|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أريد التخلص من حب الظهور
أريد التخلص من حب الظهور أ. شروق الجبوري السؤال ♦ ملخص السؤال: فتاة لديها مشكلة حب تملُّك الأشخاص لدرجة الأنانية المُفرِطة، وأن تكونَ مَحَط الأنظار، ومِحْور الاهتمام والثقة، مما أدَّى إلى إيقاعها بين الناس لتحقِّق هذا الهدف، وتشعر بتأنيب الضمير، وتسأل عن حل لهذه المشكلة. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لديَّ مشكلة حب تملك الأشخاص لدرجة الأنانية المفرطة، أحب أنْ أكون محط الأنظار، ومحور الاهتمام والثقة، وبمعنى آخر: أحب أن أكونَ كل شيء؛ سواء مع صديقاتي أو عائلتي، وإذا لم يكنْ هناك اهتمامٌ مباشرٌ بي أتضايق كثيرًا! إذا جلستُ مع صديقة ورأيتُها تتكلم عن قُرْبِها من صديقة أخرى، أبدأ بِبَثِّ الكراهية والحقد تجاه الأخرى حتى تكرهها، وأكون أنا محل اهتمامها وثقتها. كثيرًا ما أوقع بين الصديقات وبعضهنَّ لأفوز أنا بالاهتمام والحبِّ، لكن والله هذا ليس بيدي، وأشعر بتأنيب الضمير لأني صنعتُ فتنة بين الناس. فكرتُ في عرْض نفسي على طبيبة نفسيةٍ، لكن ذلك مستحيل، وأتمنى أن أجدَ حلاًّ لديكم. أنا حياتي روتينية، من البيت للدراسة، للتلفاز للإنترنت، تفكيري كله مشغول بالناس، وأن أكون محطَّ اهتمامهم. تعبتُ من هذه الحياة، فأرجو أن ترشدوني للصواب الجواب أختي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. يُسعدنا الترحيب بك في شبكة الألوكة، سائلين المولى القدير أن يُسَدِّدنا في تقديم ما ينفعك، وينفع جميع المستشيرين. كما أَوَدُّ أن أُحَيِّي ما لمستُه فيك مِن لَوْمٍ للذَّات على ما تجدينه في نفسك مِن خصالٍ سلبيةٍ، ومحاسبتها على ما يبدر منها مِن قولٍ أو سلوكٍ بدافع تلك الخِصال، فلَوْمُ النفسِ والإقرارُ بالذنب هو الخطوة الأولى للتغيير وللاعتلاء بالنفس. عزيزتي، رغم أن حبَّ الظُّهور ولفتَ الأنظار والرغبة في أن يكونَ الشخص في المرتبة الأولى في جميع المواقف - من الصفات التي يشيع انتشارها في الآونة الأخيرة، لا سيما بين النساء، لكن قليلات منهنَّ مَنْ يتنبهْنَ إلى أضرارها الكثيرة، كما فعلتِ أنت في التعرُّف على ضررها النفسي، وهو ما يُحسب لك. فمن أضرارها الخطيرة الأخرى: اكتشاف المحيطين لتلك الصفة لدى الشخص، مما يجعلهم ينظرون إليه بازدراء ودُونية، فيخسر حينها حقه في الاحترام إن تصرف بسويَّةٍ لاحقًا. ولذلك يا عزيزتي، أنصحك بالانتقال إلى المرحلة الثانية من العلاج، بعدما تخطيتِ المرحلةَ الأولى بالإقرار والتأنيب النفسي؛ إذ تَتَمَثَّل هذه المرحلة في تصغير حجم مفهوم (محط الأنظار) في فكرك، والتركيز على أن تكوني محطَّ التقدير والرضا في نفسك أنت بما تقدمينه من أفعال حسنة في حقِّ الآخرين، ومنها: إصلاح ذات البَيْن، ومساعدة المحتاجين، وغيرها. ولكي تجتازي اختبار تخطيك لتلك الصفة (وأعني بها: أن تكوني محط أنظار الآخرين)، أنصحك بأن تقومي بكلِّ تلك الأفعال الصالحة بسِرِّيَّة، وأن تَتَجَنَّبي العلانية والمجاهرة بها، لتستأنسي بحلاوتها بينك وبين الله تعالى، وبذا يعلو عندك مستوى الرضا الذاتي والثقة بالنفس وراحة الضمير. كما أتمنى منك أن تقومي بالتعرف إلى حياة أشخاص يعيشون واقعًا حياتيًّا صعبًا لم يكن مِن صنْعِهم؛ مثل: الأطفال الذين يعيشون في ملاجئ الأيتام، ويَتُوقون إلى لمسة حنان أو اهتمام يسيرة، ثم أغمضي عينيك، وتخيلي نفسك في موقع هؤلاء، وتعايشي مشاعرهم وواقعهم بتفاصيله، ثم أعِيدي هذا الأمر وكَرِّريه حتى تجعليه أسلوبًا فكريًّا دائمًا عندك. فإذا ما أحسنت القيام بهذا التمرين الفكري المهم، فستكتشفين أنك بالفعل قد تميَّزْتِ عن كثيرٍ ممن حولك بما حباك الله تعالى، وأحاطك بنِعَمِه الكثيرة، وعندها ستسعدين بما تتعرفين عليه، حيث لا يمكن لأحدٍ أن يحيطَ بجميع نِعَمِ الله تعالى. وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يُصْلِحَ شأنك وبالك، ويشرح صدرك، ويهديك لما فيه الخير في الدارَيْن وينفع بك وسنكون سُعداء بسماع أخبارك الطَّيِّبة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |