أهمية اللغة العربية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الاكتفاء بسماع أذكار الصباح والمساء عند قولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الفرصة الأخيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          ترزقوا وتنصروا وتجبروا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          على أبواب العشر الأواخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          رمضان شهر الإقبال على مجالس العلم والعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          التغيير الشامل في رمضان .. هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          تاريخ غزوة بدر .. الميلاد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-04-2019, 01:15 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي أهمية اللغة العربية

أهمية اللغة العربية




د. أبو زيد المقرئ الإدريسي

... لقد جاء الاستعمار إلى بلاد المسلمين، ورغم أنه قضي فيها وقتا قصيرا نسيبا، إلا أنه كرس فيها عنصرية لغوية شنيعة، ما زلنا نعانيها إلى اليوم، ذلك أن الاستعمار بدهائه وذكائه قد غرس نظام تمييز لغوي لا يستطيع الإنسان أن يكون له شأن في المجتمع إلا إذا أتقن لغة المستعمر...
إن القرآن الكريم رسالة الله الخاتمة، وكلمة الوحي الأخيرة، وآخر صوت نزل من المساء إلى الأرض، قد شاء الله عز وجل أن يكون بلغة النبي العدنان، اللغة العربية، قال الله عز وجل: "نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين(1)، وقال الله عز وجل: "وكذلك أنزلناه حكما عربيا"(2) وقال في موضع آخر من سورة يوسف: "إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون"(3)، وتكرر هذا الأمر في القرآن الكريم أحد عشر مرة، في إحدى عشرة سورة، وفي مواضع متفرقة من القرآن المكي والقرآن المدني، وهذا العدد الكبير مع التوسع والتوزع يدل على أن هذا الحكم مقصود في كتاب الله عز وجل بالبيان وبالتنبيه وبالاعتبار، أما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سمع المسلمين يتفاخرون بعروبتهم، حتى إنهم تنافسوا أنصارا ومهاجرين في أن ينسب كل واحد منهم إليه سلمان، وسلمان فارسي كما تعلمون، فعلق النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الشعور العربي عند الأنصار والمهاجرين بقوله: إن العربية ليست من أحدكم باب ولا أم، فمن تكلم العربية فهو عربي، إشارة من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن اللغة العربية ليست ملكا للعرب، وإنها ليست لغة خاصة بهم، وإنما هي لغة المسلمين جميعا؛ عربهم وعجمهم، الذين تكلموها بالفطرة والسليقة والوراثة والبيئة، والذين تعلموها بالجهد والمعاناة تقربا إلى كتاب الله جز وجل، وتحببا إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحرصا على المطالعة المباشرة في تراث المسلمين الفقهي والفكري والعلمي والشرعي. إن العربية قرين من تكلم العربية بيسر وفطرة وملكة، وهي كذلك بالنسبة لمن تكلمها بالجهد والعناء والتعلم مع الأخطاء، إن ذلك يقاس على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه- أي ويتعلثم ويجد فيه جهدا، إما لأنه غير عربي وضعيف في اللغة العربية، وإما لأنه لا يضبط قواعد التجويد- وهو عليه شاق له أجران" .إنها عظمة هذا الدين الذي لا يقصى الناس بنوع من الاصطفاء اللغوي والامتياز اللساني المؤسس على عنصرية عرقية. لقد جاء الاستعمار إلى بلا المسلمين، ورغ انه قضي فيها وقتا قصيرا نسبيا، إلا أنه كرس فيها عنصرية لغوية شنيعة، ما زلنا نعانيها إلى اليوم، فالذي لا يعرف اللغة الفرنسية في البلاد المستعمرة سابقا من فرنسا، لا يستطيع أن ينجح في مباراة لنيل وظيفة حتى لو كان عبقريا في الرياضيات أو عالما في التاريخ أو ماهرا في الصناعات، وكذلك الحال في البلدان التي استعمرها الأسبان أو الإنجليز، ذلك أن الاستعمار بدهائه وذكائه قد غرس نظام تمييز لغوى لا يستطيع الإنسان أن يكون له شأن في المجتمع إلا إذا أتقن لغة المستعمر، رغم أنه غادر بلاد المسلمين منذ ما يزيد عن نصف قرن، أما الإسلام وقد جاء بلغة القرآن فلم تكن هذه اللغة امتيازا تنال بها الحظوة