الأسرة المسلمة في ظلال التوحيد - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         التوبة في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          فضل صلاة التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          خطر الشذوذ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          مجازر الطحين.. إرهاصات نصر وعز وتمكين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          ليكن زماننا كله كرمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          حديث:ويَقْرَأُ فيها ما بيْنَ السِّتِّينَ إلى المِائَةِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          وصايا نبوية مهمة للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          حديث:من رَكعَ أربعَ رَكعاتٍ قبلَ الظُّهرِ وأربعًا بعدَها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          أنوية العلمانيين، وهم يواجهون أعداءهم من أهل القبلة، وحراس العقيدة... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          لفظ (الناس) في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-07-2019, 04:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,316
الدولة : Egypt
افتراضي الأسرة المسلمة في ظلال التوحيد

الأسرة المسلمة في ظلال التوحيد
جمال عبد الرحمن

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول اللَّه
وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه، وبعد:
فإن اللَّه تعالى أرسل رسوله يتلو آيات
اللَّه علينا ويعلمنا الكتاب والحكمة، لتصلح أحوال الناس والأسر والمجتمعات،
وهو القائل صلى الله عليه وسلم : «أنا لكم كالوالد أعلمكم».
[حسنه الألباني في صحيح
الجامع]
النبي صلى الله عليه وسلم يعلم المسلمين تعظيم اللَّه والعبودية له
عن ابن عباس رضي
الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللَّه جل وعلا: «الكبرياء ردائي، والعظمة
إزاري، فمن نازعني واحدًا منهما قذفته في النار».
[صحيح: أخرجه أحمد عن أبي
هريرة]
وفي رواية عند الطيالسي قال: «إن العز إزاري، والكبرياء ردائي فمن
نازعني فيهما عذبته».
[صحيح عن علي، في صحيح الجامع]
معناه أن العظمة والكبرياء
من الصفات التي تختص بالله جل وعلا ولا تنبغي لأحد غيره كما أنّ رداء الإنسان
وإزاره يختص به لا يشارَك فيه، وفيه تحذير شديد من الكبر الذي من آفاته بطر
الحق وعمى القلب عن معرفة آيات اللَّه وفهم أحكامه، والمقت والبغض من اللَّه،
وإن خصلة تثمر لك المقت من اللَّه، والخزي في الدنيا والنار في الآخرة، وتقدح
في الدين؛ لحريّ أن تتباعد عنها، وقد قيل: عجبًا للمتكبر وهو يعلم عجزه وذلته،
وفقره لجميع الموجودات، وأن قرصة النملة تؤلمه، والمرحاض يطلبه لدفع ألم البول
والأذى عنه، ويفتقر إلى كسرة خبز يدفع بها ألم الجوع عن نفسه، فمَن صفته هذه كل
يوم وليلة كيف يصح أن يدخل قلبه كبرياء ؟
النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الثناء على
اللَّه
واللجوء إليه سبحانه وقت الشدة
كان يومُ غزوة أحد يومَ شدةٍ وكربٍ على
المسلمين، أصيبوا فيه إصابات بالغة، استحر فيهم القتل، وأثخنتهم الجراح، وجُرح
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقُتل عمه حمزة أسد اللَّه وسيد الشهداء، وكان الغم الأشد لما
أشيع أن النبي صلى الله عليه وسلم قُتل، وبثباته صلى الله عليه وسلم بعد حفظ اللَّه سبحانه له، وثبات ثلة من عظماء
أصحابه حوله؛ يئس المشركون من القضاء عليهم فرجعوا إلى مكة خائبين.
يقول عبيد
اللَّه بن رفاعة الزرقي رضي الله عنه: لما كان يوم أُحد وانكفأ المشركون؛ أي
مالوا ورجعوا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : استووا حتى أثني على ربي، فصاروا خلفه صفوفًا،
فقال: «اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا
هادي لما أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا
مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قربت، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك
ورزقك، اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول (يتحرك) ولا يزول، اللهم
إني أسألك النعيم يوم العيلة، والأمن يوم الخوف، اللهم إني عائذ بك من شر ما
أعطيتنا وشر ما منعت، اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير
خزايا ولا مفتونين، اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك، ويصدون عن سبيلك،
واجعل عليهم رجزك وعذابك، اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب إله الحق».
