إذا قامت القرائن على أنه مخترق ينفذ أجندة الاستعمار ضد بلاد الإسلام؟
فإن قلت: ما الدليل على أن الخارجي لا يشترط فيه أن يكفر بالكبيرة؟
فالجواب :
أول رجل منهم كان في زمن الرسول ﷺ، وخرج من ضئضه أسلاف الخوارج، هذا الرجل لم ينقل أنه يكفر بالمعاصي، وإنما خرج على رسول الله ﷺ، واعترض عليه!
والرسول ﷺ لم يذكر في وصفهم غير خروجهم على جماعة المسلمين، وتقتيلهم لأهل الإسلام وتركهم لأهل الأوثان.
وكتب الفرق ذكرت من فرق الخوارج من لا يكفر بالذنب، مما يدل أن هذا الوصف ليس شرطا في وصفهم بالخوارج!
و لا دليل يعين أن التكفير بالكبائر هو شرط في وصفهم بالخوارج، بل شرط وصفهم بالخوارج هو خروجهم على جماعة المسلمين، فالدواعش خوارج يظنون أنهم يقيمون دولة الإسلام وهم لا يقيمون إلا دولة الطغيان، أسأل الله هدايتهم ورجوعهم إلى الصراط المستقيم!
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 18-03-2016, 09:58 PM
الغاضب لصحابة محمد الغاضب لصحابة محمد غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2016
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 779
الدولة : Algeria
افتراضي من جهل الدواعش التوسع فى استعمال قاعدة من لم يكفر الكافر فهو كافر

التوسع فى استعمال قاعدة من لم يكفر الكافر فهو كافر و هذا من جملة الجهل الذى ابتلينا به فى هذا الزمان فى انزال القواعد العلمية فى غير محلها فإن العلماء عندما ذكروا هذه القاعدة كانوا يقصدون الكافر المتفق على كفره كاليهود و النصارى و الوثنيين و غيرهم ممن اتفقت كلمة العلماء على كفرهم و لم يكن يقصدون من ارتكب الكفر و لم يثبت عليه الكفر بعينه لعدم استيفاء الشروط و انتفاء الموانع و لا من فيه خلاف بينهم فى اعتبار القول او الفعل او الاعتقاد كفرا من عدمه فهذا مختلف فى المناط اكفر هو ام لا
جاء في كشاف القناع للبهوتي – وهو حنبلي المذهب-: من لم يكفر من دان أي تدين بغير الإسلام كالنصارى واليهود أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم فهو كافر لأنه مكذب لقوله تعالى : وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ .
قال القاضي عياض في الشفاء (2/232): (ولهذا نكفر من دان بغير ملة المسلمين من الملل، أو توقف منهم أو شك أو صحح مذهبهم، وإن أظهر الإسلام واعتقده، واعتقد إبطال كل مذهب سواه فهو كافر بإظهار ما أظهر من خلاف ذلك).
ونقل ابن تيمية في الصارم المسلول ص (9) عن محمد بن سحنون قوله: (أجمع العلماء على أن شاتم النبي صلى الله عليه وسلم ، والمتنقص له كافر، والوعيد جار عليه بعذاب الله له، وحكمه عند الأمة القتل، ومن شك في كفره وعذابه كفر).
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة (2/ 99): (لا يجوز لطائفة الموحدين الذين يعتقدون كفر عباد القبور أن يكفروا إخوانهم الموحدين الذين توقفوا في كفرهم حتى تقوم عليهم الحجة؛ لأن توقفهم عن تكفيرهم له شبهة، وهي اعتقاد أنه لابد من إقامة الحجة على أولئك القبوريين قبل تكفيرهم، بخلاف من لا شبهة في كفره كاليهود والنصارى والشيوعيين وأشباههم، فهؤلاء لا شبهة في كفرهم، ولا في كفر من لم يكفرهم).
و هذا تلخيص لهذه المسألة
هذه القاعدة تشمل ثلاثة أمور:
الأول: وجوب القطع بكفر كل مَن دان بغير دين الإسلام من اليهود والنصارى والوثنيين وغيرهم على اختلاف مللهم وشرائعهم؛ إذ إن كفر هؤلاء ثابتٌ بنصوص عامة وخاصة من الكتاب والسنة.
