الكلمة الطيبة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الأمُّ الرحيمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08-07-2020, 12:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,858
الدولة : Egypt
افتراضي الكلمة الطيبة

الكلمة الطيبة


عبدالمتعال محمد




الثرثرة:
هي من عادات النِّساء، ومثلهن بعضُ الرِّجال، وتوصف المرأة بالكمال إذا كانت كثيرةَ الصَّمت، وقد خطبتُ لأخي فتاةً كانت كثيرةَ الكلام، فأبى زواجَها قائلاً: المشاهد أنَّ التي تُجيد الكلام وتُكثِر منه لا تُجيد أعمالَ المنزل.

والتعليل لهذه الظَّاهرة التي شاهدها أخي: الفرح المستنير أنَّ التي تَجعل هَمَّها الحديثَ تستولي عليها شهوةُ الكلام، حتى تستغرقَ فكرها ومشاعِرَها، فلا يَبقى للبيت - طعامِه وأثاثِه، وتربية الأولاد، ومُساندة الزَّوج - إلاَّ قليلٌ من وقت التفكير، فعقلها مَشغول بنكتة بارعة تعدُّها، أو قصة طريفة تَحوكُها... إلخ.

والإسلام لا يُكمِّم الأفواه، وإنَّما يَطلب انتقاءَ العبارة، واختيار الكلمة الطيبة، فكلمتها عفة، وليست نابية، ونافعة وليست لغوًا؛ ﴿ لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 114]، ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴾ [المؤمنون: 1 - 3].

فالمُؤمنة تُحاسبُ نفسَها على الكلمة تَخرج من فمها قبل أنْ تلفظَها، وشعارها: "الكلمة تحكمني إن خرجت من لساني، وأحكمُها إن لم تخرج"، ومثلها السائر الذي تردده: "لسانك حصانك، إنْ صنته صانَك، وإن أهنته أهانك"، والمثل القائل: "من كثر لغطه كثر غلطه"، وقال تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]، وقال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم – في حديثه: ((مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت)).

ولقد صور القرآنُ الكلمةَ الطيبة بأنَّها كالشجرة الثابتة، يفيد منها طلابُ ثِمارها كُلَّ حين وفي كل مكان، أليست الحكمة تخرج من فم الحكيم، فتتلقفها الجماهيرُ، وتتناقلها الأجيال والأمصار والأقطار، ويَجني ثِمارَها العالَمُ كله جيلاً بعد جيل، ويبقى أجرها للحكيم الذي أذاعها، ويتكرر له ثوابُ فائدتِها بقدر عدد المنتفعين بها؟! ولهذا قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن العلم وتعليمه وهو من أَجَلِّ الكلمات الطيِّبات: ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)).

هذا الامتداد للمَثوبة مع امتداد العلم النافع والكلمة الطيبة هو ما تعنيه الآية الكريمة: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ [إبراهيم: 24 - 25].

أما الكلمة الخبيثة، فقد حدثنا القرآن عنها بأنَّها غثاء رديء، لا ثباتَ له، ولا قُدرة له على استمرار النِّضال، فالمذهب الخبيثُ والدَّعوات الباطلة يُصوِّرُها القرآن بقوله: ﴿ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ﴾ [إبراهيم: 26].

والكلمة المهذبة النافعة مظهر دال على كَرَمِ نِجَارِ[1] القائل، وهذا هو معنى الآية الكريمة: ﴿ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ﴾ [النور: 26]؛ يعني بالخبيثات والطيبات: العبارات، وفي صفة المؤمن يقول الرسول - عليه السَّلام -: ((ليس المؤمن بطعَّان ولا لعَّان ولا فاحش ولا بذيء)).

هذا هو الإسلام يسد بابَ الشقاق في الأسرة أو القرية أو المجتمع، وهل يتناحر النَّاس إلا من كلمات خبيثة؟! والكذب حتى على الأطفال، والغيبة والشتائم، والسُّخرية بالآخرين، كل ذلك من الخبائث، بينما إفشاءُ السلام، والنصيحة الرقيقة، وكلمة التَّوحيد، والقُرآن، وترداد أحاديث الرَّسول، والتحدُّث عن الإسلام، كل ذلك ألوانٌ من الكلم الطيب.

وإنَّ التكثُّر بالقول من المرأة للأجنبي كلمة خبيثة، بينما هو نفسه أمام الزَّوج ترفيهًا عنه من الكلمة الطيبة.

والمرأة التي تتسلى بالحديث المعاد إنَّما تُرهِق سامِعَها، فتحذر المعاد من القول، فإيذاء الناس حرام.

إنَّ البيت الطيب شعاره: "الكلمة الطيبة صدقة".