أو ينال بها المنصب أم يترقي بها في السلم الاجتماعي، وإنما كانت أولا قربى إلى الله، وكان من يتقنها مأجورا مرة ومن يكابدها يؤجر مرتين على منهج الإسلام المعلم للمسلمين والمحفز لهم للاجتهاد؛ إذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله أجر وإذا اجتهد فأصاب فله أجران. وأضح إذن أن حث النبي صلى الله عليه وسلم على التعرب باللسان، وأن إشادة القرآن الكريم بعروبة القرآن لا يمكن أن يكون أبدا من قبيل الانغلاق العرقي أو التعصب الثقافي أو الاستعلاء اللغوي، وإنما المقصود لغة القرآن ولغة النبي العدنان، لسان الوحي التي اصطفاها الله عز وجل وجعلها في بعض الروايات إن صحت لغة أهل الجنة، هذه اللغة التي أجمع العلماء ولن أستشهد بالعرب منهم لأنهم قد يتهمون بالتعصب للغتهم ولن أستشهد بالعجم إلا ممن تعرفون في هذه البلاد؛ جيرار تربو عالم اللسانيات واللغويات الذي درس خمسين سنة في جامعة السوربون بباريس وتوفي وهو يدرس لأنه أعفي من التقاعد لعبقريته فدرس إلى أن مات. جاك بيرك، الفيلسوف والمستشرق والمفكر الذي ترجم القرآن.
موريس بوكاي، الطبيب والباحث الذي تعلم اللغة العربية وعمره سبعون سنة
روجيه غارودي، الذي لم يتعلم العربية ولكنه قرأ فلسفة اللغة العربية.
واكتفيت برموز كبيرة في فرنسا شهدوا للغة العربية بتميزها وتفوقها على سائل اللغات دقة وجمالا وسبكا وأداء وبيانا وإعجازا وبلاغة ومجازا، كيف لا وهي اللغة التي قال فيها الشاعر المصري المشهور حافظ إبراهيم:
وسعت كتاب الله لفظا وغاية
فكيف أضيق اليوم عن وصف
رموني بعقم في الشباب وليتني
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
وما ضفت عن أي به وعظات
آلة وتنسيق أسماء لمخترعات
عقمت فلم أجزع لقول عداتي
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي

والقصيدة مشهورة وجميلة وأناشدكم الله أن تحفظوها لأبنائكم، حتى يحبوا من خلالها لغة القرآن فيحبوا القرآن. أشرت إلى أن القرآن الكريم أشار إلى عروبة لسان القرآن إحدى عشرة مرة، والصواب أنه أشار عشر مرات، أما المرة الحادية عشر فإن القرآن لم يشر إلى عروبة اللسان وإنما أشار إلى عروبة الفكر قال تعالى: "وكذلك أنزلناه حكما عربيا" وإنني أسألكم وأتساءل معكم وأسائل المفسرين: نفهم أن يكون اللسان عربيا، فكيف يكون الحكم عربيا؟ إنها إشارة من القرآن الكريم إلى العلاقة الموجودة بين اللغة والفكر، إلى يستطيع الإنسان أن يفكر خارج اللغة، وعلماء النفس اللغويون ألفوا كتبا في علاقة اللغة بالفكر، ومنهم أكبر علماء اللغة في القرن العشرين؛ الأمريكي نو عام تشومسكي الذي ما زال حيا على اليوم، وقد جاوز التسعين وهو بإجماع البشرية اليوم سيبويه القرن العشرين والواحد والعشرين، وله كتاب (العلاقة بين اللغة و الفكر)، الإنسان يفكر باللغة ومن خلال اللغة، وللغة قوانين وهذا الذي جعل ابن تيمية رحمه الله ورضي عنه يرفض منطق اليونان لأنه اكتشف أنه يتأسس على اللغة اليونانية ويؤسس المنطق الإسلامي الذي يتأسس على اللغة العربية وعلى القرآن، وله ثلاثة كتب كبيرة في الرد على المنطقيين ونقض المنطق ومنهج السنة النبوية، فقد رفض علماء المسلمين المنطق اليوناني لأنه ليس علما مستقلا وإنما هو مستتبع لقواعد اللغة اليونانية. كان (غوته) وهو الفيلسوف الألماني المشهور في القرن التاسع عشر؛ وبالمناسبة (غوته) أسلم سرا، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم في قصيدة طويلة من مائتي بيت ينكر الألمان إلى اليوم أن رمزهم الثقافي الذي يسمون به مراكزهم الثقافية في العالم، فحيث ما ذهبت في العالم تجد (معهد غوته) هذا الرمز الذي يلخص الهيمنة الثقافية الألمانية عبر القرون وعبر القارات أسلم سرا ومدح رسول الله صلى الله عليه وسلم بقصيدة طويلة عريضة كان مما جاء فيها:
من لم يعجبه أن الله اصطفى محمدا
وجعله الخاتم الأوحدا
فليختر أوقى عارضة في بيته (والعارضة الخشبة التي كانت تسقف بها البيوت القديمة)
وليدلي فيها حبلا
وليشنق نفسه فيه
فسوف يزيده ويكفيه
ثم وضع هامشا لهذا المقطع الشعري قوله تعالى: "فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ"(4) وهي إشارة من الله عز وجل للذي ينكر نبوة رسول الله، فليشنق نفسه بحبل في بيته.