[رواه أحمد والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح. قاله الهيثمي في مجمع الزوائد
(6/121)]
وهذا عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو إليه تسلط
الشيطان عليه في صلاته ووسوسته له فيها، فألجأه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اللَّه يستعيذ به،
فأذهب اللَّه عنه كيد الشيطان.
قال عثمان: يا رسول اللَّه، إن الشيطان قد حال
بيني وبين صلاتي وقراءتي يُلبسها عليّ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ذاك شيطان يقال له
خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثًا». قال: ففعلت ذلك
فأذهبه اللَّه عني.
طفلنا المسلم:
ومن عناية رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم بفلذة أكباد الأسر
وقرة أعيانها دعاؤه لهم ومسحه على رءوسهم فهاهم:
أبناء السلف يتعلمون الأذكار
وينطقون بالحكمة
فهذا ابن عباس رضي اللَّه عنهما؛ مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعبد اللَّه
بن عباس ثلاث عشرة سنة، وقد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم أن يفقهه اللَّه في الدين ويعلمه
التأويل، قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: مسح النبي صلى الله عليه وسلم رأسي ودعى لي
بالحكمة.
فأبناء السلف كانوا محل اهتمام آبائهم ومن يلي أمرهم، ولقد حرص أهلوهم
أن يعلموهم ذكر اللَّه ودعاءه، فبذكر اللَّه تطمئن القلوب، وبدعائه تنفس الكروب
وتهون الخطوب، لذا فقد تعلم أبناء السلف الاستعاذة بالله من سوء الفعال، ورديء
الخصال، ومن فتنة الدنيا وعذاب الآخرة، وطلبوا من اللَّه هدايته، وعافيته
وولايته، والبركة في عطيته، والوقاية من سوء القضاء، فالله أهل لكل مدح
وثناء.
عن مصعب بن سعد قال: كان سعد يعلمنا خمسًا يذكرهن النبي صلى الله عليه وسلم : «اللهم إني
أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من أن أُرَد إلى أرذل العمر،
وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر». [مسند أبي يعلى 2/716]
وقال
الحسن بن علي رضي اللَّه تعالى عنهما: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في
الوتر: «اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك
لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يُقضى عليك، وإنه لا يذل من
واليت، تباركت ربنا وتعاليت».
[أخرجه الترمذي: 2/464، وقال: هذا حديث حسن]
وهذا
الجنيد رحمه اللَّه يقول كلامًا عظيمًا في معنى الشكر لا يقوله إلا من أُلهم
الحكمة.
قال الجنيد: كنت بين يدي السري ألعب وأنا ابن سبع سنين، فتكلموا في
الشكر، فقال: يا غلام، ما الشكر؟ قلت: أن لا يعصى اللَّه بنعمته، فقال: أخشى أن
يكون حظك من اللَّه لسانك. قال الجنيد: فلا أزال أبكي على قوله. [سير أعلام
النبلاء 14/66]
وحينما وَلِيَ الخلافة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، وفدت
عليه الوفود من كل بلد لتُبيِّن حاجتها وللتهنئة، فوفد عليه الحجازيون، فتقدم
غلام هاشمي للكلام، وكان حدثَ السن، فقال عمر: لِينطق مَن هو أسَنُّ منك، فقال
الغلام: أصلح اللَّه أمير المؤمنين، إنما المرء بأصغرَيْهِ، قلبه ولسانه، فإذا
منح اللَّه عبدًا لسانًا لافظًا وقلبًا حافظًا؛ فقد استحق الكلام، وعرف فضله
مَن سمع خطابه، ولو أن الأمر يا أمير المؤمنين بالسن؛ لكان في الأمة مَن هو أحق
بمجلسك هذا منك، فقال عمر: صدقْتَ، قُل ما بدا لك. فقال الغلام: أصلح اللَّه
أمير المؤمنين، نحن وفد تهنئة، لا وفد مُرْزِئَة، وقد أتيناك لمنِّ اللَّه الذي
مَنَّ علينا بك، ولم يُقْدِمْنا إليك رغبةٌ ورهبة، أما الرغبة فقد أتيناك من
بلادنا، وأما الهيبة فقد أمنَّا جورَك بعدلك. فقال عمر: عظني يا غلام! فقال
الغلام: أصلح اللَّه أمير المؤمنين، إن ناسًا من الناس غرَّهم حلم اللَّه عنهم،
فزلَّت بهم الأقدام فهَوَوْا في النار، فلا يغرَّنَّك حِلم اللَّه عنك، وطول
أملك، وكثرة ثناء الناس عليك، فتزلَّ قدمك، فتلحق بالقوم، فلا جعلك اللَّه
منهم، وألحقك بصالحي هذه الأمة، ثم سكت. فقال عمر: كم عمر الغلام ؟ فقيل: هو
ابن إحدى عشرة سنة، ثم سأل عنه، فإذا هو من ولد الحسين بن عليّ رضي اللَّه
عنهم، فأثنى عليه ودعا له. [التمهيد 23/304]
نعم، والبلد الطيب يخرج نباته بإذن
ربه.