ثَوْبَا زُور:
وقد تخرج المرأة لجارتها أو لضَرَّتِها تزعم - زورًا - أنَّها قد حَظِيَت من زوجها بكذا وكذا من الطَّعام أو الشَّراب أو المتعة، تستعلي بهذا على جارتِها أو ضَرَّتِها، أو تغيظها بذلك، وتزرع - بما تقوله - الأحقادَ والحسد لها في نُفُوسهن، وقد شبه النبي مَن تفعل هذا بِمَن تَلْبَسُ ثَوْبَيْ زُور؛ إمعانًا من الرسول في تقبيح هذا الصنع، فهو إذًا من الكلم الخبيث[2].

إن مِثْلَ هذه الأكاذيب ستتحول إلى آمالٍ في نفسها تُحاول تَحقيقها بإرهاق زوجها لتوفيرها؛ إرهاقًا ربَّما أدَّى إلى الشقاق فالفراق، إنَّنا نكون دائمًا في أسعد حال عندما نعيش واقعيِّين، راضين بالواقع، مُخططين في صمتٍ وهدوء إلى ما هو أفضل، وبالعمل نرقى، لا بالخيال الكاذب المجنح.

دعوى الجاهلية:
وقد يموت للمرأة عزيزٌ عليها من زوج أو أب أو أخ أو ولد أو عم، فتُوَلْوِلُ عليه زاعمةً أنَّها فقدت مَن لن يَجود الزمانُ بمثله، صارخة: "وا أبتاه، يا جمل، يا سبع!"، إلى غير ذلك، فتكذب، وتضع نفسها في حَمِيَّة الحزن واليأس، وتنقض ما بايعَ النبيَّ عليه المسلماتُ الأُولَيَات من ترك النِّيَاحة على الميت، والإغراق في الأسى، وقد قال - عليه الصلاة والسَّلام -: ((ليس منا من لطم الخدود، وشقَّ الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية)).

لا تَنسَيْ:
ولا تنسيْ أن تقولي لمن تدخلين عليهم تحيةَ الإسلام: "السلام عليكم"، ولا تقولي قبلها أيَّ تحية أخرى، مثل: "صباح الخير"، أو "سعيدة"؛ وذلك أنَّ ديننا الحنيف يوجب الاعتزاز بالتحية التي قالها سيدنا محمد - عليه الصلاة والسلام.

ثم إنَّ النُّطق بها تعبُّد يَجِب، فهي تحية وصدقة.

ثم إنَّها تعلن عن دَعوة لمبدأ يَجب أنْ يتعايشَ الناس في ظِلاَله، وأن يذكروه دائمًا: "السلام".

بل ولتتذكري أنَّها تحية أهل الجنة عندما يغدون إليها، فتستقبلهم الملائكة بهذا اللَّفظ الجميل، كما يُحَيِّي الله الأصفياء من عباده بذلك حين يحظون بقربه؛ ﴿ تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا ﴾ [الأحزاب: 44].

وما أحوجنا أنْ نتعمد هذه التحية، ونتعمد أنْ نتذكر أن الله السلام! وأن حاجة البشرية كيما ترقى أكثر ما تكون إلى السَّلام، وأن هنالك جنةً يَحيا أهلوها بالسَّلام، وفي الحديث: ((ألا أدلكم على ما إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم)).

ولا تنسَيْ أن تقولي عند كلِّ أمر تَبدئين فعله أو كتابته: ﴿ بسم الله الرحمن الرحيم ﴾ وإذا انتهيت ،فقولي: "الحمد لله".

وَلْتَحذري الكلمات الأعجميَّة، ففي هذا مخالفة لهدي النبي؛ - صلَّى الله عليه وسلَّم -، ولأنَّ في ذلك إعزازًا للأجنبي ولغته، واستشعارًا بسُمُوِّهِمَا على لغتنا وقومنا.

ولأنَّ من أصالة التحرُّر اعتزازَ المسلم أو المسلمة بدينه، وبلغته، وبقومه، وهذا الاعتزاز ينميه الإسلامُ دائمًا.

وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33].
فالآية دعوة إلى الاعتزاز بالدِّين اعتزازًا يَحملنا على الدَّعوة له، دون مُواربة أو خجل أو خوف﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ [المنافقون: 8]، ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110].

ولا تنسَيْ أن تقولي لمن يَجرحك بنابَيْ ألفاظِه: سلام عليك، سامحك الله، ففي القُرآن: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا[3] وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ[4] قَالُوا سَلَامًا ﴾ [الفرقان: 63].


[1] يقال: كريم النِّجَار: كريم الأصل.

[2] ومن هذا القبيل أن تقول المرأة لصديقتها: زوجي يُعطيني مصروفًا شخصيًّا أو مصروفَ المنزل كذا، وتبالغ فيما تقوله، وتُفسد بما تقوله على صديقتها حياتَها، فربَّما كانت هذه الصديقة تعيش بنفقة أقل، وهي راضية.

[3] هونًا: برفق وبغير غطرسة.

[4] الجاهلون: السُّفهاء.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 82.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 80.60 كيلو بايت... تم توفير 1.94 كيلو بايت...بمعدل (2.35%)]