بخطوات عملية.. ابنك رجل منذ الصغر

[ابوالوليد المسلم]

بخطوات عملية.. ابنك رجل منذ الصغر
ياسر محمود


يتعجب المرء، حين يرى بعض الأشخاص، يتحملون من المسئوليات ما تنوء به الجبال، وكذلك يستغرب، حين يرى آخرين لا يتمتعون بأدنى حد من المسئولية، تجاه القيام بما هو مطلوب منهم من واجبات وأدوار في الحياة.
وحين نبحث عن أسباب ذلك، نجد أن التنشئة الاجتماعية منذ الصغر تلعب دورا رئيسيا في هذا الأمر، وأن الطفل الذي تربي في أسرة تحرص على أن يقوم بأدواره المطلوبة منه، يصبح رجلا قادرا على تحمل الأعباء والمسئوليات، وعلى عكس ذلك، فإن الأسرة التي تنوب عن الطفل في القيام ببعض أدواره، ولا تحرص على تحمله المسئولية من صغره، تخرج شخصا غير قادر على تحمل أعباء الحياة ومشكلاتها.
فكيف نغرس القدرة على تحمل المسئولية لدى أبنائنا من صغرهم؟
البدء منذ الصغر:
ينبغي على الوالدين، أن يبدأ في تدريب الطفل على تحمل المسئولية منذ نعومة أظفاره، وهذا بالطبع بتشجيعه على القيام بالمهام التي تناسب عمره وقدراته، كإتاحة الفرصة له وتحفيزه على الأكل وحده، عندما يكون قادرا على الإمساك بالملعقة.
تجنب التدليل والحماية الزائدة:
مما يجعل الطفل غير قادر على تحمل المسئولية، أن ينوب عنه والداه في القيام بما ينبغي أن يقوم هو به، وهذا ما يسمى بالحماية الزائدة، فينشأ ضعيف الثقة بالنفس، غير قادر على تحمل أعباء الحياة.
وكذلك التدليل الزائد عن الحد من الوالدين، في تنشئة الطفل بالتراخي في معاملته وتربيته، والاستجابة لكل ما يريد سواء كان متاحاً أو غير متاح، ينشأ طفلا غير قادر على تحمل المسئولية، لأنه يتربى على اللامبالاة، ولا يعتمد على نفسه، وحين تواجهه مشكلة، تظهر عليه الاضطرابات النفسية.
تنمية قدرته على اتخاذ قراراته بنفسه:
على الوالدين أن يتجنبا اتخاذ القرارات، فيما يتعلق بشئون الطفل الخاصة به نيابة عنه، بل ينبغي أن يحرصا على تدريبه، على اتخاذ القرارات المتعلقة بشئونه الخاصة بنفسه، وأن يجعلا دورهما دور المرشد والمساعد فقط، فمثلا عند الذهاب معه لشراء حقيبته المدرسية، يُترك له الفرصة، بل يتم تحفيزه على أن يختارها هو بنفسه، ولا نضغط عليه لشراء حقيبة معينة نراها نحن أفضل.
لا تفرض رأيك عليه:
- عندما تختلف مع طفلك حول أمر ما فلا تفرض رأيك عليه، ولكن ناقشه فيه وامنحه عدداً من الخيارات المتاحة حول هذا الأمر، واترك له حرية اختيار ما يناسبه منها؛ فذلك يساعده على تحمل مسئولية اختياراته.
اللعب الجماعي:
يعد إشراك الطفل في بعض الألعاب الجماعية مع رفاقه، من الوسائل التي تغرس فيه الإحساس بالمسئولية، حيث يكون مسئولا أثناء اللعب عن القيام ببعض الأدوار والمهام، التي إن اجتهد في القيام بها أو قصر في أدائها، فإن أثر ذلك ينعكس على نتيجة فريقه.
- تدريب الطفل على تحمل المسئوليات:

فالطفل لن يتعلم تحمل المسئولية، دون أن يبذل الوالدان جهدا في تدريبه، وتعويده على ذلك في مواقف مختلفة، ومن أمثلة المواقف التي يمكن للوالدين تدريب الطفل من خلالها على تحمل المسئولية:
* تشجيعه ومساعدته على أن يأكل ويشرب، ويرتدي ملابسه بنفسه، ومع مرور الوقت تخفف هذه المساعدة تدريجيا حتى يقوم بذلك وحده.
* إشراكه في بعض أعمال المنزل مثل: ترتيب فراشه وتجهيز المائدة.. إلخ.
* تدربيه على أن يذهب وحده، لشراء بعض حاجات المنزل من الأماكن القريبة، والبدء معه في ذلك، بمصاحبته أولا لمكان الشراء عدة مرات، ثم نطلب منه أن يقوم بذلك وحده، مع متابعتنا له من بعيد، ثم نتركه يذهب وحده.
* تعويده عند عودته من المدرسة أو من أي مكان، أن يضع حذاءه وملابسه وأدواته في أماكنها.
* تعويده على أن يقوم بواجباته المدرسية وحده، وجعل مساعدتنا له مساعدة جزئية، فمثلا لو طلب أن نساعده في إجابة بعض الأسئلة، فلا نمنحه الإجابة بصورة مباشرة، ولكن نوضح له بعض النقاط، التي تساعده على التعرف على الإجابة، ثم نتركه يصل إلى الإجابة بنفسه.
- تقبل أخطاء الطفل في البداية:
لابد أن يلتمس الوالدان العذر للطفل، أثناء تدريبه على تحمل المسئولية، وأن يتفهما ما يقع فيه من أخطاء، فمن الطبيعي أن يواجه مشاكل عديدة، وأن يقع في أخطاء متنوعة، فليكونوا رفقاء به، ويساندوه في تخطي هذه العقبات.
- المكافأة المعنوية والشكر:
من المهم، أن يحرص الوالدان على دعم الطفل معنويا، بمدحه والثناء عليه، كلما قام بسلوك ينمي لديه القدرة على تحمل المسئولية، لأن هذا يؤكد هذه القيمة لديه، ومن أمثلة ذلك المدح والثناء أن يقول أحد الوالدين: "جميل أنك أنجزت هذا العمل، أنتظر منك الكثير، رائع، ممتاز، لم أكن أتوقع ما قمت به.. إلخ"، وكذلك بمدحه أمام الأقارب والأصدقاء خاصة من يحبهم.