أختنا المسلمة:
المرأة المسلمة مُبَلّـِغة للنساء حديث النبي صلى الله عليه وسلم
قال النبي
صلى الله عليه وسلم : «بلَّغوا عني ولو آية». [البخاري (ح5451)] وها هي امرأة ممن بايعن رسول الله
صلى الله عليه وسلم على الإسلام وعلى ألا يعصين في معروف، توضح للمسلمات شيئًا مما أُخذ عليهن من
المعروف الذي لا تعصي فيه المرأة فتقول: «ألا نخمش وجهًا(أي عند المصيبة)، ولا
ندعوا ويلاً على الميت، ولا نشق جيبًا، وألا ننشر شَعرًا». [صحيح أبي داود
ح5862]
والدعاء بالويل هو النياحة، وشق الجيب أي شق الثياب.
إنها تقول ذلك لأن
كثيرًا من النساء إذا أصباتها مصيبة لطمت الخدود وشقَّت الجيوب، ودعت بدعوى
الجاهلية، والأمثلة من المسلمات المبلغات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من أن تُحصر، لكن
يكفي أن تعلم المبلّغة أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لها بأن ينضر الله وجهها يوم تُنضر
الوجوه، فقال: «نضّر الله عبدًا سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها عني، فرب حامل فقه
غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه».
[صحيح ابن حبان ج2، ح086]
المرأة
المسلمة تتجنب الفتنة وتصمد عند وقوعها
وهذه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ـ
رضي الله عنها ـ أسلمت بمكة وبايعت ولم يتهيأ لها هجرة إلى سنة سبع، وكان
خروجها ـ إلى المدينة ـ زمن صلح الحديبية، فخرج في إثرها ـ خلفها ـ أخواها
الوليد وعُمارة، فما زالا حتى قدما المدينة، فقالا: يا محمد «فِ» (أي: أَوْفِ
لنا) لنا بشرطنا ـ وكان من الشروط في صلح الحديبية أن يرد النبي صلى الله عليه وسلم من جاءه
مسلمًا إلى الكفار ـ فقالت أم كلثوم: أتردني يا رسول الله إلى الكفار يفتنونني
عن ديني ولا صبر لي، وحال النساء في الضعف ما قد علمت؟ فأنزل الله تعالى:
إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله
أعلم بإيمانهن [الممتحنة:01]، فكان صلى الله عليه وسلم يمتحن النساء، فيقول: «آلله
ما أخرجكن إلا حب الله ورسوله والإسلام؟ ما خرجتن لزوج ولا مال؟» فإذا قلن ذلك
لم يرجعهن إلى الكفار».
[سير أعلام النبلاء (2/672)]
فأم كلثوم خشيت من الكفار
أن يفتنوها في دينها، وأكدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خشيتها بضعف النساء المعلوم، فأيد
الله تعالى رأيها ورحم حالها وبارك فِعَالها وأنزل الفرج: فإن
علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار.
لكن
إذا وقعت الفتنة فما على المسلمة إلا الصبر والاستعانة بالله العظيم.