كان (غوته) يقول: لولا اللغة الألمانية لما كانت الفلسفة الألمانية، وأقول لولا اللغة العربية ما كانت الفلسفة العربية، ولولا اللغة اليونانية لما كانت الفلسفة اليونانية، ولولا اللغة الفرنسية لما تفلسف روجيه غارودي وجاك دريدا وجيل دولوز وجان بول سارتر، كل هؤلاء الفلاسفة الفرنسيون مرتبطون في تفكيرهم باللغة الفرنسية، والدكتور علي القاسمي أستاذ اللسانيات العراقي المقيم بالمغرب عندما أراد أن يترجم إحدى روايات جون بول سارتر، لم يستطع أن يفعل ذلك إلا من خلال العمق الفلسفي للغة الفرنسية، إذن إشارة القرآن الكريم إلى الحكم العربي هي إشارة إلى علاقة اللغة بالفكر، وأن الذي يضيع لغته يضيع فكره، ويضيع شخصيته الثقافية، ويضيع كينونته الوجودية. الإنسان لا يبدع خارج لغته، الإنسان لا يفكر بشكل سليم خارج لغته، وهاهي لغة القرآن تقدم لنا بيان القرآن وإعجاز القرآن وفكر القرآن، ولقد وعى المسلمون رضوان الله عليهم من الجيل الأول هذه الحقيقة، ونظروا بعمق في هذا الترابط بين اللغة والدين، بين العربية ونصوص الإسلام من القرآن والسنة؛ أشتهر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "لا أوتى برجل يقرئ القرآن لا علم له بالعربية إلا جعلته نكالا" أي عاقبته بالسوط، لأنه لا يمكن أن يعلم القرآن إذا كان جاهلا بلغته. ومر على كرم الله وجهه على رجل يقرئ القرآن فقال: ألك علم بالعربية؟ قال: لا. قال: هلكت وأهلكت. أما ابن تيمية الذي أشرنا إلى عمله في المنطق فكان يقول: "إن التكلم بغير اللغة العربية في غير ما ضرورة خصلة من خصال النفاق". ونختم هذه الشهادات بشيخ العروبة والإسلام في القرن العشرين، مصطفى صادق الرافعي الذي أناشدكم الله أن تقرئوا أبناءكم كتابه الرائع (تحت راية القرآن) وكتابه الجميل (القمر الأحمر) وله كتاب من ثلاث مجلدات في الدفاع عن الإسلام والعربية، قال عنه المصري الوطني سعد زغلول: "كأنه من لسان الوحي يتنزل". هذا الرجل له قولة عجيبة، ففي سنة 1924 عندما كان الاستعمار الإنجليزي يلعلع في بلاده، كما كان الاستعمار الفرنسي يلعلع في بلادنا، قال وهو يتحدث عن هؤلاء الداعين للاستعمار والمرحبين به، والمروجين للغته، والذين ينظرون للإسلام وثقافته نظرة تنقيص، قال: "لا تجد ذا دخلة خبيثة لأحدهم في الدين إلا وله مثلها في اللغة"، وكان يشير إلى قاسم أمين الذي قبل أن يدعو المرأة لنزع حجابها، دعا إلى نزع علامات الإعراب من اللغة العربية، كان يريد أن ينزع حجاب اللغة العربية قبل أن ينزع حجاب المرأة المسلمة، فلا تجد لأحد من هؤلاء المتغربين ضربة في الإسلام، إلا وله مثلها في اللغة وبالله عليكم تخيلوا معي؛ إذا أزلنا علامات الإعراب كما دعا قاسم أمين وسلامة موسى وشبلي شميل وفرح أنطون ودعاة التدريج، دعاة (اجزم تسلم) كيف سنقرأ قوله