فمن النصوص العامة: قوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 19]، وقوله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85].
وقوله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسُ محمد بيده، لا يسمعُ بي أحد من هذه الأمَّةِ -يهودِيّ ولا نصرانيّ- ثم يموت ولم يُؤمِنْ بالذي أُرْسِلْتُ به ، إلا كان من أصحابِ النَّار) رواه مسلم.
ومن النصوص الخاصة: قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [التوبة: 30].
وقوله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [المائدة: 73].
فمن لم يكفر هؤلاء أو شكَّ في كفرهم أو صححَ دينهم وعقائدهم : فقد كذَّب الله -تعالى- ورسولَه صلى الله عليه وسلم، وردَّ حكمهما.
وقد نقل القاضي عياض في كتابه " الشفا" الإجماع على: " كُفْرِ مَنْ لَمْ يُكَفِّرْ أَحَدًا مِنَ النَّصَارَى وَالْيَهُودِ، وَكُلَّ مَنْ فَارَقَ دِينَ الْمُسْلِمِينَ، أَوْ وَقَفَ فِي تَكْفِيرِهِمْ، أَوْ شَكّ".

الأمر الثاني الذي تشمله القاعدة: وجوب القطع بكفر طوائف ومذاهب الردة المجمع على كفرهم وردتهم، كالباطنية من القرامطة والإسماعيلية والنصيرية والدروز، والبابية والبهائية والقاديانية.
فقد حكم أهل العلم على هذه الطوائف بالكفر والردة؛ لاعتقاداتهم المنافية لأصول الإسلام من كل وجه، فمن لم يكفر هؤلاء أو شك في كفرهم بعد العلم بحقيقة حالهم ، فقد صحح مذهبهم وعقائدهم الكفرية، وطعن في دين الإسلام، فيكون كافراً مثلهم .
قال ابن تيمية في "الفتاوى"عن الدروز: "كُفْرُ هَؤُلَاءِ مِمَّا لَا يَخْتَلِفُ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ؛ بَلْ مَنْ شَكَّ فِي كُفْرِهِمْ فَهُوَ كَافِرٌ مِثْلُهُمْ".

الأمر الثالث الذي تشمله القاعدة: من ارتكب ناقضًا من نواقض الإسلام المجمع عليها بين العلماء، كالاستهزاءِ بالنبي صلى الله عليه وسلم، أو سبِّهِ، أو جحدِ ما هو معلوم بالضرورة من دين الإسلام.
فمن لم يكفر من ارتكب هذا النوع من النواقض؛ لإنكاره أن يكون ما قاله أو فعله كفرًا ، فهو كافر مثله.
قال ابن تيمية فيمن اعتقد جواز سب الصحابة أو اعتقد اعتقادًا كفريًا: "أما من اقترن بسبه دعوى أن عليا إله أو أنه كان هو النبي وإنما غلط جبريل في الرسالة ، فهذا لا شك في كفره ، بل لا شك في كفر من توقف في تكفيره".

ثالثًا: قاعدة (من لم يكفر الكافر فهو كافر) لا تشمل كل من:
1- ما اختلف العلماء في عدِّه من المكفِّرات، كاختلافهم في تارك الصلاة تكاسلاً، فمنهم من عدَّه كفراً مخرجاً من الملة، ومنهم من لم يوصله إلى ذلك، فلا يقال فيمن لم يكفر تارك الصلاة كسلاً: إنه كافر، كذلك الحكم بغير ما أنزل الله من غير (استحلال).
2- من امتنع من تكفير مسلم معيَّن ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام، فمثل هذا لا يُحكم بكفره؛ لأن تنزيل حكم الكفر على شخصٍ بعينه ليس مقطوعًا به، فقد يكون تكفيره والحكم عليه بالردة صوابًا أو خطأً، وقد يكون التوقُّف في تكفيره لوجود مانع، أو عدم توفر شرط، أو عدم قيام حجَّة، ونحو ذلك.