فها هي
سميَّة أم عمار بن ياسر، سابعة سبعة في الإسلام، عذبها أبو جهل وطعنها في
قُبُلها بحربة، فماتت، فكانت أول شهيدة في الإسلام، فكانوا يعذبونها وهي تأبى
غير الإسلام، حتى قتلوها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بعمار وأمّه وأبيه ياسر وهم
يُعذبون بالأبطح ـ مكان في أعلى مكة ـ في رمضاء مكة حرها الشديد ـ فيقول:
«صبرًا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة». [الطبقات الكبرى لابن سعد (4/631)]
سمُيةُ
لا تبالي حين تَلقَى
عذاب النُّكر يومًا أو تهونا
وتأبى أن تردِّدَ ما
أرادوا
وكانت في عِداد الصابرين
نساء خالدات في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة رضي
الله عنه قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها
إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني،
وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. [متفق عليه]
لماذا جاءت
البشرى ببيتٍ من قصب؟ ولماذا القصب بالذات؟
قال ابن حجر: قصب بفتح القاف: قال
ابن التين: المراد به لؤلؤة مجوفة واسعة كالقصر المنيف. قلت: عند الطبراني في
«الأوسط» من طريق أخرى عن ابن أبي أوفي؛ يعني: قصب اللؤلؤ. وعنده في «الكبير»
من حديث أبي هريرة: «بيت من لؤلؤة مجوفة». وأصله في «مسلم»، وعنده في «الأوسط»
من حديث فاطمة قالت: قلت: يا رسول الله، أين أمي خديجة؟ قال: «في بيت من قصب».
قلت: أمن هذا القصب؟ قال: «لا، من القصب المنظوم بالدر واللؤلؤ والياقوت».
قال
السهيلي: النكتة في قوله: (من قصب) ولم يقل: من لؤلؤ؛ أن في لفظ القصب مناسبة
لكونها أحرزت قصب السبق بمبادرتها إلى الإيمان دون غيرها، ولذا وقعت هذه
المناسبة في جميع ألفاظ هذا الحديث. اهـ. [فتح الباري (7/171، 271)]
وفي القصب
مناسبة أخرى من جهة استواء أكثر أنابيبه، وكذا كان لخديجة من الاستواء ما ليس
لغيرها، إذ كانت حريصة على رضاه بكل ممكن، ولم يصدر منها ما يغضبه قط كما وقع
لغيرها.
وأما قوله: «ببيت»، فقال أبو بكر الإسكاف في فوائد الأخبار: المراد به
بيت زائد على ما أعد الله لها من ثواب عملها، ولهذا قال: «لا نصب فيه» أي لم
تتعب بسببه.
قال السهيلي: لذكر البيت معنى لطيف؛ لأنها كانت ربة بيت في الإسلام
منفردة به، فلم يكن على وجه الأرض في أول يوم بعث النبي صلى الله عليه وسلم بيت إسلام إلا بيتها،
وهي فضيلة ما شاركها فيها أيضا غيرها.
قال: وجزاء الفعل يذكر غالبًا بلفظه، وإن
كان أشرف منه، فلهذا جاء الحديث بلفظ البيت دون لفظ القصر. اهـ.
قال المناوي:
البيت عبارة عن القصر، وتسميته الكل باسم الجزء معلوم في لسانهم، ويلوح الجزاء
من جنس العمل في قول الرسول صلى الله عليه وسلم : «لا صخب فيه ولا نصب»، فالصخب: الصياح والمنازعة
برفع الصوت، والنصب: التعب.
قال السهيلي: مناسبة نفي هاتين الصفتين ـ أعني
المنازعة والتعب ـ أنه صلى الله عليه وسلم لما دعا إلى الإسلام أجابته خديجة طوعًا، فلم تحوجه
إلى رفع صوت ولا منازعة ولا تعب في ذلك، بل أزالت عنه كل نصب، وآنسته من كل
وحشة، وهونت عليه كل عسير، فناسب أن يكون منزلها الذي بشرها به ربها بالصفة
المقابلة لفعلها. اهـ. [فتح الباري (7/271)]
كانت الطاهرة أمنا خديجة ـ رضوان
الله عليها ـ من وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم تشد أزره، وتشاركه في حمل الأذى من قومه بنفس
راضية صابرة محتسبة، حتى قضى الله تعالى قضاءه في المقاطعة الظالمة المريرة
التي مكثت سيفًا مصلتا على أعناق المحاصرين المؤمنين برسالة محمد صلى الله عليه وسلم أثناء
الحصار الذي فرضته قريش على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
انتهى الحصار، وخرجت الطاهرة
خديجة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ من الحصار ظافرة بثمرة صبرها لتتابع مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم سيرها في الحياة زوجة أمينة مستظلة بظل الوفاء وصدق الإيمان وحسن
الصبر، فواسته صلى الله عليه وسلم حين تعب، آزرته لما جهد، فاستحقت أن يرسل إليها رب العالمين
سلامًا خاصا مع الروح الأمين.
والحمد لله رب العالمين
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.16 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.08%)]