تعالى: "إنما يخشى الله من عباده العلماء" سنقرؤها: (إنما يخشي الله من عباده العلماء). ولو قرأنا الآية باختيار (اجزم تسلم) لانصرف المعنى إلى خشية الله من العلماء حاشاه سبحانه، وهذا كفر لأنك إذا أزلت الإعراب كقرينة في المعنى لم تبق عندك إلا قرينة الرتبة، والرتبة كما هي في اللغة الفرنسية؛ الفاعل مقدم على المفعول، ولهذا فالفرنسية ولأنه ليس فيها إعراب، لا يمكن تغيير الرتبة. القرينة في معرفة الفاعل من المفعول به في اللغة الفرنسية, هي أن الفاعل في الأول والمفعول به في الأخير. لماذا تلتزم اللغات الأوروبية بالرتبة؟ ولماذا لا يمكن تغيير الرتبة؟ لأن الرتبة في القرينة الوحيدة على المعنى، ولأنها لغات افتقرت إلى الإعراب، أما في العربية فتقول: ضرب زيد عمرا، وتقول: ضرب عمرا زيد وتقول: عمرا ضرب زيد وتقول: زيد ضرب عمرا. العربية تقبل في الجملة التي فيها ثلاث كلمات، ست رتب، والسبب هو أن العربية احتفظت بإعرابها، أما اللغات الأوروبية فضيعت إعرابها لأنها كانت عبارة عن دوارج ثم تحولت إلى لغات رسمية، ولذا ستجدون الإعراب في اللاتينية، وستجدونه في الإغريقية (اليونانية القديمة)، وهو موجود إلى حد ما في الألمانية، لأنها احتفظت بتعقيدها، أما العربية فقد حفظها القرآن، ولهذا فلا يمكن اليوم أن نضيع الإعراب لأنه يحمي المعنى، والآيات القرآنية كلها مربوطة بالمعنى، سيدنا علي عندما اختلف المسلمون أمامه في؛ هل يغسل الرأس أم يسمح؟ "يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين"(5) وهناك مذهب فقهي يرى بمسح الرجل لأنها معطوفة على الرأس؛ والعطف تشريك في الحكم والإعراب كما يقول النحاة والمناطقة دخل زيد وعمر وفهما شريكان في الفاعلية والرفع والدخول، فقال سيدنا في بنباهته: "إن كان الأمر إلى الكسر فالمسح أولى، وإن كان الأمر إلى النصب فلغسل أولى" (فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين" أرجلكم منصوبة، فهي معطوفة على وجوهكم، فإذن الرجل تغسل إذا قرأت، وهذه قراءة موجودة، (فامسحوا برؤوسكم وأرجلكم) أرجلكم هنا تعني مسح الرجل لأن الإعراب يفيد المعنى. إن الأمر لا يتعلق فقط باختلاف القراءات بل يتعلق بحكمة التشريع الرباني، لأن المسلم إذا كان عنده جورب يمسح، وإذا لم يكن عنده جورب يغسل؛ فالرجل تغسل، والرجل تمسح، رخصة للمسافر والمريض والمحتاج ولابس الجورب في البرد الشديد. وهكذا نجد أن سيدنا علي أشار مبكرا إلى أن المسألة تتعلق بعلامة الإعراب. هذه نبذة عن اللغة العربية وكرامتها وفضلها وأهميتها وعن علاقة اللغة بالفكر والهوية.
الهوامش:

الشعراء: 193/195.

الرعد: 38.
يوسف: 2.
الحج: 15.
المائدة: 7.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.17 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.08%)]