فلا يدخل في هذه القاعدة: من لم ينزل أحكام الكفر المتفق عليها على بعض المُعيَّنين، كمن لم يُنزِّل أحكام الطواغيت أو الحكم بغير من أنزل الله على أعيان الطوائف والأفراد؛ فإن الكفر بالطاغوت أصلٌ في الإسلام كما قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا}، لكن تنزيل الطاغوت على فردٍ معينٍ محلُّ اجتهادٍ ونظر.
وحينها لا يقال: إن من لم يكفر مرتكب هذا الناقض فهو كافر؛ لأجل الخلاف أو الاجتهادِ فيه.
رابعًا: لا يجوز تنزيل هذه القاعدة على الأعيان إلا بعد تحقق شروط التكفير، وانتفاء موانعه.
فالتكفير المُطلق كقول (من لم يكفر الكافر فهو كافر) يختلف عن تكفير معينٍ من الناس بقول (فلان لم يكفر الكافر فهو كافر).
فالأفراد المُعيَّنون متفاوتون بحسب قيام الحجة عليهم، واجتهادهم وتأويلهم، وكثير من الغُلاة لا يُفرِّقون بين هذه المراتب بسبب الجهل بها.
قال ابن أبي العز الحنفي في "شرح الطحاوية": "الشخص المعيَّن يمكن أن يكونَ مجتهدًا مخطئًا مغفورًا له، ويمكن أن يكون ممن لم يبلغه ما وراء ذلك من النصوص، ويمكن أن يكون له إيمان عظيم وحسنات أوجبت له رحمة الله".
فقد يكون توقف الشخص عن تكفير الكفار الأصليين، أو المرتدين المتفق على ردتهم ناتجًا عن قصور في العلم أو لشبهة رآها، أو غير ذلك من موانع التكفير، ( كالجهل، والخطأ، والإكراه، والتأويل)، فلا بد من التأكد من خلوها جميعها في هذا المعين.
نقل ابن حجر عن الشافعي في "فتح الباري" قوله: "من خالفَ بعد ثبوتِ الحُجة عليه فقد كفر، وأما قبل قيام الحُجة فإنه يُعذر بالجهل".
وقال ابنُ تيميةَ في "الفتاوى" في بيانِ حقيقةِ عقيدةِ وحدةِ الوجودِ، وأنها أشرُ من قولِ النصارى: "فَهَذَا كُلُّهُ كُفْرٌ بَاطِنًا وَظَاهِرًا بِإِجْمَاعِ كُلِّ مُسْلِمٍ ، وَمَنْ شَكَّ فِي كُفْرِ هَؤُلَاءِ بَعْدَ مَعْرِفَةِ قَوْلِهِمْ ، وَمَعْرِفَةِ دِينِ الْإِسْلَامِ ، فَهُوَ كَافِرٌ كَمَنْ يَشُكُّ فِي كُفْرِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكِينَ".
فقد اشترط لهذا التكفير شرطين: معرفة قولهم أي معرفة حالهم ، ومعرفة دين الإسلام أي الأدلة على كفرهم.
فلا بد من إقامة الحجة على من لم يكفر الكافر، بتعليمه، وتوضيح الأمر له.
خامسًا: ضَلَّ في هذه القاعدة فريقان: فريقٌ فرَّط وضيع، وفريقٌ أَفْرَطَ وغلا.
1- فأمَّا المضيعون: فلم يأخذوا بهذه القاعدة، وجحدوها، ولم يروا تكفير من لم يكفر الكفار بعد توافر القيود والضوابط.
وبعضهم زعم أنَّ تكفير الكافر مخالف لحرية الاعتقاد، ومنهم من نادى بوحدة الأديان، أو مساواتها ، وهذا القول تكذيب لله ورسوله وجحد لما أجمعت عليه الأمة.
2- وأما الغلاة: فقد توسعوا في هذه القاعدة، حتى أدخلوا فيها المسلم الذي رموه بالردة والكفر، ثم ألزموا الآخرين بتكفيره، فإن لم يفعل كفروه عملاً بهذه القاعدة، زعموا!!.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 134.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 128.64 كيلو بايت... تم توفير 5.91 كيلو بايت...بمعدل (4.40%)]